الصراع السياسي بين تشاد والسودان ... المد الإسلامي...الولاء القبلي...أم الموازنات الدولية (1-3)

- كثيرون هم الذين لا يعرفون موقع تشاد من السودان قبل انفجار أزمة دارفور واتفاقية أبشة,

- قليلون جدا هم الذين يعرفون أن تشاد تربطها مع السودان حدود جغرافية تصل إلى قرابة ال 1300

كلم على الرغم من أن ذلك موجود في كتب الجعرافيا.

- قليلون جدا جدا هم الذين يعرفون أن الشريط الحدودي الوحيد الذي لم يعتدى على السودان من

خلاله في تاريخ البلدين القديم والمعاصر هو الحدود التشادية حتى اندلاع أزمة دارفور في 2003م،

بينماظلت الحدود مع السودان مصدر قلق لكل الأنظمة في تشاد.

- أزمة دارفور كانت قاصمة الظهر الذي كان وما تزال تجعل من البلدين كالضرائر التي تشترك

في رجل واحد.

- ما تزال تشاد والسودان تكيلان السباب والشتائم والإتهامات لبعضهما البعض، وتحتضن كل منها

الحركات المسلحة المناوئة للآخر، وتسعى كل واحدة منهما للنيل من الأخرى حتى ولو أضطرها ذلك إلى

التحالف مع الشيطان.

- ماهي أسباب الخلاف بين تشاد والسودان؟

- ماهي حقيقة التمدد الإسلامي للسودان؟

- ماهي الموازنات الإقليمية تجاه الصراع التشادي السوداني؟

- ماهي الأبعادالقبلية في الصراع السوداني التشادي؟

- ماهي الأدوار المتبادلة بين السودان تشاد في زعزة استقرار بعضهما البعض؟

- ماهوالموقف لبذي وصل إليه الصراع بين البلدين حتى الآن؟

- ماهي السيناريوهات المتوقعة للأوضاع السياسية في كل من البلدين؟

- ماهي فرص السلام والإستقرار في البلدين؟

- ماهي حقيقة اتفاقية طرابلس الأخيرة للسلام في تشاد؟

كل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى مشروعة سنحاول الإجابة عليها من خلال هذا البوست في شكل حلقات ننتظر

فيها إجتهاداتكم ومداخلاتكم لإجراء حوار بناء حول هذه القضية الشائكة.

تعالوا معناإلى أولى حلقات هذا الموضوع.

*******




تشهد الأوضاع السياسية في تشاد منذ فترة ليست بالقصيرة تحولات مفصلية متشابكة الأحوال والأحداث

للدرجة التي يصعب فيها على القارئ - ولو كان حصيفا- التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع،

ذلك أن التغيير السياسي في تشاد كان ولا يزال يعتمد بشكل أساسي على الظروف والأوضاع السياسية

في السودان.

وعلى الرغم من أن تشاد والسودان قد استقلتا عن الإستعمار في سنين متقاربة، حيث نالت تشاد

إستقلالها بعيد استقلال السودان بسنتين في أغسطس 1960م، إلا أن الأنظمة السياسية في تشاد ظلت

وعلى الدوام تتخذ من النخب والأراضي السودانية منطلقا لها. وليس هناك أدل على هذا الزعم أكثر

من الماضي القريب والواقع المعاش وربما المستقيل القريب القادم. فكل الرؤساء الذين مروا على

الحكم في تشاد - باستثناء فرنسوا تمبلباي الذي ورث الحكم عن الإستعمار الفرنسي – كانوا إما

أدوات للنخب والأنظمة السودانية وإما أنهم حاولوا استغلال هذه النخب والأنظمة ليتسلطوا على رقاب

الناس.

والأدهى من ذلك أن الأنظمة السياسية في السودان والتي يسيطر على جميعها بلا استثناء الأطماع

التوسعية كانت ولا تزال تجد ضالتها في مثل أولئك الساسة التشاديين الذين يظنون جهلا أنهم

يستغلونها في تحقيق أهدافهم. ولنفس السبب فإن أول ثورة تشادية مسلحة بعد الإستقلاق تكونت في

نيالا ومدني في العام 1962م بأبعاد عروبية/إسلامية، وأطلقت النار من داخل العمق السوداني

إيذانا بازهاق الدم التشادي، ومن يومها ظل السزدان يدير خيوط اللعبة السياسية في تشاد حتى

تسبب في حرب التسعة أشهر، والتي أقل ما توصف به أنها داحس وغبراء العصر الحديث، ليعود

السودان مجددا ليكون الحكم والخصم في تفس الوقت عبر جولات مكومية من المؤتمرات والقمم في كل

من الخرطوم، طرابلس، كانو، لاغوس وأديس ابابا لينقلب على كل هذا إثر بعض الخلافات مع الأطراف

الأخرى في المعادلة التشادية ويتبنى حسين هبري ، ويفتح له الأراضي والعدة والعتاد ليصل منتصرا

إلى سدة الحكم في يونيو1982م .

بعد مضي 8 سنوات تقريبا شهدن فيها الأوضاع السياسية في تشاد والسودان تغيرات جوهرية، أهمها

الصراع الليبي التشادي على شريط أوزو ووصول الجبهة الإسلامية إلى الحكم في السودان تنقلب

الأوضاع رأسا على عقب لتتبنى النخب السودانية رؤية جديدة كان لها ما قبلها منذ أيام التنظيم

تجاه تشاد، فتحتوي الإنقاذ حركة العقيد/ إدريس ديبي إتنو – والتي لم تساهم هي إلا بقدر يسير في

خروجه على نظام هبري، ولكنها وجدت فيه ضالتها – وتفتح له المعسكرات ، وتمنحه السلاح، وتساعده

في تجنيد شباب قبيلته التي لها امتداد في السودان أكبر من تشاد، وتسوقه لدول المنطقة

والإقليم – رغم أنها كانت في حاجة إلى حشد الدعم لنفسها – ليصل ديبي رئيسا إلى تشاد في ديسمبر

من العام 1990م مصحوبا بعدد من المستشارين وبعض الكوادر الإسلامية.

ولأن الثبات للأشياء ينقلب السحر على الساحر، ويقوى الإنتماء إلى القبيلة ، ويُنكر الجميل لكي

تنقلب الآية وتبدأ تشاد في محاولة تغيير كيمياء التركيب السياسي في السودان.

العزيز محمد نور

عيدك سعيد

في معرض ترحيبي بك تمنيت عليك أن تطلعنا علي الواقع السياسي في تشاد و ها انت تفعل مشكوراً... وجدت في هذا المكان عاتب علي قلة تداخل الاخوة و الاخوات في بوستاتك فلا تبتئس يا صديق فهذا كأس نشاركك الشراب منه... انظر الي تاريخ اشتراك في المنبر و أعلم أني لي اصدقاء كثر منهم من تعمقت علاقتي بهم هنا و منهم معارف طفولة و صبي، منافي و وطن.. لكن ذلك لم يعصمني جفوتهم و زهد الزوار من غير الاعضاء في بضاعتي.. هذا واقع غير مريح الا اني وقعت ضحية لما كنت اواسي به الاخرين من يزهدهم الاعراض في مواصلة الكتابة ناصحاً بأن لو تحقق الحد الادني من فوائد الكتابة فهذا دافعاً كافي لاجتراحها فالمردود المضمون يتمثل في التنفيس عن النفس و بقاء العشم في أن يستفيد لو فرد واحد من خطأك أو صوابك.
النقاط التي اشرت لها جيدة و اتمني أن تتعرض لها بشئ من التفصيل و اتفق معك بأننا في السودان قد مورست كثير من الاخطاء الفظيعة باسمنا في حق بعدنا الافريقي خاصة فيما يخص تلك المجاورة لحدودنا و أن <الايدلوجية> العروبواسلامية مثلت جدار سميك حجب عنا الشأن الافريقي و علق العقول و الافئدة و العيون شرقاً و شمالاً. النتائج المأساوية لهذه الغفلة و السياسات المؤدلجة غير المتوازنة لم تدع مجالاً لاستمرار هذه الاحادية و ليس سوي توازناً حقيقياً او زوال للدولة السودانية الواحدة..
واصل و لك وعدي بمشاركات جدية بقدر المتاح و اؤكد لك أن وجودك يحقق فوائد متبادلة كما أتمني أن ينشط اخوة ارتريون و صوماليون و اثيوبيون هم اعضاء في المنبر و أن ينضم اليهم اخرون.

العزيز نصار

تحياتي وأشواقي .. كل عام وانت بخير.. والأهل.

ترحيبك في البدء كان سببامباشرا للإحساس بإلفة المكان والزمان، ودافعاأقوى لإفتراع بداية

متواضعة نرجو منها الإستفادة قبل الإفادة.

أوافقك الرأي تماماأخي الكريم في أنه يكفنا سببا للكتابة أنا وجد لأقلامنا متنفسا نزرف فيه

آهاتنا، ونسكب فيه بعضا من مر الذكرى وحلوها قبل جذب الآخرين للقراءة والتأمل.

لذلك فقط، ولمتابعة الذين هم في في حضورك واحتشاد أفكارك نواصل الكتابة رغم أنف القلم والوقت

والعابثين...

سأواصل ما انقطع من حديث دون شك..

دم بخير..

محمدنور

جايييك بي مزاج!

إبن عمي الكوشي/ بشاشة

كل عام وانت بخير... والأهل.

أتابع أطروحاتك الكوشية بإعجاب منذ فترة..

إبراهيم طرخان، كلود وغيرهم من الذين كتبوا عن مملكة كانم- حيث يعودأصلي - ربطوا بين قبائل

الساو التي هي أصل مملكة كانم والقبائل النيلية من أهل كوش القديمة، وقد تأكدت من بعض ما

ذهبوا اليه في زيارة لي لمتحف جبل البركل في كريمة.

حديث شيق وذو شجون في هذا المجال سأتناوله وإياك قريبا إذا كان في العمر بقية.

مرورك فقط يكفي دافعا لكتابات قادمة


بشاشا .... راجيك بمزااااااااااااااااج.

ملحوظة: مافي أي تعديل,, فقط إضافة السطر الأخير

بشاشا ....الكوشي

راجيك بمزااااااااااااااااج.

دم بخير..

محمدنور أحمد

اخى الكريم محمد نور

لى ذكريات جميلة فى انجمينا فقد عشت فيها لسنوات وتمكنت خلال اقامتى فيها من إقامة صلات طيبة باهل تشاد والكميرون ونيجيريا ولمست عن قرب كيف ان اصولنا واحدة وان الاستعمار لم يستطع بكل جبروته ان يقطع ذلك الحبل السرى الذى يربط بين شعوب هذه المنطقة رغم عسف الحكومات التى لا تمثل شعوبها.. وسوف اتعرض فى حديثى الى بعض ما اعتور العلاقات السودانية التشادية من شوائب ودور السودان وليبيا فى إزكاء الصراعات التشادية.. هذه قصة طويلة ارجو ان اجد لها الوقت..

نورالدين منان

محمد نور

بداية موفقة باذن الله

ويحمد لبوستك هذا انه سيستنطق لناالاخ السفير منان حول ما يدور هنا من نقاش في الشان التشادي

السوداني من واقع معايشته كدبلوماسي ... وربما كدارس لهذه العلاقة... وهذا يفرق كثيرا

نتمنى كذلك مساهمات ايجابية تحيل الضباب العالق في هذا الامر الى سماوات مكشوفة تمكنا من معرفة

ما نجهله في هذه العلاقة

الأخ الكريم/ حيدر حسن ميرغني
التحيات الطيبات
أحمد الله كثيرا أن هيأ لي عبر هذا البوست مرور قلم في قامة قلمك الذي تابعت له بإعجاب شديد سجالات مختلفة في الفكر والثقافة عبر هذا المنبر.
تشرفت كثيرا بمروك، وأعدك بأن تتصدر الحلقة الثانية من هذه السلسلة عناوين البوستات قريباجدا إنشاءالله.
سعدت بمتابعتك كثيرا...

دم بخير..

محمدنور أحمد

الأخ السفير/ منان

التحيات الزاكيات
سعادتك، كل سنة وانت طيب.
سررت أيما سرور بمرورك على بداياتي هذه المتواضعة، وهذا لعمري قوة دافعه إلى كتابة الحلقة الثانية من الموضوع.
أدين للسودان - كتشادي - بفضل كبير، وإحساس عميق بمودة منقطعة النظير، ذلك أنه تفتحت عيناي على الأوساط السودانية في إنجمينا منذ الطفولة الأولى، حيث كنت من القلائل الذين نالوا شرف الإنتساب إلى مدرسة الصداقة السودانية التشادية، وتشرفت أيضا فيما بعد بالإلتحاق بأكثر من مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في السودان، حيث تشكل وعيي الفكري والثقافي.
من المصادفات الجميلة أني تتلمذت على بد عدد من زملائكم السفراء بالمركز القومي للدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية السودانية، وتربطني صلات وصداقات حميمة بعدد من الدبلوماسيين السودانيين من مختلف الدرجات، بعضهم بحكم عمله في تشاد وبعض آخر جمعتني بهم حياة العلم والطلب وهذا المجتمع السوداني الملاك.
أعتقد جازما أنه ستكون لنا سجالات مشتركة في هذا المضمار، أرجو أن يسعفك ويسعفنا هذا الوقت العجيب الذي يصر على مصادرة كل الأشياء الجميلة في حياتنا.


لك مودتي
دم بخير

محمدنور

up