ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله

ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله


04-27-2010, 07:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1272395074&rn=0


Post: #1
Title: ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله
Author: شرفى عبدالقادر
Date: 04-27-2010, 07:04 PM

الشيخ محمد سيد حاج والغاية العظمى من الدعوة

كتبهــــا د. عارف عوض الركابي
في يوم السبت الماضي الموافق العاشر من شهر جمادى الأول لعام 1431هـ ، توفي الأخ الشيخ الداعية محمد سيد حاج بحادث سير وهو في طريقه لإقامة محاضرة بمنطقة القضارف ، ولقد كانت المصيبة عظيمة على المسلمين عموماً بهذه البلاد ، وعلى المهتمين بأمر الدعوة إلى الله خصوصاً ، ولذلك فقد عبّرت المواقف التي أعقبت هذا الحدث عن ذلك بجلاء ووضوح ، فقد انتشر الخبر في لحظات ، وامتلأت صفحات المنتديات وصفحات الصحف بما يتعلق بذلك ، واحتشدت الحشود الكثيرة للصلاة على الشيخ ودفنه يتقدمهم رئيس البلاد ونائبه الأول ـ حفظهما الله ـ وسائر المهتمين بالدعوة من العلماء والدعاة إلى الله وطلاب العلم وعامة الناس.
ومن له صلة بالشيخ محمد سيد ــ رحمه الله ــ وله به معرفة خاصة ، وأيضاً من اطلع على شيء من دروسه وخطبه ومحاضراته ، وكذا من وقف على شيء مما كُتِبَ عنه ، يتبين له بوضوح تام : تميزه ــ رحمه الله ــ في جوانب عديدة ؛ في شخصيته ، وصفاته ، ودعوته .
إن مما تميز به الشيخ محمد سيد ــ رحمه الله ــ أنه كان صاحب همة عالية ، ونشاط واضح ملموس ، وصبر وتفاني ، في سبيل نشر ما لديه من علم ، ودلالة الناس على الخير ، مستثمراً الظروف والأوقات التي تتاح له ، ويشهد لما قلت : الثروة الكبيرة التي تركها أثراً وشاهداً له من المحاضرات القيمة والخطب العلمية والدروس المنهجية ؛ ومن المؤكد أنها نتاج تضحية ومثابرة وهمة عالية وعمل دؤوب.
ومما تميز به الشيخ محمد سيد ــ رحمه الله ــ قوته في الاستدلال على المسائل والقضايا التي يذكرها ويطرحها، وهو في ذكر دائم للدليل ــ مع فهمه الفهم الصحيح ــ وهو فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، يصحب ذلك فهم عميق للنصوص ، كما له اطلاع كبير بسيرة السلف الصالح ، معظماً لهم في دروسه ، مظهراً ضرورة الاقتداء بهم ، كما أنه قد تميز بروعة الأسلوب الخطابي مما كان له التأثير الكبير في حرص كثير من الناس على دروسه وخطبه ومحاضراته .
وتميز في دعوته ــ رحمه الله ــ بشمولية واضحة ، وذلك يظهر من خلال القضايا التي كان يتناولها ، فهو يركز على قضايا العقيدة والتوحيد ، والتفصيل فيما يتعلق بأركان الإيمان ، ومع ذلك يعتني بقضايا الدين الأخرى ، كبقية أركان الإسلام من الصلاة والصيام والزكاة والحج ، وله عناية واضحة في التحذير من البدع والمحدثات ، والأعمال المخالفة للكتاب والسنة ، كما له اهتمام واضح بتزكية النفوس ، وأعمال القلوب ، وقد كان له درس ثابت في كتاب ابن القيم ـ رحمه الله ـ "مدارج السالكين" ، كما ويتضح لكل من عرفه ــ رحمه الله ــ اهتمامه بمسائل الترغيب والترهيب ، وقضايا المرأة والحجاب ، وتناول العادات والممارسات السيئة في المجتمع والتحذير منها ، وكذا له مساهمات في القضايا المستجدة والنوازل وهو يتناولها باعتدال واتزان وفق المنهج الذي كان يسير عليه في دعوته وهو المنهج السلفي المبارك.
كما وقد تميز الشيخ محمد ــ رحمه الله ــ بأخلاق فاضلة ،فقد كان باراً بوالديه ، بشوشاً ، متواضعاً ، طيب المعشر ، هكذا نحسبه ولا نزكي على الله أحداً ، وهي شهادة أشهد بها لما أعلمه عنه ، وقد قال الله تعالى : (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) وقال تعالى : (وما شهدنا إلا بما علمنا) ويشهد له بذلك من كان أكثر لقيا به مني.
وجوانب التميز في شخصية ودعوة الشيخ محمد سيد كثيرة ومتعددة ، وما لم أذكره هو أكثر بكثير مما ذكرته في هذه الكلمات القليلة في حق هذا الداعية والخطيب المسدّد ، إلا أني أجد أن من حقه علينا ، ومن الوفاء له بما قدم ، أن أُبْرِزَ بشيءٍ من التفصيل أهم ما تميز به في دعوته ــ رحمه الله ـــ وهو: الغاية الكبرى ، والمهمة الأولى ، والهدف الأعظم للدعوة إلى الله تعالى ، فإن هدف الدعوة الأساسي الذي ينبغي أن تقوم وترتكز عليه وغايتها الكبرى التي تنطلق لأجلها هو: أن يعبد الناسُ اللهَ جلّ وعلا وحده ، ويحققوا له العبودية التي خلقهم لأجلها ، وأن يعرفوه سبحانه ، بأسمائه وصفاته وأفعاله ، ويعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئاً ، فيكون دعاؤهم وصلاتهم وخشيتهم وتوكلهم وسائر أعمالهم له سبحانه وتعالى وحده دون أحد سواه .
لقد قصّ الله تعالى علينا في كتابه قصص بعض رسله من نوح إلى محمد ــ عليهم الصلاة والسلام ــ ومع اختلاف الزمان والمكان ، وحال الأقوام الذين أرسلوا إليهم ، وطول الفترة بين الرسل ، إلا أنه لم يتغير أساس الدعوة ومرتكزها ولو مرة واحدة ، وإنما قامت جميع الرسالات وبدأ جميع الرسل دعوتهم بإفراد الله بالعبادة ، ونفيها عما سواه ، وهذا هو مقصد كلمة الإسلام "لا إله إلا الله" ، قال الله تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) ، وكل رسول كان يقول لقومه : (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) ، وهذا الأساس هو وصية الله تعالى لرسله ، قال الله تعالى : (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) والموصَى به هو : توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة.
وكان هذا الأساس هو وصية الأنبياء والصفوة لمن بعدهم ، قال تعالى : (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون).
ومن يتأمل سيرة نبينا محمد ــ عليه الصلاة والسلام ــ يرى هذا الأمر في وضوح هو أجلى من الشمس وهي في كبد السماء ، لقد بدأ عليه الصلاة والسلام دعوته بإحقاق هذا الحق الأعظم ، من أول يوم صدع فيه بالدعوة ، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى ، فكانت الدعوة إلى توحيد الله تعالى وصرف العبادة له وحده ، والبعد عن الشرك بكل صوره وأشكاله هي أساس ومرتكز دعوته عليه الصلاة والسلام ، وعلى هذا الأصل الأصيل والركن العظيم كان تعليمه وتدريسه وخطبه وبعوثه وسراياه وغزواته ورسائله للملوك وبعثه للرسل والدعاة.
فإن الموفّق من الدعاة هو من جعل جلَّ اهتمامه وعنايته : الدعوة لأن يكون الناسُ عباداً لله تعالى ، وإن المسدّد من الدعاة هو من قضى وقته لربط المخلوقين بالخالق ودلالتهم عليه ، وتحبيبهم في خالقهم وموجدهم ورازقهم سبحانه وتعالى ، وفي ترغيبهم في السير على صراط الله المستقيم ، وتحذيرهم من الوقوع فيما يغضبه سبحانه ويسخطه عليهم ، وإن أعظم ما يغضب الله تعالى ، أن يشرك العبد به فيعطي المخلوقين حقّه الذي خلق الخليقة جميعاً لأجله ، قال الله تعالى : (وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون).
أقول : إن من أبرز ما تميز به الشيخ أبو جعفر محمد سيد حاج ــ رحمه الله ــ هو العناية بقضايا العقيدة الصحيحة والتوحيد والتحذير من الشرك ودعاته ، وحسب من أراد أن يقف على شاهد لذلك أن ينظر في عناوين محاضراته وخطبه التي انتشرت في كثير من المواقع على الشبكة العالمية (الانترنت) ومن باب ضرب المثال أذكر منها : (الخوف من الله ، التوكل على الله ، الرزق ، حسن الظن بالله ، الأنس بالله ، مراقبة الله ، ثناء على الله ، من مقامات الإيمان ، علامات الساعة الصغرى ، الإيمان بالقدر ، فوائد من حديث احفظ الله يحفظك ، كرامات الأولياء ، كفي بالموت واعظاً ،لا للسحرة ولا للمشعوذين ، محبة النبي ، مكانة الأنصار، مع خليل الله عليه السلام مواقف وعبر ، موالاة الكفار ، موسي عليه السلام ، وصف الجنة ، وصف النار).
كما وقد شرح بعض الكتب في التوحيد والعقيدة الصحيحة وكان من آخرها كتاب فقه الأسماء الحسنى للشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر ، وله أشرطة منتشرة لمحاضرات في التحذير من الشرك ومن رموز الشرك ودعاته ، ومن القصائد الشركية المنتشرة بين كثير من الناس ، كما وقد اعتنى ــ رحمه الله ــ بالتحذير من الطرق الصوفية المبتدعة ، والشيعة الروافض ، وغيرهما من الفِرَق المنحرفة ، التي خالفت الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، في ثبات وجرأة وشجاعة افتقدها كثير من الدعاة في زماننا !! للأسف الشديد ، وهذا مما تميز به ـ رحمه الله ـ أيضاً ــ ، فإن من الملاحظ أن (بعض) الدعاة ممن ظهروا عبر وسائل الإعلام افْتُقِدَ ــ مع ظهورهم عبر هذه الوسائل ــ عنايتهم بقضايا التوحيد والتحذير من الشرك ودعاته ، فأهملوا هذا الجانب في دعوتهم (وهو أساس الدعوة) ، خوفاً من نفور كثيرين عن دعوتهم !! وإن ذكروه فإنما يكون بــ(عمومات) لا تبرأ بها الذمة ، ولا يتحقق بها النصح للأمة ، ولكن فقيدنا ــ فيما علمناه ــ لم تؤثر عليه تلك الوسائل في عنايته بهذا الجانب واهتمامه الكبير به ، وهذا من أداء الأمانة ، والنصح للمسلمين ، ومحبة الخير لهم ، وعدم خيانتهم ، فإن الشرك يبطل جميع الأعمال وهو الذي يخلد به صاحبه في النار ، والعياذ بالله تعالى ، قال الله تعالى : (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) ومن يرى الشرك ودعاته ولا يحذر الناس منه فقد خانهم وخان الأمانة.
كما وأنه قد اهتم ــ رحمه الله ــ بقضايا العقيدة الأخرى فقد ردّ على أهل الغلو وجماعة التكفير، والنصارى ، والعلمانيين ، ومنكري العمل بالسنة النبوية ، والعقلانيين ، ودعاة العصرانية والتجديد ، ودعاة التحرر وما يسمى بمشروع السودان الجديد ، والشيوعيين ، وغيرهم.
وهذا من توفيق الله تعالى لهذا الشيخ الشاب ، فإن من السعادة أن يوفق الله تعالى صاحب الهمة العالية والنشاط والجدية لأن يكون معتقده سليماً ، ومنهجه صحيحاً ، وأسلوبه حكيماً ، وخطابه رصيناً ، وخلقه كريماً ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، ، وهو بشر يخطئ ويصيب ، وليست العصمة لأحد في هذه الأمة بعد النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ فنسأل الله تعالى أن يتقبل منه جهوده ودعوته وتدريسه ونصحه ، وأن يجعله في ميزان حسناته ، وأن يعفو عنه فيما يكون قد أخطأ فيه ، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .
وإني أذكر جميع الدعاة إلى الله تعالى بأن يعوا مسؤوليتهم التي تحملوها ، وأن يجتهدوا في نشر الحق ، والدعوة إليه بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، وبالتي هي أحسن ، وأن يهتموا ببيان ما يخالف الحق ويحذروا الناس منه ، فإن المجتمع بحاجة إلى الدعوة إلى الصراط المستقيم والمنهج القويم أشد من حاجته للطعام والشراب . والموفق من وفقه الله تعالى .

Post: #2
Title: Re: ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله
Author: شرفى عبدالقادر
Date: 04-27-2010, 07:26 PM
Parent: #1

الشيخ محمد سيد حاج رحمه الله


http://www.youtube.com/watch?v=XhVQmhRZcJM

Post: #3
Title: Re: ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله
Author: عبد الرحمن الطقي
Date: 04-27-2010, 07:57 PM
Parent: #2

دكتور شرفي
السلام عليكم و رحمة الله
و أحسن الله عزاءنا و عزاءكم في أخينا العزيز الشيخ محمد سيد
هذه مرثيتي له رحمه الله نشرتها قبل قليل مع مقالات عنه هنا:
دموعٌ ذوارفُ .. على ثاوي القضارف ! (شعر) ، و مقالات في ...دعوة الشيخ محمد سيد


بسم الله الرحمن الرحيم
دمـــوعٌ ذوارفُ ... على ثاوي القضارف !
شعر : عبد الرحمن بن إبراهيم بن سالم الطقي

في رثاء فقيد العلم و الدعوة فضيلة الشيخ الدكتور / محمد سيد حاج الذي وافته المنية
بحادث سير في طريقه للقضارف لإلقاء محاضرة ، و ذلك ليلة الأحد 10 من جمادى الآخرة 1431هـ
الموافق له 24/4/2010م عن عمر لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين قضى أكثره في الدعوة إلى الله
تعالى ، رحمه الله رحمة واسعة


أ يا عينِ جودي بالدموعِ الذوارفِ *** لفقدِ ربيبِ العلمِ ثاوي القضارفِ
أ بعدَ نعِيِّ الشيخِ من بعدِ هجعةٍ *** نؤمِّلُ خيرًا في رنينِ الهواتفِ !
هتفْنَ بموتِ الحِبِّ موتِ محمّدٍ *** فضاعفْنَ تقريحَ الكُبودِ التّوالفِ
فكادت شغافُ القلبِ تنماعُ حسرةً *** و ينسدُّ بطناه بحزنٍ مضاعَفِ
فقد غاب من كنا نرجِّيه عالمًا *** يجودُ على محْلِ النفوسِ بواكفِ
يُقسّمُ ميراثَ النبيينَ بينها *** لكي يستظلَّ الناسُ من حـرِّ صائفِ
أ سيارةً بالبَرِّ ، لا الجوِّ سعيُها *** أ حقًّا حملتِ البحرَ نحو المتالفِ !
نفرْتِ كمُهْرٍ لم يُروِّضْه سائسٌ *** و لم تسكني مثلَ البُراقِ لعارفِ
أ لم تعلمي أن الذي عُفْتِ حملَه *** و ألقيتِه للموتِ بين التنائفِ
جوادٌ كريمُ النفسِ هَيْنٌ مهذّبٌ *** على خُلُقٍ كالنسْمِ أو ظلِّ وارفِ
تربّى على التوحيدِ مُذ كان يافعًا *** و شبَّ على التقوى و نشرِ المعارفِ
و في خدمةِ الإخوانِ أفنى حياتَه *** بلى ، كان مرتادًا لبادٍ و عاكفِ
لقد كان دُكّانًًا و مُشرعَ واردٍ *** و ملجأَ ملهوفٍ و بحرًا لغارفِ
أحاط بسورِ المجدِ من كلِّ جانبٍ *** و حاز علاه من تليدٍ و طارفِ
أبا جعفرٍ ، حلّقتَ بالروحِ عاليًا *** و أبقيتنا للحزنِ بين الخوالفِ
سموتَ كنجمٍ لاح في الأفقِ غابرًا *** فنفسُك قد تاقت لأسنى الوظائفِ
وظيفةِ خيرِ المرسلينَ محمّدٍ *** لتِبيانِ منهاجٍ و كشفٍ لزائفِ
إهابُك غضٌّ فيه نفسٌ أبيةٌ *** و همّتُك الكبرى كشُمِّ السوالفِ
فلهْفي على زُغْبٍ صغارٍ تركتهم *** كأفراخِ مرْخٍ صابهم ودْقُ واكفِ
و لهفي على شيخينِ أوفيت برَّهم *** كيعقوبَ غشّى عينَه حُزنُ آسفِ
و زوجينِ كالأختينِ أُيِّمْنَ بعدكم *** و قد عدت محمولاً لها في اللفائفِ
و ربُّك مخلافٌ على كلِّ فاقدٍ *** و في اللهِ خيرُ الخُلْفِ من كلِّ تالفِ
لقد كان فقدُ الشيخِ فاجعَ أمةٍ *** و ثُكلاً لرباتِ الخدورِ العفائفِ
فقد فتحت أخلاقُه غُلْفَ أنفسٍ *** بغيرِ رصاصٍ أو سيوفٍ رواعفِ
يُشيّعُ بالإجلالِ ما راح أو غدا *** و يُتبعُ محفودًا و لا كالخلائفِ
فهذي النفوسُ الكُمْدُ من حول نعشِه *** تناوَبُه قبلَ الأكُفِّ الرواجفِ
قضى داعيًا لله عمْرًا مباركًا *** بدعوةِ حُسنى للرضا و المخالفِ
بصوتٍ كترتيلِ المزاميرِ صادقٍ *** و رعدٍ بأذنِ الشركِ والظلمِ قاصفِ
و مِقوَلُه يسبي العقولَ حلاوةً *** و يُسْلِسُ قوْدَ النافراتِ العنائفِ
فمن بينِ منقولِ الأدلةِ ناصعٍ *** إلى منطقٍ جزلٍ و خيرِ الطرائفِ
سيبكيه طلابٌ ، و تبكي منابرٌ *** و تبكيه إذ أودى جليلُ المواقفِ
تراه إلى العلياءِ دومًا مشمّرًا *** و يُحجمُ عن فعلِ الأمورِ السفاسفِ
يسارعُ للخيراتِ حتى كأنه *** يُطالعُ شخصَ الموتِ خلفَ السجائفِ
و يسعى لإصلاحٍ و يرأفُ بالعِدا *** و ليس على الخصمِ الألدِّ بحائفِ
حييّاً عفيفًا لا يُذمُّ بشائنٍ *** من الفعلِ أو هُجْرٍ من القولِ جائفِ
و يلهجُ بالإخلاصِ دومًا لسانُه *** و يُثني على المولى بإخباتِ واجفِ
و يدحضُ شُبْهاتٍ شتيتًا دروبُها *** بأنوارِ علمٍ ساطعاتٍ كواشفِ
يغوصُ بأعماقِ المحيطات ينتقي *** لآلئَ علمٍ من دقيقِ اللطائفِ
سيبكيه إخوانٌ و أنصارُ سنةٍ *** و طلابُ حقٍّ من جميعِ الطوائفِ
و تبكيه آثارٌ عظامٌ صوالحٌ *** عن اللهِ لم يقطعْه شغلُ الصوارفِ
على صائمٍ تالٍ مُصلٍّ مُـمجِّدٍ *** و معتكفٍ بالبيتِ ساعٍ و طائفِ
فللهِ ماذا ضمّ قبرٌ مطيرةٌ *** رُباه ببحري من عظيمِ العوارفِ!
فحُييِّتَ من مثوًى و حُييِّتَ روضةً *** و سُقِّيتَ من صوبِ الحيا المترادفِ
و ندعوك يا اللهُ يا خيرَ سامعٍ *** و خيرَ مجيبٍ للدعاءِ الموالفِ
و عبدُك لم نعهدْه للهِ عاصيًا *** و ليس بجافٍ عن هدًى متجانفِ
فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا *** و عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
فكن جارَه ، نعمَ الجوارُ ابنَ سيِّدٍ *** فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ *** و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا *** فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
و إنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا *** هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
و تأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ *** و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ


عبد الرحمن الطقي
[email protected]
الدوحة – قطر
صباح الاثنين 12جمادى الآخرة 1431هـ
الموافق له: 26/4/2010م

Post: #4
Title: Re: ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله
Author: شرفى عبدالقادر
Date: 04-28-2010, 11:47 AM
Parent: #3

و ترجل فارس الدعوة الشاب الخلوق الداعية الموفق الشيخ ال...كتور محمد سيد حاج !!

للاستاذ الجليل الطقى

Post: #5
Title: Re: ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله
Author: شرفى عبدالقادر
Date: 04-28-2010, 12:21 PM
Parent: #4

صور حادث سيارة الشيخ محمد سيد حاج - رحمه الله تعالى‏
GetAttachment16.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #6
Title: Re: ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله
Author: شرفى عبدالقادر
Date: 04-28-2010, 12:25 PM
Parent: #5

GetAttachment17.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

************

**************

Post: #7
Title: Re: ما كتبه بعض الكتاب عن الشيخ : محمد سيد حاج - رحمه الله
Author: Dr.Saeed Zakarya Saeed
Date: 04-29-2010, 03:37 PM
Parent: #6

و بشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و انا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون
حقا انه لفقد جلل ولكن تلك مشيئة الله وقدره......ندعوا الله ان يتقبله قبولا حسنا ويشمله برحمته وفضله........