.....فِــــــــــــرقة ســــــاروا واـلــعـــــشاء الأخــــير....

...ضمن إحتفالية مركز الخاتم عدلان بالذكرى الخامسة
لرحيل الأستاذ/ الخاتم عدلان...كنت شاهد فى الأن ذاته على
إحتفالية رمزية أخرى (ويا للحسرة) على موات واحدة من الحالات
الغنائية والموسيقية فى خارطة الأغنية السودانية....

...وكنت ضمن حضور مأدبة العشاء الأخير لفرقة ساورا الغنائية
التى تموضعت على جغرافيا الأغنية السودانية وبأقدام راسخة منذ
تسعينيات القرن المنصرم عبر أدوات غنائية وموسيقية وكادر غنائى مميز
أعاد إكتشاف مساحات جديدة فى الغناء السودانى ,وفتح نفاجات للأداء الغنائى
والموسيقى,,وأعادة فتح قاموس (فعل الغناء) لتضفى تعريف جديد مفاده أن الغناء هو
قبل كل شئ مشروع إنسانى يجعل المواطن وقضاياه ثيمته الأساسية, ويؤسس فى وعى المتلقى
فكرة الأمل والتغيير.........ولكن

...ولكن فى مايبدوا أن فرقة ساورا بمشروعها
الغنائى والموسيقى فى لحظتها الراهنة قد بلغت
سقوفها التأريخية وبدأت تصعد إلى الأسفل وبأسرع مايكون

...وفى ظنى أن كل حضور تلك الليلة ممن أناخوا حواسهم
للإستماع والأستمتاع بفرقة ساورا خرجوا وهم قد توصلوا لتلك
الحقيقة,حقيقة ان فرقة ساورا تحتضر...وان ساورا ماعادت ساورا
ذات المفردة الجميلة والتوزيع الموسيقى المميز والأداء المدهش
والحضور الأنيق على المسرح......

...فمن كان يصدق أنه سيأتى يوم على فرقة ساورا
وهى تغنى من دون من دون أوركسترا وتكتفى فقط بموسيقى
مسجلة على جهاز(لابتوب)...قالها الأستاذ/ ربيع وبوضوح يحسد
عليه أن الفرقة شهدت هجرة شبه جماعية لمعظم الموسيقيين الذين
عملوا مع ساورا....