ســادتي اذكر يومها ان نام معنا القطار ، وسائقه الجســور يرمي في كل محطة ، في الظلام الدامس ، حلقته بكل نشاط كانه لاعب جمباز ماهر ، وانا ارقب ذلك في وجل ، وعلي موعد مع الشيخ التقي النقي ، الشيخ فرح ود تكتوك ، وبساط الخيال باتكاءتي الاسفيرية ، كاني اري الشيخ فرح ود تكتوك يقول لي :- اخــر الزمن تسبح في مياه الخليج العربي وتنعم بظباء ابوظبي ، وصلنا مدينة الروصيرص ، والطبيعة الخلابة والاشجار العالية الضخمة ، وسد الروصيرص يقف في شموخ وعز ، والجو غمام ، والحصي البديع يرقص حول السد ، قالوا لنا ، هنا يرقد قبر الشيخ فرح ود تكتوك ، حلال المشبوك ، بجوار سد الروصيرص ، كان الشيخ فرح ود تكتوك ، يا لروعة المكان والزمان ، وانا اسبح في مياه الخليج العربي ، الساحر الاخاذ ، وحكيم السودان ، وفيلسوف الزمان ، الشيخ فرح ود تكتوك ،،،،
هذا الرجل الشيخ الجليل من منطقة سنار ، وهو مشهور هناك بحكمه المؤثره وهذه واحدة منها :-
يحكى بان ابنة الشيخ اختلفت مع زوجها وحضرت الى منزل ابيها الشخ فسألها الشيخ عن سبب مجيئها فاخبرته بانها اختلفت مع زوجها وانها تريد الطلاق منه فقال لها الشيخ بكل بساطه خلاص اجلسى يا بنتى ولتكن مشيئة الله ثم ذهب الى الخلا وهو يحمل ابريقه المصنوع من الفخار وبعد فترة من الزمن عاد وهو يبكى بشده فقالت له ابنته لماذا تبكى يا ابى فقال لها يابنتى ان ابريقى قد انكسر فقالت له ياابى ان الابريق لايساوى شيئا ويمكنك ان تشترى ابريقا جديدا فقال :- لها يا بنتى ان ابريقى رأى عورتى ورأيت عورته فكيف يهون على ان ابدله..... ففهمت ابنة الشخ قصد والدها ورجعت الى زوجها ،،،
*****
اي فلسفة هذه وهل قرا الشيخ فرح ود تكتوك قانون الاحوال الشخصية ؟ بل انه رجل عرف الله وكان رجلا صالحاو ذاكرا و تقيا ، فاعطاه الله الحكمة ومن اؤتي الحكمة فقد اؤتي شيا عظيما ، رجل اسطلح مع الله ، فاصلح الله لسانه وحاله ورفع ذكره ، حتي عم القري والحضر ،،،
هو الشيخ فرح بن محمد بن عيسى بن قدور بن عبدل بن عبد الله بن محمد الأبطح – وهو الذي تنسب إليه قبيلة البطاحين .
أما اللقب "تكتوك" ففيه عدة روايات .. الأولى تقول أنه لقبٌ لأبيه لحق به .. أما الروايتان الأخريتان فتلصقان اللقب به شخصيًا .. فتقول إحداها، "أن أحد أشياخه دعا عليه – لفعلٍٍٍٍٍٍٍ ما صدر منه وهو صبي – فسقط مغشيًا عليه، وصار صدره "يتكتك" – أي يصدر صوتًا. أما الرواية الأخرى فتقول أن سبب اللقب جاء من أن صدره كان يسمع "تكتيكًا" – من كثرة قراءة القرآن.
أما تاريخ ميلاد الشيخ فرح فهو أيضًا محل خلاف فبينما يذهب نعوم شقير – في جغرافية وتاريخ السودان – إلى أن ذلك كان في حوالي عام 1100هـ.. يذهب الأستاذ الطيب محمد الطيب إلى ترجيح القول بأنه مولود في منتصف القرن الحادي عشر الهجري وأنه لم يعاصر بداية تأسيس "دولة سنار" أو "السلطنة الزرقاء" أو "دولة الفونج" بل كانت حياته بعد ما يقارب القرن من قيامها، أي في الثلث الثاني من عمرها .. في عهد الملك بادي أبو دقن.
والشيخ فرح ود تكتوك فقيه درس على يد عدد من أشهر فقهاء زمانه، منهم الشيخ "أرباب العقائد" ، و"الخطيب عمار بن عبد الحفيظ" ، و"الخطيب عبد اللطيف بن الخطيب عمار" .. وتنقل في بداية حياته في طلب العلم من مكان إلى آخر ، حتى استقر به المقام في قرية :- "الحجيرات" قريبًا من سنار.. واجتمع حوله تلاميذ ومريدون شكل بهم مدرسة اجتماعية قوامها العمل والكدح ، على خلاف ما كانت عليه عادة ، المتصوفة والمشايخ في زمانة من التبطل والانقطاع.
تميزت الفترة التي عاش فيها الشيخ فرح، بضعف التدين وظهور الإنحرافات والبدع لدى العامة والخاصة .. بل امتد الأمر إلى أن طال السلاطين والحكام، وطال حتى الفقهاء – الذين يطلق عليهم لقب فقراء – ويمكن أن نقول عنها أنها فترة تسيُّد الفكر الصوفي الباطني
ودخول الإسلام – نفسه – تداخلت فيه عوامل أثَّرت في مجموعها في طبيعة التدين لدى الناس في السودان .. ففي البدء كانت القبائل البدوية – من جهينة وغيرها – التي تدفقت إلى البلاد بأعداد هائلة – في القرن الثالث عشر الميلادي – هي التي اسقطت الدويلات النوبية المسيحية التي كانت قائمة .. هذه القبائل لم تكن على علم كبير بالدين، بل عرفت عنها الهمجية والفوضى – سجل ذلك ابن خلدون في تاريخه - .. جاء بعد ذلك العلماء والفقهاء الذين توافدوا من شمال إفريقيا وغربها، قبل وبعد قيام دولة الفونج التي اهتمت بتكريم العلماء وأعلت من شأنهم.. لكن الانتقال من التقاليد النوبية وبقايا الوثنيات القديمة – التي كانت منتشرة – إلى تعاليم الإسلام، كان بطيئًا وشابه كثير من الخلط..
خلي بالك الشيخ فرح تنبأ بأزمنة الحداثة زمن الكلام بالخيوط والسفر بالبيوت وطالما ان الكلام بالخيوط صار من الماضي الشغل كله بقي لا سلكي وحتي السفر بالبيوت زي السكة حديد وكده إنتهي وبقت في طيارات فمعناها نحن صحي صحي في أزمنة ما بعد الحداثة
المهم يا زول مما نحن أطفال وبنمشي نزور في الشيخ فرح وهو مدفون في شرق سنار نقلوه الرصيرص مترقيا متين؟؟؟؟ كدي صحح المعلومة دي
الأخ الكريم عزالدين عباس الفحل تحياتي وشكري على موضوعك الجميل الشيخ فرح ود تكتوك من حكماء السودان الذين - فيما يبدو للأسف - لن يتكرروا وما أحوجنا هذه الأيام لفرح تكتوك آخر فقط ملاحظة وطلب : أرجو أن تكتب أقواله وحكمه بالاضافة للتكست المتحرك بآخر ثابت ولك شكري
لك عظيم الشكر والامتنان علي المداخلة الطيبة ، مع حكيم السودان الشيخ فرح ود تكتوك ،، ذلك الرجل التقي الصالح ،، ولنا وقفات باذن الله ، مع العالم والعارف بالله ، الشيخ فرح ود تكتوك ،، ( حــكــيم الـــســودان )
Quote:
الأخ الكريم عزالدين عباس الفحل تحياتي وشكري على موضوعك الجميل الشيخ فرح ود تكتوك من حكماء السودان الذين - فيما يبدو للأسف - لن يتكرروا وما أحوجنا هذه الأيام لفرح تكتوك آخر فقط ملاحظة وطلب : أرجو أن تكتب أقواله وحكمه بالاضافة للتكست المتحرك بآخر ثابت ولك شكري
لك موفور الشكر والامتنان علي مداخلتك الطيبة ، وهي صفحات من التفكر والتدبر في شخصية الشيخ فرح ود تكتوك ، حكيم السودان ، وبلا شك لم يكن شيخنا فرح ود تكتوك صوفيا ، وكانت له مواقف فيصلية في كثير من القضايا ، ذلك الرجل العالم ، فقد اجمع الكل بصلاحه وتقواه ، ومخافته الي الله الواحد الاحد ، رجل اصطلح مع الله ، حتي اصبح صدره يتكتك بتلاوة القران الكريم ، وكما قلت سيدي الفاضل ثقافة الشفافية ومن صدور العلماء ، حفظت للشيخ فرح ود تكتوك كثيرا من الاقوال ، ولنا وقفة باذن الله في سيرة العالم ، الشيخ فرح ود تكتوك ، رغما ان الفضائيات السودانية اجحفت في حق هذا الشيخ ، وطوته بالنسيان تارة والاهمال تارة اخري ، فحري بها ان تقول لنا يوميا :- ( خديجة نططت من البلكونة ) ، يا للعجب ،،،،
Quote:
الحبيب عز الدين ...
قطعا لاقوال الشيخ فرح ودتكتوك صــدى واثر كبير على مجمل ثقافتنــا السنارية
مع عدم وجود لــه فى الثقافات الاسلامية فى غرب وشمال السودان الى حد مــا ..
هل يعزى ذلك الى انتشار الثقافة الشفاهية فى غرب السودان ؟
وهل يعزى انتشار اقوال الشيخ فرح فى وسط السودان الى الثقافة المكتوبة ؟
وهل تمثل اقوال الشيخ فرح نبؤات / إستشراف للمستقبل / ام ماذا ؟
سيظل الشيخ فرح محكوم بالاطار الثقافى للدولة السنارية الى حيــن تحقيق مقالاتــه
ليصبح جزء منالثقافة الاسلامية ذات الخلفية المالكية غير القابلــة لاستيعاب التصوف
الــنســوان فــيــهـم حـــريــم و فــيـهــم رمــيـم و فــيـهــم دهـــب مــخـــزون قـــديــم و فـــيــهــم عـــقــارب ســـاكــنــات هـــشــيــم و فــيــهــم لــفــوت و فــيــهــم هـــفــوت و فـــيــهــم كــان جــيـــت مـــن الــخـــلا تــجــيــك مـــن الــبــيــوت لاتــديــك مـــقــود و لا تـــخــلــى كــلــمــتــك تــفــــوت ،،،،
الــنســوان فــيــهـم حـــريــم و فــيـهــم رمــيـم و فــيـهــم دهـــب مــخـــزون قـــديــم و فـــيــهــم عـــقــارب ســـاكــنــات هـــشــيــم و فــيــهــم لــفــوت و فــيــهــم هـــفــوت و فـــيــهــم كــان جــيـــت مـــن الــخـــلا تــجــيــك مـــن الــبــيــوت لاتــديــك مـــقــود و لا تـــخــلــى كــلــمــتــك تــفــــوت ،،،،
ارجو المعذرة عن الانقطاع ، وصلت امس مطار علياء الدولي ، في عمان - الاردن ، قادما من ابوظبي ، في زيارة عمل لمدة ثلاث ايام فقط ، اليوم وقبل المغيب ذخبنا الي البحر الميت ، كان المنظر مدهش بالتصاق الواقع مع ذكريات الابتدائي ، طوله 100 كيلو متر والعرض 2 كيلومتر وهي منطقة منخفضة عن مستوي سطح البحر بمقدار 1300 قدم والحرارة نوعا ما مرتفعة ، نزلت الي البحر الميت وكلي اعجاب ، كثافة الملوحة الشديدة تجعلك تطفو فوق الماء كالبالون ، الماء كانه لزج ، الي الشاطي الاخر تقع فلسطين منطفة اريحا ، يعني الواحد علي بعد 2 كيلو من فلسطين ، وعمان منطقة جبلية والطبيعة بها يكر ، قطهنا الجسر المعلق بمنطقة عبدون ، وكمية السودانيين تكاد تكون ملحوظة ، والشعب الاردني طيب جدا ياصلاح ، وجدت الاحترام والتقدير ، ومعي كمية من الصور التذكارية ،،
ارجو المعذرة عن الانقطاع ، وصلت امس مطار علياء الدولي ، في عمان - الاردن ، قادما من ابوظبي ، في زيارة عمل لمدة ثلاث ايام فقط ، اليوم وقبل المغيب ذخبنا الي البحر الميت ، كان المنظر مدهش بالتصاق الواقع مع ذكريات الابتدائي ، طوله 100 كيلو متر والعرض 2 كيلومتر وهي منطقة منخفضة عن مستوي سطح البحر بمقدار 1300 متر والحرارة نوعا ما مرتفعة ، نزلت الي البحر الميت وكلي اعجاب ، كثافة الملوحة الشديدة تجعلك تطفو فوق الماء كالبالون ، الماء كانه لزج ، الي الشاطي الاخر تقع فلسطين منطفة اريحا ، يعني الواحد علي بعد 2 كيلو من فلسطين ، وعمان منطقة جبلية والطبيعة بها يكر ، قطهنا الجسر المعلق بمنطقة عبدون ، وكمية السودانيين تكاد تكون ملحوظة ، والشعب الاردني طيب جدا ياصلاح ، وجدت الاحترام والتقدير ، ومعي كمية من الصور التذكارية ،،
ارجو المعذرة عن الانقطاع ، وصلت امس مطار علياء الدولي ، في عمان - الاردن ، قادما من ابوظبي ، في زيارة عمل لمدة ثلاث ايام فقط ، اليوم وقبل المغيب ذخبنا الي البحر الميت ، كان المنظر مدهش بالتصاق الواقع مع ذكريات الابتدائي ، طوله 100 كيلو متر والعرض 2 كيلومتر وهي منطقة منخفضة عن مستوي سطح البحر بمقدار 1300 متر والحرارة نوعا ما مرتفعة ، نزلت الي البحر الميت وكلي اعجاب ، كثافة الملوحة الشديدة تجعلك تطفو فوق الماء كالبالون ، الماء كانه لزج ، الي الشاطي الاخر تقع فلسطين منطفة اريحا ، يعني الواحد علي بعد 2 كيلو من فلسطين ، وعمان منطقة جبلية والطبيعة بها يكر ، قطهنا الجسر المعلق بمنطقة عبدون ، وكمية السودانيين تكاد تكون ملحوظة ، والشعب الاردني طيب جدا ياصلاح ، وجدت الاحترام والتقدير ، ومعي كمية من الصور التذكارية ،،
ارجو المعذرة عن الانقطاع ، وصلت امس مطار علياء الدولي ، في عمان - الاردن ، قادما من ابوظبي ، في زيارة عمل لمدة ثلاث ايام فقط ، اليوم وقبل المغيب ذخبنا الي البحر الميت ، كان المنظر مدهش بالتصاق الواقع مع ذكريات الابتدائي ، طوله 100 كيلو متر والعرض 2 كيلومتر وهي منطقة منخفضة عن مستوي سطح البحر بمقدار 1300 متر والحرارة نوعا ما مرتفعة ، نزلت الي البحر الميت وكلي اعجاب ، كثافة الملوحة الشديدة تجعلك تطفو فوق الماء كالبالون ، الماء كانه لزج ، الي الشاطي الاخر تقع فلسطين منطفة اريحا ، يعني الواحد علي بعد 2 كيلو من فلسطين ، وعمان منطقة جبلية والطبيعة بها يكر ، قطهنا الجسر المعلق بمنطقة عبدون ، وكمية السودانيين تكاد تكون ملحوظة ، والشعب الاردني طيب جدا ياصلاح ، وجدت الاحترام والتقدير ، ومعي كمية من الصور التذكارية ،،
الوقت ضيق للغاية في المملكة الاردنية الهاشمية، عمان ، الهدوء الجميل يسود العاصمة الاردنية، اختلسنا حفنة من الزمن رغم انعتاق الاجندة ، الي كهف اهل الكهف ، واهل الكهف كما ذكرهم الفران الكريم ، ودخلت الي داخل الكهف وكلي رهبة وخشوع ، وهذا الكهف الذي خلده القران الكريم ، وصار ساكنوه قرانا يتلي ، وصار ساكنوه بتقواهم ، وانهم غتية امنوا بربهم ،،
كان الكهف ضيقا للغاية ، اخذت افكر وانا داخل كهف اهل الكهف ، عددهم سبعة وثامنهم كلبهم ، هؤلاء الفتية الذين امنوا بربهم ، فتية التقوي الذين خلدهم القران الكريم ، وصاروا لنا درسا دون ازدواجية المعايير ، وجدت بعض السياح الايطاليين ، والشغف الي نور المعرفة يملا وجوههم النيرة ، اخبرني احد الارادنة قائلا :- معظم السودانيين الذين يرتادوا العاصمة الاردنية عمان تجدهم بشغف يزوروا منطقة اهل الكهف ، وهذا القران الكريم ، وسورة الكهف ، وذلك الكلب الباسط زراعيه ، ما اجمل القران الكريم ، وعليكم سلام ساكني اهل الكهف ،
الحمدلله رجعت قبيل بزوغ الفجر الي ابوظبي ، قادما من عمان - الاردن ، في مهمة عمل استغرقت ثلاثة ايام فقط ، ولا زالت مكبرا الصوت في مطار البحرين ، تدوي في سمعي ، ذلك المطار الفسيح المكتظ بالركاب ، من الجاليات الاسيوية ، ودعاء السفر الذي كنا نكرره قبيل الاقلاع ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنيين وانا الي ربنا لمنقلبون ، تتجلي الايات بين السحب ، والارض مطويات ، وعباس بن فرناس ، ذلك العبقري ، والجبال الساحرة في عمان ، العاصمة الاردنية ، واشجار الصنوبر ، ومزاع الزيتون ، واشجار التوت ، والعمارات المعلقة علي الجبال كالقراطيس ، منظر بديع ، وتمنيت ان ازورها مرة اخري ، سياحة ، بعيدا عن مهمات العمل ،،، والبحر الميت يمد ذراعيه ، ليفصل بين فلسطين والاردن ، وسلام من ابوظبي ،،،
السفر اية من الابداع بين طيات السحاب ، والعيش مع النفس الابية ، النفس التواقة الي المعالي ، تشرئب الي اهداب النجوم ، وترنو الي مراتب صعبة المنال ، نفس تؤرق صاحبها ، وتحرق اجفانه بالسهاد ، بين السحاب تتجلي عظمة الخالق، الله عز وجل ، وعباس بن فرناس ، العبقري ، جلس الي جواري في الطائرة الخليجية ، المتجهة الي عمان ، من ابوظبي ، طبيب سوداني ، تجاذبنا الحديث ونحن نقطع الفيافي ، وكلانا ذاهب في مهمة عمل ، الي الاردن ، عمان ، - قلت له لم يجد الطب حتي الان تفسيرا علميا لمسالة التخدير ؟ - قال نعم ، التخدير ذلك العلم المحير . - ذكرت له كثيرا من حوادث التخدير اذا لم تحسب الجرعة بالدقة المطلوبة . - نعم . هذا صحيح . - لكن تقدم الطب . - بالطبع . - هناك بعض من البشر لهم حساسية جينية تجاه التخدير . يقال ( بعد ما خدروه تاني ما صحي بعد العملية ) . ضحك صاحبي كثيرا ، ونحن نتناول وجبة الغداء في الطائرة ، - حسبك ، لا تختنق . - نعم ، بعض البشر كما ذكرت له حساسية جينية تجاه التخدير ، وغالبا ترتفع درجة حرارة الجسم ما يعرف ( الخبيث ) . لذا لابد من توفر المصل المضاد وهو يعرف بـ ( دان ترولين ). DANTROLENE ( دان ترولين ). مصل يعطي بالوريد مقدار 25 ملغ ، ولابد قبل العملية من توفر هذا المصل ، والله هو الشافي ، واخذنا الحديث في امور شتي من ضروب المعرفة . وصدق الامام الشافعي حين قال :-
تغربْ عنِ الأوطانِ في طلبِ العلى وسافرْ ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ تفرجُ همٍّ ، و اكتسابُ معيشةٍ و علمٌ ، وآدابٌ ، و صحبةُ ماجدِ فإن قـيل في الأسفار ذُلٌّ ومحنـة وقطع الفيافي و ارتكاب الشدائد فـموت الـفتى خير له من قيامه بدار هوان بين واشٍ وحـاسد
آخر الزمن شوف البقت والنوق من الشيل دبرت المحنة راحت ما قبلت الجنى للوالدين جفت العافى ليده ما تلفت الحرة كالخادم مشت مرقت برة انكشفت راحوا الرجال تلت الجتت والصح دروبه انسدت كيف يلحقوك فقرا البخت
هذا الرجل الشيخ الجليل من منطقة سنار ، وهو مشهور هناك بحكمه المؤثره وهذه واحدة منها :-
يحكى بان ابنة الشيخ اختلفت مع زوجها وحضرت الى منزل ابيها الشخ فسألها الشيخ عن سبب مجيئها فاخبرته بانها اختلفت مع زوجها وانها تريد الطلاق منه فقال لها الشيخ بكل بساطه خلاص اجلسى يا بنتى ولتكن مشيئة الله ثم ذهب الى الخلا وهو يحمل ابريقه المصنوع من الفخار وبعد فترة من الزمن عاد وهو يبكى بشده فقالت له ابنته لماذا تبكى يا ابى فقال لها يابنتى ان ابريقى قد انكسر فقالت له ياابى ان الابريق لايساوى شيئا ويمكنك ان تشترى ابريقا جديدا فقال :- لها يا بنتى ان ابريقى رأى عورتى ورأيت عورته فكيف يهون على ان ابدله..... ففهمت ابنة الشخ قصد والدها ورجعت الى زوجها ،،،
*****
اي فلسفة هذه وهل قرا الشيخ فرح ود تكتوك قانون الاحوال الشخصية ؟ بل انه رجل عرف الله وكان رجلا صالحاو ذاكرا و تقيا ، فاعطاه الله الحكمة ومن اؤتي الحكمة فقد اؤتي شيا عظيما ، رجل اسطلح مع الله ، فاصلح الله لسانه وحاله ورفع ذكره ، حتي عم القري والحضر ،،،
الشيخ فرح ودتكتوك المؤلف هو :- الاستاذ الطيب محمد الطيب
هل الشيخ فرح ودتكتوك حقيقة أم خيال؟
يقول الاستاذ الطيب محمد الطيب في كتابه :-
سمعت اسم الشيخ فرح ودتكتوك لاول مرة من جدتي تلك اذ كنا نتحلق عندها كل أمسية لنسمع الحجا والقصص والحكايات المشوقة .. التي كانت تقصها باسلوب درامي جذاب .. ومن ضمن حكاياتها لنا قصة الشيخ فرح وود أب زهانة .. وكنا نحسب أن الشيخ مثل الغول والسعلوه والدكع وفاطمة القصب الاحمر وظل هذا الاعتقاد عندي ردحا من الزمن ثم تأكد عندي أن الشيخ شخصية حقيقية من كثرة ما سمعت عنه وثبت ذلك عندي من غير شك بعد أن سمعت في منتصف الخمسينيات حيثا كثيرا من خالي مصطفي علي شبر الذي أقام قرابة الأربعين سنة في قرية الشيخ فرح حلال الشبوك أطلق عليه هذا اللقب بعض مشايخ ذلك الزمان والسبب القصة التالية
أما اللقب "تكتوك" ففيه عدة روايات .. الأولى تقول أنه لقبٌ لأبيه لحق به .. أما الروايتان الأخريتان فتلصقان اللقب به شخصيًا .. فتقول إحداها، "أن أحد أشياخه دعا عليه – لفعلٍٍٍٍٍٍٍ ما صدر منه وهو صبي – فسقط مغشيًا عليه، وصار صدره "يتكتك" – أي يصدر صوتًا. أما الرواية الأخرى فتقول أن سبب اللقب جاء من أن صدره كان يسمع "تكتيكًا" – من كثرة قراءة القرآن.
ردحا من الزمن ثم تأكد عندي أن الشيخ شخصية حقيقية من كثرة ما سمعت عنه وثبت ذلك عندي من غير شك بعد أن سمعت في منتصف الخمسينيات حيثا كثيرا من خالي مصطفي علي شبر الذي أقام قرابة الأربعين سنة في قرية الشيخ فرح حلال الشبوك أطلق عليه هذا اللقب بعض مشايخ ذلك الزمان والسبب القصة التالية حكى أن الملك أونسة كانت له علاقة صداقة مع الشكرية وفي مرة أهدوه جملا - أصيلا - فأعجب به غاية العجب وخصص له جماعة من الخدم أوقفهم لخدمة الجمل ، وعودوه أكل اللحم والتمر وشراب اللبن والسمن وخصص له مراحا من البقر لشرابه وذات ليلة كان الامير بين ندمائه يحتسون الخمر وكانوا يتجاذبون الحديث عن المشايخ وكراماتهم هذا يطير في الهواء وذاك يمشي على وجه الماء وثالث يحيل الماء لبنا وغير ذلك مما هو شائع وقتذاك وفاجأهم المك قائلا : طيب يا جماعة اذا كان الفقرا يفعلون كل هذا فهل في امكانهم أن يعلموا هذا البعير القراية والكتابة؟ فقالوا بصوت واحد نعم أطال الله عمر المك يفعلون هذا بالتأكيد ، قال أجمعوا في الصباح الفقرا وفي الصباح توافد بعض الفقرا على قصر الأمير وهم لا يدرون لاي سبب جئ بهم ، ولما اكتمل عددهم أدخلوهم على المك فحكى لهم - المقدم - السبب الذي دعوا من أجله وقدم لهم البعير بهذه العبارات هاي يا الفقرا .. يأهل الدايرة - أبان وجوها نايره - يا البتعرفوا الراكة والطايرة ، طلب المك منكم مو كتير ولا هو كبير ، فقط تعليم البعير والبعير يا أهل الدايره - أصهب ود أصهب وأمه حرة بشارية وهو ود -مية- يعني بالصريح الفصيح البعير ابن ريح الفقير: أدام الله مجد أمير المؤمنين، وناصر الحق والدين ومبدد شمل المخالفين ، نطلب منكم مهلة مقدارها يومين فهمس المقدم في أذن الأمير ورفع رأسه مخاطبا الفقرا : أدام الله عز حامي سنار ، وقاهر الاعداء الفجار قبل عذركم ليومين فلا يكون بعدهن عذر ولا تأخير أشربوا القهوة وأدونا الفاتحة فلما خرجوا من عندهم تلاوموا وتحاجوا من الذي رماهم في هذه الورطة ، وصاح بهم فقير حاضر البديهة وقال : مابيمرقكم من الورطة دي إلا فرح ودتكتوك ووافقوا جميعا على قولو وانطلق رهط منهم يطلب -
أشربوا القهوة وأدونا الفاتحة فلما خرجوا من عندهم تلاوموا وتحاجوا من الذي رماهم في هذه الورطة ، وصاح بهم فقير حاضر البديهة وقال :- مابيمرقكم من الورطة دي إلا فرح ودتكتوك ، ووافقوا جميعا على قولو وانطلق رهط منهم يطلب - المركب- فباتوا ليلتهم بحلة "الحجيرات" عند الشيخ فرح ولم يعطوه فرصة ليسألهم عن سبب حضورهم فحكى له القصة افصحهم وأدقهم تعبيرا والبقية يؤمنون ويحولقون ، فقال لهم - الشيخ فرح الحكاية سهلة وأنا أقوم بها عنكم ، دا الحين أمشي معاكم، وفي اليوم المضروب تجمهر الفقرا أمام القصر وحولهم حشد من الاتباع بي جببهم وسبحهم ، ينادي منادي دخلوا الفقرا ولما دخلوا وسلموا ، قال لهم المقدم : - إن شاء الله رجعتم بالامر البيسر الامير الفقرا:- نعم معانا فرح ودتكتوك المقدم: فرح شن معاهو فقير الترابلة والرعاوية ، دا أمرا ما بيقدر عليهو الفقرا:- فرح مأمون يا مقدم على البعير ما عندنا أي شك في ذلك ، فرح يقيف ويخاطب المقدم:- أنا المسئول عن أمر هذا البعير أمام مشايخي الفقرا وأمام الأمير فالطالب عندنا نعلمه الكتابة والقراية في اربع سنوات وها البعير كمان بيدورلو أربع سنوات المقدم:- وان لم يتعلم يا شيخ فرح؟ فرح:- يسوي الامير الدايرو بالفقير المقدم:- يهمس في أذن الأمير ويرفع رأسه، قبل طويل العمر شروطك ، فقام معه وحولهم الفقرا والجند وسلمه البعير ومعه مراح البقر وبضعة وشوالات من التمر وعدد من الخدم وخرج فرح مشيعا بعبارات الشماتة والحسد حتى وصل حلتو، وبعد أيام ذهب له جماعة من الفقرا يسألونه أجد أم هزل ما فعله ، فقال لهم أبوك يا جاه الرسول أن البطحاني ، العارف باطن زماني ، تمضي هذه السنوات الاربع وينفذ القدر، اما في الامير ، اما في الفقير ، وأما في البعير ، القصة تكشف عن شجاعة الرجل وتقديره للامور لانه يقرأ الحوداث ويتفرسها ويعلم علم الخبير أن حكم هذا المك غير المستقيم لا يدوم الا أياما وقد حصل ما توقعه الشيخ فهلك الامير ولحقه البعير وسلم الفقير ،،،
فرح ودتكتوك بن محمد بن عيسى - بن قدور بن عبدل - بن عبدالله بن محمد الابطح ، وهو الذي تنسب إليه البطاحين ، بن سميرة بن سرار بن كردم بن أبي الديس بن عبدالله المشهور "برحقان" بن مسروق بن أحمد اليماني بن ابراهيم جعل بن ادريس بن قيس بن يمن الخزرجي من أمه بن عدلان بن قصاص بن كرب بن هاطل بن باطل بن ذو الكلاع الحميري من أمه بن سعد الانصاري بن السيد الفضل بن السيد عبدالله بن راسخ بن عباس بن عبدالمطلب ويؤكد كل هذا الشيخ الفحل الفكي الطاهر الكاتب المؤرخ - رحمه الله كلمة تكتوك يقال أنها لقب أطلق على والده ثم لحق بالابن ، ورواية اخرى تقول: أن احد المشايخ دعا على فرح حينما كان طالبا عنده وذلك اثر انجازه عمل خاص فسقط مغشيا عليه وصار صدره يتكتك فلقب بتكتوك ، وقول ثالث ان الجالس معه يسمع "تكيك" صدره لانه ظل يقرأ القرآن دوما .،،
( لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) 88 هود ، ( كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ) 142 الانعام ، ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم ) 60 العنكبوت ، ( ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ) ) 31 الاسراء ، ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ) 27 الشورى ، ( ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) 58 الذاريات ،
وهل عاصر ود تكتوك نشأة بورتسودان؟؟ ميلاده حسب أختلاف المؤرخين ما بين 1100هـ و 1150هـ يعني قبل 280 إلى 330 سنة من الآن وبورتسودان نشأت بعد الفتح الإنجليزي المصري وعلى ما أذكر 1907م أي قبل حوالي 103 سنة تقريباً. من الواضح أن الكثير من الأقوال نسب إلى الشيخ دون مراعاة للفترة الزمنية للحدث الذي قيلت فيه وفترة حياة الشيخ فرح ...
الشيخ فرح ودتكتوك عاش فى سنار فى زمن مملكة الفونج فى النصف الثانى من القرن السابع عشر، وهو من قبيلة البطاحين، يحب العلم والعلماء، وقد اشتهر بين قومه بالحكمة، فكان الناس يتناقلون كلماته، ويشعفون بكل ما يأتى به من أقوال وحركات، يحكى أنه نزل فى مرة فى حلبة الرقص حيث كان يوجد بعض السكارى والصعاليك الذين لعبت الخمرة بعقولهم ، فاخذوا يتصاحون ويرقصون فى صخب جامح، فتمنطق الشيخ فرح بعمامته، وأخذ يرقص معهم ، فاقبل عليه بعض محبيه، يستفسرون عن السبب الذى جعله ينخرط فى سلك هذه الشلة الفاسدة وهو الشيخ المتصوف الورع. فاشار الشيخ فرح بأسلوبه الحكيم، اصغوا أيها الناس إلى موسيقاهم، وضربات نوباتهم كأنها تقول " كم كبت وكم تكب ، وكم كبت وكم تكب." وهكذا أخذ الشيخ فرح يردد هذه الالفاظ، ويرقص على نغماتها، ولعل من هنا أتى المثل الشعبى الذى يردده "يغنى المغنى وكل حد على هواه" وبمرور الزمن صار الشيخ فرح كأنه شخصية اسطورية، تنسب إليه كل كلمة صائبة وكل كلمة طريفة حتى ملأ صيته الآفاق، ولهجت الالسن فى كل بقعة من بقاع السودان بنوادره الطريفة ومما لا شك فيه أن سبب شهرة الشيخ فرح هو نظراته الواقعية الى الحياة، وفهمهه العميقلنفسية الناس الناس كان يحيطون به فى تلك الفترة، فكان بمثابة فيلسوف القرية، يعالج مشاكل الناس يروح واقعية ويستمد براهينه من الظروف والملابسات الملموسة لدى فومه، يحكى أن جماعة من التجار. العيش أتو إلى الشيخ فرح يطلبون منه أن يبيعهم كمية من محصول السنة فأحسن الشيخ فرح استقبالهم ولكنه استشارهم فى أن يهلوه حتى يأخذ برأى العيش، فذهب إلى مطمورة العيش، وانحنى كمن يخاطب العيش " يقول الخمرى الداخرك لعمرى، اتعشى بيك واصبح مشتهيك" يشير الدكتور عبد المجيد عابدين بأن هذه النادرة تدل عام المجاعة، لأنه لم يعرف عن الشيخ أنه كان بخيلا، ولكن قلة المحصول جعلته شديد الحرص، فالشيخ فرح يقول مثلا.
بيتك لاتجيه من ليالى الحر.
جاهد الأرض لأجل الملود تنكر.
ليالى تفاه يا خوى لا تنفر.
سيد العيش عزيز الرحال تنجر.
الحارت يريده ربنا القدوس.
قدحة فى المواجب تجده متردع مدروس.
فى الدنيا جابو ليه الفى الغيب مدسوس.
فى الآخرة ساقه الرسول على الفردوس.
ولعل فهم الشيخ فرح العميق للحو ادث، ونضج تجارية الذاتية، ونظرته الصوفية إلى ظواهر الكون لعل هذه الشياء خلقت منه مفكراً يسبق الحوادث بعقليته الفذة، ويرى ما لا يراه قومه حتى أنه أتى بتنبؤات لم تلبث أن تحقق بعضها، كما أنه يجب أن ندخل فى اعتبارنا ما نسجه العوام فى فترات متفاوتة، ومما ينسب إلى الشيخ فرح وتكنوك أنه قال فى زمن لم يس تعمل فيه التليفون أو السكة الحديد، "قال آخر الزمن السفر يبق بالبيوت والكلام يبقى بالخيوط وبيل نظرة فى النيل، وكأنه يصعب عليه أن يحول هذا النهر عن مجراه الطبيعى مما يترتب عليه من مشارع ومشاق، كغمر النيل للأرض الخصبة، كالجروف التى كانت مصدراً للرزق، فتنبأ الشيخ "بكرة يجوك مقطوعين الطارى، ييسكونوك الضهارى.
ويقول الشيخ فرح ودتكتوك "آخر الزمن شوف البقت. والنوق من الشيل دبرت. المحنة راحت ما قبلت. الجنى للوالدين جفت. العافى ليده ما تلفت. الحرة كالخادم مشت. مرقت برة انكشفت.
الشيخ فرح ودتكتوك عاش فى سنار فى زمن مملكة الفونج فى النصف الثانى من القرن السابع عشر، وهو من قبيلة البطاحين، يحب العلم والعلماء، وقد اشتهر بين قومه بالحكمة، فكان الناس يتناقلون كلماته، ويشعفون بكل ما يأتى به من أقوال وحركات، يحكى أنه نزل فى مرة فى حلبة الرقص حيث كان يوجد بعض السكارى والصعاليك الذين لعبت الخمرة بعقولهم ، فاخذوا يتصاحون ويرقصون فى صخب جامح، فتمنطق الشيخ فرح بعمامته، وأخذ يرقص معهم ، فاقبل عليه بعض محبيه، يستفسرون عن السبب الذى جعله ينخرط فى سلك هذه الشلة الفاسدة وهو الشيخ المتصوف الورع. فاشار الشيخ فرح بأسلوبه الحكيم، اصغوا أيها الناس إلى موسيقاهم، وضربات نوباتهم كأنها تقول " كم كبت وكم تكب ، وكم كبت وكم تكب." وهكذا أخذ الشيخ فرح يردد هذه الالفاظ، ويرقص على نغماتها، ولعل من هنا أتى المثل الشعبى الذى يردده "يغنى المغنى وكل حد على هواه" وبمرور الزمن صار الشيخ فرح كأنه شخصية اسطورية، تنسب إليه كل كلمة صائبة وكل كلمة طريفة حتى ملأ صيته الآفاق، ولهجت الالسن فى كل بقعة من بقاع السودان بنوادره الطريفة ومما لا شك فيه أن سبب شهرة الشيخ فرح هو نظراته الواقعية الى الحياة، وفهمه العميق لنفسية الناس الناس كان يحيطون به فى تلك الفترة، فكان بمثابة فيلسوف القرية، يعالج مشاكل الناس يروح واقعية ويستمد براهينه من الظروف والملابسات الملموسة لدى فومه، يحكى أن جماعة من التجار. العيش أتو إلى الشيخ فرح يطلبون منه أن يبيعهم كمية من محصول السنة فأحسن الشيخ فرح استقبالهم ولكنه استشارهم فى أن يهلوه حتى يأخذ برأى العيش، فذهب إلى مطمورة العيش، وانحنى كمن يخاطب العيش " يقول الخمرى الداخرك لعمرى، اتعشى بيك واصبح مشتهيك" يشير الدكتور عبد المجيد عابدين بأن هذه النادرة تدل عام المجاعة، لأنه لم يعرف عن الشيخ أنه كان بخيلا، ولكن قلة المحصول جعلته شديد الحرص، فالشيخ فرح يقول مثلا.
بيتك لاتجيه من ليالى الحر.
جاهد الأرض لأجل الملود تنكر.
ليالى تفاه يا خوى لا تنفر.
سيد العيش عزيز الرحال تنجر.
الحارت يريده ربنا القدوس.
قدحة فى المواجب تجده متردع مدروس.
فى الدنيا جابو ليه الفى الغيب مدسوس.
فى الآخرة ساقه الرسول على الفردوس.
ولعل فهم الشيخ فرح العميق للحو ادث، ونضج تجارية الذاتية، ونظرته الصوفية إلى ظواهر الكون لعل هذه الشياء خلقت منه مفكراً يسبق الحوادث بعقليته الفذة، ويرى ما لا يراه قومه حتى أنه أتى بتنبؤات لم تلبث أن تحقق بعضها، كما أنه يجب أن ندخل فى اعتبارنا ما نسجه العوام فى فترات متفاوتة، ومما ينسب إلى الشيخ فرح وتكنوك أنه قال فى زمن لم يس تعمل فيه التليفون أو السكة الحديد، "قال آخر الزمن السفر يبق بالبيوت والكلام يبقى بالخيوط وبيل نظرة فى النيل، وكأنه يصعب عليه أن يحول هذا النهر عن مجراه الطبيعى مما يترتب عليه من مشارع ومشاق، كغمر النيل للأرض الخصبة، كالجروف التى كانت مصدراً للرزق، فتنبأ الشيخ "بكرة يجوك مقطوعين الطارى، ييسكونوك الضهارى.
ويقول الشيخ فرح ودتكتوك "آخر الزمن شوف البقت. والنوق من الشيل دبرت. المحنة راحت ما قبلت. الجنى للوالدين جفت. العافى ليده ما تلفت. الحرة كالخادم مشت. مرقت برة انكشفت.
قرات في النت ان الشيخ فرح ود تكتوك دفن في سنار ،،، ويبدو ان القبر الموجود جوار خزان الروصيرص ، الذي رايته قد يكون بيانا ،،، والله اعلم ،،، واليكم الخبر الذي قراته من النت وهو :-
أن الشيخ فرح عاش ومات ودُفن في قرية صغيرة شمالي شرق الخزان مباشرة وتسمى ( حلة الشيخ فرح ودتكتوك) ويقطنها كثير من البطاحيين قبيلة الشيخ نفسه وله يوم للزيارة وقصص تُحكى وروايات وكثير من فتيات هذه القبيلة يسمى ( النتيلة) تيمنا باسم ابنته الوحيدة وهذا يؤكد علاقته بسلطاين مملكة الفونج التي كانت تمتد حتى هذه المناطق
رغم إكثار الشيخ فرح من استعمال العـــــامية السودانية إلا أنه فصيح اللسان نظم الشعر بالفصحى الرصينة موجهًا خطابه إلى من يفهم معناها مثل الفقهاء والمعلمين .. وفي هذا السياق تأتي قصيدته النونية التي يشجب فيها اندفاع الفقهاء إلى خطب ود السلاطين والأمراء، والتي قال فيها: -
يا واقفًا عند أبواب السلاطــــــــين ... إرفـق بنفسك مــن هــــمٍ وتحــزيـــن تأتـــــي بنفسك في ذلٍ ومسكنة ... وكســـــــــر نفس وتخفيض وتهويــــن من يطلب الخلق في إنجاز مصلحة ... أو دفع ضــــر فهـذا فـــي المجــــانين وكم يحاكـــي لمسجون يـــدوم له ... وكم من السجن في أيدي المساجين إن كنت تطلب عـــــــــــزاً لافناء له ... فلا تقف عند أبــــواب الســـــلاطيـــن إلا الزم العلم والتقوي ومـــانتجت ... من الثمار تفز بالخرَّد العيــــــــــــــــــن خلِّ الملوك بدنياهم وما جمعــــوا ... وقم بدينك من فرض ومســــــــــــنون استغـــن بالله عن دنيا الملوك كما ... أستغنى الملوك بدنياهم عن الــــدين
سمعت اسم الشيخ فرح ودتكتوك لاول مرة من جدتي تلك اذ كنا نتحلق عندها كل أمسية لنسمع الحجا والقصص والحكايات المشوقة .. التي كانت تقصها باسلوب درامي جذاب .. ومن ضمن حكاياتها لنا قصة الشيخ فرح وود أب زهانة .. وكنا نحسب أن الشيخ مثل الغول والسعلوه والدكع وفاطمة القصب الاحمر وظل هذا الاعتقاد عندي ردحا من الزمن ثم تأكد عندي أن الشيخ شخصية حقيقية من كثرة ما سمعت عنه وثبت ذلك عندي من غير شك بعد أن سمعت في منتصف الخمسينيات حيثا كثيرا من خالي مصطفي علي شبر الذي أقام قرابة الأربعين سنة في قرية الشيخ فرح حلال الشبوك أطلق عليه هذا اللقب بعض مشايخ ذلك الزمان والسبب القصة التالية حكى أن الملك أونسة كانت له علاقة صداقة مع الشكرية وفي مرة أهدوه جملا - أصيلا - فأعجب به غاية العجب وخصص له جماعة من الخدم أوقفهم لخدمة الجمل ، وعودوه أكل اللحم والتمر وشراب اللبن والسمن وخصص له مراحا من البقر لشرابه وذات ليلة كان الامير بين ندمائه يحتسون الخمر وكانوا يتجاذبون الحديث عن المشايخ وكراماتهم هذا يطير في الهواء وذاك يمشي على وجه الماء وثالث يحيل الماء لبنا وغير ذلك مما هو شائع وقتذاك وفاجأهم المك قائلا : طيب يا جماعة اذا كان الفقرا يفعلون كل هذا فهل في امكانهم أن يعلموا هذا البعير القراية والكتابة؟ فقالوا بصوت واحد نعم أطال الله عمر المك يفعلون هذا بالتأكيد ، قال أجمعوا في الصباح الفقرا وفي الصباح توافد بعض الفقرا على قصر الأمير وهم لا يدرون لاي سبب جئ بهم ، ولما اكتمل عددهم أدخلوهم على المك فحكى لهم - المقدم - السبب الذي دعوا من أجله وقدم لهم البعير بهذه العبارات هاي يا الفقرا .. يأهل الدايرة - أبان وجوها نايره - يا البتعرفوا الراكة والطايرة ، طلب المك منكم مو كتير ولا هو كبير ، فقط تعليم البعير والبعير يا أهل الدايره - أصهب ود أصهب وأمه حرة بشارية وهو ود -مية- يعني بالصريح الفصيح البعير ابن ريح الفقير: أدام الله مجد أمير المؤمنين، وناصر الحق والدين ومبدد شمل المخالفين ، نطلب منكم مهلة مقدارها يومين فهمس المقدم في أذن الأمير ورفع رأسه مخاطبا الفقرا : أدام الله عز حامي سنار ، وقاهر الاعداء الفجار قبل عذركم ليومين فلا يكون بعدهن عذر ولا تأخير أشربوا القهوة وأدونا الفاتحة فلما خرجوا من عندهم تلاوموا وتحاجوا من الذي رماهم في هذه الورطة ، وصاح بهم فقير حاضر البديهة وقال : مابيمرقكم من الورطة دي إلا فرح ودتكتوك ووافقوا جميعا على قولو وانطلق رهط منهم يطلب - المركب- فباتوا ليلتهم بحلة "الحجيرات" عند الشيخ فرح ولم يعطوه فرصة ليسألهم عن سبب حضورهم فحكى له القصة افصحهم وأدقهم تعبيرا والبقية يؤمنون ويحولقون فقال لهم الشيخ فرح الحكاية سهلة وأنا أقوم بها عنكم ، دا الحين أمشي معاكم وفي اليوم المضروب تجمهر الفقرا أمام القصر وحولهم حشد من الاتباع بي جببهم وسبحهم ، ينادي منادي دخلوا الفقرا ولما دخلوا وسلموا قال لهم المقدم : إن شاء الله رجعتم بالامر البيسر الامير الفقرا:نعم معانا فرح ودتكتوك المقدم: فرح شن معاهو فقير الترابلة والرعاوية ، دا أمرا ما بيقدر عليهو الفقرا: فرح مأمون يا مقدم على البعير ما عندنا أي شك في ذلك فرح يقيف ويخاطب المقدم: أنا المسئول عن أمر هذا البعير أمام مشايخي الفقرا وأمام الأمير فالطالب عندنا نعلمه الكتابة والقراية في اربع سنوات وها البعير كمان بيدورلو أربع سنوات المقدم: وان لم يتعلم يا شيخ فرح؟ فرح: يسوي الامير الدايرو بالفقير المقدم: يهمس في أذن الأمير ويرفع رأسه، قبل طويل العمر شروطك فقام معه وحولهم الفقرا والجند وسلمه البعير ومعه مراح البقر وبضعة وشوالات من التمر وعدد من الخدم وخرج فرح مشيعا بعبارات الشماتة والحسد حتى وصل حلتو، وبعد أيام ذهب له جماعة من الفقرا يسألونه أجد أم هزل ما فعله ، فقال لهم أبوك يا جاه الرسول أن البطحاني ، العارف باطن زماني ، تمضي هذه السنوات الاربع وينفذ القدر، اما في الامير ، اما في الفقير ، وأما في البعير القصة تكشف عن شجاعة الرجل وتقديره للامور لانه يقرأ الحوداث ويتفرسها ويعلم علم الخبير أن حكم هذا المك غير المستقيم لا يدوم الا أياما وقد حصل ما توقعه الشيخ فهلك الامير ولحقه البعير وسلم الفقير
نسب الشيخ :-
فرح ودتكتوك بن محمد بن عيسى - بن قدور بن عبدل - بن عبدالله بن محمد الابطح ، وهو الذي تنسب إليه البطاحين ، بن سميرة بن سرار بن كردم بن أبي الديس بن عبدالله المشهور "برحقان" بن مسروق بن أحمد اليماني بن ابراهيم جعل بن ادريس بن قيس بن يمن الخزرجي من أمه بن عدلان بن قصاص بن كرب بن هاطل بن باطل بن ذو الكلاع الحميري من أمه بن سعد الانصاري بن السيد الفضل بن السيد عبدالله بن راسخ بن عباس بن عبدالمطلب ويؤكد كل هذا الشيخ الفحل الفكي الطاهر الكاتب المؤرخ - رحمه الله كلمة تكتوك يقال أنها لقب أطلق على والده ثم لحق بالابن ، ورواية اخرى تقول: أن احد المشايخ دعا على فرح حينما كان طالبا عنده وذلك اثر انجازه عمل خاص فسقط مغشيا عليه وصار صدره يتكتك فلقب بتكتوك ، وقول ثالث ان الجالس معه يسمع "تكيك" صدره لانه ظل يقرأ القرآن دوما .
ميلاده ووفاته :-
يقرب الاستاذ الطيب من خلال التاريخ والمعاصرين للشيخ انه غالبا ما ولد في منتصف القرن الحادي عشر الهجري ثم وجد الاستاذ الطيب مخطوط عند الشيخ فرح قاسم وهو من احفاد الشيخ فرح محتواه ان ، ان الشيخ قد توفي بالحمى التى قامت عليه خمسة ايام توفي بالاحد أول الظهر في اليوم العشرين من ربيع الثاني سنة سبع واربعين بعد المائة والالف - 1147هـ وذلك بعد ما صلى الظهر وتشهد وقرأ الاخلاص ثلاث مرات وتم دفنه في ظهر الاثنين بمشرع الحجيرات وهو مكانه الحالي وله من العمر مائة وبضع سنوات من حكاوي الشيخ أكان الصح ما نجاك الكضب مبينجيك استنجد رجل مطرود متبوع بالشيخ فنصحه بأن يختبئ تحت كومة من التبن وعندما وصل الذين كانوا في أثره سألوا الشيخ ان كان قد رآه فأشار إلى كومة التبن فسخروا منه واستمروا في المطاردة ، وخرج الرجل من تحت التبن يرتعش من هول التجربة التي أدخله فيها الشيخ وكان قوله المعروف: أكان الصح ما نجاك الكضب مبينجيك.
الملك تيرا :-
أن احد الملوك واسمه الملك تيرا انجب بنتاً حسناء نادرة المثال فهمَّ بزواجها وسأل مجلس شوراه فقالوا له أرسل للفقراء يفتونك في هذه المسألة فأحاله الفقراء للشيخ فرح لعله يجد مذهباً يسوغ به هذا الجواز. فجاء رسول الملك تيرا وحكى للشيخ قصة الملك فقال له ساخراً ومتهكماً "-
قول للملك تيرا ود الخادم العويرا زوجنا ليك بنتك الكبيرا بي سنة ...البغال والحميرا
هذا ولما أراد مندوب الملك الانصراف طلب من الشيخ ان يدعو له بالتوفيق والسداد في أوبته. فدعا له الشيخ ساخراً منه ومن مهمته قال الشيخ :-
رفعت إيديَّا والمولى يقبل ليَّا بركة سكان ديَّا الشِّعبة القوية والقِدَّة النيَّة والخترة الما فيها جيَّة
قصة كرنكه الفونجاوي - توضح الفوضى في العلاقات الاسرية في عصر الشيخ:-
استعان الركابية في حرب الشكرية بكرنكه الفنجاوي واشترط عليهم ان يعقدوا له عقد زواج على حسناء الشكرية المشهورة - عنيبة الموز - وهي في عصمة رجل رفيع القدر اسمه - حسان ود أب علي ، ولم يعدم كرنكه من يعقد له على السيدة - عنيبة - ولما إلتقى الجيشان كان أول من لقى مصرعه العريس كرنكه -على يد الفارس حسان زواج ابنته هذا ولما بلغت ابنته -ضوة- مبلغ النساء خرج بها في الطريق ولما تكاثر الناس حوله صاح بهم :-
من داير حمامة قبَّال تحصِل ندامة النسوان ----- كرامة زوجوهن يا وهامة
فعل هذا الشيخ فرح ودتكتوك ليقتدي بسلوكه الناس وهي دعوة مبكرة لتسهيل الزواج ومعلوم ان للشيخ بنت واحدة غضب بنته من زوجها غضبت بنته من زوجها وجاءت إلى أبيها تشكو منه وتطلب الطلاق فاستمع لقولها ولاطفها وهدأ من غضبها وقال لها:-
أمليلو جفو وأمسحيلو خفو وإن أباك الله يكفو
ثم إختلى بزوج ابنته فحادثه ونصحه بطريقته الخاصة :-
املالا مصرانا وبرد لها اضانا شوفا اكان تطرانا
إيد البدري :- شكا له احد المزارعين من ألم في يده واسم الرجل - البدري قائلا - اعزم على يدي يا شيخنا ، فمسك فرح يد البدري وشرع يعزم عليها :-
*** الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين ، فرغم ضيق الوقت ، وانعدام الثواني ، وزحمة الشغل الضاغطة ، في بلاد الغربة ، الا انني بفضل من الله ، رغم السهر الطويل ، وتقرح الاجفان ، وهدات الليالي ، كان لي معكم لقاء يوميا ، في هذه البوستات الثلاثة ، فلكم مني جزيل الشكر ،
*** الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين ، فرغم ضيق الوقت ، وانعدام الثواني ، وزحمة الشغل الضاغطة ، في بلاد الغربة ، الا انني بفضل من الله ، رغم السهر الطويل ، وتقرح الاجفان ، وهدات الليالي ، كان لي معكم لقاء يوميا ، في هذه البوستات الثلاثة ، فلكم مني جزيل الشكر ،