أبو العلاء المعري عن الدين

كتب حكيم المعرة يدعو الناس لاتباع العقل:

أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ ... فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي

وقال عن العقل في مقابل الاوهام:

يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء

كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء

فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء

إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء

وكتب عن العقل ايضا وطرقه :

ولا تصدق بما البرهان يبطله فتستفيد من التصديق تكذيبا

واردف عن العقل في مواجهة النقل:

جاءت أحاديثُ إن صــحتْ فإن لها شأنـا ولكن فيها ضعف إسنادِ

فشاور العقل واترك غيره هـــدرا فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي

وكتب عن مكان المسلمات الدينية من العقل:



قلتم لنا خالقٌ حكيم قلنا صدقتم كذا نقـولُ

زعمتموه بلا مكانٍ ولا زمانٍ ألا فقولــوا

هذا كلام له خبـئٌ معناه ليست لنا عقولُ

وكتب رهين المحبسين مخاطبا صورة الاله في الوعى الاسلامي:


أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا وبعثت أنت لقبضها ملكين؟

وزعمت أن لنا معادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين

وهتف في الناس:



أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما .... دياناتكم مكرٌ من القدماء

وكتب صاحب اللزوميات عن تفرق الناس بين الاديان وعن علاقة الدين بالعقل:

هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضللهْ

اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ

وقال عن الرسالات:

فلا تحسب مقال الرسل حقا ولكن قول زور سطّروه

وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا باالمحال فكدروه

وقال في اختلاف الاديان وتعدد كتبها وقصصها واستمرارها عبر الازمان :

دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل

في كل جيل أباطيل يدان بها .. فهل تفرد يوما بالهدى جيل ؟

وهو هنا يكشف أصل التدين في البشر :

وينشأ ناشئ الفتيان منــا على ما كان عوّده أبوه

وما دام الفتى بحجى ولكن ... يـعلمه التدين أقربوه

وقال عن رجال الدين الدجالين وما يزرعه الاختلاف الديني من حروب ومحن واحن:

ولا تطيعن قوما ما ديانتهم إلا احتيال على أخذ الإتاوات

وإنما حمل التوراة قارئهـا كسب الفوائد لا حب التلاوات

إن الشرائع ألقت بيننا إحنا وأودعتنا أفانين العـــداوات

وكتب عن تعصب اهل الاديان وادعاء كل منهم ان دينه صحيح :

في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح

هذا بناقوس يدق وذا بمئـذنة يصيح

كل يعظّم ديـنه ياليت شعري ما الصحيح ؟

وكتب عن الحج وعن عودة الرجل الحكيم الى رشده :

وما حجى إلى أحجار بيت .... كؤوس الخمر تشرب في زراها

إذا رجع الحكيم إلى حجاه .... تهاون بالمذاهب وازدراها

وقال عن الحج انه مجرد وثنية:

ما الركن في قول ناس لست أذكرهم .... إلا بقية أوثان وأنصاب

وكذلك عن الحج وتقبيل الصليب:

أرى عالما يرجون عفو مليكهم .... بتقبيل ركن واتخاذ صليب