Post: #1
Title: القرط النشوان، قصيدة قديمة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-09-2006, 02:10 AM
Parent: #0
.
قصيدة قديمة، لا زال حرها يسري في جسدي أبي عز الدين البشرى معهد الدراسات العربية – أم درمان 1982 م
قالت لي إحداهن يوما تمتحن شاعرية العاشق... صف لنا هذا القرط. وكانت صاحبته الحسناء - وهي صاحبتي ،زمن الرهق الأول - تلبس قرطين في كل أذن. أحد القرطين في استدارة ويتوسطه آخر من الخرز وكان طويلا ، يتدلى من شحمة أذنها ويظهر طوله طول عنق الحسناء. فقلت: لله من قـُرط بأذن عـالــقِ كالآهة الحرَّى بجوف العاشقِ
أو ربما قلت مطلعا آخر، فقد مضى ذلك الزمان كما مضت صاحبتي. صارت أم محمد وصرت أبا عمر ومضت صاحبتها أيضا، وهي الآن أم ( أُبيٍّ ). قابلتها مرة في مطلع التسعينات ، فأهدت إلي قصيدتي. فسبحان الله. شكرا لها فهي التي حفظت هذا النص من الضياع. و هي تحفظ كل ما سمعته من أشعاري. و إلى النص--------->
|
Post: #2
Title: Re: القرط النشوان، قصيدة قديمة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-09-2006, 02:18 AM
Parent: #1
>
لله مِن قــُـرطٍ بأذنٍ عــــــالقِ ِ كالآهــةِ الحَــرَّى بجــوفِ العاشـقِِ ِ
يهتز ُّ من طرَبٍ يتيهُ مـُباهِياً يـُفضِـي حَدِيـثـاً من لِســـَـانٍ ناطــق ِ يبدي الجمال بصورة مثلى ويهـْ ـدِي الحسنَ أوصافَ الجَمَالِ الفائق ِ ***
يُقـَبِلُ الخـَدَّ الأسِيلَ معظـــماً فـتـراهـُمـــَـا فـي أُلفـَـــةٍ وتعـــانق ِ تِبـْرٌ على لُجينِ خـَدٍ قـَدْ بَـهـَـا ومنارة ٌ تزهـُـــو بِقـَصْـــرٍ شـَـــاهِق ِ ***
فالتـِّبـْرُ نـَشـْوَانٌ بِصُحْبَتِهِ فـَنـَا مَ فــُوَيْقَ خَـدٍ كالـسَّـجَــنـْجــَلِ رائق ِ وترى بقلبِ التبرِ ياقوتاً شـَبِيـْ ـهَاً بِالـسَّــنَا وَ وَمِـيْـضِ لَيـْلٍ بَارِق ِ ما الدُّرُّ مَا اليَاقـُوْتُ يجـْزِي وَصْفَهُ كلا ولا الـقـمـَـرُ المُـنـِــيْرُ بِلائـِق ِ ***
قـُرْط ٌوَ رَبِّي قدْ بَدَا نـَجْمَاً بَدِ يْعــَاً رائِعـَــاً يَرْنـُو لَنـَـا مِنْ حَالِق ِ قـُرْطٌ يـُضـَاحِكُنـَا يُدَاعِبـُنـَا بأذنِ رَشِــيْقــَةٍ مَشـْمُـــولَـةٍ بتناســـقِ ِ ***
اللهُ قدْ فـَطَرَ الجَمَالَ مـُكَمَّلاً في قرطِــهَا سُبْحـَـانهُ مِن خَالِق ِ
.
|
Post: #3
Title: Re: القرط النشوان، قصيدة قديمة
Author: أحمد الشايقي
Date: 09-09-2006, 02:33 AM
Parent: #2
Quote: لله من قرط بإذن عالـق كالآهـة الحرى بجوف العاشـق |
استاذي العزيـز
لا زلت أذكر كيف كنت أطلب منك قراءتها واستزيدك كل مرة, و
Quote: لولا الملامـة يا حبيباً شاهـداً |
Quote: وهي الآن أم ( أُبيٍّ ). |
على مثلك يسمى,
شكرا للإمتاع عالي القيمـة
أحمـد الشايقي
|
Post: #6
Title: الأستاذ أحمد، ذاكرة من حديد
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-09-2006, 03:01 AM
Parent: #3
. p> عزيزي الغالي أصلا ثم الغالي علي جدا الخل الوفي/ أحمد محمود وأنت خير شاهد عليها، وأنت وخالك الصديق العزيز الأستاذ حيدر بابكر الفضيل، أول من سمع النص. كنت لحظتها راجعا من الخرطوم مساء الخميس، فوجدتكما تتسامران أمام المنزل. ونص آخر كنت تحبه بعنوان (الساحر المتلثم)،طلبته مني تلك الليلة، وسأثبته في البوست هدية مني. وربما لو حفزت ذاكرتي لأثبت الكثير من أشعار تلك الفترة الحلوة. أشكرك كثيرا.
|
Post: #4
Title: اعتراض على كلمة الماس..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-09-2006, 02:36 AM
Parent: #1
.
اعترض صديق مخلص لي ،على استعمالي لكلمة (الماس) ، في قولي: ما الماس ما الياقوت يوفي وصفه كلا ولا القمر المنير بلائقِ ووصفها بالعامية. ورددت حينها ردا سأثبته، وقمت بتغيير كلمة الماس إلى الدرّ ، تفاديا لكثرة الرد. ولكن ببحثي وجدت المفردة كماهي (الماس). بل إن صاحب القاموس المحيط، ينكر الأصل الفارسي بالهمز(ألماظ). وبكلامه هذا ، يجعل الماس شيئا والدر شيئا آخر. والله أعلم. وهنا قول صاحب المحبط في الكلمة.
القاموس المحيط ج: 1 ص: 743 ورجل ماسٌ، كمالٌ، لا ينفع فيه العتاب أو خفيفٌ طياشٌ والماسُ حجرٌ متقومٌ أعظمُ ما يكونُ كالجوزةِ نادراً. يكسر جميع الأجساد الحجرية وإمساكه في الفم يكسر الأسنان ولا تعمل فيه النار والحديد وإنما يكسره الرصاص ويسحقه فيؤخذ على المثاقب ويثقب به الدر وغيره. ولا تقل ألماس فا نه لحنٌ. والعباس بن أبي مواس ككتان كاتب متقن ومويس كأويس ابن عمران متكلم الميس والميسان والتميس التبختر ماس يميس فهو مائس وميوس ومياس وماس أيضا مجن و الله المرض فيه كثره والمياس الأسد المتبختر والذئب وفرس شقيق بن جزء القتبي والميسون الغلام الحسن القد والوجه وميسون اسم الزباء الملكة وبنت بحدل أم يزيد بن معاوية والميسان المتبختر ونجم من الجوزاء أو كل نجم زاهر ج مياسين وكورة م بين البصرة وواسط والنسبة ميساني وميسناني واسم ليلة البدر وأحد كوكبي الهقعة والميس شجر عظام ونوع من الزبيب وضرب من الكروم ينهض على ساق والتمييس التذييل فصل النون النبراس بالكسر المصباح والسنان والنباريس شباك لبني كلب وهي الآبار المتقاربة نبس ينبس نبسا ونبسة بالضم تكلم فأسرع وتحرك وأكثر ما يستعمل في النفي وهو أنبس الوجه عابسه والنبس بضمتين الناطقون والمسرعون النجس بالفتح وبالكسر وبالتحريك وككتف وعضد ضد الطاهر وقد نجس كسمع وكرم وأنجسه ونجسه فتنجس وداء ناجس ونجيس ككريم إذا كان لا يبرأ منه وتنجس فعل فعلا يخرج به عن النجاسة والتنجيس اسم شيء من القذر أو عظام الموتى أو خرقة الحائض كان يعلق على من يخاف عليه من ولوع الجن به والمعوذ منجس النحس الأمر المظلم والريح الباردة إذا أدبرت والغبار في أقطار السماء وضد السعد وقد نحس كفرح وكرم فهو نحس وهي أيام نحيسة ونحسة ونحسات والنحسان زحل والمريخ وعام ناحس ونحيس مجدب والمناحس المشائم والنحاس مثلثة عن أبي العباس الكواشي القطر والنار وما سقط من شرار الصفر أو الحديد إذا طرق والطبيعة ومبلغ أصل الشيء ونحسه كمنعه جفاه و الا بل فلانا عنته وأشقته وتنحس الأخبار و عنها تخبر عنها وتتبعها بالاستخبار كاستنحسها وجاع
.
|
Post: #5
Title: ردي للصديق، لما استفسر عن مفردة إلماس..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-09-2006, 02:53 AM
Parent: #1
.
أرسلت لصديقي رسالة طويلة أقتطف منها التالي: بسم الله، مقيل العثرات قلت في مفردة ( الإلماظ) شيئا على عجالة . وها أنا ذا أردف : الإلماظ و الإلماس – إلماظ و إلماس – بدون تعريف، هما بمعنى واحد. والعرب لا تعرفهما. وهمت مفردتان دخيلتان تم تصريفها بذكاء. فرأيت من الواجب بيان ذلك. ولم أجدهما في القاموس المحيط ( الإلكتروني) ، فلعنة على ندرة المراجع. واعتمادا على الذاكرة القحة ، وحسب ما أعرف أن الكلمة فارسية مأخوذة من اللغة البهلوية – دكتور عبد الواحد ، فقه اللغة – والبهلوية وغيرها من لغات آسيوية قديمة متحدرة من السنكريتينة المنقرضة. ويقول الفارسيون إن الفارسية مكونة من 40% من البهلوية و 60 % من العربية وفي ذلك شك والله أعلم. في الفارسية ينطقون الكلمة (إلـــمــــُــاظ) وينطقون بطريقتهم الخاصة ، أي ينطقون الألف مفخما بحيث يميل إلى الضم مشبعا وهو أسلوب في قراءة القرآن معروف بالإشمام. وبالطبع فإنها، لا تقبل ( ألــ ) التعريف العربية ، فهي عندهم علم يصرف كذلك ، كما في العربية صيغةً. وكما في الإنجليزية تصريفا مع الفعل المساعد ( Auxilary) مثل ( is , was & are) والفعل المساعد في الفارسية له صيغتان. (آست) في الصيغة الرسمية ( Official) وفي العامية (آي) فمثلا يقولون: والنص فارسي: دخانيات ممنوع آست ( دهانيات ممنوء آست، فالعين والخاء غير موجودتين في الفارسية) ولكن في العامية يقولون : دخانيات ممنوعي – وهناك إمالة في المقطع الأخير. وترجمته الأسلوبية في الإنجليزية ( No Smoking ) وللأسف أخذ بعضهم هذا الأسلوب حرفيا – في عصرنا هذا - فقالوا: ممنوع التدخين وممنوع الدخول. ولا يخفى قبح الأسلوب، بتقديم الخبر على مبتدئه دون مبررنحوي. وللملاحظة فقط لطريقة النطق؛ فإنهم (أي الفرس) ينطقون الألف الأول من دخانيات مفخما بحيث يميل إلي الضم مثل كلمة إلماظ. (أي دخــُــانيات). والذي يعنيني من هذا طريقة نطقها . وواضح أن هذا النطق لا يناسب العربية لذا تم تحويرها إلى الماظ المخففة وتلاها التسهيل بقلب الظاء سينا. فصارت إلماس. فاللسان العربي ينبو عن هذه المفخمات الغلاظ ويجفوها. وبالبحث – لا أقول الاستقراء ؛ لأنه يلزم الإحاطة - لم أجد كلمات كثيرة في اللغة ، بل نذراُ يسيراً مثل كلمة (إنعاظ) و إغلاظ وكلها مصادر لا أعلام. ولو تساءلنا ما الذي يجمع هذه الكلمات فهو عامل القوة ولذا جاءت مفخمة كذلك فالإنعاظ هو شدة انتصاب عضو الرجل أو أوله في الصباح (آه) والإغلاظ غلظة لفظية ومعنوية لا تحتاج إلى تعقيب. فهل من مفردات شذت عن ذلك؟ . راجعت فقه اللغة العربية للثعالبي ولم أجد بغيتي. حتى لا يكون الكلام مردودا فثمة فضل للفارسية على العربية في كثير من المفردات. مثل ما للآرامية. وعلماء الفارسية بعد الإسلام . أثروا فقه الأعراب ( الأميين). مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو من فراهيدا بأرض إيران الحالية . وكل علم ينتهي بلفظة ( ويه) مثل سيبويه ونفطويه وخالويه. وعبـَّر أحد الأعراب عن ضيقه منهم في طـُرفة. فقالوا : "إن أحدهم قد طرق الباب يوما على نفطويه النحوي المشهور فردت بنته سائلة: من بالباب؟ فرد الرجل: أنا ابن ( السيدان). فقالت البنت: لا طائل وراءك يا من آذيت السيدين لما رفعتهما في موضع النصب ولما رفعت نفسك إلى نسب لست أهلا له. انصرف فلن أفتح الباب. جاء آخر والرجل لا زال واقفا فطرق الباب، فحسبته البنت الرجل ذاته، فقالت: من بالباب فلينصرف. فرد الرجل الثاني: أنا أحمد يا فتاة. ففتحت الباب . فسألها الرجل الأول غاضبا: ولماذا فتحت له الباب؟ قالت له: قال إنه أحمد. وأحمد ممنوع من الصرف. فقال الرجل: لعنة الله علي سيبويه وخالويه ونفطويهِ حرقه الله بنصف اسمه وجعل الباقي صراخا عليهِ
أرجع إلى ما كنت بصدده من الإلماس. وحتى لا يستغرب أحد نطقت – بضم النون وكسر الطاء- كلمتا ماس وماظ، كما نطقت في العامية في كثير من البلدان العربية وهذا شأن العرب خصوصا علماؤهم حينما يقولون : عجمي فالعب به. وجعلوا ذلك منهجا لتحوير الكلمات المعجمة فجعلوا قاعدة لذلك أن يجمع كل أعجمي على صيغة جمع المؤنث السالم . فاجمع كلمة بوليس على بوليسات قياسا وليس بواليس وإن أنكرتها ذائقتك – لا تستفزك- اللغوية . أوليس ذلك إجحافا؟ قد يقول قائل ولماذا نستعملها أصلا طالما أن هناك مرادفا لها في العربية مثل الشرطة والعسس والخفر- تركية - وأقول للأسف لم تصح عروبة كل ذلك – أصلا – ولا تصح إلا بالدليل أعني الشاهد اللغوي من أشعار الجاهلية وكل ذلك غير موجود لسبب واحد وهو أن العرب لم تعرف نظام حكم قبل الإسلام فيه شرطة. بل أخذوا بعد الإسلام كل ذلك من حضارات آخرى ووردت معها أسماؤها مثل الديوان ، القراطيس واليراعة – بإثبات التاء- بل حتى كلمة المكتبة. فما بالك بكلمة لا يعرفونها أصلا مثل الماس؟ أما الياقوت والدر والجوهر فهي لا تبدو لي مرادفات والحجة في ذلك الرجوع إلى المعاجم. ولكن كلمة الياقوت موجودة في الفارسية وكذلك الجوهر ولنسأل دكتور إبراهيم قرشي عن ذلك والمسألة كلها ملقاة على عاتق الأستاذ محمد حسن لإيصال الرسالة والرد. أقول أيضا: إن الذي دخل على العربية كثير مثير وصار منها. حتى في القرآن الكريم. بعضها استخدم الأسلوب الجديد على العربية وبعضها استخدم المفردات. من المفرادات التي استخدمها القرآن الكريم ، كلمة قرآن (قرءان) نفسها. فاستخدامها غير عربي بل آرامي – القرآن الكريم وعلومه ، عبد الوهاب خلاف- فهذه الكلمة في العربية بمعنى غير مطالعة الحرف المكتوب. قرأ تعني حاض أو طهر من الحيض والشاهد قول الأعرابي: وهجان القوم لم تقرأ جنينا أي أن هذه النوق لم تحمل مرة أخرى وقال تعالى: والوالدات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء (راجع صبحي الصالح، القرآن وعلومه). قال العجاج هو الطهر من الحيض وقال كثيرون ثلاثة حيضات وحدده بعضهم بتسعين يوما. خاصة للتي ولدت ثم انقطع حيضها فيقدر له. وهذا هو المعنى الذي يعرفه العرب. والأهم من ذلك المصدر نفسه على هذا الوزن ولا يشابهه إلا القليل مثل سبحان ولم يعربه كثير من النحويين إلا مفعولا مطلقا شاذا لأسبح سبحان بمعنى أنزه ويستعمل في التعجب. وفي الحديث: سألت امرأة من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطهر من الحيض، فقال لها تطهري. فقالت الأنصارية : وكيف أتطهر يارسول الله؟ فقال لها : سبحان الله قلت تطهري ولا زال يكررها كلما سألت ، حتى قال لها: خذي قطعة من كرسف – قطن – وتطهري بها. الحديث روته عائشة رضي الله عنها. ولفظة كرسف نفسها غير عربية الأصل بل هي فارسية أيضا . والله أعلم. أما كلمة قرآن بمعنى الكتاب والمكتوب أو المقروء فمعروف في الآرامية. وهنالك مفردات أخرى في القرآن مثل نمارق التي تعادلها طنافس الفارسية والمستخدمة في العربية. وزرابي التي أتحدى أي عربي أن يجد لها مفردا من جنسها. عرف العرب كلمات أخرى مثل دمالج وأمراط وكنف. قالت عائشة رضي الله عنها ، عن الأنصاريات وهن يشهدن صلاة الفجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم : كن يخرجن متلفعات بمروطهن – جمع مرط – لا يعرفن من الغلس. صحيح البخاري وقالت عائشة رضي الله عنها وهي تحكي حادثة الإفك: كنت قد خرجت لحاجتي مع أم مسطح وكنا لم نتخذ الكنف – بضم الكاف والنون ، جمع كنيف وهو بيت الأدب- في بيوتنا ... إلى آخر الحديث. تفسير ابن كثير لقوله تعالى : والذين جاءوا بالإفك ... وعانى بعضهم الغرابة في بعض الألفاظ: قال رجل لسيدنا عمر رضي الله عنه مستفسرا عن قوله تعالي : وفاكهة وأبا ... فقال الرجل عرفنا العنب يا عمر فما القطب وما الأبُّ؟ فقال عمر: قاتلك الله فما ذا لو لم تعرف ما القطب وما الأب؟ انتهى. والذي يهمني هنا أن الأعرابي وهو صاحب لسان عربي قح، استغرب المفردتين . وهذا دليل على عدم سماعه لهما، وهذا يشكك في أن أصلهما غير عربي. اما الأساليب فقد أضاف القرآن مفردات هذبت اللغة العربية وأذكر بعض الأمثلة: 1 العرب لا تعرف إلا أسماء أعضاء الرجل والمرأة صراحة ويسمونها كما نسميها اليوم قال الفرذدق : وأصبعي في أست الأول إلا أن القرآن أتي بصيغة حلوة لما قال: والذين هم لفروجهم حافظون فسماها فروجا : أي أن الله يمدح الذين لا تنفرج ثيابهم عن ريبة . والفرجة فتحة الثوب . فما أسماه من أسلوب. 2 العرب حين تقضي حاجتها تذكر أن فلان خري وبال والمصدر منما خراء وبول. إلا أن الله تعالى قال: أو جاء أحد منكم من الغائط. والغوط والغائط هو الأرض الوطيئة – المنخفضة – يقصدها أحدهم لقضاء الحاجة فأطلق القرآن اسم المكان على الفعل واستعمل الفقهاء بعد ذلك لفظة الغائط لتعني المادة المخرجة أيضا. بلاغة القرآن في جمع كل أفعال قضاء الحاجة في لفظة واحدة . وسبحان الله. 3 العرب تذكر معاشرة المرأة صراحة ولا تعرف أسلوبا آخر فيقولون ناك ينيك نيكا جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : زنيت يارسول الله – والعبارة جديدة أدخلها القرآن أسلوبا لا لفظا. فسكت الرسول عليه الصلاة والسلام وأشاح عنه لا زال الرجل يردد ذلك على المصطفى ، حتى قال له: ربما قبلتها ..... قال الرجل: بل زنيت يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام: أنكتها؟ وصرح بها المصطفى صلى الله عليه وسلم،لأنه خشى أن الرجل لا يعرف معنى كلمة الزنا . والخطأ يكلفه حياته فقام صلى الله عليه بدور المحامي في عصرنا الحالي وربما لحكمة تجل عن فهمي. وللرسول صلى الله عليه وسلم حديث آخر: إن العين لتزني وزناها النظر غير أن القرآن تجاوز كل الحرج لما قال: أو لامستم النساء فجعل الفعل ملامسة وما أرقها من لفظة وما أرفعه من أسلوب. 4 العرب يستعملون الألفاظ بمعانيها مباشرة إلا ما ندر مثل قولهم للصحراء مفازة وللملدوغ والملسوع السليم وللأعمى البصير غير أن القرآن أضاف جديدا بقوله تعالى : وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. والذي يتوقعه المرء أن يقول حجابا ساتر ( فاعلا) لا مفعولا. رغم أن العرب استخدمت بعض هذه الأساليب مثل قولهم طرف كاحل أي مكحول ( فاعل بمعنى مفعول) ولكن يقول أهل الباطن إن المعنى في القرآن أسمى من ذلك فهو حجاب ساتر فعلا إلا أنه مستور عن عيون الكافرين فلا يرونه والله أعلم. الزمخشري
5 وقوله تعالى: ولا تكن للخائنين خصيما والذي يتوقعه المرء أن الله يوصي رسوله سيقول له لا تكن للخائنين حميما. ولكنه أسلوب أرهق الرسول صلى الله عليه وسلم كثير لما نزلت الآية فكان يبكي شهرا وهو يتلو الآية في صلاة القيام. حتى خشيت عليه عائشة رضي الله عنها. عزيزي: الإسترسال سهل ولكن الاستقصاء صعب . و الإيجاز أبلغ. وما قلته ليس ذما للعربية بل بيان سعتها لاستيعاب لغات الغير أسلوبا ولفظة ، ووجدتها فرصة لبيان عظمة القرآن. ويبقى عندي أن الماس والماظ والالماس والالماظ بتسهيل الهمزة والإلماظ والإلماس بقطع همزتيهما بكسر ، أصبح كله ميراثا للعربية فاستعمله دون حرج. عزيزي: الإسترسال سهل ولكن الاستقصاء صعب . و الإيجاز أبلغ. وما قلته ليس ذما للعربية بل بيان سعتها لاستيعاب لغات الغير أسلوبا ولفظة ، ووجدتها فرصة لبيان عظمة القرآن. ويبقى عندي أن الماس والماظ والالماس والالماظ بتسهيل الهمزة والإلماظ والإلماس بقطع همزتيهما بكسر ، أصبح كله ميراثا للعربية فاستعمله دون حرج. وفي السودان استخدمت الكلمة ، كما هي (ماس) بدون تعريف و (الماس) بالتعريف. وفي كثير من البلدان. غير أنها استعملت في بلاد الحبشة، ألماظ، كما استعملها أحابيش اليمن. ومعلومة تلك العلاقة بين السودان والحبشة. وللأستاذ منير صالح مبحث قيم في ذلك. ورأي آخر للمرحوم البروفسور عبد الله الطيب. وأحاول أن أثبت كلام الشيخ عبد الله طيبا بالفديو أو الصوت إن شاء الله. أبي عز الدين البشرى
.
|
Post: #7
Title: Re: القرط النشوان، قصيدة قديمة
Author: abdelgadir mustafa
Date: 09-09-2006, 04:41 AM
Parent: #1
الاستاذ ابى كنت اتذكر قبل الدخول الى هذا البوست بيتى شعر وصاحب الشوق القديم وان تعزى مشوق حين يلقى العاشقينا وايضا كل الجروح اضمها متبصرا لكن جرحك كلما اخفيته احسست نبض وجوده بدم الوريد عليه ارجو ان لاتبخل علينا بمثل هذه الدرر اخوك عبدالقادر
|
Post: #8
Title: عبد القادر مصطفى، هنالك المزيد من شعر الصبا
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-09-2006, 07:59 AM
Parent: #7
Quote: كل الجروح اضمها متبصرا لكن جرحك كلما اخفيته احسست نبض وجوده بدم الوريد
|
.
الأخ الفاضل/ عبد القادر مصطفى أشكرك كثير الشكر. إنما هي تجربة في زمن مضى بما فيه، وإن بقيت منه بقية في النفس. قد يتطور الواحد منا يوما بعد يوم ويتنكر للقديم من تجاربه. ولكنها تبقى قيمة لأعمال صاحبها الصدق وخلو البال من مشاكل الحياة التي تتلون كل يوم. كنا نخبئ حبنا حتى عن عيون المحبوبة ولا نجهر به حتى لأنفسنا. صار الكثير منه مطويات نكتبها على حياء وندسها. ولكني أشم فيما وجدته فيها عطرا غير قادر على استعادته، وإن استعدته غير قادر على شمه، وإن شممته غير قادر على التفاعل معه. هي الأيام، وأذكر لك في هذا المقام ... كتمت السرَّ أزمانا تطولُ وعز القولُ إذ ما ذا أقولُ حبستُ مدامعاً تترى وآها تي الحرَّى وحزناً لا يزولُ نعم إني بحبلِ هواكِ صبٌّ ولكن للهوى عندي أصولُ
وقلت في زمن الصبا أيضا بعنوان جنون العشق شيئا. وكان أول الجنون في التمرد على الوافر الذي لم يرد (تاما) عند الأقدمين ، ولكنه ورد كذلك.
جهدت أكتم الحب العفيف فما استطعت وكيف حبكمو يدارى أضعت شباب عمري كيف صبرٌ وهذا سلسلي قد حال نارا وطاش العقل في رشدٍ وجن جنونه وجنون مثلي لايبارى
أكرر شكري وسأحاول جاهدا إثبات المزيد.
|
Post: #9
Title: إهداء إلى الشايقي، (الساحر المتلثم).
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-10-2006, 00:28 AM
Parent: #1
.
قِفْ يَا جَمِيْلُ وَ حَيـِّـنـَا أَوْ جـُزْ بِنـَا مـُتـَبَسـِّمـَا أو قـُلْ لـَنا بِالمُقلةِ الـ نـَّجْلاءِ لـَسْتَ مُسَلـِّمَا ثـُمَّ اسْكُبِ الإيقـَاعَ مِنْ خـَطْوٍ يَسِيْلُ مـُنـَغـِّمـَا وَاهْدِ العَشـُوْقَ الصَّبَّ لَحْـ نـَاً صَامِتـَاً مُتـَكَلـِّمَا
* * * يا رَائِعَا شـَغـَلَ القـُلُوْ بَ وَمَوْكِبَاً مُتـَرَنـِّمَا إِنيْ أَرَىْ فِيْ حُسْنِ زِيِّـ كَ سَاحِرَاً مُتـَلَثـِّمَـا
***
يَا مَانِعِيْ حَتـَّىْ السَّلا مَ لَقـَدْ قـَتـَلْتَ مُـتـَيـَّمَا سَأَظـَلُ دَهْرِيْ حَامِلاً لِهـَوَاكُـمُ مـُتـَكـَـتـِّـمـَا فـَدَعِ الدَّلالَ وَجَازِنِيْ وُدَّاً وَلـَوْ مـُتـَرَحـِّمـَا
.
|
Post: #10
Title: إهداء إلى إسحق، (الرسائل)..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-10-2006, 00:48 AM
Parent: #1
.
الأخ الأستاذإسحق هذا النص لا أذكر له تاريخا، ولكنه في المرحلة الثانوية.
أَكُلُّ حُرُوْفِيَ الْجَذْلَىْ خَبَتْ مَاتَتْ عِبَارَاتِيْ أَنَا الْمَصْلُوبُ فِيْ عَيْنَيْـ كِ تُشْجِيْنِيْ كِتَابَاتِيْ أُقَطِّرُ دَمْعَةَ الأَحْزَا نِ فِيْ شَتَّىْ خِطَابَاتِيْ وَلَكِنْ لا طَبِيْبٌ أَشْـ تَكِـيْ إِلَيْهِ عِــلاتِيْ يُخَفِّفُ عَنِّيَ الْحُزْنَ الـْ قَدِيْمَ كَذَا جِرَاحَاتِيْ وَلا خِلٌّ كَحِيْلُ الطَّرْ فِ يَسْمَعُ صَوْتَ أَنَّاتِيْ فـَمَـا هَذَا بِعِشـْقٍ بَلْ غَوَىً يُنْمِيْ عَذَابَاتِيْ يَكَادُ الصَّمْتُ يُصْلِيْنِي الرَّ دَى لَوْلا مُنـَاجـَاتِيْ فـَلـَيْتـَنِيْ أُوَدِعُ دَمـْ عَتِيْ الْحَرَّىْ وَآهَاتِيْ وَلَيْتـَنِيْ أُنَسـَّىْ حُبـَّ كِ الـقـَتـَّـالَ يَا ذَاتِيْ
.
|
Post: #11
Title: قصيدة فراق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-12-2006, 01:13 AM
Parent: #1
فراق إِنَّ الزمانَ لجامعٌ ومفرقُ لكنني مِن ذا الفراقِ لمشفقُ ودعتُ أهلاً مِن ذوي رَحِمِي وأهـْ لاً غيْرَهُمْ ومَدامِعِي تترقرقُ جفني قريحٌ من نزيْفِ مَدَامِعٍ تهْمِي غِزاراً في الثرى تتدفقُ وفؤادي الولهانُ في خَفَقـَانِهِ بينَ الضُلُوعِ يكادُ لو يَتَمَزَّقُ فَتَرَكُتُهُمْ وتَركْتُ نفسِي فِي أَسَىً قلباً يذوبُ ومهجةٌ تتحرقُ *** ولَرُبَّ قائِلَـةٍ إليَّ هَجَرتَنَا قد خلتـُهَا في ألفَاظِهِا تترَفـَّقُ تـُلْـقِي إِلَيَّ بِنَظـْرَةٍ لـَكـِنـَّها لا تُصْعِدُ النَظَرَاتِ إلا تُطْرِقُ عِنْدِي تَعَضُّ شِفَاهَهَا حَذَرَ البُكَا ءِ ومقلتاها بالدُّمُوعِ تـَفـَتـَّـقُ وإذا انصرفتُ تقطَّعتْ أنفاسُهَا حتى تكادَ الرُّوْحُ مِنـْهَا تَزْهـَقُ ودُمُوعُهَا فِي الخَدِّ نازِلَةٌ ويقـْ طَعُ صَوْتَهَا عندَ الحديثِ تـَشَهـُّقُ لَمَّا انْصَرَفْتُ رأيتُ في العينينِ حَسْـ رَاتٍ وفي الخَـدَّيـْنِِ ثَـَمَّ تـَشـَقــُّـقُ فَعَلِمْتُ أنَّ الدَّمْعَ لا يُجـْدِي وكُنـْ تُ أظُنـُّهُ عَوْنَا لِمَنْ يَتـَعَـشـَّـَقُ *** لا فَرَّقَ المَوْلَى حَبِيْبَاً عَنْ أَحِبـ تِهِ إنَّ البَـيْـنَ جِدُّ لَمُـقـْـلـِقُ كُلُّ البَلايَا أَمْرُهَا سَهْلٌ سِوَى قـَدَرِ الفِرَاقِ إذَا أتـَانـَا يَطْرُقُ
.
|
Post: #12
Title: Re: قصيدة فراق
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-12-2006, 04:05 AM
Parent: #11
الأستاذ أبي سلام واحترام عهدناك قاصاً مبدعاً وشاعراً مجيداً وناقداً حصيفا ومترجماً فذا، كل هذه المواهب ظللت تتحفنا بها ونستمتع بها. فالله درك أيها الموهوب، فما زلنا نجد عندك الجديد المفيد كل يوم، وما أروع محطاتك الإستثنائية التي يجد فيها الإستثائيون ضالتهم.
هذه القصائد الرائعة التي نظمتها في مرحلة الشباب، مرحلة التمرد والإنطلاق، تعبر عن نفس شابة كانت تهوى وتستمتع بعذابات الحب وألم الفراق والبين. فماذا عن أشعارك ما بعد هذه المرحلة، أي مرحلة النضج والإستقرار النفسي؟ فهلا زودتنا من فيض أشعارك ورائع قصصك وحكاويك وجميل دراساتك النقدية وترجماتك الأدبية، هلا فعلت أيها الأخ الصديق
|
Post: #13
Title: Re: القرط النشوان، قصيدة قديمة
Author: أبوبكر عبد القادر العاقب
Date: 09-12-2006, 05:28 AM
Parent: #1
أستاذي الحبيب أبي البشرى، قرأت قصيدة القرط من قبل وعندما قرأتها هنا أحسست أني أقرأها لأول مرة إذ تجدد الاحساس بها لكأنها تصقل نفسها في كل مرة أعود إليها، ثم قل لي بربك ماذا نسميك (قاص أم شاعر أم مؤرخ أم لغوي) ، أتعبت الزِمِل!
لك تحية ممدودة من هنا إلى الدويم خضراء قشيبة،
|
Post: #14
Title: قصيدة السراب، إهداء خاص لأبي بكر عبد القادر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-12-2006, 08:11 AM
Parent: #1
.
الدويم البربخ سبتمر 1980 النص
نَامَ السَّـرَابُ بِدَرْبِنـَا يَوْمًا وَغـَفـَا طَوِيْلاً مَارِدٌ عَاتِ فَخُدِعْتُ بِالبُشـْرَى وَلَمْ أَشـْرَبْ فـَشَرِبْتُ مِنْ شَتـَّى الخَيَالاتِ والمَاءُ فِي الأفقِ البَعِيْدِ أقَمْـ تُ قَوَارِبَهُ فَجَرَيْنَ فِي ذَاتِي والحُزنُ بَاتَ مُصَفـِّقَاً يَلْهُو والسعدُ هَامَ بِنـَا ولَمْ يَاتِ فبنيتُ قصراً مِن خَيَالِي ثُمَّ سَكنتُ بَعْضَاً مِنْ خَرَابَاتِي لَمْعُ السَّرَابِ يُهِيْجُ فِي نَفْسِ الـْ ظـَـمْـــآنِ آمـَـالاً كـَـثـِـيـْرَاتِ ** لَوْ جِئْتِ عَائِدَةً فَإِنَّنِي وَدَّ عْتُ الغَرَامَ طَفَأْتُ مِشْكَاتِي دُسْـتُ الوُرُوْدَ بِأَخـْمـَصِـيْ حَتَّى وَرْدَ الخُدُوْدِ وَكَأْسَ مَلْهَاتِيْ وَمَشَاعِرِيْ أَلْقـَمـْتـُهـَا حَجـَرَاً وَسَكَبْتُ رُوْحِيْ فِيْ عَذَابـَاتِي لـَمـَّا وَجَدْتُ طَرِيْقـَنـَا خِلـْوَاً إلا مِنَ الأشـْعـَـارِ عـَذْبـَاتِ فـَعرفتُ ذَاكَ الحـُبَّ وَهـْمـَاً كُلَّ الوَهْمِ بَلْ عَيْنَ الخُرَافَاتِ وَهْمَاً عَكِفْتُ لَهُ طَوِيْلاً حَتـَّ ى حَسِـبْتُهُ خَيْـرَ الدِّيَانَاتِ ** لا تسألي عَنِّي فَقَدْ ضَيـَّ عْتِ قَصِيْدَتِي وَ وَأَدْتِ أَبْيَاتِي لَنْ تَخْدَعِيْنِي بَعْدَ هَذَا اليَوْ مِ وَلَنْ تَكُوْنِي غَيْرَ سِعْلاتِ إِنِّي كَِرِهْتُ نِفَاقَكِ الوَاهِي وسَئِمْتُ تَلْفِيْقَ الرِّوََايَاتِ مَا عَادَ نَجْمُ اللَّيْلِ يَصْحُو كَيـْ مَا نَجْتَلِي الأحْزَانَ مُرَّاتِ
فَكَفَايَ تَمْثِيْلاً وَزَخْرَفَةً وكفايَ تَلْوِيْن العِبَارَاتِ
** لا تَلْعَـبِـي بِالنـَّارِ يَا هَـذِي لا تَقْـرَبِي الجَمْـرَاتِ حَــرَّاتِ لا تَقْـربِيْنـَنـِي أنَا الطـُّوْفَا نُ لا يَرِقُّ لِصَوْتِ أَنـَّاتِ لَنْ تَهْرُبِي مِنْ غَضْبَتِي أَبَدَاً لَنْ تَسْلَمِيْ مِنْ وَيْلِ لَعْنـَـاتِي (لو جئت عائدة فلن تلقي يا أنت غير جحيم لعناتي)
** لا تذكري الإحساسَ يا هَذِيْ لا تُرْسِـلِيْ الألفـَاظَ سَمْجَاتِ لا تَعْبَثِي بِمَشَـاعِرِيْ لا تَحْـ تَالِـي فَلَنْ أَجْـتَـرَ مَأْسَــاتِي قَـلْبِيْ رَمَـادٌ وَالرَّمَـادُ مُحَــا لٌ أَنْ يَعُـوْدَ بِوَقـْدِ جَمْـرَاتِ إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَمْطِرِيْ سُحُبِي فَالنـَّارُ فِي جَوْفِ السَّحَابَاتِ والرَّعْدُ والبَّارُوْدُ وَالأحْقَـا دُ صَوَاعِقٌ أَشْقَتْ سَمَاوَاتِي **
لَوْ كُنْتِ صَوْتَ الطُهْرِ يَدْعُونِي يَا مَرْيَمُ العَذْرَاءُ لَنْ آتِي لَوْ كُنْتِ أَنْتِ عَقِيْدَةً مُثْلَى فَالكُفْرُ عِنْدِي مِنْ قَنَاعَاتِي أو شِئْتِ أنْ تَأْتِي بِقُرْآنٍ فَلَقَدْ مَضَى عَهْدُ الرِّسَالاتِ
لَوْ كُنْتِ يَا حَمْقَاءُ أُمِّي أَوْ لَوْ صِرْتِ لِي إِحْدَى شَقِيْقَاتِي فَلْتَفْهَمِي أَنـِّي سَلَوْتُ قَرَا بـَتِيْ بِأُمـِّيْ ثـُمَّ أَخْوَاتِي
ملاحظة: رسمت كلمة سعلاة (سعلات) عامدا، كما أني أتجاوز تشكيل بعض المفردات لجواز إعرابها بطريقتين فللقارئ أن يختار ما شاء. ملاحظة أخرى: القصيدة طويلة جدا ولكني أعملت فيها المقص.
.
|
Post: #15
Title: العزيز ود بله .. ولم تستقر النفس بعد والحمد لله
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-13-2006, 03:40 AM
Parent: #1
Quote: هذه القصائد الرائعة التي نظمتها في مرحلة الشباب، مرحلة التمرد والإنطلاق، تعبر عن نفس شابة كانت تهوى وتستمتع بعذابات الحب وألم الفراق والبين. فماذا عن أشعارك ما بعد هذه المرحلة، أي مرحلة النضج والإستقرار النفسي؟ |
الأخ الفاضل/ إسحق بلة الأمين نعم.إن التمرد ذاك لم يقف عند المقبول بين الناس والمرفوض إجتماعيا.ولكنه سطا حتى على مسلمات عروضية، سأعرض منها نماذج إن شاء الله. أما النضج فقطعا للسن أثر في ذلك و تطور المعارف أما الاستقرار النفسي ، فهو نهاية الشاعر، هذا إن كنت شاعرا. الشاعر لا يهدأ له بال، ومحال أن يستقر أبدا من تستفزه بسمة الطفل وحركة الأغصان إذا هبت عليها نسمة و.. أما الشعر والقصص، فأطرح سؤالا في هذا المقام يقول عنه النحويون "إنه سؤال لا ترجى إجابته" : وهل الشاعر إلا قاص يحكي خلجات نفسه؟ ولك حبي وشكري؛ فأنا أقل مما وصفتني به ولكنه حبك لي. و إلى نموذج آخر ، قلته وأنا طالب بالصف الأول الثانوي بعنوان النظرات الغضبى وبالطبع ففيه الكثير الذي حذفته، ولكن بقية الأبيات أثبتها بصدق. وهي تحكي تلك العاطفة الجياشة التي أشرت إليها
|
Post: #16
Title: الأستاذ محمد حسن خضر يعلق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-13-2006, 04:13 AM
Parent: #1
.
أرسل إلي الأخ محمد حسن خضر هذه الرسالة وأنصصها كما هي. والأستاذ غني عن التعريف، وهو ينبهني إلى الكثير (ولو استقبلت ما استدبرت لكان لي كلام آخر بعد كلام الأستاذ، الناقد الفذ) فله شكري، ولتذهب تجارب الشباب كما هي وتصب حيث صبت.
عزيزي الأخ / أبي البشري
طاب صباحك هذا أبو بكر يقدم لي قاروة زاكية بشعر حلو صادق عذب، مساء الأمس، وهي تنضح بالحب الحقيقي المعذب، وقد شف قلبك حتى كاد ُيـُخرجه من مكمنه ليطير. وقد عهد قلبك السرى والمسير في فلوات ومعارج نائيات لا تخلو مؤونتها من الحزن والأسى الذي رضعت، وما فطمت منه مع كل ما مرّ بك من سنين. إنه حزن كعطر كريم لا يضيرك كل الضر، وإنا لنزكي منه الأرواح والنفوس بلا شك، فثمَ كلمةٌ مما تقول تعطر الأبدان وتسمو بها في الآفاق محلقة بعيداً بعيداً .. الحب عذابات تسبح في بحار النفس وتمخر كالسفين يشق حيزومها كبد الماء شقاً وقد أودي بالفتى والشاب القتيل من قبل فهل وقف المسير؟ كلا . ولا عجب قال الآخر : " واستعذبت روحي الحريق وصرت كل الناس عندي ماذا دهاك ولم أك ( أكن ) أهوى سواك لتستبدي ما كان قدك غير تصوري لجمال قدِ لكنني طوقته شكلته أيكون بعدي *** عيناك ما عيناك إلا ومض إبراقٍ ورعدِ َنزَفٌ من الوهج الجريج جمعته ضداً لضدِ صالحته والأكوان حتى صار للأحلام يهدي كانت سقايته عيوني يرتوي من غير صدِ لكن ضبع القدر فيك صحا يدمرني ويردي *** إن كنت ياوهمي الروى خرساء تبقى من غير أشعاري ووجدي **** أدخلتك المحراب ياناراً تَوَجُّ بجفن سهدي ياخمرةً طافت بي الدنيا لكن عدت وحدي *** يوماً سيتركك التمرد ولن تري عهداً كعهدي" نعم سوف لن ترى عهداً كعهده، وما عهده إلا الشقاوات الَببَرخية والتتبع، والتأمل واعتصار الذات، ورتق الثقوب، وظمأ لا ينتهي ، وأحلام لا تؤوب. أنظر إليه في بكائيته الممضة: "نام السراب بدربنا يوماً... وغفا طويلاً مارٌ عاتِ" ( قال الآخر : نام السراب في عينيك وما نمت .. فهذا أرحم حالاً منه إذ ما يزال ينتظر، لكن صاحبنا الآخر ملّ الانتظار وسحب من تحت الزمان البساط ) لمعُ السرابِ يهيج في نفس الْ ظمان ِ آمالاً كثــــــــــــيراتِ ( إنها تجربة حالما تحولت إلى ذكرى فما أعجلك) لو جئت عائدة فإنني ودّ عتُ الغرام طفأت مشكاتي ( الطبع يغلب التطبع، ولماذا دخلت ههنا؟، وحسبك من ههنا أن َتعطي ولا تُعْطى أتستطيع ؟ هذا هو القانون السائر وحال الظالم فيه أشبه أو سيان بحال المظلوم.. لا تكن سوداني السنخ والطبع وتجمل، واخدع الرقاب تفز .. تفوز بماذا لا شئ؟! هذا هو القانون ) سكبت روحي في عذاباتي لما وجدت طريقنا خلواً إلا من الأشعار ِ(و) عذاباتِ ( العوض على الله، وتكفينا آية شعر يترقرق الآن عذباً طروباً والحزن يشج لهاة صاحبنا شجاً .. اللهم سِغْ شربه وأبرد حمم روحه ، ولكنها روح إعتادت الحراك الدافق الصخب فلا أقل من وقود وشدة من جنس ما يحركها، ولا غضاضة أن يكون هذا مصيرك ، وتذكر صديقك الراحل صاحب أغنية المصير إذ كلنا إليه يصير يا بصير ) فعرفت ذاك الحبَّ وهماً كل الوهمِ بل عين الخرافات وهماً عًكِفتُ له طويلاً حتَ ي حسبته خير الدِّيانات ( لا هو السحر، والسحر فتنة وخروج والنفس في تمردها تستعذب ذا وترنو لذاك فما أعجب تمردها طال الزمن أم قصر عكوفاً بعد عكوفٍ وتمادي من بعد آخر ). ثم الرد على العدوان بتوهم الكرامة: لا تلعبي بالنار يا هذي لا تقربي الجمرات حرات لا تقربيني أنا الطوفا ن لا يرق لصوت أنات
( جاء في القرآن الكريم : "ستذكروهن" )
لن تهربي من غضبتي أبداً لن تسلمي من ويل لعناني (من لا يُرحم من لا يَرحم .. انتهى عهد التهديد وحل عصر البدائل) لو جئت عائدة فلن تلقي يا أنت غير جحيم لعناتي ( إنها كرامة زائفة .. وأنها ما غادرتك أبداً. بل هي موجودة في عينيك، إني رأيتها ذات مرة وسأقول لك متى حين ألاقيك ( ألتقيك ) ولن أفارقك حتى ألقي إليك هذا الوجع الأخير للمفارقة قبل المفارقة(وصحح ) ( انظر لجمال المقابلة في " بالبشرى" ولم " أشرب") أخوكم محمد حسن خضر
|
Post: #17
Title: قصيدة النظرات الغضبى، إهداء إلى محمد حسن خضر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-13-2006, 04:17 AM
Parent: #1
.
النظرات الغضبى
يَا سَافِرَ الوَجْهِ المَلِيْحِ يزِيْنُهُ دَعَجٌ أَأَنْتَ مِنَ الظِّبَاءِ أَمِ البَشَرْ أَمْ أَنْتَ عِطْرٌ فَاَح مِنْ رَوْضٍ كَثِيْرِ الزَّهْرِ أَمْ سِحْرٌ تَجَلَّى يَا قَمَرْ
** مَا أَنْتَ إلا فَرْعُ بَانٍ فِي التـَّـثَنـِّي بَلْ كَمَائِمُ يَاسَمِيْنَ نَدٍ عَطِرْ أَنْتَ النَّعِيْمُ مُصَوَّرَاً أَنْتَ الجَمَا لُ مُنَمَّقَاً أَنْتَ السُّهَىْ لَوْلا الحَوَرْ أَنْتَ الْكَمَانُ مُغَرِّدَاً يَبْكِي بِلا أَلَمٍ وَأَنْتَ الْبِشْرُ بَلْ أَنْتَ الْفِكَرْ مِنْ حُوْرِ عَدْنٍ قَدْ سَرَيْتَ لأرَضِنَا مِثْلَ النَّسِيْمِ إِذْ سَرَىْ فِي السَّحَرْ
** بَسَمَاتُكَ الحُسْنَى تُذِيْبُ حُشَاشَتِي نَظَرَاتُكَ الغَضْبَى لَهَا وَخْزُ الإبَرْ ضَحَكَاتُكَ الْحُمَّى تَهُزُّ مَفَاصِلِي خُطُوَاتُكَ الجَذْلَى يُحَاكِيْنَ الوَتَرْ هِجْتَ الْقَرِيْضَ عَلَيَّ حَتَّى غّازَلَتـْ كَ قَصَائِدِيْ فَكَسَوْتَهُنَّ مِنَ الدُّرَرْ
** يَا طَفْلَـةً تُيـِّمْتـُهَـا فِيْ لَحْظـَةٍ إِنَّ الحَيَاةَ بِغَيْرِكُمْ طَيْفٌ عَبَرْ فارْفِقْ بِهَذَا الصَّبِّ أّوْ زُرْ هَائِمَاً قَدْ كَادَ يَقْتُلُنِيْ بُعَادِيْ وَالضَّجَرْ واسْمَعْ وَلا تـَجْزَعْ وَلا تـُبْدِي جَفَا كَ فَإِنـَّنِي لا أَشـْتـَهـِي إلا النـَّظـَـرْ
|
Post: #18
Title: Re: تداعيات من البربخ،
Author: أبوبكر عبد القادر العاقب
Date: 09-13-2006, 05:07 AM
Parent: #1
أستاذي الفاضل أبي البشرى، كنت قد شرعت في كتابة تعليق على هذه القصيدة الحممية (من الحمم إن جاز النسب إلى الجمع) لكن الأستاذ محمد الحسن سبقني فوضع المحور (بضم الميم وترقيق الراء) على مكان القطيعة تماماً وتعلم مثلما أعلم أن الأستاذ محمد الحسن إن تحدث فلا معقب على قوله ولا سبيل إلى زيادة. ولكني أقول أن هذا فجور في الخصومة أو فقل إنها غضبة مضرية على معشوقة الأمس التي لم ترعَ وداً يبدو أن الشاعر سقاه من وريده، ولعل فورة الشباب ساهمت في إذكاء هذه الغضبة التي سدت كل الطرق أمام تلك المحبوبة للعودة.
لَوْ كُنْتِ صَوْتَ الطُهْرِ يَدْعُونِي يَا مَرْيَمُ العَذْرَاءُ لَنْ آتِي لَوْ كُنْتِ أَنْتِ عَقِيْدَةً مُثْلَى فَالكُفْرُ عِنْدِي مِنْ قَنَاعَاتِي أو شِئْتِ أنْ تَأْتِي بِقُرْآنٍ فَلَقَدْ مَضَى عَهْدُ الرِّسَالاتِ وهنا اقتباس من حديث الأستاذ محمد الحسن: سكبت روحي في عذاباتي لما وجدت طريقنا خلواً إلا من الأشعار ِ(و) عذاباتِ ( العوض على الله، وتكفينا آية شعر يترقرق الآن عذباً طروباً والحزن يشج لهاة صاحبنا شجاً ..)
نعم نحن تكفينا هذه القصيدة السلسة البديعة النظم لكنني أتمنى ما تمناه كثير عزة حين قال: ألا ليتنا يا عز من غير ريبة بعيران نرعى في الخلاء ونعزب كلانا به عر فمن يرنا يقل على حسنها جرباء تعدي وأجرب إذا ما وردنا منهلا صاح أهله بنا فما ننفك نرمى ونضرب نكون بعيري ذي غنىً فيضيعنا فلا هو يرعانا ولا نحن نطلب
تخريمة: ليتك تحدثني عن البربخ الذي في الدويم.
|
Post: #19
Title: Re: تداعيات من البربخ، ود العاقب و ود حسن خضر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-13-2006, 08:26 AM
Parent: #18
.
Quote: ولكني أقول أن هذا فجور في الخصومة أو فقل إنها غضبة مضرية على معشوقة الأمس التي لم ترعَ وداً يبدو أن الشاعر سقاه من وريده، ولعل فورة الشباب ساهمت في إذكاء هذه الغضبة التي سدت كل الطرق أمام تلك المحبوبة للعودة. |
أخي ود العاقب واستشهاد الأستاذ محمد حسن بالآية الكريمة في محله. وما ذلك بعلم فحسب ولكن الخبرة زينته. وردي على ذلك:
كان المجنون وليلى على خصام لقصة مشهورة عرفت بعقر الناقة، فلا هي تكلمه ولا هو يكلمها. ثم إنها رأت المجنون مقبلا ذات مرة يركب ناقة حمراء ، فقالت ليلى ولم ترد أن يسمعها ولكنه سمعها: كلانا مظهر للناس بغضا وكلٌّ عند صاحبه مكينُ تبلِّغُنا العيون بما أردنا وفي القلبين ثَمَّ هوى دفينُ و أسرار الملاحظ ليس تخفى وقد تغري بذي اللحظ الظنونُ وكيف يفوت هذا الناس شيء وما في الناس تظهره العيونُ فطب نفسا وقرَّ اليوم عيناً فإن هواك في قلبي مَعِينُوسمعها المجنون فخر مغشيا عليه، فرشته بالماء . فأفاق وأنشد:
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد علي جنونُ حليفٌ مع الغزلان أما نهاره فحزنٌ وأما ليله فأنينُ فيا نفس صبراً لا تكوني لجوجةً فما قد قضى الرحمن فهو يكونُ ونتناول باقي القصة في موضع آخر أما لسان حال محمد حسن خضر فهو قول المجنون: تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابةٍ ولم يبد للأترابِ من ثديها حجمُ صغيرينِ نرعى البهم ياليت أنا إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ ولسان حالي قول المجنون:
بجمال وجهك وهو بدر مشرقُ قلبي عليك كما علمت وأشَفَقُولسان حالك قول المجنون نفسه: تقول العدا لا بارك الله في العدا لقد صار عن ليلى ورثت رسائله فلو أصبحت ليلى تدب على العصا لكان هوى ليلى جديدا أوائله ثم أقول أخي: ما بالك بنزار قباني لما قال: جدران بيتك من زجاج فاحذري أن تستبدي السوط بين يدي فتمزقي بسياط حقدي أنا لست كالمسيح أدير للناس خدي أتهددين بحبك الثاني وزند غير زندي إني لأعلم يارخيصة أنني ما عدت وحدي هذا الذي يسعى إليك الآن لا أرضاه عبدي فليمضغ النهد الذي خلفته أنقاض نهدِ يكفيه ذلا أنه قد جاء ماء البئر بعدي وسأحدثك حتما عن البربخ و إلى لقاء قريب
|
Post: #20
Title: Re: تداعيات من البربخ، ود العاقب و ود حسن خضر
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-13-2006, 09:53 AM
Parent: #19
فليمضغ النهد الذي خلفته أنقاض نهدِ يكفيه ذلا أنه قد جاء ماء البئر بعدي
قال الشاعر الفرزدق :
إذا سقط الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه تجنبت الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه
قصة هذين البيتين أن الشاعر الفرزدق كان هائماً بحب غادة حسناء وكانت تبادله هياماً بهيام. تقدم الفرزدق إلى والد البنت يطلب يدها زوجة له على سنة الله ورسوله، إلا أن والد البنت رفض رفضاً باتا. تقدم رجل آخر يطلب يدها فوافق الأب ولم توافق البنت. أرغم الأب إبنته على الزواج ممن لا تحب . تم الزواج لكنه لم يستمر طويلاً وكانت نهايته الإنفصال. أدرك والد البنت أن إبنته لا تصلح زوجةً إلا للفرزدق. فكر الأب في طريقة يعيد بها الحبيب إلى محبوبته. قام بإقامة وليمة كبيرة دعا إليها الجميع وكان الفرزدق من بينهم. فهم الفرزدق ما كان يرمي إليه والد محبوبته فلبى الدعوة. أحضر الطعام وشرع الجميع في تناوله، إلا أن الفرزدق رفض أن يأكل. فخاطبه والد البنت كل أيها الشاعر الكبير فرد عليه بالبيتين أعلاه. لم يهن على الفرزدق الزواج من محبوبته بعد زواجها من رجل آخر، فكبرياؤه ومكانته الكبيرة كشاعر ملأت سمعته الآفاق منعتاه من الزواج بمن هام بحبها رغم أن نفسه ما زالت ترغبها وتشتهيها. فالكبرياء صفة ملازمة للشعراء العشاق.
|
|