متى يعلن عرمان عن الخلافات داخل الحركة؟

منذ (زعلاته) السابقة وقراره إعتزال العمل السياسي والتفرغ للدراسة
وبعدها في تحدياته المتكررة للحكومة من داخل البرلمان، وانتهاء الأمر برضاء الحركة فجأة أو تمرير المؤتمر الوطني للأمر
وبعد ترشيحه للرئاسة وعدم حماسة سلفا كير والإنفصاليين لحملته الإنتخابية
والآن بتناقضات أسباب ودواعي سحب الترشيح
وضح أن للحركة خلافات داخلية قوية، وهذه الخلافات لم تغب عن تحليلات وتوقعات الناس إلا أنها لم تخرج للعلن بصورة رسمية
وذلك للإلتزام التنظيمي القوي لياسر عرمان وبقية الشماليين والوحدويين داخل الحركة، إلتزام تفرضه طبيعة الحركة العسكرية ويفرضه الحفاظ
على مكتسبات كلفت كثيراً من الوقت والجهد والتضحيات
ولأن الإنفصال عن الحركة ببرنامج معادٍ للمؤتمر الوطني (إنفصال غير انتهازي) أمر فيه كثير من المخاطرة بهذا التاريخ النضالي
خاصة وأن قطاع الشمال لم يستطع في خلال السنوات الخمس الماضية خلق وجود فاعل له يمكنه من الإعلان عن نفسه ككتلة يمكنها أن تستقل عن الحركة الأم
ولابد من الأخذ في الإعتبار دعم الغرب لعملية الإنفصال، ورضائه عن حكومة المؤتمر الوطني (المتعاونة) لحكم الشمال

واضح أن هذا الخلاف اسبابه تعود إلى الوحدة والإنفصال وتحولات الحركة من وحدوية إلى إنفصالية ومن الحركة الشعبية لتحرير السودان كله إلى (تحرير) جنوبه

إذن متى يعلن ياسر عرمان عن هذه الخلافات؟
ومتى يكون حزبه الداعي للتغيير؟
أظن أن تقرير المصير (الإنفصال الحتمي) سيتبعه تقرير هذا المصير (الإنفصال السلس)

* بعد (وفاة) الدكتور جون قرنق إجتهد المؤتمر الوطني في ممارسة عادته في شق الأحزاب
وذكر قادة الحركة هذه المحاولات، وقالوا أن الحركة استطاعت (التوحد) خلف القائد سلفا كير

* البرنامج الإنتخابي للمرشح (السابق) ياسر عرمان مرتكزه الأساسي الوحــــــــــــدة
في حين أن تصريحات سلفا كير الإنفصالية بأن الإستفتاء أهم من الإنتخابات وأن تقرير المصير أهم منجزات الإتفاقية
وأن بقاء البشير من بقائه وغيرها

ظلت الحركة الشعبية منذ توقيع الإتفاق تمثل الحكومة والمعارضة معاً
وذلك بشهادة المؤتمر الوطني وأفعال أعضاء الحركة أنفسهم
فإذا أغضب الوحدويون المؤتمر الوطني سارع الإنفصاليون لمعالجة الأمر

لم يخدع ياسر عرمان المهمشين في أنحاء السودان، ومن علّقوا عليه آمال التغيير
ولكن ليس له ولا لبقية الوحدويين أن يقفوا في وجه إخوانهم في الحركة وفي طريق حق تقرير المصير
لشعب الجنوب الذي قاتلوا باسمه وذاقوا معه مرارات الحرب، (شاء من شاء وأبى من أبى) داخل وخارج قيادة الحركة

لم يخدع الوحدويون تجمع قوى جوبا فهم صادقون في تكتيكهم للترشح وإسقاط البشير وتشتيت الأصوات في الجولة الأولى
إنهم فقط لن يجاملوا إذا أضر ذلك بحق تقرير المصير وخيار إخوانهم في قيادة الحركة
فهم يرجون التغيير لكل السودان ولكنهم يحافظون على مكتسبات أهل الجنوب
وهم مع تجمع جوبا لإنهاء الشمولية ولكنهم مع إخوانهم في المحافظة على مكتسبات نيفاشا

هم لديهم رأي مغاير ولكنهم يتّبعون المؤسسية حتى الآن
وهم ليسوا انتهازيين ليعلنوا شق الحركة في هذا الظرف الدقيق
ولكن إلى متى ينتظرون؟