|
ماذا يعني اختيار السودان نائباً لرئيس الهيئة الدولية لتغير المناح؟
|
ماذا يعني اختيار السودان نائباً لرئيس الهيئة الدولية لتغير المناح؟ .. بقلم: د. النور عبد الله الصديق الهيئة الدولية لتغير المناخ هي المرفق الحكومي المعني بتغير المناخ، وهى هيئة علمية دولية تم انشاؤها فى عام «1988م» بواسطة برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع هيئة الإرصاد العالمية. وجاء انشاء المرفق نتاجاً لعدد من المؤتمرات الدولية التي اهتمت ببيئة الأرض والتغيرات البيئية والمخاطر المتوقعة.
وللهيئة رئيس ونائبان ثلاثتهم يمثلون القيادة العلمية للمرفق، يعاونهم عدد من قيادات أقسام المرفق المتخصصة يستعينون بخبرات مجموعات هائلة من علماء العالم يفوق عددهم العشرين ألف عالم ينتمون لجميع الدول الأعضاء المنضوية تحت لواء المرفق، تم اختيارهم بحكم خبراتهم ومقدراتهم العلمية ليمثلوا المؤسسات العلمية والتعليمية والبحثية من الجامعات ومراكز البحوث ومؤسسات التنمية كالغابات والزراعة والطاقة والبيئة. اضافة لذلك فإن للمرفق علاقات تعاون علمية مع عدد هائل من الجامعات ومراكز البحوث على نطاق عالمى واسع. كذلك يرتبط المرفق بصلات وثيقة بالدول الأعضاء خلال جميع أعمال المرفق، إذ تمثل الدول الأعضاء مؤسسات متابعة ومراجعة لإصدارات المرفق المتعلقة بدراسات تغير المناخ.
وبحكم هذه المسؤوليات العريضة للمرفق على مستوى العالم وأهمية هذه المسؤوليات الجسيمة على المستويات الاقليمية والعالمية عبر مشاكل تغير المناخ والعظيمة عبر العمق العلمى، فإن العبء الواقع على عاتق الرئيس ونائبيه يضعهم على مستوى قمم يتربع على عروشها رؤساء ونواب رؤساء الدول. وهم بحكم مناصبهم يتلقون البروتكولات التى تتفق ومستوى مواقعهم السامية لأهم مرفق عالمى فى الوقت الحاضر الذى يهدد فيه تغير المناخ كل العالم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب معدلات الأمطار وتهديدات الأمن الغذائى وصحة الإنسان والحيوان.
وقد حظي السودان باختيار أحد أبرز علمائه وقائدهم في مجال البيئة وتغير المناخ، ليحتل موقع نائب رئيس المرفق العالمى لتغير المناخ، ذلكم هو الأستاذ العالم اسماعيل الجزولى خبير تغير المناخ ومستشار المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية. ويعتبر الجزولي أهلاً لهذا الموقع بما يمتلك من قدرات وخبرات واسعة اكتسبها خلال فترة عمله الغنية منذ أن عمل في مجال الطاقة بوزارة الطاقة والتعدين وحتى اليوم. وجمع خبرات واسعة خلال عمله بالمرفق ممثلاً للسودان على جميع مستويات مؤسسات المرفق وهو فى مجال البيئة وتغير المناخ. وقد شارك فى معظم دوريات واجتماعات وورش وإصدارات المرفق العلمية المتعلقة بتغير المناخ.
ويذكر للأستاذ الجزولي دوره البارز في دفع مشاركة السودان العالمية الى مستوى المحافل الدولية خاصة خلال دورة قيادة السودان لدول «السبعة وسبعين والصين» خلال مراحل التفاوض التى كانت نهايتها بقمة أوسلو بنهاية عام «2009م». ويضاف لجهوده هذه انه تمكن من توسعة ماعون مشاركة عدد من علماء السودان من خلال أعمال المرفق العلمية المتعلقة بتقييم ظاهرة تغير المناخ والآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التى تمثلت فى اصدارات المرفق المتواصلة منذ انشاء المرفق. فكان تمثيل السودان واسعاً بعلمائه من الجامعات والمؤسسات البحثية ومؤسسات التنمية. وقد شارك السودان بثمانية من علمائه في دراسة التقرير الرابع للمرفق والذى صدر عام «2007م» حيث كانت موضوعاته تتعلق بدراسة آثار تغير المناخ وامكانية التكيف والتأقلم. وبهذا التقرير نالت الهيئة جائزة نوبل للسلام لعام «2007م» مناصفة مع آل قور نائب الرئيس الأمريكى السابق. ويمكن أن يرفع السودان رأسه عالياً أن يكون الأستاذ الجزولى وسبعة علماء سودانيون ضمن أعضاء فريق العلماء العالمى الذين اعتمد عليهم المرفق في تقييم الدراسات والبحوث وصياغة التقرير الذي نال هذه الجائزة.
ويقف خلف الأستاذ الجزولى عدد من العلماء والباحثون بالمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية، وآخرون مختارون من الجامعات ومراكز البحوث ومؤسسات التنمية كانت مهامهم صياغة المشاريع الخاصة بتدريب مرشحين من المؤسسات ذات الارتباط بتغير المناخ، حيث ركزت المشاريع على بناء القدرات ورفع الوعى المحلى عن ظاهرة تغير المناخ والآثار السالبة على الانتاج الزراعى والبيئة الصحية، وما يتبع ذلك من ازدياد حالة الفقر. وركزت المشاريع على تبني المعالجات ذات الصلة بالتكيف. وكانت نتائج كل هذه الأعمال صياغة الاستراتيجية القومية للتكيف مع آثار تغير المناخ.
وبقي لنا أن نعرف ان استراتيجية المرفق العالمى لتغير المناخ تلعب دورا اساسيا فى تنظيم وتوزيع ادوار الدول المختلفة الملتزمة باتفاقية تغير المناخ، وما يمكن أن تساهم به فى عملية معالجة آثار تغير المناخ، والتزاماتها فى تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة، أى غازات الاحتباس الحراري. وأعظم الأدوار تقع على عاتق الدول المتقدمة والتزاماتها نحو الدول النامية بالدعم المالى والفنى. وهذا يعكس الأدوار التي يقوم بها رئيس المرفق ونائباه خلال حركتهم المتواصلة على مستوى العالم.
فليهنأ العالم بانضمام الأستاذ اسماعيل الجزولى لمنظومة رئاسة المرفق، وليهنأ السودان أن يكون من بين أبنائه شخص مثل الجزولى على موقع سامٍ بالمرفق العالمى لتغير المناخ. ففي هذا فخر للسودان، وكسب سيلعب الأستاذ الجزولى من خلاله دوراً فى عمليات التنمية والتكيف على آثار المناخ.
٭ كلية الغابات - جامعة الخرطوم.
|
|
|
|
|
|