مصطفي سري: سودان ما بعد الانتخابات بدأت فيه الحرب بالفعل

في ندوة عقدتها جمعية الثقافة السودانية بمدينة مانشستر البريطانية ، أمس السبت 15 مايو 2010
قال الصحفي المعروف الاستاذ مصطفي سري المتحدث في الندوة التي عقدت بعنوان قراءات في سودان ما بعد الانتخابات.
قال ان الحرب بدأت فعلا باشكال متعددة في الجنوب وفي دارفور وفي طريقها الي شمال كردفان وان هناك
ما يشير الي بدأ تفجر العنف في الشرق ايضا. ففي جنوب السودان نشطت المليشيات ويتضح ذلك في التمرد
المحدود الذي قاده الفريق جورج أطوا وتنشيط مليشيات لاما كول التي تم تدريبها وتزويدها بالسلاح وتم
كل ذلك في اطار الاعداد لمواجهة الاستفتاء المتوقع انعقاده في بعد سبعة اشهر. وفي شكل آخر من اشكال
اشتعال الحرب بدأت في اليومين الماضيين معارك شديدة الحدة بين الحكومة وقوات العدل والمساوة في
مناطق جبل نون وجنوب دارفور والمواجهات في طريقها الي شمال كردفان. هناك مجموعة من شرق السودان
انشقت عن جبهة الشرق واتوقع ان تظهر نشاطاتها في خلال الشهرين القادمين. هذا مضافا الي تملل
اركو مناوي نتيجة ضيقه من الخطر علي ما حققه والمتمثل في الاتفاق المتوقع بين التجاني سيسي ومجموعته.

قال مصطفي سري ان الجيش السوداني سوف لن يدخل في عراك مباشر او حرب غير معلنة
خارج دارفور ولكنه سيتدخل باسلوب غير مباشر مضيفا ان جيش قد حسم موقفه تجاه
العملية السياسية واصبح من الواضح انه مع خيار ان يظل جزءا من العملية السياسية
وانه سيكون ضلعااساسيا في الحكم حتي في فترة مابعد الانتخابات ويتضح كل ذلك من خلاب
الدور الذي لعبه في عملية التصويت والاحتفالات التي نظمها بفوز البشير وكذلك الظهور
المتزايد للبشير مرتديا لباسه العسكري.
هناك جهات اخري لديها اتفاقات مع المؤتمر ومن بينها الجهات الموكل لها ادوار كتلك
التي تحول دون الدخول المباشر للجيش في احتكاكات مباشرة. وهناك حديث يدور هذه
الايام عن ان بعض الاطراف داخل المؤتمر الوطني نفسه غير راضية عن بعض التوجهات وان
هناك صراعات واختلافات داخل اجهزة المؤتمر ويشار الي (حردة) غازي صلاح الدين هذه
الايام كمؤشر لذلك. انني لا اضع اهمية كبيرة لمثل هذه التصورات وفي رأي ان الدوائر
الخلاف والصراع يستطيع المؤتمر احتوائها وسوف لن يكون لها أثر واضح في المسار
السياسي والاسترايجي للمؤتمر.

السؤال الذي يطرحة الكثيرون علي ضوء المعطيات اعلاه هو : هل سيعود المؤتمر الي المربع الأول
مربع 1992 المتمثل في القمع المفرط واشكال مصادرة الحريات والحقوق الاسياسية والحرب؟
هناك بلا شك مؤشرات قوية في تلك الوجهة. فهناك اتجاه واضح لتفعيل قانون الامن وهناك الحرب
بالوكالة في الجنوب وتنشيط الميليشيات فيه وفي مناطق التماس هناك تنشيط لما يسمي بقوات
حرس الحدود وهو المسمي الجديد لقوات المرحلين سيئة الصيت. ويمكننا كذلك تسجيل ملاحظة ان
المؤتمر اكتفي بوصف الاحتكاك التي حدثت مؤخرا واكتفي بانها احتكاكات بين الرزيقات والجيش
الشعبي ولكن من الواضح انها جزء من استرايجية اثارة المشاكل في الجنوب وادخلاه في دوامة
الحرب في الداخل والحرب مع الشمال استعدادا للاستفتاء.
وسط كل هذه المخاوف بدأت الكثير من المنظمات الآن الحديث عن ليس عن لجنة دولية فحسب للاشراف
علي عملية الاستفتاء بل يدور الحديث حول النظر في امكانية التدخل المباشر في حال تعطل قيام الاستفتاء.

للاخ سري السلام والشوق الكثيف..
وفعلا لقد رفعت السيوف واصتكت الرماح واعلنت الانقاذ عهدا جديدا من عهود انهار الدماء التي اضخت تجري جنبا بجنب مع النيل

مواصلة لمساهمة الاستاذ مصطفي سري:

قراءات لسودان ما بعد الانتخابات

الهدف الرئيسي للمؤتمر من اثارة المشكلات وعدم الاستقرار في الجنوب هو تحقيق الانهيار
التام فيه مما يفتح المجال للمساومات حول تولي ورعاية الجنوب والمساومة حول الطرق
التي يمكن تقسيمه به. أما فيما يتعلق بالعمليات يمكن شن عمليات نوعية أخري علي
الحدود كما حدث في الاسبوعين الماضيين حيث قامت مليشيات المرحلين هجمات في غرب بحر
الغزال وحينها كان موقف المؤتمر هو الاكتفاء بوصفها بانها احتكاكات بين الرزيقات
والحركة الشعبية بدلا من السعي لاحتوائها. حدث نفس الشيئ مع المسيرية وحينها تقاعس
المؤتمر عن السعي لحلها واكتفي بتوصيفها انها مشكلة بين قبيلة المسيرية والجيش الشعبي.

مواصلة لمساهمة الاستاذ مصطفي سري:
قراءات لسودان ما بعد الانتخابات
حول مجموعة سوق المواسير:

أما في دارفور فالمجموعات التي تم تزوير الانتخابات لصالحها واصبحت حاكمة الآن فستتولي
قيادة الفعل السياسي اعتمادا علي الخلفية االقبلية بشكل اساسي ، وقضية سوق المواسير
يمكن قراءتها في نفس الوجه. فهذه المجموعات متمثلة في اشخاص من ضمنهم كبر وجعفر عبدالحكم
مهمتهم في المرحلة القادمة ستكون بشكل اساسي هي تفكيك معسكرات اللاجئين والدور القبلي سيكون
هو المرتكز وليس الجانب العسكري والذي يتولاه الجيش بقيادة وسيطرة مركزية كما هو معروف
,ليس لهذه المجموعات دور رئيسي فيه.

مواصلة لمساهمة الاستاذ مصطفي سري:
قراءات لسودان ما بعد الانتخابات

إستفتاء تحت الاشراف الدولي

أما في الجنوب فالحركة الشعبية مواجهة بعدد من القضايا تتمثل في ترسيم الحدود وأدارة الاستفتاء والتسجيل للاستفتاء بجانب القضايا الامنية التي ذكرنها فيما سبق. وحتي في فترة ما بعد الاستفتاء فهناك قضايا كثيرة منتظرة منها الديون والجنسية والبترول والمياه والعملة وغيرها من القضايا . ترسيم الحدود تأخر ثلاث سنوات ومخطط له ان ينتهي في نوفمبر القادم وقد لايتم ذلك وسيظل كغيره من القضايا العالقة وهناك بؤر توتر علي طول الحدود في غرب بحر الغزال ومناطق حفرة الناس وكانجو كانجي وشرق هجليج والميرم وكذلك شمال اعالي النيل الي الرنك والجبلين إضافة الي أبيي وستظل هذه مصادر لتوترات مستمرة قادمة.
والسؤال المطروح الآخر هو ماذا سيحدث في حال عدم قيام الاستفتاء في موعده المحدد؟ فالحركة الشعبية علي لسان باقان أموم ستلجأ الي الامم المتحدة المجتمع الدولي للتدخل للاشراف علي العملية فالاتفاقية تتيح الفرصة لمثل هذه الامكانية. الاجتماع الذي تم في اديس ابابا قبل اربعة ايام كون مجلس استشاري للوقوف علي العملية حيث نبهت مجموعة الازمات الدولية انها تتوقع عرقلة من جانب المؤتمر الدولي ولذلك اشارت الي ضرورة تكوين لجنة دولية تشرف علي العملية. اللجنة يتوقع ان تباشر في عقد الاجتماعات بالاطراف والمبعوثين الدولين والجهات الفاعلة الاخري. بعض الاطراف الدولية بما فيها الولايات المتحدة بدأت التحدث حول امكانية التدخل العسكري المباشر في حال عدم قيام الاستفتاء في موعده.

الاخ عبد الكريم
تحاياك واشواقك تصل الاستاذ مسطفي سري