Post: #1
Title: مذكرات مفلس (العالم أغلى مكان في العالم)
Author: mutwakil toum
Date: 12-29-2006, 11:24 AM
مذكرات مفلس (العالم اغلى مكان في العالم..) إلي راشد عبد المنعم ( وجدتها بين هياكل الذكريات)
هذه الغرفة ، للمعلومية ، تقع في أرقى الأحياء . رغم ذلك لا شئ يؤهل لتسميتها بغرفة، سوى سكني بها ورفيقي في الغار (راشد) ، أقول سكني بها ورفيقي حولها من لقب مخزن او جراج ، الي غرفة ، وتسميتها بـ(بغرفة) بمثابة تدليلها، إذ لا يعقل تسمية المــكان الذي أسكن فيه، والذي يحمل اربعة جدران وسقف بتسمية أخرى . للغرفة كامل الحق أن تسمي نفسها غرفة ، فهي مستطيلة وذات أربعة جدران، وهي - الاربعة جدران- ما يفصل بين الكهف والغرف ، إذن فهي غرفة - رغم أنف راشد الذي بلا أمانة يسميها، بالكهف - (راشد للمعلومية لا يتعامل بأمانة إلا مع شيوعيته والتي فصّلها عملياً بمقاسات فقرهِ . ) . وللحي الراقي كامل الحق في إعتمادها بجوفه، فتوقيع التصديق الذي حمل الموافقة بِبِناءها كان صادقا، ً حينما ورد فيه أنها مخزن وبالعدم جراج . الخطأ يكمن فينا، رفيقي وأنا . أدون إعترافي هذا لتبرئية الحي الراقي - حي الدفينس - من المهزلة التي ترتبت علي وجودي، مصحوباً براشد والفلس (راشد والفلس هما وجها عملتي التي أدخرها لليوم الأسود) علاقتي مع الفلس قديمة ، حميمة، يتفقدني حين أغيب عنه ، ولا يغيب عني طويلاً ، إن اقترقنا عن بعضنا نتلاقى بلهفة ، دموع من جانبه ، شوقي نحوه مشوش لإيماني بأني سألتقيه . حين نلتقي تتشابك ايدينا وننزوي داخل غرفة : لا نخرج ، نصب الشاي فوق الشاي ، الفلس -رفيقي- بشكل ما ، يحب الشاي ، الشاي بشكل ما، يحب الفلس . الفلس بشكل ما ، يحبني ، وأنا لم أتحقق من مشاعري نحوه بعد ، لا أقول احبه إنما علاقتي به قديمة ، حميمة. كما اني قطعاً لا أكرهه فهو كائن صوفي، ذاهد في الأكل ، يعشق المشي ، له قلب وشفتين لكن لا يتجراء طرح امر العشق .. كما ذكرت في البداية ، علاقتي به قديمة ، حاصرني منذ سفري لكني لم اتنبه لذلك الا حين ولوجي الجامعة ، لا ، بل حين انتقالي الي هذه الغرفة . الغرفة وللمفارقة تقع في أرقى حيً بالمدينة ، ووضعيتها في هذا الحيً الراقي تشوًه المشهد علي رصفائي ، أصدقائي الذين يتماسون معي في خط الفقر، بتوجس نظراتهم نحوي بشبهة البخل، وهو أمر مؤلم ، المفلسون أشد شفافية من عامة الناس) . وجودنا راشد وأنا في هذه الغرفة تمً بمنتهى الخبث والتكتيك من جهتنا ومالك الغرفة (حتى وجودي فيها تفهمته متأخراً ، فقد كنت أظن بسذاجة أن هفوة الإيجار التي قامر بها الجنرال صاحب البيت بنا كانت بدافع إضافة لدخله، الذي يتسلمه بدورية شهرياً من خلال معاشه ، ولكني تيقنت أن الجنرال ليست بالسذاجة التي تقوده ليختارني راشد وانا، أن نكون دخلاً إضافياً ، إنما، الجنرال كان يعاني من الوحدة، وفي جوفه حكاوي وبطولات يسعي لتفريغها ، كنت ورفيقي ندفع سوءة فقرنا بالإنصات إلي بطولاته ساعات طوال يتخللها الشاي. الشاي الذي يشق كلام الجنرال وقصصه لا يتصالح مع الفقر..مع الفلس ، رغم أنه لا يختلف عن الذي نرشفه في الغرفة الكهف وهو الذي يجعلني أصف الشاي بأنه ذي وجهين . ) نعم الجنرال يعنيه تفريغ جوفه من الحكاوي ، إكتشافي بإن الجنرال يستعملنا كمستمعين أصابني بتوجس لم يستمر طويلاً إذ خشيت طردنا بعد إكمال أقاصيصه عن الحروب لكن سرعان ما تبيًن لي إن الجنرال ينسى أو يتعمد أن ينسى أنه حكي القصة المعينة وبالتالي آفة التكرار التي رغم انها تقتل متعتنا بالشاي ، لكنها مؤشر الي بقائنا أطول فترة رغم تلكؤنا في دفع الإيجار وما علينا من مستحقات ، الجنرال يكرر حكاويه ويكرر عرض الصور التي أخذها مع جمال عبد الناصر وجعفر نميري - صورته مع جعفر نميري ، ربما هي الدافع لاختيارنا أنا وراشد لنكون خياره، فواقع الحال يقول من أين له ببشر يعرفون نميري وعبد الناصر سوانا ، راشد وأنا، في هذ البلدة المنسية ، وهذه الصورة هي المنفعة الوحيدة التي خرجنا بها من ثورة مايو . رغم انا ظللنا نعتبر أنفسنا ضمن المواطنين الثوار الأحرار طيلة فترة نميري . حفظه الله . سقف الغرفة منخفض للحد الذي يجعلني أنحني أثناء تجوالي فيها ، وهو ما سبّب لي تقوساً في الظهر يستمر حتى بعد خروجي منها ، كما أنها تفتقر للنوافذ كما هو متبع في سائر الغرف ، لذا مناخها حار جاف صيفاً باردة رطبة شتاءً ولكنها للِأمانة ليست ممطرة خريفاً وهذا ربما هو سبب نبوغها وبلوغها درجة الغرفة دون مؤهِلات تُحمد لها و للامانة - ايضاً - أن الفلس ليست السبب في خلوها من سرير ، إنما السبب هو المروحة التي أهدانا الجنرال والتي لا مجال لتعليقها في السقف لإنخفاضه ولضخامة حجمها مما اضطرنا راشد وأنا لتعليقها في الحائط الشمالي من الغرفة ، المروحة بلا غطاء ، إفتقارها لغطاء يدفع راشد لإيقافها خشية الإصطدام بها خلال ارقه الليلي المتواصل ، وصوتها الذي يشبه القطار لحظه توقفه، يدفعني لأيقافها ليلاً . لكن لها قدره مبيدية لطرد البعوض وتهئية الغرفة التي تقع تحت سطح الأرض بتهويتها وذلك أثناء غيابنا . حيدر أباد . عيد الأضحي . الكهف 1996
|
Post: #2
Title: Re: مذكرات مفلس (العالم أغلى مكان في العالم)
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 12-29-2006, 12:37 PM
Parent: #1
تحياتي ليك يا متوكل ..
كل عام وإنت بخير ..
|
Post: #3
Title: Re: مذكرات مفلس (العالم أغلى مكان في العالم)
Author: mutwakil toum
Date: 12-29-2006, 07:43 PM
Parent: #2
وأنت طيب يا ناذر : السنة الجاية بي مال كتير وعيال كبار
|
Post: #4
Title: Re: مذكرات مفلس (العالم أغلى مكان في العالم)
Author: mutwakil toum
Date: 12-31-2006, 12:09 PM
Parent: #1
|
Post: #5
Title: Re: مذكرات مفلس (العالم أغلى مكان في العالم)
Author: Eng. Mohammed al sayed
Date: 12-31-2006, 01:16 PM
Parent: #1
كل سنة وأنت طيب أخي متوكل أعادتني تفاصيل سردك بقصة ماركيز ليس لدى الكولونيل من يكاتبه
إقتباس(...)
ليس لدى الكولونيل من يكاتبه
Quote: نشرت هذه الرواية القصيرة عام 1958 في مجلة "ميتو Mito" ولم تصدر على شكل كتاب إلا عام 1961، كانت في الأصل مادة لرواية "ساعة نحس" التي صدرت عام 1962، ولكن الكاتب عزم فيما بعد على نشر النص في كتاب مستقل. تتناول هذه الرواية القصيرة، وهي ثاني رواياته بعد مجموعة "عاصفة الأوراق" 1955، قصة الكولونيل الذي حكم عليه منذ نهاية آخر حرب في سلسلة الحروب الأهلية في كولومبيا في بداية القرن العشرين بالعطالة التامة عن العمل. وتصور الرواية هذه القصة بصورة مقتضية وبدون أية إضافات خيالية أو شعرية، "فأمين صندوق الثورة السابق في مقاطعة ماكوندو" ينتظر راتبه التقاعدي الخاص بالمحاربين القدامى، منذ ما يزيد على ست وخمسين سنة. وتعد جولته الأسبوعية عند الميناء من الطقوس المخيبة للآمال، حيث ينتظر الكولونيل وصول مركب البريد كل يوم جمعة، ولكنه لم يكن يحمل له شيئا في أي يوم، فيعلق موظف البريد بقسوة: "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" ولم يبق للكولونيل أية أملاك أو ثروة سوى ديك الشجار الذي يعتبر ذكرى من ابنه أغوسطين الذي قتل رميا بالرصاص قبل تسعة شهور لقيامه بتوزيع منشورات ضد الحكومة العسكرية، فيجبر الفقر والجوع الكولونيل وزوجته المصابة بالربو على بيع الديك في النهاية، وما أن يضع الكولونيل عربون المشتري في جيبه، حتى تدخل الرواية منعطفا كبيرا، فيأخذ رفاق أغوسطين، الذين يتخذون من محل الخياطة نواة للمعارضة اللاشرعية في القرية، الديك ليومه التدريبي الأول استعدادا للمباراة المقبلة، وفي حلبة القتال يعيش الكولونيل حماس الشباب المثير، فالديك الذي يخصهم جميعا يكسب أهمية تتجاوز المباراة ويصبح رمزا للتضامن والمعارضة الفعالة. وعندما يأخذ الكولونيل الديك معه مجددا، يشعر بأنه لم يمسك بين يديه من قبل "كائنا دافقا بالحياة مثل هذا"، وتلمح زوجته إلى أن "المرء لا يمكن أن يأكل الوهم"، "ولكن الوهم يغذي" تكون إجابة الكولونيل الذي أصبح مستعدا الآن، "حتى الانتصار المنشود للديك"، أن يأكل "برازا" أن تطلب الأمر.
إن رواية "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" ليست رواية سياسية بحتة في مفهوم بعض المتطلبات التنويرية والدعائية البحتة، غير أنه يتم التطرق إلى التجاوزات الاجتماعية وأعمال القمع السياسي بصيغة الرقابة المنتشرة في كل مكان والمراقبة والعنف ضد المعارضة بصورة واضحة، يقول ماركيز في حوار مع بلينيو أبوليو ميندوزا عن بعض أعماله المبكرة، التي تتضمن شخصية الكولونيل، بأنها تشكل "نوعا من الأدب الهادف الذي يقدم صورة متميزة ومحسوبة بعض الشيء للواقع.. الكتب التي تنتهي بالصفحة الأخيرة".
يرتبط هذا التحديد المطالب به هنا مع غياب ذلك البعد الأسطوري، الذي يشكل أهمية أعماله اللاحقة، وخصوصا روايته "مائة عام من العزلة" 1967. أما سبب الاستقبال الكبير الذي حظيت به هذه الرواية القصيرة في أمريكا اللاتينية، فهو التركيز الأخاذ على الواقع الملموس والشيء المدرك والمرئي، هذا ما ينعكس في الصياغة اللغوية والروائية أيضا. |
......................................................................................... أما سبب الاستقبال الكبير الذي حظيت به هذه الرواية القصيرة في أمريكا اللاتينية، فهو التركيز الأخاذ على الواقع الملموس والشيء المدرك والمرئي، تحياتي محمد السيد
|
Post: #6
Title: Re: مذكرات مفلس (العالم أغلى مكان في العالم)
Author: mutwakil toum
Date: 12-31-2006, 07:20 PM
Parent: #5
باشمهندس : محمد السيد كو سنة وانت طيب : كولنيل ماركيز يشبه صاحب االسكن ، وكنا نسميه الجنرال اورليانو رغم ان اورليانو كان اكثر واقعية لأنه فضل صناعة اسماك الحلوى بعد خفوت بريقه من الاحتكاك بالبشر لكن جنرالنا كان يبحث عمن يدهشهم .. ك
|
|