خـربـانـة مـن كـبارا

يمتحننا..الله بوطــــن
أسمه السودان..
ان أقمنا به..أصابنا الملل
وان هاجرنا..بعيدا
نمارس الحنين..اليه..
يمتحننا الله
ببشر..
..بأمزجة مختلفة..وألوان متعددة..
بعالم غريب وعجيب..
يضج بالصراع..وبالرحمة..
وبكل المتناقضات
فى جوفه..
هذا بعضا من حالنا...

فى السودان.ببساطة..
متناهية يمكنك ان تتحول من مجرد رجل ######## ..
الى زعيم بارز..بمجهود قليل ..وبمقدرة فذة على التسلق ...
.على اكتاف حزب..او حركة..مسلحة ..(بالسلاح)..او بأى فكر..
السودان الجديد..او السودان الخرافى...او الاسلامى الرسالى..الخ..
اوبأى بأفكار خارقة لأى من انبياء هذه البلاد..
النماذج كثيرة.. لرجال لم يكونوا سوى مجهولى الهوية
.واصبحو بقدرة قادر فى ارفع المناصب...
منهم من كان مجرد ساعى فى احد المؤسسات فاصبح بين ليلة وضحاها ..مديرا ..لها..!
وربما تجد شخصا ما فاشلا دراسيا..ولم يتمكن من اكمال الدبلوم الوسيط فى( افظع ) مؤسسات التعليم العالى..
ليصبح حاملا لدرجة علمية رفيعة..بل تطالع فى الصحف كثير من التهانى بنصف صفحة تنهال على صاحب السعادة..
مدير..كذا..الذى حاز على الداكتوارة فى( الفقه.).او ( العلوم السياسية) وهو الذى لا يعلم من ريئس..دولته
المجاورة!
وكذلك نجد فى بلاد العجائب هذه ..من كان يدير..محل بقالة صغير..فى حى ..فى اطراف المدينة..ليذهب فى..
مشوار بسيط (واليا)..لاحدى القرى النائية..او ريئسا لاحدى المحليات المترهلة بعمال وموظفين لايعلمهم
الا الله..

ويجب الا ننسى العديد من هواة التحالفات بأنواعها....
والانسلاخات من حزب الى اخر..ومن طائفة الى اخرى..
لن يكلفك الأمر سوى الدعوة لــ عقد مؤتمر صحافى خطير..
فى اى ناصية مزرعة..فى وسط الخرطوم وتلعن بعنف قائدك و..ولى نعمتك السابق
وتخرجه عاريا بلا.. فضيلة.هذا ان لم...تطعن فى نسبه الكريم..!
ثم..تهتف..مع العديد من البسطاء..الذين تم جلبهم من ( سوق المواشى.) او.. من عمال مصانع المنشق (التى لم تدور ماكيناتها منذ سنوات)..بحياة الحزب الجديد. ويبداء الخطاب نفسه..الذى حفظناه عن ظهر قلب...الذى يقول وجدنا فى هذا التنظيم....ما لم نكن نحلم به..ذلك..هو الحزب..وهذه هى الشورى..والدايمقراطية..التى كنا نطمح لها..وننادى بها..!..وقد..وجدناها..فلماذا نقاتل..؟
ولماذا..نقف ضد التنمية والرخاء..؟..ثم ينفض اللقاء.بتسليم بعض البنادق الصدئة..التى لا يمكنك ان تصطاد بها أرنبا..! .وتبداء المنصة فى منح الفرص..أجهزة الاعلام ..لالقاء الاسئلة ..الساذجة ..والذكية..على ..العضو الجديد الذى تعميده..بمباركة...(كهنة الحزب)..!
وفى خاطرى ايضا ذلك الفتى الطموح الذى يرتكز على قبيلته ويوقظ فيها العنصرية الكريهة لتصعد به الى منصب جديد وهو الذى فشل حتى فى قيادة قطيع من الابقار فى بادية اهله..البسطاء

فئة اخرى من بعض المتصوفة..تركت حياة التقشف و(المرقع من الثياب)...
واهتمت ايضا بالتكامل مع السلطات..بل ان بعضا من المسئولين يظنون ان الله سينزع عنهم( الملك ) ان لم يقوموا بتقديم فروض الطاعة لأوليائه الصالحين..!
وجزء بسيط من السلفيين ايضا انضم لسلسلة التحالفات هذه..( من باب أن طاعة أولى الامر واجبا شرعيا)..
وألتقوا بالصوفية الذين كانوا يفعلون بهم الافاعيل فى محاضراتهم...
اخيرا اتفقوا فيما بينهم فى شئ..!
لا عجب فـ الاختلاف هنا رحمة.
وكل يبرر هنا موقفه بما يحلو له....
من حمل السلاح فاهله مظلومون ويعانون من جملة من المظالم..وهو الذى لم يرهم منذ 10 سنوات كان يدير فيها شؤون المقاتلين فى اوربا..او امريكا..مع زوجته الجميلة..الثانية..(الأجنبية)....لان السودانية تهتم هنا بابناء النضال..فى( منظمة طوعية وهمية)
ومن سرق السلطة بليل..قال ان البلاد كانت ستنهار وسيغزوها التتار ان لم يأت هو
..لتدراك الامر..بحكمته..النادرة..
كل يبرر..خيانته لقضاياه....لمبادئ..كان يموت من اجلها الرجال
وبعد كل كل هذايتساءل البعض لماذا تسير هذه البلاد نحو حتفها.بسرعة متناهية..؟
كل ضائع بلا هدى..
ويرسم بأتقان ..نهايته..!
أو.. يغازل احلام الهجرة لوطن اخر
لا تلعن فيه القبائل بعضها.

نعــــم....
هناك بعضا..من الأتقياء المشفقون علــــى الـــــحـال
ولكن نخشى عليهم من تلك العدوى الغامضة..التى تصيب (( جهات الامل)).. فينا.. .
ما الذى يقودنا ..لكراهية هذه الأنحاء...؟من يمزق خارطة الوطن فينا..؟
أهم اهل الحكم والسياسة..أنفسهم..؟
ام أننا شعب..مسكون..بالرفض..بالهجاء..لهذه الربوع..؟
فـ ليتذكر الجميع..
حكاية اننا نعمل من اجل السودان الموحد او الجديد.. لم تعد جذابة..
واننا شعب واحد بدماء عربية ممزوجة بالدماء الحارة الزنجية..
ولدينا اراض خصبة لا توجد فى العالم كله ..
واننا اكثر من نعرف الاسلام..اكثر من قريش نفسها..
وان لدينا قساوسة ورهبانا لا يوجد مثلهم حتى.. فى الفاتيكان..
((وفى بعض من القرى لا يزال البعض يعبد الدجاج..و..
من يضع مؤخرته للاعلى فى مواجهة السماء كى لا تمطر ! و تفسد المحصول....!))
وان لدينا وحدنا العفة والطهر..دون العالمين..
كل هذه الاقاويل لن تجعلك تفخر بوطنا مثل السودان ..ينازع بعضه ..بعضا..

أنتبهوا
يا من جعلتكم الايام سادة للقوم..هناك شئ ما يتسلل..من وسطنا..نحن ..
وليس من اسرائيل...او امريكا..او من مؤامرة عالمية ماسونية..
لنهب ثروات ارضنا..المزعومة..هناك ما يحفز البعض للهرب حتى من زوجاتهم..
وابنائهم..وربوعهم...للموت غرقا..على سواحل المحيطات فى اروبا..او برصاص..
رجال الشرطة المصريين على الحدود فى سيناء..
هكذا نحن:
من لم يمت فى جنوب السودان..او فى حريق دارفور..
سينتهى.. بالسرطان ..الذى يختبئ فى قطعة خبز..
او بالايدز فى رغبة متوحشة..ومغامرة مع امراة عابرة..وكما يقولون :
تتعدد الاسباب والموت واحد....

و يا ايها المغنين..والشعراء..
ابحثوا عن معان اخرى..
لصفعنا بها..عن الوطن ..
دعونا من ثوراتكم..
التى لم تأت..بجديد..
دعكم من عازة..
مهيرة..
رفع العلم..
بعانخى..
وسلطان دولة كذا الفتية
وملك ملوك النيل ..؟
وقاتل الباشا..!!
فهم قد ذهبوا ولم تبق الا اثارهم..
ويا من تقتربون من نهاية العمر من الاجيال السابقة..
يكفى نقدكم المستمر..
لكل شئ..
تشبعنا باحاديثكم..عن الاولية ..والوسطى ..
وعن نبوغكم فى التوفيق بين رعى الاغنام..
ودارسة الطب.!
.جميعكم كنتم ..من المبرزين
لم يكن هناك الا احمقا واحدا بينكم
وايضا نجح فى ..
الوصول لاعلى المرتب..!
هذه القصص المتشابهة والمكررة عن زمان..
وعن حامى الحمى ..والغرام النبيل ..
والنساء بارعات الجمال..اللائى يذبن خجلا..ويفضن براءة..
..اصبحت تجعل اى حمار يضحك ..
حتى يرفس بقدمية الارض..
نحن جزء منكم
لم نأت من كوكب اخر ..
انتم زرعتم..وجودنا هنا..
ورثنا كل مشاكل هذه الارض..منكم..
رضعنا الطائفية والمذهبية والعنصرية..
بين صدوركم..
لا يمكنكم انكار ذلك..
ومواصلة التشفى بفشل هذا..
الجيل الجديد..!
انتم شركاء فيما حدث
وما سيحدث..لاحقا..!