عروس جاذبة..!

عروس جاذبة..!


05-26-2010, 01:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1274875931&rn=0


Post: #1
Title: عروس جاذبة..!
Author: عبد الله الشيخ
Date: 05-26-2010, 01:12 PM

عروس جاذبة..!
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
(الشاب الأحمر)،، لم يكن لونه أحمر ولا أصفر، ولا (أخدر زرعي) لونه الذي كان وما زال هو الـ "بني غامق" ، وهو مثلي مثلك، سوداني، يتكهرب من أفاعيل السياسة الإنقاذية، و"يصل الحد"..! ويتحول تحت وهج الشمس السودانية "الحضارية" إلى (فحماية لي الله سيدا)..!
أنا من أطلق عليه لقب (الشاب الأحمر)..، لأنه كثيراً ما يشن حملات" كشة" فجائية على مكتبتي،، وكثيراً ما يتصرف معي تصرفات (الرقابة القبلية) مع "أجراس الحرية"،، وهو لا ينتزع ــ إن لم نقل يسرق ـ لا ينتزع من مكتبتي إلا مؤلفات سيد القمني، ولينين، ولا يحتفي من أرشيفها المتهالك إلا بتقارير مراكز حقوق الإنسان التي ترصد قمع السلطات في دول العالم الثالث لمواطنيها.. الخ..كان واضحاً بالنسبة لي أن الشاب الأحمر، في بداية حياته الجامعية قد "دلف إلى ناحية اليسار، كنت أقول له أن ذلك الانضواء جاء في التوقيت الخطأ..! ففي زمان (المزازيك) تصبح الكلمة الحرة زي قولة (عيييك)..!
وقد صدق حدسي،، و كان صاحبنا، أول الدفعة، وأول دفعة تتخرج على يد قادة الإنقاذ..! حين كانت الإنقاذ تقول " في أيدنا رشاش في أيدنا خنجر، وتوكلنا على الله.."..!
ناس الحلة اتكسروا عليهو يباركوا ليهو النجاح، بينما كنت أقول له في (أضانو): والله يا صاحبي شهادتك العاجباك دي أخير منها محفضة حبوبتك سعيدة.. معلقاها في رقبتا طول اليوم وما فيها غير "ابوقرشين"..!
و من شدة شطارتو،، طبق الشاب الأحمر شهادتو، ولم يناغم ـ على الإطلاق ـ لجنة الاختيار.. رجع الحلة راسو عدييل.. ودخل في برنامج ثلاثي الأبعاد" البهايم، الزراعة، والمطالعة"..!
كان ساخراً، وساخطاً وقليل الكلام.. لا يخرج عن طوره إلا إذا اضطر للتعليق على أخبار متحركات الإنقاذ وهي تدخل أو تخرج من توريت..!
زحف الشيب على صدغيه وهو ينتظر التغيير، جاءت اتفاقية السلام فقرر العودة إلى الخرطوم، فقالت له أمه:ـ (يا ولدي قلبي ماكلني من الخرتوم دي.. ما تمشي .. الناس ديل بيقبضوك..) .. استجاب الشاب الأحمر لهذا التوجيه،، فإذا بأمه تأتي بتوجيه آخر،، إذ أصبحت (تهاتي) بي عرسو، وتقول له: "يا وليدي،، أنا قبل ما أموت دايري أشوف وليداتك..).. فيقول لها: يا حاجة،، مش كفاية شفتيني أنا..؟جاءت الانتخابات،، وكان الشاب الأحمر (بين الفينة والأخرى) يقول أن الانتخابات (هي إحدى وسائل التغيير الديمقراطي..) .. ومن دقة قراءته للواقع، أو لكونه قليل الكلام،، لم نسمع منه تصريحات من نوع (إن الانتخابات ستؤدي إلى تفكيك النظام..)..
بعد الذي جرى في الانتخابات،، جاءت أمه، التي أصبحت قريبة منه "فكرياً" بحكم العشرة والونسة التي استمرت حلقاتها لعشرين سنة ..!
رغم تأثيره الفكري عليها كانت أمه تقول له: (يا وليدي.. الناس ديل ما في زول بيصرفهم مننا غير رب العالمين.. أخير ليك تعرس، وتجيب ليك وليدات ينفعوك..).. فيقول لها: يا حاجة.. أنا هسع نفعتك بي شنو عشان وليداتي يجوا ينفعونى..؟ .. وبعدين،، ينفعوني متين والإنقاذ قاعدة أربعة سنين تاني..؟
لجأت أمه إلى "الوساطة القطرية"..! .. عقدت له مجلس الأجاويد، بقصد تمرير قرارها والحصول على موافقته بالتعامل بجدية مع المشروع الحضاري" الزواج"..! كان الشاب الأحمر يرى هذا المشروع معادلاً موضوعياً لـ ( للتدخل الأجنبي في شأن الإنقاذ الداخلي)..! لكنه رضخ لضغوط الوساطة القطرية وأعلن خطوبته، لكنه قرن إعلان الخطوبة بالسفر إلى ديار المناصير بحثاً عن " الدهب" .عاد الشاب الأحمر بعد أسابيع (أغبااش، وريقو ناشف).. وقال لأمه ما معناه إن الإنقاذ أحاطت مناجم الدهب بالسلك (الشايقي)..! وانه (مما شاف بكاسيهم تطاقش الخلا عرف انو الناس دي ما بتدي ليها زول "كدة " معاهم ..)..!
تمكن الشاب الأحمر من تدوير الموضوع في ذهن أمه إلى جند سياسي،، بس الكلام دا لم يدخل رأس الحاجة،، فقد كانت ترطن مرة،، وتتكلم عربي مرة، وتقول: وتيب.. "وطيب" يا ولد..." إنتي" بت الناس "دا" تسوى معاهو شنو..؟ البت "دا" ختبناهو ليك.. البت "دا" مابقى راجيك..! ..
الشاب الأحمر، الذي قلت لكم انه كان قليل الكلام،، قال منتفضاً ومدافعاً عن حقه الأدبي: يا حاجة.. والله انتي بقيتي زي ناس الإنقاذ،، هم براهم جابوا القوات الدولية، وبعد شوية قالوا لينا " دي قوات هجين"..!
.. لكن يا ولد .." إنتى" تشرط عيني قدام الناس البت "دا" سوا شنو عشان تشرو زي دا..؟
انتفض الشاب الأحمر مرة أخرى وقال: يا حاجة.. شابكاني البت خطبناها البت خطبناها،،.. أصلو أنا البت دي وقعت معاها في نيفاشا..؟!..
قالت له من ثنايا ما عرفت من تلكؤ المؤتمر الوطني في تنفيذ بنود اتفاقية السلام،، قالت: علي بالتلاق... "على بالطلاق" يا ولد إلا تعرس البت "دا".. أنا أبيع دهبي وأعرس ليك البنت "دا"..!
.. تنهد الشاب الأحمر،، فهو لن يستطيع أن يكسر حليفة أمه بالطلاق..! قال لها ساخراً: والله يا حاجة انتي الزول الوحيد اللي عرف "دِريبات" الوحدة الجاذبة..!
بعد ذلك دخل الشاب الأحمر في برنامج رباعي الأبعاد (البهايم، الزراعة، المطالعة، والمرا..."..!
..ومع عهد الإنقاذ الشرعي الجديد سيدخل حتماً في برنامج خماسي، هذا إذا لم يسقط بند المطالعة من الحنايا..!