Post: #1
Title: أول شهــر فى بروكلين - قصـة قصيــرة.
Author: Abureesh
Date: 06-28-2010, 08:14 AM
بعد إجراءات مطولة وتفتيش خاص وصل الى الجيوب وشنطة الهاندباق، خرج احمد مهدى من مطار جى اف كى الى الشارع، ليجد عمر وسعـد ابقوتة فى إنتظاره بسيارتهم الجبسى كار الرماديـة.. عرفهم من سحناتهم الســودانية، فعرفهم بنفسـه، ومن أنه الشخص الذى وصاهم عليه صديقهم حاج طه فى الخرطوم حين تحدث معهم بالتلفون امامه.. وكعادة الشباب السودانى فى المهجر، رحبوا به وأخذوه الى حيث يسكنون فى ضاحيـة بروكلين فى نيويورك.. وتحديدا فى منزل فى ناصيـة ساحـة إسبنسـر مع شارع فولتون. وبدأوا الصعود نحو الطابق الرابع حيث يؤجرون شقـة من غرفتين وصالـة ب 900 دولار فى الشهـر.. عندما وصلوا الطابق الثانى، سمعوا دوى شديد ومتتابع فى الشارع، فاشار عمر الى سعد ليستطلع ما يحدث... نزل سعـد ليعود بعد قليل، وطمأن عمر والضيف أن لا مشكلـة فإن هـذا ضرب رصاص ولم يقتل أحـد.. ثم التفت الى عمر قائلاً: ديل اصحابك بتوعين إمبارح الشـاتو البوليس الظاهر جو راجعين يشيلوا البضاعـة.. وأحمد مهدى يريد أن لا يصدق ولكن لعلعـة الرصاص تخذل إرادته وتدخل الرعب فى نفسـه، فترتفع أنفاسـه من الهم والخوف، وهى اصلا مرتفعـة من صعود السلالم وحمل الشنط. بعد التحية والمجاملة، سأل عمر الضيف إن كان يريد عصير تفاح أم عصيـر برتقال.. فأرتبك احمد برهة ولم يدر بماذا يجيب، ولكن سرعـة بداهته أنقذت الموقف، فقال له: ياخ جيب عصير برتكان أصلو عصير التفاح دا مدبوغين دباغـة فى الســودان (عبارة مستعارة بتصرف). بعد العشاء بدأت (دروس العصر) تقع على رأس أحمد.. هنا طبعا لازم تعرف البلد مختلفة من السودان، ولازم تخلى العقلية السودانية وتكون حذر جداً، لازم وانت ماشى فى الشارع تكون خاتى إيدك اليمين فى جيبك عشـان الناس تفهم إنك شايل مسدس، وأى زول يسألك أو يتكلم معاك رد عليه وإنت مركب شكل الزول الداير يضربوا رصاص، صغر عيونك وشيل أى أثر لبسمـة من وشك.. كدا إنت تمام التمام وما بتجيك عوجـة إن شاء الله. بعدين مسجد التقوى أهونداك قصاد الشارع، والحتة دى من زمان البراذرس نضفوها من المافيا لكن حوادث معزولة زى بتاعـة أمبارح دى عادية وما تخاف منهـا. وإن شـاء الله يا شيخنا نلقى ليك شغل بأسرع ما يمكن، بس هنا فى دكاكين اليمانية بيدوا خمسمية دولار فى الأسبوع لكن بيبيعوا فيها البيرة، ودى طبعا حرام.. ويستمع أحمد الى الخمسمية دولار ولا يسمع البيرة.. تمــر الأيام، الجماعـة لا يساعدونه فى إيجاد عمل ولا يسألونه إن كانت عنده مصاريف، وهو يستعمل المعجون بأصبعـه حيث لم يستطع شـراء فرشـاة.. كل يوم نمشى الغدا يا شيخنا مطعم براذر إبراهيم عندهم الحلال فوود.. يعودوا من الغدا، بعد شوية يا شيخنا نمشى المسجد نصلى العصـر.. ثم المغرب، ثم العشـاء والعشـاء.. وفى الصباح يتركونه فى المنزل ويذهبون للسيوبر ماركت الذى يعملون فيه كحراس. سئـم أحمد من هـذا الروتين، وشك أن مضيفيه يبحثون له عن عمل حلال.. فنزل بمفرده ذات يوم، وسـار على قدميه فى شـارع فولتون حتى شارف نهايته، فوجد دكاناً دخله، فإذا بصاحبه عليه سمات العرب، فسلم عليه، فرد عليه السلام ليتأكد أحمد إنه يمانى.. وقبل مواصلة إكتشافاته فاجأه اليمنى بسؤال مباشر: إنت ســودانى.. تخدم؟ أحمد: نعم أخدم اليمنى: طيب تعال خش جوة فى الكاشيـر.. تعرف الأسعار؟ الكاندى فى الصف دا كلو واحدة بكوارا، اللبان دايم، يعنى عشـرة سنت، البيرة 3 دولار... وسمع له كل البضائع وأعطاه مفتاح الخزنة!! بعدين نحن شغالين 24 ساعـة 7 يوم فى الأسبوع، والدكان دا مما إشتريته قبل عشرين سنة بابو دا ما نزل، أهو زى ما شايف لمن صدأ والحداد ما يقدر ينزلوا.. شايف السلم داك، تطلع بيه للغرفة اللى حتنوم فيها، لازم تمثل طرزان عشان تصل لغرفتك. بعد ثلاث أسابيع أعطاه اليمانى نص يوم ليودع مرتبه فى البنك، وأعطاه 1500 دولار كاش، وأحمد مرتاح ومبسوط أخذ المبلغ وذهب ليفتح حساب فى أحد البنوك، وفجأة ظهـر له عمـر وسعـد، ففرحا بأن وجداه.. يا شيخنا أحمد الف حمدالله عسلامة، ياخى وين بتبالغ، نحن سألنا كل ســودانيين فولتون ومافى زول عرف مكانك لينا، الحكاية شنو ياخ.. اها وإن شـاء الله لقيت محل دسكاونت مافيه شبهات وخنزير وبيرة.. شغال وين هسـى يا شيخنـا؟ تلفت أحمد يمين وشمال ثم رد: والله شغال لى فى نادى ليلى حارس للإسترب دانصرس (هذه ايضاعبارة مستعارة بتصرف)..
(محاولة كتابة - أبوالريش)
|
Post: #2
Title: Re: أول شهــر فى بروكلين - قصـة قصيــرة.
Author: السر عبدالله
Date: 06-28-2010, 01:01 PM
Parent: #1
شكرا ابو الريش على هذه القصة الواقعية والصادرة فعلا من أرض الواقع.. وهذه ليست محاولة كتابة فأنت فعلا كاتب ومتمكن وقد وصفت حالة السوداني الذي يصل إلى نيويورك لأول مرة وصف دقيق ,,, ولكن كان من الممكن تواصل القصة وتورينا الزول ده بعد داك يكون زهج من الشغل مع اليمانية 7 أيام في الأسبوع وبمرتب 500 دولار في الأسبوع وأصحابه الشغالين في التاكسي كل يوم يجو يحكوا ليه قصص ,, ويقولوا ليه نحن بنطلع في اليوم الواحد 300 دولار وخصوصأ ايام الجمعة والسبت والأحد,, وبعد كده صاحبك يغادر اليمانية ويبدأ مشوار الرخصة استعدادا للدخول في عالم التاكسي ومنها إلى عوالم أخرى,,, ومن هنا تابع يا ابو الريش..
|
Post: #3
Title: Re: أول شهــر فى بروكلين - قصـة قصيــرة.
Author: Abureesh
Date: 06-28-2010, 01:38 PM
Parent: #2
الأخ الفاضل السـر عبد الله،
شكـرا جزيلا على المداخلـة والتشجيـع.. ولأنى أعلنت فى العنوان أنها قصـة قصيـرة فكان لا بد أن الجمها وأتوقف فى مكان ما، لذلك تركت أحمد مع أبواليمن بعد فشى غبينتو فى ناس عمر وسعـد.
شكرا ليك مـرة أخرى، والى اللقاء فى محاولة تانية إن شـاء الله.
|
Post: #4
Title: Re: أول شهــر فى بروكلين - قصـة قصيــرة.
Author: salah ismail
Date: 06-28-2010, 01:54 PM
Parent: #3
متابعين... واصل
دي قصة قصيرة لكن اطول من الف ليله وليله اسلوبك في كتابة القصة مفاجئء طلع وصف المحلات والامكنه ... لانو عندك قراء ما بعرفوا بروكلن....
عمل رائع
|
Post: #5
Title: Re: أول شهــر فى بروكلين - قصـة قصيــرة.
Author: السر عبدالله
Date: 06-28-2010, 02:25 PM
Parent: #4
فعلا يا صلاح القصة قصيرة ولكنها أطول من ألف ليلة وليلة لأن أبو الريش روي قصة أول شهر في بروكلين ولكن اذا واصل ممكن يحكي لينا قصة أول سنة وثاني سنة وثالث سنة ورابع سنة واحتمال حتى السنة العشرين أو الثلاثين.. وطبعا في ناس وصلوا أمريكا على اعتبار إقامة مؤقتة لسنتين أو ثلاثة وبعد ذلك يشدوا الرحال للسودان غانمين سالمين ولكن امتد بهم الحال ولم يرجعوا غانمين أو سالمين واستمر بهم الحال... والذي حاول الرجوع بعد ثلاثة أو خمس سنوات وجد الحال غير الحال والوضع غير الوضع ورجع مهرولا ,,, وارجع أقرأ البوست المعنون :" الشرطة تقبض على 25 من عارضي الأزياء في الخرطوم" عشان تعرف الحال اتغير كيف؟؟
|
Post: #6
Title: Re: أول شهــر فى بروكلين - قصـة قصيــرة.
Author: Abureesh
Date: 06-28-2010, 06:05 PM
Parent: #5
صلاح والسـر،
شكـرا وتعليقاتكم أقنعتنى أمشى أقرأ القصـة..
بقيت زى أشعب الأكول لما جرى ورا الجماعـة القال ليهم فى وليمـة!!
|
|