انسحاب الأحزاب الشمالية … بوابة عودة الشعبي للمشاركة في السلطة‼

انسحاب الأحزاب الشمالية … بوابة عودة الشعبي للمشاركة في السلطة‼


04-03-2010, 07:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1270277865&rn=0


Post: #1
Title: انسحاب الأحزاب الشمالية … بوابة عودة الشعبي للمشاركة في السلطة‼
Author: كمال حامد
Date: 04-03-2010, 07:57 AM

ما كنت أرغب في الكتابة عن موضوع الانتخابات السودانية ، إذ كنت أشعر دوما أن أفضل ما يمكن أن يفعله مواطن سوداني من حزب المتفرجين مثلي هذه الأيام هو التنقل بين الفضائيات لمتابعة ما يمكن من أخبار هذا الفيلم الحي المثير المشوق المليء بالمفاجئات والذي يسمى : الانتخابات السودانية.
وتابعت كما تابع غيري بكل تأكيد برنامج مجهر سونا ، وتابعت المرشحين للرئاسة يدلون ببرامجهم ويخوضون حربا مع بابكر الغير حنين ، بعضهم نال إعجابي ، وبعضهم حصل على دهشتي ، وبعضهم زاد من إيماني بقوة الأقدار التي جعلت مثله يقف في مثل هذا المكان متلبسا لبوس الدفاع عن المهمشين ، ويا لها من بضاعة بارت من كثرة ما تم الترويج لها.
تابعت أيضا بث الفضائيات الأخرى مثل الشروق والسودانية ، ولاحظت تركيزها الشديد على نقل اللقاءات الجماهيرية لمرشحي الوطني بدءا من المرشح للرئاسة مرورا بالولاة انتهاءا بالدوائر الجغرافية.
لاحظت أن حزب المؤتمر الشعبي سجل انتشارا في عدد الدوائر الجغرافية أكثر مما كنت أتوقع ، بل ربما كان انتشاره في الدوائر الجغرافية أكثر من بعض الأحزاب العريقة مثل الأمة والاتحادي ، و كانت لقاءاته محضورة بصورة لا بأس بها.
فجأة جاء انسحاب ياسر عرمان بعد أن قام بإيصال مواجهاته الجماهيرية والإعلامية ضد المؤتمر الوطني إلى ذروتها ، وهذا الأمر سيكون قد ولد خيبة وإحباطا شديدا لدى مناصريه ، ما في ذلك شك.
ثم بدأت مسرحية الانسحاب من باقي الأحزاب الشمالية والاجتماع المتصل منذ يوم الأربعاء 31 مارس 2010م ، والتصريحات المتناقضة بين انسحاب كلي أو جزئي ، وصار الموقف رماديا.
وحده المؤتمر الشعبي كان موقفه محددا واضحا بالاستمرار في المشاركة على جميع المستويات.
ماذا سيكون تأثير كل هذه الجوطة ؟
أولا :ستفقد جماهير الأحزاب المنسحبة أو التي تهدد بالانسحاب ثقتها بقيادات أحزابها ، فهذه القيادات المجتمعة منذ ثلاث أيام بدار حزب الأمة لم تحترم مشاعر ولا رأي الجماهير التي بايعتها من خلال الحرص على حضور اللقاءات مع مرشحيها على جميع المستويات.
وتصرفت هذه القيادات وكأنها هي القادرة فقط دون جماهيرها على قراءة وتحليل الموقف واتخاذ القرار , وأثبتت بذلك دكتاتوريتها مهما تشدقت بالديمقراطية.
وحتى لو عادت هذه الأحزاب عن قرارها وشاركت فإن خسارتها لثقة جماهيرها قد حدثت ، ولن تعود كما كانت في السابق.
لقد ظهرت هذه الأحزاب بمظهر العاجز المتردد عن اتخاذ القرار ، وظهرت كذلك بمظهر المؤسسات التي تتحرك من وحي اللحظة دون تخطيط مسبق .
أين إذن ستتجه الجماهير الحائرة ؟ ولم يبق في الملعب من اللاعبين المتمرسين سوى الوطني والشعبي ؟
ستنقسم هذه الجماهير في تقديري إلى ثلاث فئات : فئة ستعتزل ولن تدخل حتى لمشاهدة المباراة. وفئة ستتجه لمناصرة الوطني نكاية في أحزابها وتعبيرا عن خيبة أملها في قادتهم ، وفئة ثالثة ستتجه إلى مناصرة الشعبي تدفعهم في ذلك أسباب.
أول هذه الأسباب المرشح الجنوبي للرئاسة عبد الله دينق نيال وهو الذي سيلبي أشواقهم في خروج منصب الرئاسة من الشمال ، ولمخاطبته أشواق الدارفوريين في الحصول على مطالبهم من تعويضات وإقليم موحد ونصيب في السلطة.
ثاني هذه الأسباب هو أن عددا من مناصري المؤتمر الوطني الذين حرص على تسجيلهم ستظهر عواطفهم وميولهم الباطنية نحو الشعبي لحظة الدخول خلف الستارة ، وهي اللحظة التي ينطبق عليها المثل : أكل تورك وأدي زولك. كم منهم يا ترى أكل توره خلال سنوات الانشقاق وكان قلبه مع علي وسيفه مع معاوية ؟ الله أعلم.
ثالث هذه الأسباب وليس آخرها : أن الناخب الحائر يدرك أن منسوبي الشعبي هم الأقرب عهدا في ممارسة السلطة من باقي الأحزاب ، والتي ابتعدت كوادرها عن ممارسة السلطة والإدارة لمدة 21 عاما ، فقدت خلالها هذه الأحزاب الكوادر المتمرسة على إدارة السلطة في جميع المستويات واضمحلت لدى ما تبقى من عجائزها المقدرات الإدارية بقدر ما تنامت لديهم المقدرات الإنتقادية والتحليلية بسبب التمرس في ممارسة المعارضة والاحتجاج طوال 21 عاما.
وما ذكرته أعلاه هو عين السبب الذي يدفع الكثيرين من المتفرجين أمثالنا لتفضيل المؤتمر الوطني لا لشيء إلا أن كوادره تمرست على إدارة السلطة ، ولا ترغب في تسليم رؤوسها إلى حلاقين جدد أو حلاقين طال بهم العهد من مسك الموس .
وفوق ذلك ، فإن المفسد فيهم يفترض أن يكون قد شبع ، وهو أفضل لنا من قادم جديد يسعى للحصول على دوره في الشبع ، ودعونا من ادعاءات النزاهة والشفافية التي يتغنى بها الجميع ، فحواء الحركة السياسية السودانية لم تنجب حتى الآن حزبا جميع رجاله من الأطهار ، فالطهارة نسبية والفساد كذلك.
كوادر الشعبي خرجت من السلطة منذ عشرة أعوام فقط ، وما زالت لياقتهم الإدارية السلطوية لا بأس بها ، وسيكون البرلمان القادم ( والله اعلم) مشكلا من غالبية تتكون من الوطني والشعبي ، وبعض المستقلين والأحزاب الأخرى ، وسيكون عبد الله دينق نيال المنافس الثاني بعد البشير ، وسيحكم السودان الإخوة الألداء ، والله تعالى أعلم.
وقابلوني بعد الانتخابات.