تبعات ملف دارفور الشائك على صعيد جبهة السودان الداخلية والدولية، ومدى نجاح " /�> تبعات ملف دارفور الشائك على صعيد جبهة السودان الداخلية والدولية، ومدى نجاح �� /> أفريقيا 2007- السودان ودارفور.. مركب عبور.. أو قشة تقصم الظهر

أفريقيا 2007- السودان ودارفور.. مركب عبور.. أو قشة تقصم الظهر


01-02-2007, 08:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1167767811&rn=1


Post: #1
Title: أفريقيا 2007- السودان ودارفور.. مركب عبور.. أو قشة تقصم الظهر
Author: محمد عادل
Date: 01-02-2007, 08:56 PM
Parent: #0

إعداد: حسن ساتي لندن: «الشرق الأوسط»
وضع السودان منذ يوم أمس أقدامه على عام 2007 بثابت أوحد هو أن العام سيكون مشبعا بأحداث من شاكلة تلك التي يقال عنها إن لها ما بعدها، وأهمها:
> تبعات ملف دارفور الشائك على صعيد جبهة السودان الداخلية والدولية، ومدى نجاح الحكومة السودانية في الوصول إلى اتفاق جديد مع جبهات أزمة دارفور الرافضة لاتفاق أيوجا مايو 2006، والذي وقعته الحكومة السودانية مع فصيل حركة تحرير السودان بقيادة مني أركوي مناوي، فأصبح بموجبه كبير مساعدي الرئيس البشير ورئيس المجلس الانتقالي لحكم إقليم دارفور. والجبهات هي حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور، وحركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم، والتحالف بقيادة أحمد إبراهيم دريج، وقد توحدوا أخيرا تحت راية جبهة جديدة اسمها جبهة الخلاص. وهناك أيضا تحريك قضية المتهمين من المسؤولين السودانيين بجرائم حرب والتي ربما تأخذ أوجها في فبراير مع التوقعات بمطالبة محكمة الجزاء الدولية بمثول بعض المتهمين أمامها. > وفي ملف دارفور ذاته، وبعد موافقة الحكومة السودانية الحيية يوم الأحد قبل الماضي 24 ديسمبر (كانون الأول) 2006 على تطعيم وتعزيز قوات الأمم المتحدة، سيكون عام 2007 عاما حاسما على جبهة الملف الأمني في دارفور بوجود قوات دولية، ليرفع أسئلة كثيرة وقضايا كثيرة، سيرد الحديث عنها.

> بزوغ ملامح بقاء السودان موحدا أو ملامح اتجاهه نحو الانفصال باستفتاء عام 2010 المستحق وفق اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة السودانية مع الجيش الشعبي لتحرير السودان في نيفاشا الكينية في 9 يناير (كانون الثاني) 2005، والذي تلاه بعد أشهر رحيل قائد الحركة الشعبية جون قرنق ليخلفه نائبه سلفا كير في قيادة الحركة ورئاسة حكومة الجنوب والنائب الأول للرئيس البشير وفق نصوص الاتفاق.

> بدء الأحزاب السودانية في الاستعداد لانتخابات عام 2008 المصيرية والتي سيتحدد وفقها شكل خريطة القوى السياسية في السودان سواء بقي دولة واحدة أو انقسم إلى دويلات.

يصلح أي من تلك المحاور لوحده ن يأخذ المساحات المخصصة لسودان 2007، مثلما يؤكد أيها أن عام 2007 هو عام سيبلور فيه سودان آخر غير الذي عرفه أهله، بل محيطه العربي وفضاؤه الأفريقي، باعتبار أن أيا من تلك المحاور سيضع بذرة من بذور ذلك الشكل الجديد.

فعلى صعيد ملف دار فور، أعلن السودان موافقة حيية بعد رفض استخدم فيه أغلظ الملاسنات ضد وصول أي قوات دولية لدارفور بموجب قرار مجلس الأمن 1706 الصادر في 31 أغسطس (آب) الماضي، والقاضي بتحديد آخر يوم للنظر فيه يوم أول من أمس الأحد 31 ديسمبر 2006، علما أن القرار قد تمّ اتخاذه تحت الفصل السابع، وسيصل بموجب تلك الموافقة جنود وخبراء من الأمم المتحدة على ثلاث مراحل وفق خطة قدمتها الأمم المتحدة، فيما اقترب الطرفان من الوصول لصيغة ترتدي بموجبها القوات المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي قبعات الأمم المتحدة الزرقاء مع وضع شارات خضراء على الكتف شعار الاتحاد الأفريقي.

ولكن القضية لن تتوقف هنا عند هذه المسألة الإجرائية، لأن عصب هذه القضية يكمن في قضيتين أخريين هما.

> موقف الفصائل الرافضة لاتفاق أبوجا من هذا الحل الوسطي ومدى قبولها بالخطط الأمنية من القوات المشتركة والتي تعني بالضرورة عدم قيام معارك ضد الجيش السوداني، ومدى قابلية الجيش السوداني بنفس الموقف.

> مدى قدرة السودان وتشاد المجاورة على تسوية الخلافات والتوتر في علاقاتهما واتهامهما لبعضهما البعض بمساندة القوى المعارضة والحاملة للسلاح في وجه الشرعية القائمة.(العقيد القذافي عقد جلسة مصالحة بين رئيسي البلدين قبل أشهر وتبخرت معظم بنودها على أرض الواقع).

من غير ذلك يمكن أن تعود قضية دارفور للمربع الأول، وتطرق أبواب مجلس الأمن مرة أخرى بحثا عن قرارات جديدة تشير كل الدلائل إلى أنها ستكون وبالا على السودان فيما لو صدرت، وعلى الحكومة وهي تستعد للدخول في انتخابات بحزب المؤتمر الوطني الذي تمثله، وأمام تأييد كان قد أبداه شريكاها في عملية سلامي الجنوب ودارفور من القبول بالقوات الدولية، مثلما يمكن أن يعلو إيقاع المطالبة بتسليم قائمة الـ51 المتهمين بجرائم حرب.

أما على صعيد تدشين الكيانات السياسية الكبرى (حزب الأمة والمؤتمر الشعبي بقيادة الترابي، والاتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي)، فالثابت هنا أيضا أنها تتحرك من مواقع مالية يفوقها فيها المؤتمر الوطني الحاكم وشريكه الحركة الشعبية بسنوات ضوئية كما يقال، إضافة إلى أن مياها كثيرة أيضا قد مرت تحت الجسور منذ آخر انتخابات تعددية شهدها السودان في أبريل (نيسان) 1986 ، وتلك المستحقة في العام القادم. والى ذلك، وعلى صعيد بروز ملامح توجه الجنوب سواء نحو الوحدة أو الانفصال، فعطاء العام الماضي، رغم ما يقال عنه من أنه عام بناء الثقة، لا يوحي بأن أيا من طرفي الاتفاق يسعى بجدية لجعل خيار الوحدة جاذبا، كما يشيعان في أدبياتهما، ومن هنا فما يزيد فضاء 2007 أهمية في هذه الجزئية هو أنه ربما يُبرز شكلا أكثر قابلية للتأويل من ممارسات عام واحد.

2007 عام خطير ومثير بكل المقاييس لدى السودان ومحيطه العربي والأفريقي، ومعهم كبار الأسرة بسبب قضية دارفور والمتهمين بجرائم حرب فيها.