الثور فر من حظيرة البقر

الثور والحظيرة


للشاعر احمد مطر






الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ،

فثارت العجول في الحظيرة ،

تبكي فرار قائد المسيرة ،

وشكلت على الأثر ،

محكمة ومؤتمر ،

فقائل قال : قضاء وقدر ،

وقائل : لقد كفر

وقائل : إلى سقـر ،

وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،

لعله يعود للحظيرة ؛

وفي ختام المؤتمر ،

تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره

وبعد عام وقعت حادثة مثيرة

لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة

وتينة غضة الأفنان باسقة


قالت لأترابها والصيف يحتضر


بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني


عندي الجمال وغيري عنده النظر


لأحبسنّ على نفسي عوارفها


فلا يبين لها في غيرها أثر


كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها


وليس لي بل لغيري الفي والثمر


لذي الجناح وذي الأظفار بي وطر


وليس في العيش لي فيما أرى وطر


إنّي مفصلة ظلي على جسدي


فلا يكون به طول ولا قصر


ولست مثمرة إلا على ثقة


إن ليس يطرقني طير ولا بشر


عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه


فازينت واكتست بالسندس الشجر


وظلّت التينة الحمقاء عارية


كأنّها وتد في الأرض أو حجر


ولم يطق صاحب البستان رؤيتها


فاجتثها فهوت في النار تستعر


من ليس يسخو بما تسخو الحياة به


فإنّه أحمق بالحرص ينتحر

دجاجي يلقط الحَبّ
ويجري وهو فرحان

غنمي ترعى
فوق المرعى

أيها العمال افنوا العمر كداً وإكتسابا
واعمروا الأرض فلولا سعيكم أمست يبابا
أيها الغادون كالنحل ارتيادا وطلابا
فى بكور الطير للرزق مجيئاً وذهابا

هيهات هيهات لا جن ولا سحرة
بقادرين على أن يلحقوا أثره

هذا قطيع من الأغنام ألمحه
وهذي دوحة في ظلها بقرة