مات رئيس ومات مغن : ولكن أين الدروس ..؟ بوب هربرت عن النيويورك تايمز

مات رئيس ومات مغن : ولكن أين الدروس ..؟ بوب هربرت عن النيويورك تايمز


12-29-2006, 02:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1167400475&rn=0


Post: #1
Title: مات رئيس ومات مغن : ولكن أين الدروس ..؟ بوب هربرت عن النيويورك تايمز
Author: jini
Date: 12-29-2006, 02:54 PM

Quote:

ليس سهلا أن تجد رجلين مختلفين عن بعضهما بصورة كبيرة مثلما تجد ذلك بين من جيرالد فورد وجيمس براون. لكن رد فعلي كان متماثلا لوفاتهما: شعور بالخيبة من بعض الطرق التي سلكتها الأمة منذ أيام شهرتهما الطاغية.

فكلا الرجلين وجهان مهمان، فهما يمثلان نقاط انعطاف في تاريخ أميركا ما بعد الحرب العالمية الثانية. فبراون تألق نجمه خلال قمة حركة الحقوق المدنية أواسط الستينات من القرن الماضي، بينما تألق نجم فورد عند قاع «الكابوس الوطني الطويل» لفضيحة ووترغيت.

وكلاهما كانا مقدمتين لنذر بقدوم الجديد. أصبح براون بتسريحة شعره النسائية تجسيدا للكبرياء الأسود، وبأسلوبه الشعري التروبادوري راح يحث أبناء جلدته على أن يرددوا بصوت عال: «أنا أسود.. وأنا فخور» في وقت راحت أبواب المدارس والفرص تنفتح أمام الأميركيين السود بعد قرون من المهانة المهولة.

كان فورد أكثر من معالج لفضيحة ووترغيت. كذلك كانت أميركا في آخر مرحلة من مراحل كابوس فيتنام. وكانت واقعة تحت رحمة أزمة طاقة متواصلة تبحث عن طريق يقودها إلى الأمام.

ينبع شعوري بالخيبة من كون تلك الفرص لم يتم استثمارها والدروس لم تستخلص، من تلك الفترتين، واللتين كانتا مملوءتين بالإمكانيات.

كانت رسالة براون دائما مملوءة بالحماس والتفاؤل. فعلى الرغم من وباء العنصرية المستمر كانت هناك أحلام خلال الستينات من القرن الماضي بقدوم أيام رائعة مستقبلا للأميركيين السود، أيام الأحكام المسبقة والتعميم والحط من قيمة السود التي كانت في الماضي، ستتم إزالتها من خلال مرحلة تعليم جديدة تستند إلى إنجازات الفرد الثقافية والحرفية.

ولم تكن تلك الأحلام تشمل رؤى تخص تلك الفئات الواسعة من الناس الذين ظلوا يعيشون في الفقر، أو بالقرب من حدود الفقر، بعد أربعين عاما تقريبا. أو بقاء نظام التعليم الحكومي في وضع بائس، وهو حقا يستند إلى العزل العنصري، لا قانونيا ولكن على أرض الواقع، وهذا ما أدى إلى توسيع عدد السجناء السود المحرومين من فرص التعليم، بحيث أصبح أمر كهذا طبيعيا لعدد واسع من الشباب السود، بل أصبح يصوغ أذواقهم في الملابس والفن والموسيقى، بل وحتى في مستوى العنف الذي يقود آلاف الشباب السود إلى موت مبكر.

وذات يوم أبلغني جيمس فريمر، الذي ساعد على تشكيل مؤتمر المساواة العنصرية على مبادئ غاندي، بأنه حتى عندما كانت حركة الحقوق المدنية تحقق نجاحاتها المذهلة ارتكب زعماؤها خطأ فادحا.

فقال: «لم نقم بأي تخطيط بعيد المدى. ولهذا فقد كنا بدون برنامج بعد نجاح جهودنا التي اشتملت على مشروع قانون للحقوق المدنية وتشريع حق التصويت. وكان... وكان..الخ، ولكننا، وبشكل عام، لم نفعل ذلك باستثناء ما يتعلق بإثبات وجودنا. كان ينبغي أن تكون لدينا خطة».

وسيكون من الحماقة الإشارة إلى أن أميركا ككل لم تحقق تقدما هائلا منذ سنوات الستينات والسبعينات. ولكن من المستحيل التفكير برئاسة جيرالد فورد، الذي أنهى رسميا المشاركة الأميركية في حرب فيتنام، والإخفاق في ملاحظة أن وزير دفاعه دونالد رامسفيلد، ورئيس مكتب موظفيه ديك تشيني، كانا من بين المهندسين الرئيسيين للكارثة الحالية في العراق. كانت هناك دروس هامة مستمدة من فيتنام. ولكن رامسفيلد وتشيني افلحا في تجاهلها.

وقد أدت أزمة الحصار النفطي عام 1973 بالبلاد إلى اتخاذ إجراءات في مجال الطاقة. ولكن تلك الجهود الأولية الناجحة تمّ تقليصها، بدل تعزيزها، بسبب المد السياسي المحافظ في السنوات التالية المنصرمة.

ونحن نواجه الآن تهديد التسخين الحراري، وكالعادة ليست هناك خطة.

وهنا وإذا كان التاريخ أن يبلغنا بشيء، فهو أننا لا نتعلم من التاريخ أبدا. فقد كان بوسعنا أن نتراجع عن الحرب في العراق، ونتجه إلى مجابهة تحدي التسخين الحراري ، وأن نتعلم شيئا عندما كان جيمس براون في قائمة أفضل المبيعات الموسيقية وكان جيرالد فورد في البيت الأبيض، ولكن ربما نفعل ذلك في المرة المقبلة.

* خدمة كتاب «نيويورك تايمز»