قابل للكسر ..!!

قابل للكسر ..!!


06-26-2010, 09:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1277542455&rn=0


Post: #1
Title: قابل للكسر ..!!
Author: كمال علي الزين
Date: 06-26-2010, 09:54 AM

(*)

أيقظها صوت الأذان , أذان الفجر , ذلك النداء الذي يخيفها , يخيفها لأنه يعلن بداية جديدة
ليوم جديد , يوم آخر من أيام شقاءها وبحثها عن مايسد رمق إخوتها الصغار وأمها المسنة ..

منذ وفاة والدها أصبحت هي العائل الوحيد لهذه البطون الخاوية , لم تصبح عائلاً بعد , هي مشروع
عائل لم
يتمخض عن شئ بعد ..

الكهرباء مقطوعة بفعل فاعل لعدم تمكنها من دفع نفقاتها , المياه أيضاً أبت إلا أن تتضامن مع أبنة عمها الكهرباء
فتمنعت ..

سرعان ما أشرقت الشمس لتسود الدنيا بعينيها من جديد , إختطفت ماتيسر من حبل الغسيل وحاولت التأنق قدر ما أستطاعت
وخرجت إلى العالم قبل إستيقاظ أمها وأخوتها , هرباً من سؤالها عن كل شئ , نفقات المدارس والإفطار والمواصلات و..

لم تكن تملك أجوبة لهذه التساؤلات , خرج
ت ولكنها لا تستطيع إلا أن تعود ..
ولكن كيف ..؟

Post: #2
Title: Re: قابل للكسر ..!!
Author: كمال علي الزين
Date: 06-26-2010, 10:12 AM
Parent: #1

(*)

شئ ما بداخلها لم يعد كما كان , كأن بأحشاءها جرح لم يلتئم , ..
غشاوة على أعينها جعلت الدنيا ليست كما كانت تراها , حنت إلى طفولتها , إلى عهد كانت به طفلة حالمة
لم تكن تضطر إلى فعل شئ سوى الأحلام , حلمت بدنيا ليست كالتي وجدت نفسها بلجتها الآن ..
دنيا
كل شئ بها وردي مثالي شفاف ..

فجأة عرفت أن الألوان التي تلون دنياها تتوزع بين داكن وأسود ..
رمت بنفسها على مقعد بأول بص يتجه نحو قلب الخرطوم , حمدت الله أنها تملك أجرة الرحلة , تدثرت بخمارها
وغطت في نوم عميق , أيقظتها يد مجهولة لتعلن لها أن البص قد بلغ وجهته الأخيرة ..

رفعت رأسها ونظرت من خلف نافذة البص
, لترى أمواج من البشر , باعة متجولون , شحاذون , طلاب وعمال وموظفون
رجال ونساء وأطفال ..

صياح يختلط ببعضه , زحام وإصتدام وتدافع , أخذت نفساً عميقاً وتهيأت للنزول إلى بحر البشر المتلاطم الأمواج ..
وبدأت رحلتها بقلب الخرطوم ..

Post: #3
Title: Re: قابل للكسر ..!!
Author: كمال علي الزين
Date: 06-26-2010, 05:30 PM
Parent: #2

(*)

وجدت نفسها بعالم لم تكن تعرف عنه شيئاً مذ وطئت قدماها قلب الخرطوم
عالم لا يمت
لعالمها الذي كانت تحلم به بصلة , عالم كل شئ فيه يقبل البيع والمساومة
لا مكان فيه للرحمة ..

لم تكن قد أكملت الجامعة بعد حين توفي والدها , وأضطرت بعدها لترك الدراسة والبحث عن عمل
عملت بكل شئ , بائعة بمتجر , موظفة بمكتب للإتصالات , سكرتيرة , و ..

كل هذا الأعمال لم تدم بها طويلاً ...
حيث أكتشفت أن أرباب العمل يريدون كل شئ آخر عدا كونها موظفة ..