Post: #1
Title: بين الرقص السياسي وحرية "الترابي"!
Author: ادريس خليفة علم الهدي
Date: 04-13-2010, 10:57 AM
بين الرقص السياسي وحرية "الترابي"! "الانتخابات خطوة مهمة جدا للسودانيين باتجاه الديموقراطية وقد دخلت فيها النساء لأول مرة للترشح للرئاسة؛ لكنها انتخابات غير مثالية" كانت هذه إجابة المفكر المثير للجدل الدكتور حسن الترابي أحد المرشحين للانتخابات؛ خلال اللقاء به وسؤاله عن التجربة الانتخابية التي يعيشها السودانيون بعد انقطاعهم عنها لخمس وعشرين سنة. سألته: أنت تثير الجدل بأفكارك التي يظن أنها ليبرالية ولا تتناسب مع قيم الإسلام ما يجعل الأصوات حولك خافتة؛ فما الذي تريده من خلال ترشحك!؟ يجيب "لا أنطلق من قيم الليبرالية الغربية؛ إنما من الحرية في الإسلام؛ نحن نريد بنية نموذجية للدولة الإسلامية التي لا تكون فقط للمسلم وحده بل لغير المسلم أيضا؛ فالسودان مجموعة ثقافات وأديان مختلفة؛ والحرية فيه مطلب ضروري؛ ولو حرية الشيطان كما كان ذلك في المجتمع الإسلامي الأول في المدينة". سألته: ماذا تقصد بحرية الشيطان ؟! يجيب: من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؛ هذا ما أقصده؛ لا أن نتسلط على الناس باسم الشريعة التي جاءت لتكفل حرية الجميع كما كان في المجتمع الإسلامي الأول؛ فنحن في السودان أمام تحديات وطنية كبرى بين السلطة المركزية التي تسببت بأزمة دارفور وقبلها أزمة الجنوب الذي بات يرغب في تقرير المصير" ويتابع" نحن نحتاج هذه الحرية حتى نُجنب السودان الفتنة؛ والوقوع في حروب أهلية قد تؤدي إلى أوضاع أسوأ مما يعانيه الصومال الآن ". في ظل هذه الرؤية المتوجسة للترابي؛ كانت هناك رؤى متفائلة تتناغم مع الأمسية الموسيقية التي كرم فيها كبار المثقفين السودانيين في حفل نظمه المركز السوداني للخدمات الصحافية أول الأيام الانتخابية؛ ومن هذه الرؤى ما أخبرني به رئيس تحرير صحيفة "آخر لحظة" مصطفى أبو العزايم "نحن نحتاج هذه الانتخابات لتحقيق الديموقراطية". أما وزير الثقافة والإعلام السابق إسماعيل الحاج موسى فيرى أن بداية الانتخابات الآن أفضل من عدمها ولو بأخطاء؛ قائلا"خاصة أن هناك دولا عربية لا تعرف حتى الآن تجربة الانتخابات" فسألته: إن كانت مهمة للسودانيين فبماذا تفسر قلة الإقبال على مراكز الاقتراع؟ يجيب "حتى يطمئنوا؛ وأتوقع اليوم الثاني سيزداد الإقبال". أكثر ما فاجأني خلال تصفحي للصحف السودانية صباح أول الأيام الانتخابية؛ هو أن تكون "الرقصة السودانية" من وسائل التعبير السياسي التقطتها كاميرا صحافية محترفة؛ فقد صبّحت إحدى الصحف؛ على المواطنين المستعدين للذهاب إلى مراكز الانتخاب؛ بعنوان رئيس وصورة في صفحتها الأولى؛ لسيد أحمد خليفة أحد الصحافيين الشماليين البارزين؛ وهو يرقص مع وزيرة الصحة تابيتا بطرس مسيحية من جنوب السودان؛ خلال حفل زواج؛ وهذه الصورة كانت كافية لتستفز ضحكة هادئة من"إدريس" شاب متعلم ومهذب وسائق تاكسي؛ أريته إياها؛ وسألته: هل ستدلي بصوتك اليوم!؟ يجيب بخفة دم سودانية "داير أتعب نفسي ليه يازولة . . ما النتيجة معروفة !"
http://alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3483&id=18824&Rname=128
|
|