انسحابات الأحزاب .. أهو ابتزاز أم هروب من الاعتراف بالهزيمة ..... : د. ابوبكر يوسف إبراهيم

انسحابات الأحزاب .. أهو ابتزاز أم هروب من الاعتراف بالهزيمة ..... : د. ابوبكر يوسف إبراهيم


04-11-2010, 11:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1270980106&rn=0


Post: #1
Title: انسحابات الأحزاب .. أهو ابتزاز أم هروب من الاعتراف بالهزيمة ..... : د. ابوبكر يوسف إبراهيم
Author: ghariba
Date: 04-11-2010, 11:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

انسحابات الأحزاب .. أهو ابتزاز أم هروب من الاعتراف بالهزيمة

بقلم: د. ابوبكر يوسف إبراهيم
انسحابات بعض الأحزاب في اللحظة الأخيرة.. أهو ابتزاز أم هروب من الاعتراف بالهزيمة؟!!
سبحان الله القوي اللطيف المتعال؛ الذي شق لنا الأبصار والبصائر لنتدبر ونعقل ونتفكر بها فيما حولنا (أفلا يعقلون، أفلا يتدبرون، أفلا يتدبرون)..الآيات ؛ أما إن لم نعملها فهذه مصيبة أعظم من مصيبة الانسحاب من الاستحقاق الانتخابي والذي هو في حقيقة الأمر انسحاب غير دستوري فالقانون واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ؛ إذ يحق الانسحاب خلال أربعين يوماً من تاريخ تقديم الترشيح لمفوضية الانتخابات وقبوله؛ أما كل تلك الانسحابات التي تمت بعد المدة المنصوص عليها قانوناً فذلك خرق صريح للقانون ربما المراد به الضغط على المفوضية لتتراجع وتؤجل انتخابات ولكن كانت المفوضية صارمةٌ وملتزمة بما نصت عليه إتفاقية السلام الشامل ؛ كل هذا يثبت دون شكٍ أو مواربة أن هناك أحزاب بعينها وهي التي قد أعيتنا بتمشدقها بضرورة تطبيق القانون والالتزام بالدستور والاتفاقيات وتفرض ذلك على الجميع وتقيده بالتنفيذ ولكنها اليوم تستثني نفسها من ذلك، ولا أدري لماذا؟! تُرى أهو نوع من الإبتزاز السياسي؟! .. أهو تنفيذ لتعليمات من سادتهم رافعو شعار الفوضى الخلاقة؟! .. أم هو هروبٌ من هزيمة نكراء قد تجر شماتة الشامتين؟! أم إنها نتائج لقراءة صحيحة يقومون بها لأول مرة في تاريخهم وقد استشعروا نبض الشارع وعرفوا الحقيقة المرة وإن جاءت متأخرة؛ فاعترفوا بتحمية التاريخ وتجاوز المرحلة لهم وأن تاريخ صلاحيتهم انتهى منذ أمدٍ بعيد؟!!
أنا أرجح سيناريو تنفيذ تعليمات موكليهم أصحاب أجندة (الفوضى الخلاقة) فلا يختلف عاقلان على أن أميركا، عبر أبواقها وببغاواتها، قد عرفت وشخّصت الجهات (الفاعلة) في بلادنا ممن ينوبون عنها في الفركشة والتخريب والعمالة والتخابر الذين لم يتوقف مسلسلهم التآمري على السودان ووحدته وهم الآن يتآمرون على التحول الديمقراطي لأنهم يريدونها (ديمقراطية على قياس عملائهم)!! وقد أعلنت (علمها !!) هذا في أكثر من إعلان !! ولا يختلف عاقلان على أنها اخترقت كل كواليس ضعاف النفوس فاستأجرت خلال الفترة هذه الفترة فترة الانتخابات بشكل خاص ودفعت لكل من لسان لعابه عندما لوّحت له بطرف الدولار واليورو!! .
ووفقا لهذه (الحقيقة) غير المختلف عليها والموثقة من قبل كثير من ألأطراف (لاعبة) و(ملعوب بها) و(بين بين)، نجد أن أميركا واقعة بين حال من حالين لا ثالث لهما قطعا ً:
أن أمريكا تعمل بجد وجهد على فصل الجنوب وهي نفسها طرفا ً فاعلا ً في هذه اللعبة الانفصالية وهذا أمر (شائع ومألوف) في الأوساط العربية والإسلامية وبدلالة : أنها لم توجه ضرباتها الاستباقية وتكنولوجياها بعد أن فشلت غارة مصنع الشفاء وبعد أن شاهدت ملحمة الدبابين في الميل (41) ـ الله أكبر ياهو دي ـ فتغيرت استراتيجيتها وجيّشت أعوانها المخلصين على ألأرض ضد (منابع الوحدة) ــ أميركا حسب القراءة الواقعية هي أمام خيارين، أحلاهما مر ّ.!!
أولاً : استمرار (عملية تشجيع الانفصال) البشعة لجرّ الجنوبيين إلى حرب أهلية طاحنة قد تتدخل في فصولها دول الجوار !!. وبفصل الجنوب عن الشمال واستغلال غيبوبة مصر تمهيدا لميلاد (الشرّ ألأوسخ الجديد) وتقطيع السودان إلى دويلات طائفية وقومية عنصرية تمهيدا ً لتفتيت دول الشرق ألأوسط!! بدءً بالسودان وانتهاءً بمصر لإقامة دولة للنوبة ودولة للأقباط يمر عليهما نهر النيل أولاً ويصبح السد في قبضة أيٌ منهما!!.
ثانياً: هذا افتراض (مبني على حسن الظن) وبعيد عن عقدة (المؤامرة والمؤامرة المضادة)، وهو ألا ّ تكون أميركا طرفا ً في التلفيقات وكل ما يجري من ومعاناة أهلنا في دارفور الذين وظفتها لتحقيق أهدافها ومصالحها الإستراتيجية !! فتبدو عندئذ مثل (أطرش في زفة) سكارى !! وتكون في هذه الحالة طامّة أميركا أكبر من أحلامها في (تفتيت السودان) المنطقة على حد ّ القصة (الخرافية) ــ بلاّع الموس !! ــ الذي شاء حظه السيء أن يبتلع شفرة مسمومة يموت إذا واصل بلعها ويموت بالنزيف والسم في آن إذا حاول سحبها من بلعومه وبالطبع هذا افتراض ساذج ولكن علينا أن نقرأ الفصل الأخير من الكتاب !!
الأنكى والأطرف أن مريدي أميركا وأعوانها من بعض الأحزاب المتكلسة وكذلك من بعض أبناء الوطن ممن غلّبوا مصالحهم الذاتية وباعوا كرامتهم الوطنية ومرّغوا انتمائهم الوطني في الوحل لن يكونوا من (المرحّب بهم)، لا في أميركا نفسها ولا في أية دولة من دول العالم في فصل الختام وعليهم الاتعاظ بما حدث لأحمد الجلبي إذ كان مرحبٌ به حتى يوم غزو العراق واحتلاله وجاء غازياً محتلاً ودليلاً للغزاة وعلى صهوة دباباتهم، ممّا يؤكد ـ وهذا رهان آخر ـ أن هؤلاء قد ابتلعوا شفرتين مسمومتين في آن، على حد ّ المثل العربي القديم الذي يقول : (لا حظيت زوجها ــ ولا نالت عشيقها !!). هؤلاء سيسألون يوماً عن مسؤولياتهم ومشاركاتهم سيحاسبون عنها أينما حلّوا !!عندها هل يتحملون لعنات شعبهم أم سيتقبلون بصقات التاريخ على وجوههم الكالحة .. التاريخ لا يرحم؛ وإنا ها هنا منتظرون!!
ــــــــــــــــــــــــ

جزا الله كابتها خير ما جزا أخاً عن إخوته .. وقد استأذنته في إعادة نشرها..

أبو أحمد( صلاح حسن غريبة )