الفكرة وبلورتها

(1)

ان تكون لديك فكرة أو أفكار فهذا شئ رائع وان تطرح هذه الفكرة وتتبناها فهذا يعني انك قمست الروعة . وأن تتخير لفكرتك هذه الالفاظ وسلاسة العبارة والمنابر فانت مستنير. وان تصبح فكرتك هذه رسالة ولها صدى ولك مؤيدون ومعارضون فانت صاحب رسالةوان كثر مؤيدوك واصلحك معارضوك مفكر.
اقول هذا لأني اعي ان المنابر الفضائية هي اجمل الساحات لنشر الأفكار وترتيب الرؤى لانها تخاطب اناسا انتقلوا من الصحافة المكتوبة الى الصحافة الأثيرية اي ان ادواتهم المعرفية أكثر تطورا مما يمكنن من ابراز أقوى ما لدى الفرد من معرفة حتى تتلاقح مع مجموعة المعرفية الفضائية الواسعة والتي يمكن ان تنتج رؤى جمعية تبشر بمستقبل اكثر اشراق لهذا الوطن المنهك والمثقل بالجراحات
حينما تكون الكتابة من اجل الكتابة فقط او للأغراق او فهذا اهدار لقيمة الوقت ( وفي عدد من الآيات اقسم ربنا بجزء من الوقت دلالة على القيم العظيمة للوقت)
ان الحرف مسئولية وكل لفظ هو عليك لا لك تحاسب عليه في الدارين .
واي فكرة لا تتولد من فراغ بل تكون نتيجة لتقاطع احداثيات واقع ما،اوفعل ما فتختمر في الذهن ثم تحاول ان تخرج الى الوجود وخروج الفكرة لابد له من ادوات فاذا كانت الادوات جيدة خرجت الفكرة جيدة اما اذا كانت الادوات بدائية وصدئة خرجت الفكرة فطيرة وغير مكتملة او ربما مشوهة والادوات هي:
الشخص نفسه، تركيبته النفسية، تفاعله الاجتماعي، نشطاته البدنية والذهنية، تعلمه ، تجاربه ، خبراته العملية، ذخيرته المعرفية، اطلاعه العام، وعيه بالمتغيرات من حوله ودرجة تفاعله معها، تقبله للآخر وقبوله لدى الآخرين وهواياته
البيئة وتاثيرها ، حضرية او ريفية، صناعية او زراعية ألخ
الاطلاع بدرجاته ونوعياته كما وكيفا وهذه من أهم الادوات فالقراءة من اجل القراءة تختلف عن القراءة من اجل الاخراج وتختلف عن القراءة من اجل استخلاص العيوب اومن اجل الاستحسان. فكلما كانت القراءة متمعنة وتؤدي للاستقراء، من ثم تتراءى ايجابيات وسلبيات المادة المقرءة . وهذا الشكل من انواع الاطلاع يكون نتيجة تدريب اطلاعي طويل المدى يبتدئ مع الفرد من لحظة تعلمه الحرف حيث ان المعرفة سلسلة متصلة رغما عن تفرعها الى حلقات وحلقات. تكبر هذه الوائر في الذهن كلما ازداد الكم المعرفي .تصقل هذه بالممارسة الفعلية كتابة اوخطابة
ونواصل

فوق حبة

فوق ..

في انتظار ان تواصل..

الاخ عبد المطلب شكرا لمتابعتك

ولي عودة قريبة باذن الله

مودتي

(2)

والكتابة تبتدئ كترجمة للمشاعر الطفولية وبالفاظ ميسرة لتعبر ببراءة عما يعتمل في النفس ثم تتطور لتأخذ شكل المخاطبة بعضهم ينجح في الخطاب وبعضهم يفشل تبعا للمكون النفسي ودرجة الجرأة والثقة بالنفس. وتتلازم الكتابة بالقراءة وتلاقح الاثنين يزيد من الكم اللغوي والمعرفي بما يرتقي بالفرد درجة من التثقيف ( والتثقيف لغة يعني شحذ الرمح او السيف وجعله حادا) مدفوعا بعامل جديد ألا وهو عامل الخيال فيدخل المرء في مرحلة الابتكار والتجديد. وما لم يجد صدى لأفكاره فإنها تموت ولكن بترداد الصدى تظل الفكرة موجودة، ولكن كيف تتقد الفكرة وتتوهج؟
يتأتى هذا بالحوار الداخلي للفرد ونفسه متزامنا مع بداية تكوين القاموس اللغوي الخاص به ومرحلة الحوار الداخلي هي اقسى المراحل في الكتابة او التصدي للفكرة حيث ينصب الفرد نفسه ناقدا للذات فيكون قاسيا عليها لدرجة الجلد مما يؤدي إلى إصلاح الفكرة وتوشيتها بجميل اللفظ والعبارة فيدخل الفرد مرحلة الإبداع
وبين بداية الكتابة والوصول لمرحلة الابداع رحلة طويلة بين صفحات بطون متون وحواشي الكتب والمراجع والاستزادة من النقاش الخارجي والنقاش الداخلي ومراحل تكوين القاموس اللغوي للكاتب او المفكر وهذه من اخطر التكوينات حيث يكون لكل حرف دلالته ولكل لفظ ابعاده.عندها يتداخل الخيال مع المكون النفسي لتكوين معان وصور متفردة في الشكل والحروف بكلمات غير الكلمات,وهذا الشكل من التفرد يقود للابداع والذي هو يصبح رسالة تقود إلى إما إظهار العيوب في المجتمع كما هي ودون الخوض في تفاصيل إيجاد الحلول) أدب واقعي او الواقعية) او محاولة خلق عالم حالم او مدينة فاضلة - يوتوبيا( ادب رومانسي او رومانسية) هناك من يقنع بهذه المرحلة من الفكرة والكتابة وبعض يقتحم الابداع ويغوص في المجتمع ويوازن بين المنطق والخيال فيدخل في مرحلة تكوين الرؤيا Vision
والرؤية هي نتاج تفاعل الفكر بالواقع والحراك الاجتماعي . مدفوعا بدرجات النضج والوعي بالمتغيرات . ولا يمكن ان تكون هناك رؤيا ما لم تكن هناك ديناميكية فعلية في أداء الفرد بعيدا عن التهويمات الخيالية ، فالخيال مهم لتشكيل الرؤى ولكن الإغراق في الخيال يقود إلى اللا شئ . والأمثلة كثيرة للمبدعين ذوي الرؤى ففي الادب نجد البرتومورافيا غسان كنفاني محمد عبد الحي الطيب صالح، وول سونيكا ، في السياسة نجد شارل ديجول، نهرو وغاندي، ، والمناضل الرائع نلسون مانديلا، في الفكر والفلسفة هناك جان جاك روسو،برنارد شو وغيرهم
وما كان الفكر لوحده ليعمل ما لم يتكن هناك آلية تعمل على إنزال الفكر إلى ارض الواقع وهذا يتطلب النزاهة وإعمال الضمير ومحاسبة النفس في كل صغيرة وكبيرة بما يقود الى التصالح مع الذات وما احوج من يتصدون للعمل العام الى التصالح مع الذات
نواصل

د. محمد حسن

تحياتي

أين وعدك ؟؟؟؟ متى و أين ؟؟؟

Quote: فاذا كانت الادوات جيدة خرجت الفكرة جيدة اما اذا كانت الادوات بدائية وصدئة خرجت الفكرة فطيرة وغير مكتملة او ربما مشوهة والادوات هي:

ثم جئت لموضوع
الشخص
و الإطلاع

و أعتقد بأن الأدوات تشمل :

البيئة
التأثيرات النفسية
الأحداث المحيطة بالشخص من ناحية إحتكاكه بالجنس الآخر و إحباطاته و عوامل نجاحه و فشله و حدود طموحه و قناعاته.

عل كل حال ربما أكون قد إستبقتُ الموضوع بهذه الأدوات ، سأنتظر مواصلتك للموضوع ثم نتداخل فالموضوع مهم.

دمت

تخريمة : د. محمد عبداللطيف يا ربي عمل الشربوت السنة دي ؟؟

الاديب ابوجهينة

وكأنك تقراني

فالادوات هي كما ذكرنا

لك شكري وتقديري

شكرا د/ محمد الحسن

منكم ننهل ، غلينا بالمذيد

دائما الرائعون هم رائعون

مودتي ،،،

الاستاذة خالدة بدوي

لك شكري وتقديري

*****

نقرأ بإهتمام..فبلورة الفكرة بكل جوانبها وأبعادها هو ضمان كبير للنجاح..

كـل سنة وانت طـيب وكذلك كل زوارك..

مني

أخي د. محمد حسن


صدقت وأصبت كبد الحقيقة لكن حسب علمي معظم الفضائيات تطرح أفكارا بلا معنى وتتناول مواضيعا


لا تحمل فكرة كما تجد بعض المذيعات يناقشن ولكن ليس لديهن أي فكرة .


تحياتي

الاخت الكريمة عواطف

اسعدني مرورك والذي بلاشك اضاف لنبر راي مدعم

لك التقدير والمودة