Post: #1
Title: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-03-2006, 10:39 AM
]
محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
عيوني تغرورق وأنتَ تضحك ، كما عرفناك دوماً تُجالِد الصعاب . وطني اليوم عليل تآمرت عليه الأكوان . تعال إلى صدري كي أتنفس عافية من أجلك ، فقد قال لي رجل من العامَّة : ـ ـ نَم في حضن محجوب فالعافية تُعدي . قلت لنفسي : ليتها تسمع وتُصدِق .
يا سيداً قدمتَ إلينا من ريح خيل الحنين ، وأمواه شُرب الطيبين . جئت إلينا مُتدحرجاً من هِضاب الأحلام . كأنكِ راعٍ ترتدي مُخشوشن الخيش ، حافياً تمشي ، قصبة مزمارك تُحي عاشق الوطن . تقف أنتَ مُحباً ويجلس أكبادنا يشربون من نبعك علماً و وطنية . لو جلس إليك كِبارنا لما كان حالنا اليوم لا يَسُر عدواً ولا صديق . منكَ سيدي يبدأ الوطن الجميل خطو السماح . يبدأ سيرك منذ تفتحت عيناك جوالتان ترى الفرع يميل للانكسار تُقومه ، تهبُط الوادي كنيل يسقي القاص والداني ولا يمَلّ .
من يُرسلنا لِجَنة الحنين ونحنُ أحياء ؟
( كَشامَانيٍ ) أنتِ عبرت أحراش أرضنا وأشواكها وأشواك بعضِنا . تقوم منذ ساعات الفجر الأولى يصحبك زوار الليل، يعرفون أنك لا تهاب من البشر غير فُقراء موطنك. لا تذرِف الدمع إلا لأجلهم. عندما زغردت الجَدة فَرِحة بزفافك ، كان مهر سيدة الشراكة والحُسن سيفاً حِليةً من تُراث ، وكُتيبات كسرتِ بهِنَّ سُلطان العادة ، وقُلت لفاتنة أحلامك الكبيرة والصغيرة :
ـ تعالي لنُكثر الوطن بسواعدٍ خُضر جنة رائعة وأفنان . مكان الطلقة عصفورة .. تُحلِّق حول نافورة ..
من زَرع فينا مثلك نبتاً وقامة ؟
الشعر عندنا بفضلكَ اليوم طعاماً يحيا به الإنسان شامخاً ويُزلزل كراسي المُلك. حَببت إلينا المضارب ومساكن الفقراء، والكلمات الحميمة بلُغة الأم الرءوم . تبدلت الحبيبة ولبست قميص ورد كلامك. الصبح على ضفاف أغنية من شِعرك يصحو و أسماعنا التي لا تنام. في أعراس الوطن تغنيت من أجل الزفاف ، وفي يوم الزفاف وبعده .
كتابُك سيدي ناصعاً، ووجهُك طيبٌ وألفة أحبها أبناء الوطن من أركان الدُنيا. بخُضرة لونك أمسكت بخاصرة الوطنية ، تتوسط أنت بلون بشرتك الألوان المُسالِمة . كأن وصمة ميراثك رأت دون وعي ألا تُغضِب أحدا.
معنا أنت بجسدكَ وروحك.
طموحكَ جلسة مع الصحاب، وطفلة على الكتِف تنام وأنت تسهر تُطيب الخواطر. بمرآك يستحم الطير و لا يجزع . تُصادقك الكائنات من كل الدُنيا ، ويجلس رفيقك ( وردي ) لتُسامره فتتفجر الأنغام لشعبنا : ......
في أمسية ذات يوم جلس إليك سلطان في الزمان يستجدي أن تمد إليه يدك لترضيه ويسعَد . أنتَ ببساطتكَ جالس تصُب له من إبريق الشاي وهو بالجاه والمال والسلطة يستجديك لترضى ، دمعت عيناه يستجديك .
ضحكت و قلت له :
ـ للثعالب لا أمُدّ يدي مُصافِحاً ، ولأبناء شعبي أفرُش قلبي وسادة لنومهم . مُتعبون من شقاء الركض من الصباح إلى المساء ، ومن بعد المساء ترغب الحُمي جليس يُسامِر ، وطبيب لا يُجاريه طبيب .
من يشتَم نَفَسك هابطاً وصاعداً ، يقول للعافية :
ـ لدينا أجساد بسعة كوننا الكبير، و رئة بحجم القَمَرْ . تستنشق الحياة أكسيد سِحرها ، و تقوم دونك كل الدُنيا كي تستريح العافية عند مرقدك يا منتهى القلوب عندما تُحب وتعشق . يا سيداً من نُبل كريم الحجارة .
تُصادق الإنسان كدلفينٍ لا يتعَب ، كنبعٍ لا ينضب .
محجوب أنت الروح التي لا تحتجب . أنتَ الحُب يتدفق كرمل الصحارى . بوجودك معنا يلتف عُنقود الفأل قماشاً ( للضريرة و الحريرة ) ، دوماً تقول هناك أمل .
قُل لي سيدي .. كيف تنام غريراً وبكَ ما بِكَ ؟
ألف ألف تميمة وتميمة تنتظر أن تنام على صدرك لو كان الشفاء بيدها . ألف ألف وردة حُب من صنيع أحباؤكَ صافية كحليب قلبك تنتظر أن يتزين النيل بمقدمها من بعد شفائك يا سيد الكرام .
وقفت ببابكَ موطني ، و خلفي عروسٌ لم تزل مُخضبة بروائح مُعتقة . قُلتُ لها :
ـ أتعرفينه ؟
قالت :
{ قدمت صغيرة مع والدي إلى بيته . أجلسني قُبالته على مقعد صغير وقال لي : ـ اقرئي لي من عِلمك يا صغيرتي وعلميني .
قلت له :
ـ أنت صديق أبي ، وكبير في السن ، وأحسبُك ذا علم .
ضحك وقال :
ـ أنتِ حدَّاقة تُحبين المعرفة ، اقرئي لي .
وبدأت :
ـ ع عَسل .. و ولد .
ضحك وقاطعني :
ـ قولي : و وطن .
قلت له وما الوطن ؟
قال :
ـ هذه اليد الحريرية التي تُمسك يدي هي من موطني . الأرض التي نقف عليها جميعاً بمائها وريحها ورزقها من موطني . خيرها الكثير وشرها القليل ، هو في موطني . لو أحببناها لأخرجنا الشر بالمحبة .}
يا موطني ،
خلف العروس زوجها ، وأمها وصف ينتهي عند الأفق ، ومن بعد الأفق غُبار الرواحل . جاءت جميعاً تطلب أن تُشفي لها جسداً ، نحن نعرف أن محجوب لا يستريح هو إلا حين يُجبره مبضَع الجراح . منك يا موطني نفير أبنائك وبناتك من أجل مزمار أحبك بقدر ما مضى من العُمر ، فهلا ترفقت بنا.
أشهد له بمحبتك في العافية.. و بدونها .
مكانك صميم الفؤاد
عبد الله الشقليني 3/5/2006 م
|
Post: #2
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عشة بت فاطنة
Date: 05-03-2006, 01:52 PM
Parent: #1
الصبح على ضفاف أغنية من شِعرك يصحو و أسماعنا التي لا تنام. في أعراس الوطن تغنيت من أجل الزفاف ، وفي يوم الزفاف وبعده . شكرا عبدالله لكل الكلام الجميل الذي ارسلته لمحجوب شريف الشاعر الانسان
|
Post: #4
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-03-2006, 05:10 PM
Parent: #2
إلى الرائعة عشة بت فاطمة
تذكرت يوم حفل زفافه كم رائع هو وهي شكراً لكِ ياناظرة للأفق السادر
|
Post: #3
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: أبو ساندرا
Date: 05-03-2006, 03:44 PM
Parent: #1
شقليني يا شقي ده ماتنزيل عديل
|
Post: #5
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-03-2006, 05:24 PM
Parent: #3
عزيزنا أبو ساندرا كتب البنان ولم يلحق بمحبتنا له
|
Post: #6
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-04-2006, 00:33 AM
Parent: #1
لك العُمر يا فوَّح الحنين
|
Post: #7
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: الجندرية
Date: 05-04-2006, 01:02 AM
Parent: #6
Quote: و تقوم دونك كل الدُنيا كي تستريح العافية عند مرقدك يا منتهى القلوب عندما تُحب وتعشق . |
أريت يا صديق كيف نام اطفال ( النفاج ) في حضنه فخرجوا إلى الشارع موفري العافية والتحنان ؟
سيتعافى لاجلهم ، اكيدة من ذلك
|
Post: #8
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-04-2006, 01:31 AM
Parent: #7
[RED/]
العزيزة الجندرية
هبط الوجد من الذاكرة هبوط أمطار ( العَبادي ) وتسلل هو كشربة ماء من عطش إلى الحُلقوم . كأني أُمسك بكتفه ، وتذكرت آخر أيامي التقيته مع صديقه وصديقي قاسم عُمر . مضى الزمان بخيره ، وابتعدنا ومنعنا حسرة أن حرمتنا الدُنيا من مُجالسته ، وتذوق طعم ( الشاي ) لدى سيدة الدار . تصحبك المحبة ، وتُغنيني مما عداه . شكراً لكِ بيننا
|
Post: #9
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-05-2006, 01:21 AM
Parent: #1
قلبك واحة خضراء ورئة من العُمر الوطني لك الشفاء يا سيد الشعر والغناء
|
Post: #10
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: معتصم الطاهر
Date: 05-05-2006, 02:40 AM
Parent: #1
Quote: تقف أنتَ مُحباً ويجلس أكبادنا يشربون من نبعك علماً و وطنية . لو جلس إليك كِبارنا لما كان حالنا اليوم لا يَسُر عدواً ولا صديق . منكَ سيدي يبدأ الوطن الجميل خطو السماح . يبدأ سيرك منذ تفتحت عيناك جوالتان ترى الفرع يميل للانكسار تُقومه ، تهبُط الوادي كنيل يسقي القاص والداني ولا يمَلّ . |
هذا وبقية الكلام
أجمل ما قيل للأستاذ استاذ الأجيال والحب والانسانية .. وأستاذنا ..
|
Post: #11
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-05-2006, 12:01 PM
Parent: #10
عزيزنا معتصم
هو كذلك نأمل جميعاً له الشفاء . فبعودته يعود الوطن مُثقلاً بقِراب الفأل الحسن
|
Post: #12
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-05-2006, 12:23 PM
Parent: #11
لمحجوب دعوة بأن تعود البسمة للأسرة الصغرى ووطنه الأكير
|
Post: #13
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-07-2006, 05:54 AM
Parent: #12
اليوم الأحد مساء بالنادي السوداني بأبوظبي ، يلتقي نفر كريم ، يرون الشفاء بقلوبهم رأي العين .
|
|