هل نحلم ب(حين ميسرة ) سودانى يااهل الدراما ....

حين ميسرة يقدم الفيلم رؤية لمجتمع العشوائيات وطرحاً إنسانيا وسياسيا جريئا
لأهم قضايا وأزمات هذه الفئة من المجتمع المصري التي تملك ثقافة خاصة وتعاني من
الإهمال الحكومي الذي يحارب الفقر والجهل والبطالة بعصا الأمن المركزي وقنابله
المسيلة للدموع... فريق العمل .. بطولة سمية الخشاب، وفاء عامر، هالة فاخر، احمد سعيد
عبد الغني سيناريو: ناصر عبدالرحمن إخراج: خالد يوسف ...*

وهو عمل بكل المقاييس يعتبر من اجود ماانتجته السينما المصرية فى الفترة الاخيرة
..مع (عمارة يعقوبان ) طبعا ....

* منقول

تابعت الفلم فى عطلة نهاية الاسبوع وحرصت على حضور الاعادة ايضا
..وشاء القدر ان اشاهد ايضا حلقة من حلقات (حكايات سودانية)....
الحلقة كانت تناقش قضية مهمة جدا فى قالب درامى ..وهى قضية
(العطالة) ..مشكلة الشباب فى الحصول على فرص عمل بعد تخرجهم
والمعاناة التى يعيشونها والضغوط الاسرية والمجتمعية التى يقابلونها ..
قضية هامة وتحتاج جراة فى تناولها ..دون قيود طبعا ..وللاسف المعالج
ة الدرامية كانت غير واقعية ولم يكن عندها الجراة المطلوبة
لتحديد سبب المشكلة وعلاجها ..

.. بل بالعكس وجه العمل الدرامى كل سهامه نحو احمد الشاب
الخريج العاطل عن العمل واصدقائه ...وحملهم كاتب العمل الدرامى
سبب الازمة ...وفى النهاية خرج الينا بحل غير واقعى اطلاقا ..
.بان قذف بهم فى قرية نائة ليمارس احدهم التدريس ويقوم الآخر
بانشاء مصنع للصابون !!..الريف الذى هو نفسه يعيش ازمة هل سيكون
مخرجا لازمة هؤلاء الشباب ؟! ....الفكرة المراد توصيلها من خلال العمل
ان سبب الازمة هم الشباب انفسهم وليس جهة اخرى ..

اعلم جيدا القيود التى قد تكون ممارسة على مثل هذه الاعمال الدرامية
الموجه من خلال قناة سلطة ...همها الاول والاخير هو السلطة وليس المواطن
..لكن بالرغم من ذلك احلم بدراما سودانية تغوص فى اعماق المجتمع السودنى
وتخرج الينا باعمال مثل (حين ميسرة ) و(عمارة يعقوبان) ...دراما جرئية تعبر
عن المجتمع وازماته لاتكون بوقا للسلطة ...تبرر وتزين اعمالها ...نريد دراما
تدخل معسكرات اللاجئين والاحياء فى اطراف العاصمة ..دراما تذهب الى حيث
التماس ..دراما تعكس ازمة المزارعين والعمال فى الجزيرة ...
دراما تعكس الامنا واحلامنا وتساهم فى توجيه الراى العام .....
بألتاكيد لا ابحث عن (تسييس ) ولا اطلب من الدراما أن تمارس الاسقاط السياسى
...لكن لتلعب دورها المفروض عليها ...وتعبر وتعكس احوال المجتمع ..هذا مااريده ...
..

نجح المخرج خالد يوسف فى تقديم عمل درامى قوى ..
عمل اساس نجاحه فكرته القوية.. وعرضها بهذه الجراة ..
مع العلم بأن الممثلين الذين قاموا بالادوار ليس من
السوبر استار فى السينما ا لمصرية ..

(حكايات سودانية) ..او الدراما حين تكبلها القيود والمحاذير ...

فلم عمارة يعقوبيان :

*تدور احداثه في اطار سياسي ـ اجتماعي حول رصد سنوات من تاريخ مصر وما مر بها من تغيرات اجتماعية وسياسية وظهور طبقات واختفاء رموز‏,‏ وذلك من خلال مايدور في عمارة كبيرة حجما وسكانا فيها الوان من الناس يختلفون في طبقاتهم وظروفهم بين القوة والضعف‏,‏ والثراء والفقر‏,‏ ومناصبهم من البواب حتي الوزير‏,‏ وعلاقة هؤلاء ببعضهم البعض‏ وداخل عمارة يعقوبيان بوسط البلد يسكن زكي الدسوقي وهو مهندس إرستقراطي توقف عن العمل بالهندسة منذ زمن بعيد ، لم يتزوج رغم أنه في الستين من عمره وله علاقاته النسائية العديدة ، من خلال شخصية زكي تظهر تغيرات المجتمع المصري عبر عقود متتالية ، وذلك من خلال عدة رجال ونساء ترتبط حياتهم بحياة زكي ، منهم رجل الاعمال محمد عزام والذي كان يعمل ماسح أحذية أمام مدخل العمارة ثم تحول مع مرور الزمن إلى عضو مجلس الشعب ويتزوج من أرملة شابة ، وكريستين صديقة زكي ومالكة أحد أشهر المطاعم ، والشاب الاصولي الذي يلتحق بخلية إرهابية ويلقى مصيره وهو يحاول تنفيذ عملية إرهابية ، وكمال الفولي الشخصية الحزبية الذي يداري على فساده بألاعيب عديدة ، وإبن أستاذ القانون حاتم وهو صحفي يدعى حاتم رشيد يرتب لإقامة علاقة شاذة مع مجند أمن مركزي ، وعندما يتوهم أن الحياة طابت له تنشب لدى المجند أزمة ضمير فيشتبك في صراع معه ، وتتوالى الاحداث لتعبر عن واقع المجتمع المصري في العقود الاخيرة

* منقول ...

اعتقد ان التحولات الاجتماعية والهزات التى مر بها المجتمع السودانى
تحتاج لاكثر من عمارة يعقوبيان للتعبير عنها ...مشاكل الفقر والصحة والتعليم ..
والحروبات التى اشتعلت فى الاطراف وادت لفقد الاف الارواح وتشرد مئات الالاف
تحتاج لدراما مسؤولة تغوص فيها وتعبر عنها ..ماحدث فى السودان خلال السنوات
الاخيرة يعتبر بكل المقاييس نكسه ..والنكسة ليست نهاية المطاف ..ودور الفن
عموما والدراما بصورة اخص يتعاظم فى زمن النكسات ...

امسكت بريموت التلفزيون وبدات اغير القنوات فى ملل وعدم تركيز ..فجاة
توقف الريموت عند قناة الشروق ...نفس الدراما (مدفوعة الثمن) حكايات سودانية ..
هذه المرة شاهدت (فنتازيا) راسا عديل ..والله المستعان ...خيل لى امس ان
الدراما السودانية تاثرت بالسينما الهندية ..التى لا يعجزها شيء ...فخريج الاقتصاد
العاطل الذى لايجد عملا ..يجد له كاتب السيناريو وظيفة لاعلاقة لها بها بمؤهلاته ويتحول
الى مقاول بناء ...لم يحدثونا عن ان الحاجة هى التى جعلته يتخلى عن تخصصه...وان الدولة
فشلت فى استيعابه فى مؤسساتها ....وفى فلسفة
(ماانزل الله بها من سلطان) يحدثنا كاتب السيناريو على لسان المقاول خريج الاقتصاد ان
الاقتصاد هو توظيف الموارد والامكانيات وان امكانياته هى فى استخدام الخيط والميزان
ونحو ذلك !!

شفتو (كسر الرقبة) البتقوم بيهو الدراما مدفوعة الاجر ؟

بوستى دا انا عارفو موضوعو افضل من عشرين موضوع فى الصفحة
الاولى ..لكن نسوى شنو ..على قول ناس اربجى (البدورو بتسموا
قرنى) ...

انتو فين ياخليل وكيكى ....