مقاطعة آم ( فتح) على طريقة أندية السنترليق

1/ أحد ألأشكاليات الرئيسية المتعلقة بفهم الواقع السياسى الراهن والمعقد جداً أن مدخل التعاطى معه من موقع أحزابنا والعمل المعارض للأنقاذ أنهوحتى هذه اللحظة مازال قابعاً تحت ظلال نوع من نمط التغيير الذى خبرته الذاكرة السودانية فى ثورتى أكتوبر وأبريل وفى كلتاالثورتين كانت المعادلة والتناقض يبدو مفهوماً بين سلطة عسكرية بالفهم الكلاسيكى للنظم العسكرية وبين قوى مدنية وحزبية متواجدة بفعالية ضمن مفاصل العمل الجماهيرى وسط الطلاب والمثقفين والعمال وكانت لهم مؤسساتهم النقابية والسياسية التى تستطيع تعبئتهم فى اللحظة المناسبة لذروة التناقض بالتحرك جماهيريا وهذا ماحدث فى أبريل واكتوبر ولكن بعد مجئ الأنقاذ كانت ثمة ظروف كثيرة قد تغيرت فى واقع السودان نفسه وتأزمت وتشعبت قضايا الصراع السياسى والأجتماعى فى السودان ساهمت الأنقاذ بالجزء الأكبر من هذه التأزمات وكان أيضاً للمعارضة نصيب من ذلك بخروجها بعد الثلاثين من يونيو من ميدان التجربة التاريخية للشعب السودانى فى مقارعة الأنظمة العسكرية وميدان خبرته الحقيقية وهو (الشارع) عبر وسائله المعروفة الأضراب السياسى والعصيان المدنى, وأختيارهم لوسيلة العمل العسكرى المسلح لأسقاط النظام بحجة أن النظام أستدرجهم للمنازلة (الداير يقلعنا يجينا بالسلاح) وهى لعمرى فكرة ساذجة وقائمة على ردود الفعل أكثر من كونها أداة ضرورية يفرضها طبيعة النظام الشرس حيث أن المعارضة التى تمتلك وعى وقدرة وفهم نظرى سليم هى التى تفرض خيارات عملها الكفاحى ولاتورط فى حالة ردود الأفعال التى تجعلها تتخلى عن أخطر أسلحتها وهى الجماهير صاحبة الذاكرة والخبرة المجربة فى أحد مقالاته كتب سمير أمين عن دول شرق أوروبا مامعناه أن الشعوب التى تمتلك خبرة عمل جماهيرى منظم قادها لأن تغير أنظمة عبر عملها ذاك لايمكن ان تراهن على حالة سكونها وصمتها فى ظروف أخرى وأجد أن المقولة تتردد فى أنحاء كثيرة من العالم وأيران القريبة مايحدث فيها لايمكن فصله من ذاكرة وخبرة الشعب الأيرانى , وحينما أدركت المعارضة فى الخارج خطل تهورها لجأت الى تدشين نموذج ثورى خيالى أخر (وهو الأنتفاضة المحمية بالسلاح) ولم تكن سوى ورقة لسمر الندوات يعتاش على خيالها مناضلون انهكهم الشتات

2/ أصبحت مشاكل السودان أكثر تعقيداً ولم يعد (الكتالوج) القديم فى التغيير عبر الأنتفاضة الشعبية والأضراب السياسى قادراً قادراً على ان ينبنى بكفاءة فى ظروف الأنقاذ قد يكون للأنقاذ دور فى حل النقابات وأفراغ الخدمة المدنية من مناوئيها الشرسين وحل الأحزاب وأعتقد البدايات الأولى للأنقاذ كانت ربما قابلة لأن يكون هنالك تحرك جماهيرى قادر على أسقاطها بالأليات القديمة للتغيير ولكن فى اللحظة الراهنة من عمر السودان وبأستفحال أزمته التى تجاوزت المحاددة البسيطة بين نظام عسكرى وقوى مدنية جماهيرية الى حالة من الألتصاق (السيامى) بين جهاز الدولة وجهاز النظام السياسى والأدارى يصعب معالجتها الا بمخاطرة كبيرة وجراحة تحتاج الى معارضة تملك قدرات عمل سياسى وجماهيرى كبيرة أكثر مماهو متاح الأن.

3/ يظل هاجس المواطن السودانى الأن هو هاجس (الأمن والأستقرار) وهى قضية وجود أولية الرهان عليها مقدم على كافة الرؤى والبرامج السياسية التى وان كانت وعدت بالتغيير لم تقدم للمواطن البسيط ضمانات (الهبوط الآمن) للتغيير وهى قضية أساسية ليست للمواطن السودانى فحسب بل لكل مواطنى القارة الأفريقية فالتعلم من تجارب بعضهم البعض ومتابعتهم لقضايا قارتهم وودولها كشفت لهم أن الأستعمار لم يخلف لهم سوى دول (هشة) مليئة بالأحتقانات السياسية والأجتماعية فمن ليبريا لسراليون وتشاد والسودان والصومال ومجازر رواندا تأكد لهذا المواطن أن جهاز الدولة برغم فساده وافساده هو فى أحيان كثيرة مثل الوعاء قد يكون قذراً ومتسخاً ولكنه يملك الأمل فى أن ينظفه فى يوم ما بدلاً من أن يتهشم على راسه كما حدث فى الصومال وأختفت الدولة من عين مواطنها فجأةً.

نواصل

وواصل يا أبو الصحب .. ومشتاقين والله ..
واصل لانو كلامك دا بنعمل ليهو طباعة .. ونقراو بعدين ونرجع ليك بي مزاج ..
مبدئيا كدا .. (بايعين) عديييييل ..

علاء الدين سلامات ياصديقنا الذى بارض بالحجاز ..وتشكر على الحضور المفرح

up

اعتذر عن عدم قرأتي لهذا البوست سابقا

انا ابصم عليه باصابعي العشرة

شكرا حاتم

استاذنا حاتم سلام وتحية

اتفق معك فيما ذهبت من تحليل .. الوضع الآن وبال علي اصحاب الرؤية الثورية الرومانسيةمن القوي السياسية التي لاتزال تراهن علي تغيير يحدث دون تراكم نضالي ملموس وفي طرفة عين سوا ان سموه ثورة او انتفاضة محمية بالسلاح

اري اننا اذا تجاوزنا احباط ما يحدث في الانتخابات الحالية فالذي ستعلمنا له التجربة ان التكتيكات القديمة لا تصلح لهذا الوضع وان علي المعارضة بعد هذا الخراب العميم الذي نشرته السلطة ولا تزال ... الحروبات التي لا تتوقف ان تسعي لتاسيس مرتكز فكري لسلمية العمل المعارض وان تكون الانتخابات احدي آلياته... وان يعرف الجميع ان السلطة تراهن علي طول النفس لان المحصلة النهائية لاستمرارها هو الدمار الشامل
او تلحقها خيول الشعب الاصيلة وقواه الحية في منحني ما من منحيات ورطاتهاالجمة
باساليب نضالية سلمية وجديدة
وبقيادة جديدة
ونتابع معك