مجمع فضيل الطبي:نادي المشاهدة ،الأفضل، لمتابعة فعاليات كأس العالم...!

بالأمس (الثلاثاء 15-06-2010) ذهبتُ لمستشفي فضيل التخصصى مرافقاً لمريضة،،، وعند وصولنا الميمون لأرض المشفي لفت نظري وجود جمهرة غير عادية قبالة المصعد الرئيسي للمبنى الضخم!
وكان وصولنا على مشارف صلاة المغرب،،،ولأن الجمهرة كانت تضم كل ألوان الهِندام السودانى من جلاليب وعِمم وبنطال وتياب فخمنت أن بالمبنى مريضاً على مستوي عالي من التنوع الإثني والقبلى والثقافى(!!)،،،،،وقد ساعدنى بطء المصعد الكهربائى ومرازته صعودا وصعودا من التقصى حول أمر الجمهرة...فإذا بالقوم أمام شاشة تلفاز ضخمة يتابعون مباراة ساحل العاج والبرتقال....!
حتى الحرس،الذى ميزته بأداة الإتصال الضخمة، لم تمنعه همته العالية فى أداء الواجب،،،من إختلاس النظر بين الفينة والفينة ناحية الشاشة البلورية الفتية...!
دلفت والمريضة الى أضابير المصعد واسع السعة خالي التكييف وحين أشار العدّاد الى الطابق الرابع فإذا بصرخة مصحوبة بحشرجة تتناهي الى مسامعي، فجهزتُ مشاعري إذ لابد أننى مقبل على مشهد ،من بلادى، حزين....! لكن سرعان ما تبدد ذعرى فالصرخة لم تكن سوى حسرة على هدف "دروغبا" الضائع فى الثواني الأخيرة للمباراة المونديالية الممتعة المثيرة...!
فحمدتُ ربي....فقضاء هدف أفضل كثيراً من قدر،هو، مكتوب ،فى بلادي،مسطر....!
فالثابت فى الأمر أن كل طوابق المجمع الطبي الناجع هي مزودة بتلفاز ،فتّي، حديث فإن فاتك هدف ،ضائع، فى الطابق الأرضي،،،فإنك موعود بالإعادة البطيئة فى أى طابق ،لاحق، آخر....!
تقرفص (المشاهدون) و(مرافقيهم) في الصالات الجيدة قبالة الشاشات البلورية وقد حرص الجميع على الظهور بهندام نظيف مستور رغماً عن عنت الحياة البائن،بينونة كبرى، فى الوجوه المرهقة المتشبسه،ما زالت، ببصيص أمل ما أتٍ، لا ريب، فى (يومٍ ما)!
نادي مشاهدة قسري لا يعكر صفوِه سوي صوت (نادل) الصالة وهو ينادى على أسماء المرضي،تلكم، المتوسلة بالإنبياء والرسل من موسي وعيسي وإبراهيم وطه، وبالطبع، آدم واسحق وهارون....!

نسأل المولي تعالي الشفاء العاجل للمرضي ..
و أمر مشاهدة المباريات سلاح ذو حدين
الاول الايجابي .. يشعر المرضي بوجود جماهير حولهم ومازالت الحياة بخير وبالتالي تخفيف وحدتهم
والثاني السلبي ... هنالك بعض المرضي قد ينزعجون من الاصوات وبالتالي التشنجات و ما لايحمد عقباه.

في الختام التحيّة لك و للشعب السوداني البسيط الذي يتعامل مع الامور بعفوية.

ذات المشهد والتفاصيل تكررت في احدي المستوصفات الخاصة ....... فقط ربما كانت النهاية مختلفة ..... حمل الاب ابنه الى المستوصف وكان في حالة

يرثي لها تركه بالغرفة بعد تحسنت حالته نوعاً ما وجلس في الخارج في انتظار تعليمات الطبيب ..... فجأة سمع صيحات وكواريك من الداخل ركض باقصي

سرعة ظنن منه بان ابنه قد اصيب بمكروه ........ ووجده هدف قد ولج شباك احدي الفرق في مبارة من مباريات كأس العالم ....... على الفور وهو الرجل

العسكري (لواء متقاعد) قرر ان يضع حداً لهذا الاستهتار ........ حمل جهاز التلفزيون عالياً وضرب به الارض ..... لم يجروء احد من العاملين بالمستوصف

الذين كانوا يتحلقون حول التلفزيون لم يجروء احدهم على الحديث وانصرفوا الى اعمالهم ........

ازيك يا مكي ............

المحترم احمد محمد بشير

Quote: في الختام التحيّة لك و للشعب السوداني البسيط الذي يتعامل مع الامور بعفوية.

فعلا التحية لهذا الشعب الجميل الذى ظل متمسكا ومتطلعا للحياة الكريمة رغما عن غدر ابنائه وتنكرهم له

الخلوق جنابو عمر

Quote: ازيك يا مكي ............

رسالتك وصلت....!

فوق من أجل متابعة الدور الثانى لكأس العالم