على سيرة (المحنة ) !

بتحنني

لسبب ما ..

لا أفهمه ..لكنه يسيطر علي كثيرا وانا أنظر لك ..تذكرني ـ رغم أني لم أراك ـ بأشخاص أثروا في حياتي ولم أستطع تجاوزهم..وكانت محنتهم جزء لا يتجزأ من محنتي ، وكانت أواصر الدم تنتصر أخر الأمر ،..ورغم كل شيء "كانو بحنوني برضو" !،كان جدي المرعب ـ المرعب صفة لا يجوز إطلاقها على ميت أليس كذلك؟ـ بحنني رغم ارتجافي ..بل ارتجافنا عندما سماع صوته عندما نشعر بالمفتاح يدور في الباب ..لا أحد غيره يملك المفتاح ..فالقادم هو لا محالة !، ..كم أرعبتني حالة التفتيش التي تعم البيت والشنط المدرسية التي تخضع للتفتيش الدقيق ..كانت تلك الحملات فجائية وغير متوقعة !..وكانت جدتي تجلس في الخارج وتبدل محنتها من خد لي خد حتى تنتهي الحملة بسلام ..وفي الغالب لا تنتهي!، جبروت ذاك الرجل(جدي) كان محيرا ..وعندما كبرت كان بحنني أكتر ..تمنيت لو كنت وقتها كبيرة أعني وقت جبروته وليس في أوان الضعف ..لعاملته بطريقة مختلفة لا أدري ماهي على وجه التحديد !..ولكن لا أعلم إذا كنت سارتعب أم لا ، كنت أذهب لصلاة الجمعة مع عماتي (جميعنا مرغمات ) ، ..لابد أن نصلي في الجامع ! ، هن يافعات وأنا صغيرة كل همي أن ارجع البيت سريع عشان أتفرج في التلفزيون ..ولكن حتى هذا كان ممنوعا هو موجود و بنتفرج لكن بالدس !..لمن باب الشارع يكركب والمفتاح يدور فيهو ..نقفلوا ونجري للأوضة السغيرة هكذا كنا نسميها هي غرفة خاصة بجدتي فيها تلاتة عناقريب تسعها الغرفة بالكاد يلتصقون على شكل U..نتحلق ونحكي ونقص ونرص وأنا أتشوبر وأقابض واحكي عن جدي وأحاكي نحنحتو ..ولمن عمل ولمن سوى ولمن عماتي ينتبهن للقلاصة دي، ..كانن بنهروني: يابت عيب تتكلمي عن جدو كدة! ..كانت قمعة خفيفة ما كنت بزعل منها كنت بريييدون وكانو بحنوني برضو، بسمع كلامهن وبرقد ورا ضهر أي واحدة فيهن كلللهن كانن حنينات ، بدلعوني وبهتم بي بشكل كبير ..أنا أمانة عندهم وأهلي مافشين!، ..بكون هدومي و بسرحو لي شعري و بذاكروا لي ..بشكل من الاشكال كان بملوا بي حياتهم الفارغة..وكنت سعيدة أني بين تلاتة شاباب جميلات وشاطرات ـوأنا زاتي كنت شاطرة ـ بس مغلوبات على أمرهن ..فيما بعد واحدة هربت للزواج رغم أنها كانت شاطرة شديد وأبوي كانت متوقع ليها مستقبل باهر كان زعلان جدا أنها أتزوجت وما دخلت الجامعة رغم أنها جابت مجموع بدخلا جامعة الخرطوم ..و التانيات واحدة مشت في سكة جدي لكن على خفيف،أما التانية كانت شخصيتا قوية ومشت حياتا زي ما دايرة ..هسة الجاب السيرة دي شنو ؟!ما عارفة والله لكنها جات على سيرة الحنية...والمحنة بكثر الميم و الأتنين معكرات علي شوفي في الحياة ..