موعد مع الـوالـــي

موعد مع الـوالـــي


01-07-2007, 11:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1168166102&rn=0


Post: #1
Title: موعد مع الـوالـــي
Author: Badri
Date: 01-07-2007, 11:35 AM

‏(كلام عابر)‏
موعد مع الـوالـــي
المهندس الجيولوجي والبروفيسور حاليا في مرفق بحث مرموق في إحدى الجامعات ‏الخليجية، ونشير إليه بحرف (س)، رجل مسكون بحب الوطن ومهنة الهندسة ‏الجيولوجية. عمل قبل أكثر من ثلاثة عقود في شتى بقاع السودان وكان يترك بصماته ‏أينما يذهب. كان أول من اقترح مد بورتسودان بمياه النيل في دراسة قدمها عام ‏‏1974م للمسئولين. اغترب في الخليج مثل كثيرين غيره من أبناء نفس المهنة حتى ‏اجتذبه قبل سنوات قليلة ذلك المرفق البحثي الخليجي المرموق الذي يعمل فيه حاليا ‏والذي يتمتع المسئولون فيه بأنوف خبيرة تميز رائحة النابغين أينما كانوا . ورغم أن ‏‏(س) يحمل إجازات علمية رفيعة من السودان وأستراليا والمملكة المتحدة إلا أن مصدر ‏فخره دائما هو عدد الآبار التي قام بحفرها في كل مناطق السودان التي تعاني من ‏العطش. ويبدو أن (س) أحب منطقة القضارف أكثر من غيرها، ففيها قام بحفر أول ‏بئر في حياته المهنية الطويلة وحفر آبار أخرى في كجرا، دوكة، باسندة، قلابات، ‏الهشابة، السرف الأحمر، حمداييت وغيرها من مناطق ولاية القضارف. والمعروف أن ‏مدينة القضارف تستهلك يوميا ثلاثين ألف متر مكعب من المياه، توفر 70% من ‏محطة مياه الشواك على نهر عطبرة ، وهي قد شيدت منذ أكثر من ثلاثين سنة بطاقة ‏إنتاجية يومية قدرها 28000 متر مكعب ، وتوفر 16% من الإستهلاك من آبار ‏‏(أبوالنجا) ويتبقى نقص يبلغ 14% (ربما تكون الأرقام الفعلية للإستهلاك والفجوة ‏الإنتاجية أعلى من هذه الأرقام بكثير). ويبلغ سعر برميل المياه في القضارف أكثر من ‏‏10000 جنيها في ذروة شح المياه. وتعمل حكومة الولاية حاليا على تشييد محطة ضخ ‏مياه جديدة في خشم القربة بتكلفة ثلاثين مليون دولار شبيهة بمحطة الشواك التي ‏تعاني من مشكلة ترسب الطمي الذي يسد المواسير الساحبة والناقلة بسبب موسمية نهر ‏عطبرة وكميات الطمي التي يجيء بها الفيضان، وكأننا نكرر نفس الخطأ القديم .‏

نعود مرة أخري للبروفيسور (س) الباحث عن المتاعب الذي ظل في مهجره يتسقط ‏أخبار المياه في القضارف رغم همومه التي تكفيه وزيادة . إتصل الرجل هاتفيا بوزير ‏دولة سابق من معارفه والذي قام بدوره بالإتصال بوالي القضارف ونقل له مقترح ‏‏(س) لحل مشكلة مياه القضارف حلا جذريا بناء على الدراسات التي أجراها (س) ‏والخبرات المتراكمة التي يتمتع بها ، وعرض (س) بتقديم محاضرة في القضارف عن ‏مقترحه وأن يقوم بالإشراف على الطاقم المنفذ للحل إذا اقتنع به من يهمهم الأمر ‏وتدريب ذلك الطاقم بلا مقابل. رأى (س) أن يستغل علاقته الشخصية بذلك الوزير ‏السابق حتى يكون صوته مسموعا أكثر لدى الوالي وتجنبا للتعقيدات التي قد يخلقها ‏روتين الإتصال. رحب الوالي على الهاتف بهذا العرض المجاني الكريم واتصل هاتفيا ‏بالبروفيسور (س) داعيا إياه للحضور للقضارف عندما يجيء للسودان في إجازته ‏السنوية التي عادة ما تكون في شهري يوليو وأغسطس من كل عام. جاءت الإجازة ‏وجاء (س) للسودان حيث أمضى بضعة أيام في بلدتهم التي تقع جنوب الخرطوم ثم ‏التفت لنداء الواجب فاتصل هاتفيا بمكتب والي القضارف للتحية ولتحديد موعد لبدء ‏العمل، ولكن الموظف المختص في مكتب الوالي الذي كان يتولى الرد على مكالماته ‏الهاتفية كان في كل مرة يرد عليه بأن الوالي في اجتماع أو أنه على سفر أو أنه ‏مشغول بأمر ما، حتى نفذ صبر (س) رغم ما عرف عنه من "طول بال" وتمهل في ‏الأمور . في آخر محاولة للتواصل مع الوالي رد نفس الموظف على العالم الجليل بقبح ‏شديد ولا مبالاة قائلا: (ياخي أحسن تركب البص وتجينا في القضارف وبعد كدا نشوف ‏ليك ميعاد مع الوالي). وهنا‎ ‎‏ طاف بذهن البروفيسور (س) مثل ذلك يدس المحافير ‏من الذين أتوا لمساعدته في حفر قبر أبيه، فدب اليأس في نفسه،أي البروفيسور(س)، ‏وقرر أن يخصص إجازته لقضاء أموره الخاصة المتشعبة والتواصل مع الأهل ‏والعشيرة في الخرطوم والجزيرة وهم كثر بفضل الله، وصرف النظر عن القضارف، ‏وقد كان.‏

ترى من يبلغ والي القضارف أن البروفيسور (س) ما زال،رغم كل شيء، ينتظر وهو ‏يتأبط أوراقه لتقديم معرفته وخدماته المجانية لأهل القضارف ، وهي معرفة وخدمات ‏يعتقد أنها ستوقف هدر الجهد والوقت والمال العام؟

قبل الختام:‏
تلقيت رسالة شفهية من الأخ أبو الحسن محمد أبوالحسن ، الدمام، المملكة العربية ‏السعودية يقترح فيها تكوين مجلس أو لجنة متخصصة من ذوي المعرفة والتخصص ‏لتقوم باختيار ضيوف برنامج "أسماء في حياتنا" التلفزيوني ووضع إطار عام للأسئلة ‏التي ستطرح عليهم في البرنامج ، وإن أممكن تحديد هذه الأسئلة، بدلا ترك الأمر ‏لمزاج وأفق السيد عمر الجزلي نظرا لأن البرنامج توثيقي هام وحساس ويبث من ‏جهاز يفترض أنه قومي التوجه والملكية، كما اقترح الأخ أبوالحسن أيضا أيضا أن ‏يستضيف البرنامج المذكور الأستاذ الكاتب الكبير حمدنا الله عبدالقادر. (وقد أسمعت إن ‏ناديت حيا).‏

‏(عبدالله علقم)‏
Khamma‏46‏@yahoo.com