الشيخ العبيد ود بدر، الشاعر ادريس جماع.. لقاء الجبال..

الشيخ العبيد ود بدر، الشاعر ادريس جماع.. لقاء الجبال..

و أرعن طماح الذوءابة باذخ
يطاول اعنان السماء بغارب

يسد مهب الريح من كل وجهة
و يزحم ليلا شهبه بالمناكب

يطيب لي ان ابتدر هذا الاستطراد بابيات ابن الرندي، الحديث عن القامات العالية يشيه صعود الجبال هو عمل فيه مشقة و سموق و تطهر من وعثاء القرءآت التي تفضي الي الخواء و الارتكاس .
كلاهما جبل بحاله، كلاهما نبت مع شجر هذه الارض التي وهبت التأريخ الانساني اجمل حضاراته، كلاهما ينتمي الي النهر كل علي طريقته و يشبهان اولئك الناس الذي عاشوا هنا يعظمون الهتهم و يبتنون لها اعظم المعابد و اجمل المنحوتات بالهام النحت الذي يخيف الحجارة و يجعلها تخشع امام مجد الاله، و يشبهان اولئك الناس الذي عظموا السيد المسيح كما يتوجب علي مسيحي ورع، هذا الشعب نحت ايقونات تجسد مشاهد من الانجيل فاق عددها كل ما نحته او رسمه شعب آخر، و يشبهان اولئك الذين تحول معهم مجد التصوف الاسلامي الي اعراس و ملاحم من اهل السلطنة الزرقاء.
مررت بهذا النص المذهل الذي يلي هذي السطور و قد كتبه الراحل المقيم الاستاذ الشاعر ادريس جماع احتفاء بام ضبان ذات النار الكبري التي يقول الطيب محمد الطيب انها اكبر نيران المسايد علي الاطلاق .
اوقد هذه النار الشيخ العبيد ود بدر في حوالي 1844 م ( بام ضبان) و لم تنطفيء هذا النار الا في حوالي عام 1889 م عندما ضربت المجاعة المشهورة بمجاعة سنة ستة و هي بالتقريب في الاعوام بالتقويم الهجري 1306 _ 1307 ه
انطفأت النار بصورة مؤقته و اوقدها من جديد مشايخ لهم من المجد ما هو مستمر الي الان
معلوم ان لهذه النار الكبري تاريخ يسبق الشيخ العبيد ود بدر و هذا التاريخ لم يكن بام ضبان بل كان بمكان مجاور مع الشيخ العبيد ود رية

يقول النص
يا عابدا سهر الدجي
و الناس غرقي في المنام

انت الكريم ابن الاكارم
و الامام ابن الامام

يا ابن من هزم الطغاة
بسر ربه و الحسام

ذكرت مواقع جحفل
يعلو سناها في الغمام

بالشرق اشعلها بنوه
مكبرين بلا سقام

نار تبدد جهلهم
و الجهل اشبه بالظلام

و جمعت طلابا من الشيخ
الكبير الي الغلام

و جلست تنصت خاشعا
و الناس حولك في ازدحام

ما بين طالب حاجة
يرجو نداك و مستهام


طه جعفر

الشاعر ادريس جماع من مواليد حلفاية الملوك قي 1922 م ، التحق بمعهد المعلمين العالي في القاهرة في عام 1946، عاد الي السودان ليعمل معلمابمعهد التربية بشندي، له ديوان واحد اسمه " لحظات باقية" توفي الاستاذ الشاعر ادريس جماع عليه الرحمة و له القبول في عام 1980 م

طه جعفر

تستهدف هذه الكتابة التعريف بشخصيات كانت مؤثرة جدا في خلال حياتها و مازالت قادرة علي التأثير اذا نظرنا الي سيرتها بعين النقد الذي يضع شرط الظرف التاريخي في معالجته للمارساتهم و معارفهم


طه جعفر

الحكم غير الرشيد منذ الاستفلال عن الحكم الثنائي و صيغة الدولة الناهبة القاتلة للمواطنين في حكم البلاد منذ اماد و الدولة الناهبة القاتلة للمواطنين هي النظام الذي افرزه انقلاب الاسلاميين في 30 يونيو 1989 او ما يعرف بالانقاذ. هذه الاوضاع اصابت المتعلمين بحالة عمي ، ركود ذهني و تلف دماغي ضرب بشدة مواقع الابداع في العقل السوداني ، حالة العمي خلقت حاجز عميق بين الانسان السوداني و تاريخه العريض منذ العصر الحجري منذ الشهيناب الي كرمة ، نبتة ، مروي و حضارا ت المجموعة المجهولة ثم الممالك المسيحية و الفونج و و المسبعات، تقلي و الفور و اصبحنا بين عشية و ضحاها جزء لا يتجزا من تاريخ شرق اوسط يقتله الوهن و الاستبداد و التخلف و التتبعية اصبحنا ارذل العرب و اكثر المسلمين تشوهنا نسينا حتي اخوتنا في الوطن من اهل الديانات العظيمة الاخري المسيحية و الديانات الافريقية و حاربنا هذه الثقافات و القينا بها في الهامش الثقافي و الاقتصادي و السياسي حتي.
واحدة من طرق لغسل هذا الوجدان المنحط المرذول هي المصالحة مع الذات و المصالحة مع التاريخ و نسيان امر هذه الغيبوبة التي اوردتتنا المهالك

طه جعفر

الأخ العزيز طـه جعفر

جـيت مـارى أقول سـلام
جـذبنى عنوان البوست والذى يتحدث عن أمجاد ابينا
الشـيخ العبيد ودريـا.

نحن متابعين , واصـل يا حـبيب.

الغالي عبد الله عبد الله
اتشرف كثيرا بمروركم الجميل
و لكم الشكر الواجب

طه جعفر