ربح البيع يا "أبو أم سلمة"....

ربح البيع يا "أبو أم سلمة"....


04-14-2010, 07:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1271224912&rn=0


Post: #1
Title: ربح البيع يا "أبو أم سلمة"....
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 04-14-2010, 07:01 AM

بقلم: رشا عوض

(ربح البيع أبا يحيى.. ربح البيع أبا يحيى!!) عبارة حفظتها كتب السيرة النبوية العطرة قالها المصطفى- صلى الله عليه وسلم- للصحابي الجليل صهيب بن سنان(صهيب الرومي) الذي اعترضه كفار قريش عندما عزم على الهجرة إلى المدينة المنورة واشترطوا عليه أن يترك كل ماله وتجارته لكي يخلوا بينه وبين رسول الله في المدينة، وافق على هذا الشرط لكي يلحق برسول الله بالمدينة فهاجر إليها مشيا على الأقدام لأن كفار قريش لم يتركوا له حتى راحلته. واستغرقت الرحلة أكثر من

ثلاثين يوما، ولما وصل إلى المدينة انهارت قواه ولم يستطع المشي وسأل عن مسجد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ودخل المسجد زحفا على يديه وركبتيه من الإعياء ووضع رأسه على حجر رسول الله -فأخذ المصطفى يربت على رأسه وينفض عنها الأذى ويقول له: ربح البيع أبا يحي..ربح البيع أبا يحي!!....
هذه البشارة النبوية هي أول ما قفز إلى ذهني عندما أعلنت السيدة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة القومي قرار مقاطعة المهزلة الجارية حاليا والمسماة(بالانتخابات).. مقاطعة على كل المستويات وعدم اعتراف بالنتائج..

ولن نجافي الحقيقة لو استعرنا (عبارة البشارة النبوية) وخاطبنا بها الإمام الصادق المهدي الذي تقاطرت إليه الوفود المدججة بالعروض المليارية طالبة مباركته لانتخابات الزور بالمشاركة فيها دون قيد أو شرط سوى منحه بعضا من المال! وما المال إلا ماله المسروق الذي نهبه الانقلابيون بالمصادرات الجائرة! فالدكتاتورية من فرط استهانتها بالشعب السوداني وقياداته ومن فرط غرورها وثقتها في نجاح مخططها لكسر الإرادة الحرة في نفس كل قائد سوداني ظنت أن من هو في قامة الإمام الصادق المهدي يمكن شراء مواقفه في قضايا مصيرية عبر صفقة عائدها جزء من(ماله المسروق)!!

فما كان من الزعيم الكبير الذي ظل مستعليا على أي شكل من أشكال الانخراط في هذا النظام طيلة سنواته العشرين إلا أن سدد للقوم صفعة مؤلمة وقوية بمقاطعة الانتخابات في كل مستوياتها، لم يلتفت إلى ماله المسروق وتركه لهم مهاجرا إلى ملاذه الآمن: الشعب السوداني الحر الناقم على ملة الاستبداد وفي مقدمته جماهير الأنصار الصابرة... فربح البيع أبا أم سلمة..ربح البيع!!

ولم يكن القرار قرار الزعيم منفردا بل توصل إليه المكتب السياسي بعد مناقشات ديمقراطية استمرت ليومين.. نعم تأخر إعلان الموقف لأن مرشحي الحزب بالمئات وهو حزب ظل خارج السلطة التشريعية والتنفيذية طيلة العشرين عاما الماضية وليس غريبا أن يتمسك بعض مرشحيه بالمشاركة ويحلمون بتحقيق مكاسب سياسية ولو جزئية مراهنين على التأييد الجماهيري وعلى مثابرتهم في التعبئة والتنظيم، فلم يكن بالإمكان اتخاذ قرار المقاطعة بصورة فوقية وسريعة دون الحوار الديمقراطي مع أصحاب هذا الرأي، وبالفعل عندما اكتملت الصورة وثبتت استحالة تحقيق أي مكسب عبر هذه المهزلة الانتخابية وثبت أن المشاركة لن تكون إلا خدمة للدكتاتورية قررت الأغلبية المقاطعة...اشترت المصلحة الوطنية والموقف التاريخي

لقد أخرس قرار حزب الأمة القومي بمقاطعة المهزلة قول كل (كذوب مضلل) ملأ الدنيا سؤالا وجوابا عن صفقة مشبوهة بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني! صفقة يقدم فيها حزب الأمة للمؤتمر الوطني غطاء الشرعية الديمقراطية عبر المشاركة في انتخابات الزور(محسومة النتائج سلفا)، صفقة يشارك بموجبها الإمام الصادق المهدي بكل تاريخه ورمزيته في خطيئة منح الشرعية الديمقراطية للبشير ليواصل مسيرة تمكين الحزب على حساب الوطن بل على أنقاض الوطن هذه المرة! صفقة بموجبها يستطيع المؤتمر الوطني أن يقول بملء شدقيه لم تبقى في السودان قيادة عصية على التدجين والإخضاع ولم يبقى حزب في السودان أو قائد سياسي خارج سوق النخاسة..فلكل ثمنه! والتفاوت فقط في الأسعار والقوة الشرائية للوطني لا حدود لها! صفقة بموجبها تتعالى أصوات الزيف والضلال معلنة أن الشعب السوداني كله وضع ثقته في الدكتاتور المنقلب على الديمقراطية أولا والمنقلب على شيخه ثانيا والمتأهب لمزيد من الانقلابات السياسية المدمرة في مقبل الأيام! صفقة بموجبها يشارك حزب الأمة في تكريس فكرة أن معارضة البشير وحزبه والرغبة في الإطاحة به والرغبة في منعه من انتزاع شرعية سياسية غير مستحقة عبر الانتخابات المزورة هو موقف يخص حركات دارفور المسلحة ويخص صقور الحركة الشعبية في الجنوب وجبال النوبة ويخص شرذمة قليلة من الملاحدة والزنادقة! ولكنه ليس موقفا أصيلا تتبناه أحزاب وقيادات معتبرة في شمال ووسط السودان، وهي فكرة كفيلة بتدمير السودان وتمزيقه ومصادرة أي أفق للسلام والديمقراطية فيه.. إذ لا أمل في إصلاح الحاضر وإنقاذ أحلام المستقبل بدولة سودانية مستقرة ومتقدمة إلا إذا عزلنا (مشروع الاستعلاء الديني والعرقي ومشروع الاستبداد السياسي باسم الشمال) داخل الشمال نفسه وبأحزاب الشمال وقيادات الشمال ..فلا مستقبل إلا بهزيمة (ملة الاستبداد)!

و(ملة الاستبداد) في كل زمان ومكان يرهبها الضمير الحر والإرادة المستقلة ولذلك توظف كل ما أوتيت من قوة في استئصال هاتين القيمتين من أفئدة البشر، فهي بطبيعتها لا تتنفس إلا إذا ساد النفاق والجبن والكذب وتضخمت قيمة المال فأصبح معبودا يقدسه عامّة الناس وخاصتهم، فعندما يصبح المال معبودا يسهل استخدامه للترويض والتدجين والإخضاع فيطوف الجميع حول (ملة الاستبداد) خوفا من الفقر وطمعا في الغنى!

وهذا بالضبط ما برعت فيه الإنقاذ منذ مجيئها حيث استهدفت فضاء العمل العام بالإفساد شأنها شأن أي أقلية لا يمكن أن تسود إلا عبر(التخريب المبرمج) للقوى السياسية من داخلها (بالاختراق) ومن خارجها بالقمع المباشر لنشاطها السياسي واستهداف عضويتها الحية بالإفقار المنظم والتشريد ومصادرة الأموال، والأخطر من ذلك كله هو سعي الإنقاذ عبر صحفها الصفراء وأبواقها الإعلامية لإعدام المثل الأعلى في الحياة السياسية وتصوير الساحة السياسية كسوق للنخاسة فحسب، ولكن رغم كل ما فعلوه من تخريب وإفساد فلا بد من الرهان على أن ما زال فينا من يقول للطغيان لا بحسم وصرامة، وموقف القوى السياسية الرئيسية من مهزلة الانتخابات الجارية حاليا يصلح شاهدا على أن (الكبار) وأحزابهم لم يصل السوس إلى (عظمها) بعد وعلى حد تعبير المثل الشعبي (أكان العضُم سِلِم اللحمْ بِلِمْ).

Post: #2
Title: Re: ربح البيع يا "أبو أم سلمة"....
Author: جعفر محي الدين
Date: 04-14-2010, 12:18 PM
Parent: #1

أخي محمد عبد الرحمن
لك وللأخت رشا عوض التحايا
وما زال المؤتمر الوطني في غيه سادرا
وها هو اليوم غازي صلاح الدين يعرض المناصب الحكومية
على من يرضى بالانضمام للحكومة بعد الانتخابات