رابطة أبناء ولاية كسلا بمنطقة مكة المكرمة تقيم تأبين الراحل المقيم عمر احمد عبدالماجد يومي15-16

رابطة أبناء ولاية كسلا بمنطقة مكة المكرمة تقيم تأبين الراحل المقيم عمر احمد عبدالماجد يومي15-16


04-13-2010, 12:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1271159899&rn=1


Post: #1
Title: رابطة أبناء ولاية كسلا بمنطقة مكة المكرمة تقيم تأبين الراحل المقيم عمر احمد عبدالماجد يومي15-16
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 04-13-2010, 12:58 PM
Parent: #0


يسر رابطة أبناء ولاية كسلا بمنطقة مكة المكرمة أن تدعو كل منسوبيها وضيوفهم الكرام وأضصدقاء الراحل لحفل تأبين الراحل المقيم عمر احمد عبدالماجد في أربعينيته التي تصادف يومي الخميس والجمعة القادمين 15-16/إبريل/2010 ، ويشتمل البرنامج على ليلة تأبينية تقام ليلة الخميس الموافق 15/04/2010 م بقاعة المستشفى السعودي الألماني من الساعة السابعة وحتى العاشرة مساءً ، ويعقبه عصر يوم الجمعة مهرجان رياضي بميدان الجالية السودانية بالهنداوية ، والدعوة عامة

Post: #2
Title: Re: رابطة أبناء ولاية كسلا بمنطقة مكة المكرمة تقيم تأبين الراحل المقيم عمر احمد عبدالماجد يومي1
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 04-13-2010, 01:02 PM

عمر أحمد شهيد الثبات والفارس الذي رفض أن يغادر ميدان المعركة[





هذا الرجل النحيل النحيف الذي صمم فواده على مقاس القبر فزهد في الحياة ... لم تكن الحياة بالنسبة له اكثر من طاقة خلاقة أستحلبها من ضرع الصراع لتحقيق مأربه الإنسانية النبيلة ... لقد حاصرته الحياة ونال من المرض مدة ليست بالقصيرة ولكنه لم يستسلم لهما ، وظل رابط الجأش ، قوي العزيمة ، يتحدي الموت بالحياة ، والحياة بالصبر ، والصبر باليقين ... لم يركن لظروفه الصحية القاسية التي حرمته كليتيه فأصبح يداوم على غسيل الكلي مرتين في الأسبوع .... ورفض رفضاً باتاً مبنياً على قوة الإيمان كل المحاولات من أصدقائه ومريديه للتبرع بكلية له ، كان يردد دائماً بأن الحياة لا تستحق ان يسلب أحداً شئياً يخص غيره ....
دروس بليغة قدمها لنا فارس الحلبة عمر أحمد وهو يقود تجربته الإنسانية المريرة .... إنسان يغسل كليتاه مرتان في الأسبوع وعاني من جلطة دماغية أقعدته في السرير الأبيض شهوراً لكنه ظل يداوم على عمله من مسافة 80 كيلو يقطعها يومياً ذهاباً وأياباً بل قد يقطعها اكثر من مرة في اليوم في أحاين كثيرة .... عاش في الغربة عمراً مديداً لكن المهم في هذه الفترة ان ستة عشر عاماً متصلة لم تطأ قدمه فيها كسلا ولا أرض الوطن لانه كان يؤثر غيره على نفسه ... جلب أخوته ليوفر لهم حياة سعيدة ...... وجد لهم فرصة العمل بشركته التي يعمل بها ... زوجهم .... وأسكنهم بجواره حتى أصبحت الزيارة لهم ضربٌ من ضروب السعادة الحياتية التي يخلقها المرء لنفسه ولعشيرته وتجعلكـ تستشعر لذة الأخوة الحقيقة

لم يركن عمر لظروفه وظل يتفقد الكبير والصغير .... ومارس عمله الإجتماعي كأحسن ما تكون الممارسة .... كان رئيساً لفريق قدامى اللاعبين يأتي كل يوم جمعة من مسافة 80 كيلو ليقف على تمارين قدامى اللاعبين .. قدم ماله ووقته وجهده من أجل غايات وأهداف أمن بها ... وكان عضواً في مجلس رابطة كسلا ... وكان يوم الخميس الماضي اليوم الذي سبق رحيله بيومين فقط في قلب إجتماع الرابطة يناقش ويقدم أرائه الجرئية دوماً ... ويقدم خبرته النقابية الطويلة في أمور الدساتير واللوائح ... ويقدم حكاياته الطاعمة عن صداقته مع مصطفى سيدأحمد وظل جسراً لنا مع الشاعر الكبير محمد مدني والأديب السعودية عبدو خال ، كان يذكر مصطفى سيد احمد كثيراً من كثرة مواقفه معه وكانه فرحان بمقابلته له في الدار الأخرة بنفس المصير والصيرورة .... هاتفنا قبل يوم واحد من موته .... أنزل بوستاً نعى فيه نفسه وكرس فيه الى حال المغترب الذي يقدم كل ما عنده ويرغب بكل مساحة الإنفعال في دواخله لبقائه في الوطن ... ولكن كل هذه الرغبات والرغائب التي تختلج في قلب المغترب لاتكون موضع الإحتفاء من الدولة والوطن .... لقد عشت فينا بطلاً خرافياً ياعمر .... لم تمت ميتة الجبناء بل رحلت وأنت تدير معركتكـ بشجاعة حتى اخر لحظة لم يفزعكـ الموت حين داهمكـ وأنت تقود سيارتكـ ... ركنت السيارة بكل هدوء ورحلت بكل هدوء ولم تجعل الناس يصابون بالزعر والخوف وكأنكـ تقول لنا هاهو الموت الذي تخافون منه أنه أبسط من أنتظره على سريري وبين أحضان أبنائي وزوجتي... انت دائماً هكذا يا أبا منذر ... تمارس الآمكـ وحيداً ولا تشتكي للأخرين ... تكون في قمة الرهق ولكنكـ تمتطي جواد شجاعتكـ وتخرجكـ كل أوجهكـ الجميلة التي تبدد خوف الاخرين ،،، لا تخاف المصير المحتوم ولا تركن له وتواصل عطائكـ حتى اخر قطرة من أنفاسكـ ، كيف لنا أن نكون مثلكـ يا عمر وكيف لنا أن نحتمل فراقكـ وأنت أحد مصادر الثبات في دنيانا وغربتنا ؟؟؟؟ ...
بكاك ـالرجال أمام مكتب الشرطة حتى أدركـ الغرباء مكانتكـ في قلوب الأخرين ... لو يروا الناس أحزن من تلك أالليلة الظلماء التي رحل فيها بدركـ وتركنا في ظلاماتنا نتأوه ونتوهـ ...

أن رحيلكـ ليس هو خسارة لأسرتك فحسب بل هو خسارة للوطن ولكسلا وللإنسانية جمعاً .... فلانامت أعين الجبناء ... ولانامت أعين الحياة ... ومرحباً بالموت بعدكـ يا أشجع الشجعان .... ويا أنبل الخصماء ... ويا أشرف الشرفاء ....


بيني وبين الحزن كلماتٍ تتسع لفيوض الإنكسار

أدور في أرجوحة اليتم ... أخالج صرعة الأحزان

فلتحف روحكـ سبع يمامات بيضاء لجنات الخلد

وليرقص الحزن على اهازيجة اللكيعة

ولتخرج من خاصرة اليباب بذرة الألم الكتئم

ولنغمض اعيننا ونتحسس مواضع القدر

نحكي عن الذي يعتمل في قلوب الرجال من الفجائع

ولنترقب حروبنا مع الوحشة والعزلة والمرارات

نتسكع أبواب الذكري التي ستهجر برحيلكـ

نستمع لعذابات الأرواح وهي تودعكـ

تنصهر كل الطقوس العذبة في أهزوجة الموت وردحي الرجال


إنا لفراقكـ لمحزونون يا عمر .. والله لمحزونون فهل تكفي دموعنا للتعبير ؟؟؟
إنا لله وإنا اليه راجعون ......


---------------------------------------------------