.... وقــــــــــــــــــــد اكتشفت أنــــــــــــــــي مُرهفة.......

...الإرتباط الوجداني بالأماكن...

يعبرون بحزن عن كيف انهم لا يستطيعون تغيير أماكن نومهم وإن إضطروا لذلك يسيطر عليهم احساس كئيب يحول بينهم ومتعة النوم والمكان ..

ذلكـ لإرتباطهم الوجداني الوشيج بالأماكن والغُرف وما إلي..

عندما أسمع احدهم يبكي مثل هذه العبارات أضحك سرا وأقول (ديل عُبطاء ولا شنو؟؟) لاني أينما حللت تأقلمت سريعا ، ومتى ما انتقلت عن مكان أو مرحلة اتذكرها وقد يقودني حنين اليها يزول بزوال المؤثر لكن لا ابكيها باي حال من الأحوال.

لكن يبدو اننا بتنا مهيئون للإحساس بالحزن أكثر من أي إحساس آخر

،،عودة،،

الأخت العزيزة شمائل
كل الود والتقدير

الإنسان دائماً ما يحن لمراتع الصبا والأصدقاء والأهل بإعتباره مخلوق (إجتماعي).
من الجميل والمفيد أن يتأقلم الإنسان بسرعة مع أي بيئة جديدة ولكن نسيان الماضي وأرض المنشأ يجعل الإنسان فاقد للهوية والإنتماء.

Quote: يعبرون بحزن عن كيف انهم لا يستطيعون تغيير أماكن نومهم وإن إضطروا لذلك يسيطر عليهم احساس كئيب يحول بينهم ومتعة النوم والمكان .. ذلكـ لإرتباطهم الوجداني الوشيج بالأماكن والغُرف وما إلي..

فكيف يصبح حالهم إذا أجبروا للنزوح من قراهم ومواطنهم وبيئتهم إلى أماكن أخرى لم يعهدوها؟؟؟؟

نحن في شمال السودان وفي المنطقة النوبية تحديدا نقاوم إقامة السدود والتهجير بشتى السبل.. لماذا؟؟؟
الإجابة في المقتبس أعلاه.. لإرتباطنا الوجداني بالمكان والخوف على ضياع هويتنا وإرثنا الحضاري.
شفتي صعوبة قبول الفكرة من الأساس.؟؟؟؟

العزيزة شمائل، الإرتباط بين الإنسان والمكان إرتباط يدعمه الإيمان، فمفهوم الجماد نفسه فيه الحنين والتسبيح والعبادة ولو بلغة لا نفهمها ولا نحسها أو نراها.. ألم يحن جزع النخلة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه؟ أنا دائماً أحن للمكان الذي اضع فيه سريري في حوش منزلنا بأدرمان ولحظة السعادة عندي عندما يكتمل اللقاء بيني والسرير والحوش الكبير والهواء العليل وطلة الأهل والأصحاب فسريري هو أول وآخر ما يصادفه الداخل إلى منزلنا. وأنا فارقت سريري منذ 16 عاماً!

العوض الطيب

Quote: أنا دائماً أحن للمكان الذي اضع فيه سريري في حوش منزلنا بأدرمان ولحظة السعادة عندي عندما يكتمل اللقاء بيني والسرير والحوش الكبير والهواء العليل وطلة الأهل والأصحاب فسريري هو أول وآخر ما يصادفه الداخل إلى منزلنا. وأنا فارقت سريري منذ 16 عاماً!

حبيب بلده
لا اعتقد ان هناك من ينسى مسقط راسه وارض نشأته ، وسرعة التأقلم مع البيئات المختلفة من الذكاء الإجتماعي.. فالتنقل من مكان الي مكان ومن مرحلة الي اخرى هي سنة الحياة،فمن المحال دوام الحال.
لكن هناك اناس يأبون الانتقال من مكانهم ولو كان في ذلك مصلحة.

سنار مدينتي

عندما انتقلت الي مرحلة الجامعة، كنت ارجع إلي مدينتي بعد كل سمستر،ولم يكن هناك حنين قوي يجعلني أشتاق وأتحرق للسفر إليها ، ربما كنت على يقين انني راجعة اليها لا محالة ، لانها فترة وتنقضي، لكن تغير الوضع ومع الهجرة إلي العاصمة التي أصبحت مستقرنا لارتباطنا بها بسبب المصلحة ولا شئ غيرها
الاسبوع الذي مضي
وبعد حوالي اكثر من سنة ونصف ، عزمت السفر إلي مسقط رأسي وساسي وراسي ، لزيارة جدتي وحتى استنشق هواء نظيفا بعيدا عن الخرطوم.

ما أن توقف البص ، لم أستطع التوقف عن البكاء..


عودة،،

على فكرة

الدموع ليست هي التعبير الوحيد عن البكاء..

وأنا في طريقي الي البيت ، أحسست كأني أشاهد فترات حياتي بتلك المدينة.

أبكتني جدا ، المساكن التي هجرها ساكنيها، تشققت جدرانها ، وتهدمت أسقفها ، اصبحت متكأ لمخلوقات أخرى.

كيف أن الدكاكين تبدلت بمحلات أخرى تواكب العصر ولو قليلا.

.ديكي يصيح بدري.

شدني جدا صياح الديكـ قبيل الفجر ، أحسست أن الأشياء مازالت تنعم بصحتها وعافيتها..كم هو جميل صوت الديك عند الفجر

لكن

تساءلت .. لماذا لا نسمع هذه السيمفونية في الخرطوم ، مع ان هذه البلد تعج بالديوكـ

بوست انصــرافي ..