ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .

ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .


04-06-2010, 01:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1270557398&rn=7


Post: #1
Title: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-06-2010, 01:36 PM
Parent: #0

في هذا البوست كتب بعض الزملاء عن ذكرياتهم مع الانتفاضة المجيدة .
أين كنت أيام الأنتفاضة هل تذكر؟؟

Post: #2
Title: Re: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-06-2010, 01:40 PM
Parent: #1

كتبت الدكتورة نجاة محمود الشهيرة حينها ببيان :

العزيز سيف النصر

كنا قد تخرجنا منذ شهور نقضي نهارنا بين المجلس القومي للفنون
و مصلحة الثقافة ولجنة الاختيار. وكان بالغنا بنصل الاذاعة
حيث غالبية الصديقات والاصدقاء خريجي معهد الموسيقى يعملون..
وليلنا في الندوات والقراءات الشعرية وجلسات الاستماع و الندوات
هكذا قضينا الثلاثة شهور الاخيرة من حكم نميري..
بدات المظاهرات كنا لنشتري العشاء نخرج من الداخلية
الى الديم لشراء الفول للعشاء حيث لاحظنا ان طعامنا بين لافتتين
فوليات .ز فكنا بعد شراء الفول نهتف تسقط تسقط حكومة الجوع
تسقط تسقط حكومة الفول.. فيمور الحي ويموج وتبدا مظاهرة الى منتصف
الليل الغريب في ابريل ان المظاهرات كانت طول اليوم. غير تلك المظاهرات التى
دائما تنتهي مع الدوام..المهم قبلها بايام
سافرت الى عطبرة لاعد لزواجي...وصلت عطبرة وجدت العصيان المدني قد بدأ
وكل العمال يجلسون في بيوتهم
احضر نميري ما يسمى بالكتيبة الاستراتجية او الاحطياتية,, حيث شغلت
مكان العمال..
فجاءة بدا المارش العسكري ثم سنواليكم ببيان
ثم صوت سوار الذهب ثم صرخة من كل عطبرة.
وتجمعنا في ساحة المولد
حيث خطب احدهم لا اذكر الان هل هو عمي الله يرحمه موسى متي
ام شخص آخر..وتوالت الخطب وخرجت كل الاحزاب تحمل الرايات
الحمراء و الخضراء واللافتات .. اذكر ان قلبي كاد ان يقف من المهابة..
هل حقا فعلها الشعب,,
واذكر ان عطبرة عن بكرة ابيها نساء رجال كبار صغار
خرجوا في مواكب هادرة تقسم بالشعب لن نحيد ولن نميل
عاش كفاح الطبقة العاملة..
بعد قليل هجم الناس على الكتيبة الاستراتجية التى كلها من خارج عطبرة
فهربوا تجاه الدامر كان منظرا عجيبا..
وكان هناك افراح خاصة في كل عائلة
اذ ان النقابة كانت قد رحلت سجن كوبر وجزء في سجن عطبرة
اتجهت الناس الى السجن..
وهناك خرج الحراس مهللين فرحين ومعهم اعضاء النقابة
ورات عطبرة ابطال النقابة وعلت الزغاريد. وكان طول الوقت
هناك مايكروفونات تنبه الناس الى الهدوء وعدم التدمير او الاعتداء على الافراد.
وانضبط كل الناس كانت مظاهرات فرح..
وكان استقبال النقابيين المحبوسين في الخرطوم عيد آخر
اشتعلت المحطة بالهتافات وكانوا قد احضرو في ترولي..
وهذه لم اذهب اليها لأنني كنت من كثرة الحوامة والجري قد اصبت بنوبة ازمة
ولكن كان يوما مدهشا..
عاشت عطبرة
وعاش عمال عطبرة
وعاش نضال الشعب السوداني
والمحزن كل هذا ينتهي بنا في بيت الغول..
الان بعد كل هذه السنيين لو استقبلت من امري ما استدبرت
لما تعبت نفسي ذلك التعب
ولما تركت تلك البهجة الوحشية تتلبسني.
ولا تلك الامال العراض تتملكني..
سافرت بعد شهور قليلة وعدت في آخر 1989
صرخ صديقنا عندما رانا انا وزوجي
انتو قضستكم شنو مع العساكر؟
مشينا خلينا عساكر وجينا لقينا عساكر
ولم استمتع بالديمقراطية كنت اقرا الصحف بشغف
وارى مساحة الرأي الاخر
واحلم بيوم الرجوع والعيش في ديمقراطية ورفاهية..
لم يحدث هذا.. فدخلت في فترة الستينات
اقرأ الصحف اتنسم فترة ديمقراطية ثرة اثرت الحياة الثقافية
وظهرت مدارس اديبة وثقافية مثل الغابة والصحراء
وابيدماك والسودانوية و الكرستالية..
ويا جيلي ليك الرماد والعساكر..

Post: #3
Title: Re: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-06-2010, 01:41 PM
Parent: #1

للتكرار .

Post: #4
Title: Re: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-06-2010, 01:47 PM
Parent: #3

و كتب عبد الحميد البرنس :

لم تكن مداركي السياسية (يا سيف) قد تفتحت بعد. ربما لعامل السن وقتها. وربما لنشأتي الريفية متنقلا بين القرى مع والدي مفتش المشاريع الزراعية حيث لم تكن الحكومة تعني للأهالي الكثير هنا وهناك. لكنه تناهى إلي بصورة ما أن أمرا جللا قد حدث في الخارج. إذ كنت وقتها معتكفا داخل أحد المساجد لا يعنيني من أمر هذه الدنيا مثقال ذرة. إنها تبدو لي الآن بمثابة رحلة فكرية طويلة وشاقة إلى اليسار!.

Post: #5
Title: Re: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-06-2010, 01:50 PM
Parent: #4

و هكذا تدفق طلال عفيفي :



درست الابتدائية في مدرسة " القديس فرنسيس " , على مقربة من القيادة العسكرية
لقوات الخرطوم المسلحة , مرتع الإدمان العسكري للانقلاب على الديمقراطية , ...
لا أذكر مدى بلادتي , ما يهمني في هذه السيرة الدراسية العذبة هو حصص الفطور :
كنا نلعب " بوليس / حرامي " ... كنت دائماً أختار أن أكون مع عصابة الحراميه ،
ولا أعرف مدى علاقة السيكولوجي بالموضوع , سوى أن ما أذكره انبهارنا بالحرامية
على وجه عموم : قفزهم للجدران وقدرتهم على الجري والاختباء ..
أليس في هذا ما يكفي لشده مخيلة طفل ؟
بعدها بسنوات طويلة حدثني المخرج حسين شريف حول ترشيحي للعب دور " الواثق صباح الخير "
همباتي السودان الأكبر الذي أعدمه المشير جعفر النميري , ففرحت فرحا شديداً ..


الواثق صباح الخير ..
أحد الشطَار , و الشاطر في اللغة هو قاطع الطريق ( الذي يشطره إلي نصفين ) ..
يعود نسب الواثق البعيد إلى كوخ في جبال النوبة , حلت به تصاريف الزمان في ديار
الشايقية شمالات السودان , فاندرج السليل تحت بند " عبيد شايقية " حسب لوائح الفيش
والتشبيه الوطني !
عمل صاحب الاسم الجميل " الواثق صباح الخير " ،أول أمره ، فرداً بقوات الشعب المسلحة ،
هكذا يسمونها ، وتم توزيعه عسكرياً في سلاح الإشارة ، أحد أهم القطاعات العسكرية في دولة
بين عساكرها وساستها ودٌ منقطع ، مما يجعل لفنيي اللاسلكي والشفرة دوراً محوريا في حياة
بلاد يحك جلدها جرب الانقلابات .
" حسين شريف " حكى الأمر كالتالي : ( الواثق كان نبطشي , الدنيا كانت ليل , جاء الضابط المناوب ،
كان زي لواء ، و زولنا الواثق كان تعبان ، نايم بالبوت فوق السرير .....
اللواء قام نهرو وقال ليهو :
" قوم يا عب " . فما كان من العبد الا أن قام على طوله مردفا الضابط العظيم بصفعة ...)

تم تقديم الواثق لمحاكمة عسكرية ورفته من العمل على اثرها , ليزاول بعدها ،
صباح الخير ، العالم السفلي ويذيق الأمن مرارة لا حد لها .
قبلها بخمسة عشر عاما , في 83 , حكى الدكتور عفيفي الأمر كالآتي :
(الواثق بيدخل الزنك " سوق بحري " , ولد قيافه طويل , مدخل ايدينو في بنطلون الجينز ،
وبمجرد ظهورو كل العساكر تتلبًد ! , ُمردفاً ، مع انو داخل براهو .. طبنجه ما معاه ) !!

على كل حال , فالواثق متمرد كبير , بكاه الفقراء كثيراً حين نال النميري منه وأعدمه
حسب الشريعة الاسلامية بالصلب والقطع من خلاف .
تردد أنه كان يوزع الأسلاب على المحتاجين , بل وذكرت السيره الشعبية الراطنة بلهجة المجد
أن ناراً عظيمة اشتعلت في شجرة تطل على قبره ليلة دفنه , وأطفأتها غمامة ماطره .

قتل " محمود محمد طه " و " الواثق صباح الخير " في موسم واحد ، وعلى ذات المقصلة
في سجن كوبر , وكان قتلهما ، على غير الصدفة ، فرحاً للدهماء والسوقيون والرجرجة
من أبناء البلاد .

بعدها اعتقد المشير الحاكم أن أمنه قد استتب ,أيدولوجياً وأمنياً ، لتداهمه بعد شهور ،
قليلة جدا ، تلك الانتفاضة التي أودت بملكه المشعوذ الفاجر .
منذ منتصف مارس 1985 كانت المظاهرات تملأ جوف البلاد بالهتاف المضاد للنظام ..
بشدة وانتظام ساهم فيه حلف نقابي بين القوى الحديثة من أطباء ومحامين وجرثومة يسارية
أصابت عساكر الصف الوسيط في القيادة المسلحة ، ما جعل هدير التغيير أقوى من احتمال
الأذن الوسطى للنظام ، فاهترأت ، ليصيح " سوار الدهب " قائد قوات الطاغية بالمتظاهرين :
دثروني ، دثروني ، معلناً انحياز الجيش للشعب ، وبداية فترة انتقالية تمهد للانتخابات العامة !
ليس في هذا ما يشد من وثاق الحكي , سوى كون أمي في تلك الفترة ( مارس أبريل ) ،
كانت تأخذني للفرجة على المظاهرات والمتظاهرينٍ , لشيء في نفس بنت يعقوب ؛
صباح الانتفاضة , 6 أبريل 1985 , أيقظتني باكراً , لنخرج , هي وأبي وأنا , حاملين راديو ترانزستور
لننضم للشعب المنتفض .

سمعت بيان نجاح الانتفاضة في منتصف كوبري " بري " أو " كوبري القوات المسلحة "،
كما يعرف رسمياً ، وهو الجسر الأسمنتي , الذي يعبر النيل من بحري للعاصمة،
المطل على الحي الذي أسكنه من ناحية ,ومن ناحية أخرى على سجن كوبر .
من علياء الجسر , رأيت كيف حطم الناس باب السجن , وشاهدت ركض المساجين
ملتحمين بالانتفاضة : ساسة ولصوص ومناضلين .
الحق يقال :
بعدها ، لم أعرف أيهم حكم البلاد !

.......................
.......................

كنت طفلا ، أرضع من المُحسِنات البديعية لأثداء الطبقة الوسطى ، لكني شاهدت الفاقة
في صفوف الخبز ، ورأيت القهر في " محاكم العدالة الناجزة " ...
( تلك المحاكم التي كانت تذيع حيثياتها في ساديةعجيبة ، قُتل فلان شنقاً ، وقُطعت يد
فلان ، وفلانة زانية ، وتلك بائعة خمر !( وزارة الاعلام صارت مشَاطه ).
عانت البلاد , ولا تزال من ظلم أخرق :

برغم كوننا طيبين !




...
طلال

Post: #6
Title: Re: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: طلال عفيفي
Date: 04-13-2010, 12:55 PM
Parent: #5



Quote: من علياء الجسر , رأيت كيف حطم الناس باب السجن , وشاهدت ركض المساجين
ملتحمين بالانتفاضة : ساسة ولصوص ومناضلين .
الحق يقال :
بعدها ، لم أعرف أيهم حكم البلاد !

لا تزال هذه الفقرة تلمع في رأسي كلما تابعت الحيا في هذا البلد المنكوب!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.


Post: #7
Title: Re: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-13-2010, 03:09 PM
Parent: #6

Quote: لا تزال هذه الفقرة تلمع في رأسي كلما تابعت الحيا في هذا البلد المنكوب!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مرحب يا طلال
هو في الحقيقة مشهد لا يمكن أن ينمحي من الذاكرة، و كم كنت أنت محظوظا فقيض لك أن تشهده و تحكيه بعبارتك الموحية من بعد.

Post: #8
Title: Re: ذكريات عن طيبة الذكر الانتفاضة في عيدها .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-25-2010, 05:34 PM

++