الإســـتـقلال , قـراءات مغـايــرة و مســـتفزّة للحــــدث القديــــم ...................

واحد و خمسون عاماً قد إنقضت منذ طوى السيد إسماعيل الأزهرى العلم الإنجليزى , و رفع بدلاً عنه علم جمهورية السودان ذو الثلاثة ألوان, فماذا تحققّ بعد كل هذه السنوات الطوال و حتى الآن, و على كل النواحى و المناحى ؟
ماذ كان سيكون عليه الحال الآن مثلاً, لو أن حركة 1924 كانت قد تطورت إلى ثورة شعبية و أنها قد نجحت فى صنع الإستقلالً ؟
هل جاء الإستقلال مبكرا جداًً , أم أنه جاء متأخراً عن موعده ؟؟؟؟
هل كانت الجماهير و القوى السياسية مثلاً على أهبة الإستعداد لورثة تركة المحتل فى إدارة العملية السياسية, أم أنّ ما خلّفه المستعمر لم يعدو كونه " كوادر " خدمة مدنية, أقصى ما تنجح فى إدارته هو مصلحة, أومشروع أو إدارة ما, لكن حتماً ليس دولة بحالهاً؟؟؟؟
بصيغة أخرى, هل قام الإنجليز بإعداد الكوادر الوطنية لتولى المسؤوليات السياسية فى يوم ما, أم أنهم ما أرادوا إلآ " إسبيرات " صغيرة لدولاب المستعمرة الهائل.
هل كان الإستقلال خطيئة سياسية كبرى , كما درج البعض على تسمية إنتفاضتى اكتوبر و ابريل المجيدتين مثلاً ؟؟؟,
هل أخطأنا فى الإستقلال , أم أخطأنا فى تشكيل حكومات وطنية لم تنجح إلآ فى تحرّيض المؤسسة العسكرية فى الإستيلاء على السلطة, مراراً و تكراراً؟؟؟؟.
هناك حركة تدعو لعودة المحتل ( حمـد ), ما مدى الصحة و الأحقية و " العقلانية " فى مثل هكذا دعوة ؟؟؟.
أتمنى من الأخوة المتداخلين " توسيع " صدورهم و فتحها للكثير مما يبدو مستفزاً, وألا يحيدوا فى مداخلاتهم عن الهدف الأساسى , وهو مساءلة الكثير من الأفكار و المسلّمات فى حياتنا السياسية, و دون رسم مناطق محرّمة , أو " تابو" يحدّ من حرية الكتابة و النقاش فى هذا الأمر .
دمتم جميعاً أيها الأخوة .

ماذا عنى الإستقلال للقوى السياسية فى ذلك الوقت , و ماذا يعنى لها الآن , و المحن تحاصر و تطوق الدولة من كل إتجاه , و عقدها يكاد ينفرط , بل و هاهو الإستعمار قد عاد إليها فى شكل إحتلال " زِنديّة " و " حُمرة عين " لجزء من أراضيها , و مهددات تدويل و تدخل دولى لحل خلافات و نزاعات عجزت الحكومة ( الوطنية ) عن حلّها , و لا عن المطالبة بــ" جلاء " المحتل الصديق عن تلك الرقعة من جسدها العزيز ؟
ماذا عنى الإستقلال , و ماذا يعنى الآن , بل ما هو الإستعمار أصلاً ؟؟؟؟؟!!!!!!

up