هيئة علماء السودان وتطويع الدين لنُصرة حكم الظالمين

.

على الرغم ما لهيئة علماء السودان من سجل حافل بخذلان الشعب السودانى والوقوف الى جانب حكومة الإنقاذ الديكتاتورية الظالمة لشعبها ووطنها لسنين طويلة , وصمتها وخورها عن الصدوع ولو بكلمة حق واحدة تستنكر فيها أيا من تلك الجرائم المتوالية وذلك الفساد المستشرى فى جنبات الدولة , إلا أن تلك الندوة السياسية التى أقامتها يوم الأثنين 15 مارس 2010 بميدان المولد بالخرطوم تحت عنوان (الإنتخابات - بيان وبلاغ) تظل عنوانا وشاهدا بارزا للكيفية التى يطًوع فيها ما يسمون أنفسهم علماء الأمة والزائدين عن حياض دينها , هذا الدين فى دعم الحكومات والأنظمة الظالمة , حماية فى النهاية لمصالحهم هم ومناصبهم وإمتيازاتهم الدنيوية الزائلة .

.
________________

تنويه:
تناول الأخ مدحت عثمان هذا الموضوع من قبل فى بوست بعنوان:
هيئة علماء السودان التابع لحزب البشير بيان وبلاغ : لا ي...تصويت لعرمان...فيديو
.

.
أعتقد أن من العدل والأهمية بمكان تناول وعرض تفاصيل ما دار فى تلك الندوة أولا , قبل البدء فى نقد أو إستنكار ما طرحه المتحدثون فيها من أفكار وفتاوى تهم المواطن السودانى وتعاطيه مع مجمل العملية الإنتخابية فى السودان.

.

Quote: رجال الدين يا ملح البلد من يصلح الملح اذا الملح فسد؟

.
الصور أدناه لجمهور الندوة , أُخذت من أتجاهات مختلفة وزوايا لتبيين مقدار الحضور

















.

.
صور أخرى تبين نوعية الحضور للندوة , وربما تعطى فكرة عن فئاتهم العمرية المختلفة





















.

.



قام الشيخ د. عبد الحى يوسف بتقديم الندوة , وبعد أن حمد الله وأثنى عليه, قال :

وأجتماعكم هذا , أخوتى فى الله , مع ثلة من أهل العلم والدعوة , لتبصير المسلمين بهذه النازلة التى نحن بصددها وما ينبغى عمله إزاءها , والموقف الذى يجب على المسلم أن يقفه , والأحكام التى ينبغى عليه أن يتعلمها , فإن لله سبحانه وتعالى لكل نازلة حكما كما قال سبحانه ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) .

أيها الأخوة الكرام , الإنتخابات ...

- ما الذى ينبغى حيالها ؟

- ما هو الموقف الشرعى تجاهها ؟

- ما الذى ينبغى على كل مسلم ومسلمة أن يتعاون فيه مع أخوانه ؟

- ما هى المطالب الشرعية التى يرجوا الدعاة الى الله وأهل العلم أن تتحقق من خلالها ؟

هذه محاور إن شاء الله نتناولها فى هذا اللقاء الجامع مع الأساتذة الفضلاء والشيوخ الإجلاء , ونبدأ بشيخنا فضيلة الأستاذ الدكتور جعفر شيخ أدريس حفظه الله ليتناول قضية الإنتخابات التى يتكلم عنها الناس , ما هو الموقف الشرعى تجاهها وما هى حقيقتها , فالنستمع الى فضيلة الدكتور جعفر فاليتفضل مشكورا.
.

.

د. جعفر شيخ أدريس :

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (ص)

أشكر لأخواننا فى هيئة علماء السودان دعوتهم لنا للمشاركة فى هذه الندوة المهمة , وأحب أن أقول أننى إنما أتكلم بصفتى الشحصية فى هذه الندوة , ولا أتكلم بإسم هيئة علماء السودان , وأرجو إن يكون كلامى كالمقدمة للقضايا التى تكلم عنها الشيخ .

أيها الأخوة , أرجو أن لا .. تُتضًللوا , هنالك كلام كثير فى السودان عن مسألة تدوال السلطة , والإنتخابات هى وسيلة من وسائل تداول السلطة . يأتى هذا الحزب الذى نال أغلبية فتكون له السلطة , ثم فى المرة القادمة تكون الأغلبية لحزب آخر , فتؤول إليه السلطة . لكننا فى السودان , مع الأسف الشديد , خلطنا بين تدوال السلطة وتداول المبادئ والثوابت !. تداول السلطة معناه : أن تكون الدولة لها مبادئ ثابتة , بل فى بعض الأحيان , سياسات ثابتة , ثم يأتى الحزب الذى يفوز بالإنتخابات ليسير وفق هذه المبادئ , وإذا أجتهد إنما يجتهد فى الفروع وبعض السياسات , لكن الذى تلاحظونه فى السودان الآن , أن الإنتخابات ليست وسيلة من وسائل الوصول الى السلطة وإنما هى وسيلة من وسائل تغيير المبادئ . فبعض المرشحين يريدون الإسلام , وآخرو يعلنون أنهم لا يريدون الدين .. فكيف ! .. ما الذى يحدث ؟؟.


إذا كانت المبادئ ثابتة والناس متفقون عليها .. وإنما هم مختلفون فى السياسات, يكون هنالك إستقرار فى البلد . وأما إذا كانت المبادئ نفسها تتغير فلا يكون البلد مستقرا . يعنى تصوروا معى .. أن الدولة يكون فيها إسلام , ويكون الإقتصاد إسلامى , والسياسة الخارجية مبنية على الإسلام , والتعليم مبنى على الإسلام , والمظاهر الإجتماعية مبنية على الإسلام , والأعلام مبنى على الإسلام .. ثم يأتى رئيس ويغًير هذا كله , يغًير النظام التعليمى , يغًير السياسة الأعلامية , يغًير السياسة الخارجية , .. يغًير , ثم ينتهى ويأتى رئيس .. وهكذا . هذا لا يمكن , هذه المسألة يجب أن تتغيًر , هذه المسألة الأولى .

المسألة الثانية , إى التى أيضا , سرنا فيها سيرا مجحفا بالنسبة للمسلمين : الإنتخابات , أو الديموقراطية , إما أن تقول إن الرأى للأغلبية , ولو كان الأمر كذلك , لما كانت هنالك مشكلة جنوب , كان على المواطنين الجنوبيين أن يقبلوا برأى الأغلبية , ولا تكون هنالك مشكلة . لكن الجنوبيون قالوا نعم , نحن مواطنون سودانيون .. لكن لنا هوية مختلفة ومصالح مختلفة لا بد أن تراعوها ! , قبلنا ذلك وأعطيناهم حكما ذاتيا , بل حكما .. يعنى .. كأنه منفصل عن الحكم فى السودان . طيب... ! المسلمون ما عندهم هوية يا أخوانا ؟؟. المسلمون ما عندهم هوية ؟؟. الآن , إذا فاز مرشح الـ .. أسمو أيه .. الحركة , فسيحكم الشمال والجنوب . هل سيحكم الشمال بالإسلام ؟ .. لا . يحكم الشمال ويحكم الجنوب , ويحكمهم بحسب المبادئ التى ذكرها هو .. ولم يخفها , وإذا لم يفز .. أستمر الحكم فى الجنوب فى يد المواطنين الجنوبين فلا يخسرون شيئا , وإذا لم يريدوا هذا ولا ذاك .. كان من حقهم أن ينفصلوا , أما نحن المسلمين .. فليس لنا مثل هذا الخيار !. إن فاز مرشحهم هم .. كنا نحن خاسرين , وإن لم يفز مرشحهم إستمر الجنوب محكوما بالعلمانية وبما يريده الجنوبيون. هذه قضية , يعنى .. مع الأسف الشديد , ربما يكون الوقت قد فات لإصلاحها .. ولكن لا بد من هذا الإصلاح .


أيها الأخوة الأعزاء , إن البلد لا يستقر أبدا إذا لم تكن فيه مبادئ وثوابت , ولن يكون للبلد مبادئ دائمة ولا ثوابت إلا إذا كانت وراءها قوة . ولا أعنى القوة عسكرية فقط , طبعا لا بد لكل دولة من قوة عسكرية , وإنما أعنى قوة رجال ونساء من أمثالكم . يجب أن نصدع بكلمة الحق , يجب إننقول أنه لا مساومة أبدا فى قضية الإسلام . نحن نساوم فيها , لا بإنتخابات ولا بغير إنتخابات . لا نساوم فى هذه القضية .. بل نحن مستمسكون بديننا .

فى مرة من المرات , سمعت أحد زعماء الحركة يقول (إن الحل لمشكلة السودان .. هو أن يكون البلد علمانيا , هذا يجمعنا نحن وأخواننا فى الشمال) , وأنا سمعت هذا الكلام كثيرا , فى السودان وفى غير السودان , وهذه خديعة أرجو ألا تفوت عليكم , لأن العلمانية , بحسب تعريفنا للدين , هى أيضا دين . فكأنه يقول أن الحل لمشكلة السودان هى أن تتخلوا أنتم عن دينكم وتتبنوا ديننا ... فلماذا ؟. نحن نقول له أيضا , إن الحل لمشكلة السودان هى أن تتخلى أنت أيضا عن العلمانية , وأن تُسلم , وأن يكون الناس فى السودان جميعا مسلمين ولا تكون هنالك بعد ذلك مشكلة !.


أيها الأخوة الأعزاء , وأخص الشباب منكم , إصدعوا بكلمة الحق ( فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) . لا بد من أن تصدعوا بكلمة الحق , لا بد أن تقولوا هذا الكلام وتكتبوه , وتقولوه فى كل مجال من المجالات التى يتاح لكم فيها أن تعبروا عن آرائكم . إذا حدث هذا وشاع بين الناس , وصار هذا الصوت صوتا عاليا بإذن الله , فإن الأمر سيتمر فى الطريق الصحيح بإذن الله .

أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم .

.

.

تعقيب د.عبد الحى يوسف على حديث د. جعفر شيخ أدريس

شكر الله لفضيلة أستاذنا فضيلة الشيخ د. جعفر شيخ أدريس هذه الكلمات الطيبات , وحقيقة .. وجوابا على كلامه , فإنى أقول هذه الجموع الحاشدة وهذه الوجوه الطيبة ما أجتمعت هذا الإجتماع إلا لأنها بالعلمانية كافرة وبالإسلام مؤمنة . ما أجتمعت هذا الإجتماع إلا لتقول بالصوت العالى , نحن والحمد الله مسلمون وسنبقى مسلمين . فإما أن يحكمنا مسلمون وإما أن يؤول الحكم الى مسلمين , وبغير هذا لا نرضى . لن يحكمنا كافر ولا فاجر ولا فاسق إن شاء الله . ونعلنها عالية , بأن علماءنا مجمعون أن الأمامة لا تنعقد لكافر , وأن المسلم متى ما طرأ عليه الكفر أنعزل , هذا مما لا خلاف فيه . ولولا هذا الإعتقاد الراسخ وهذا الإيمان الجازم , ما أجتمع هؤلاء الأخوة الذين جاؤوا من العصر فى جو غائظ وحجزوا أماكنهم ليسمعوا كلمة أهل العلم فى هذه الليلة المباركة إن شاء الله .

يا إيها الأخوة الكرام , لا يستقيم أمرنا ولا ينصلح حالنا إلا إذا والينا من والى الله ورسوله , وعادينا من عادى الله ورسوله , فنحن أولياء من والى الله ورسوله ونصر دينه , ونحن أعدا , وسنبقى أعداء , ونقولها بالصوت العالى , لكل من عادى الله ورسوله .. ولو تسمى بأسماء المسلمين , ولو حضر أنساب المسلمين . كل من يعادى شريعة الله فنحن له أعداء , ونتعبد الله عز وجل بذلك .

حول هذه المعانى , أيها الأخوة الكرام , يتناول الحديث أخونا الكريم الدكتور مهران ماهر فاليتفضل ..
.