شعب يحمل كفنه

في برنامج تلفزيوني قبل يوميين كان في احدي الفضائيات السودانية دار الحديث عن "اللبس او اللباس الشعبي " وكان هنالك من اشارت اليهم مقدمة البرنامج بالمتخصصات والمتخصصين ....

قالت احداهن ان "العمامة(للرجل) والثوب( عند المراة) هو لباس غالب كان لاهل وسط السودان وشماله والان صار لمعظم اهل السودان بانه حمل "للكفن" تعبيرا عن "ايمان قوي بالرحيل" .. اي ان العمامة هي كفن الرجل يحمله معها مترقبا للموت والثوب كفن المراة لذات السبب ......

امس واليوم (وغدا كما تنبئت الارصادات الجوية وفق ما شاهدت في الفضائية السودانية) كتاحة اوقفت السفريات الجوية الي ومن الخرطوم و"دفنت" العاصمة ... فلماذا لا تملك عاصمتنا "كفنا" كا"العمة" او "الثوب"

______
التفسيرات للجميع دون حد

الأخ العزيز باشمهندس أبو بكر
تحياتي و سلامي
كمسلم أفهم أن يكون لفكرة الموت دورها في تشكيل تصورات الإنسان و توجهاته و سلوكه في الحياة لكن في نفس الموت و ككل شيء في هذه الحياة إذا زاد الحجم الذي تشغله هذه الفكرة عن مقداره فلا بد أن خللا ما سيحدث. في تقديري أننا كسودانيين نحتاج إلى إعادة النظر في ثقافة الاحتفاء بالموت و فتح طاقات و منافذ للتبشير بثقافة الاحتفاء بالحياة. يموت المرء فيفرش عليه لأيام و يحتفى بيوم الصدقة و السابعة و الخمستاشر و الأربعين و غيرها و يزار قبره في الأعياد التي هي مناسبات للفرح... طبعا كثير من هذه الظواهر قلت بحمد الله لكن لا تزال ممارسة على نطاق واسع بالذات في القرى. لا أدعو قطعا لأن لا نحزن لفقد أعزائنا لكن لكل شييء مقدار. ما يؤلمني أكثر أن هذه الثقافة انتقلت حتى إلى ممارساتنا السياسية فاستشرت فينا ثقافة فلترق كل الدماء... حتى لو نظرنا للحملات السياسية أثناء الانتخابات فهي لا تبشر الشعب بالمستشفيات و المدارس و الملاعب لأطفاله و الحدائق و الزهور و الفرح القادم بل تخاطبه بقوة أحزابه و مقدرة قادتها على الخروج للموت... علقت قبل أيام على كلام أخ عزيز في الدعاية لأحد الأحزاب حيث كان عنوانه حزبا مرق للموت قلد... كان رأيي الشخصي أن شعبنا قد شبع من رائحة الموت و صيحات الحرب و أن الدعاية الانتخابية المفترض فيها أن تبشرنا بالحياة لا بالموت فنحن (افتراضا) لسنا ذاهبين إلى ميدان قتال و إنما هي معركة انتخابية نحتاج فيها أن نعرف ما يراد بنا في المستقبل... متى نسمع في دعايتنا الانتخابيه من يبشرنا بالمدارس و المستشفيات و المقاعد للطلاب و المعامل في الجامعات... خطاب الموت و الحماس يتقنه كل السياسيين و لكن بث الأمل و التخطيط لمستقبل واعد مليء بالأفراح هو الأصعب و هو ما نحتاجه حقا.
معليش يا أستاذنا للخروج بالبوست عن موضوعه لكن الكلام بجيب بعضه.

يالعوض شكرا .. ما خرجت من الموضوع انت في عمق الموضوع وللتاكييد اقتبس ما ذكرت ادناه :

Quote: كمسلم أفهم أن يكون لفكرة الموت دورها في تشكيل تصورات الإنسان و توجهاته و سلوكه في الحياة لكن في نفس الموت و ككل شيء في هذه الحياة إذا زاد الحجم الذي تشغله هذه الفكرة عن مقداره فلا بد أن خللا ما سيحدث. في تقديري أننا كسودانيين نحتاج إلى إعادة النظر في ثقافة الاحتفاء بالموت و فتح طاقات و منافذ للتبشير بثقافة الاحتفاء بالحياة. يموت المرء فيفرش عليه لأيام و يحتفى بيوم الصدقة و السابعة و الخمستاشر و الأربعين و غيرها و يزار قبره في الأعياد التي هي مناسبات للفرح... طبعا كثير من هذه الظواهر قلت بحمد الله لكن لا تزال ممارسة على نطاق واسع بالذات في القرى. لا أدعو قطعا لأن لا نحزن لفقد أعزائنا لكن لكل شييء مقدار. ما يؤلمني أكثر أن هذه الثقافة انتقلت حتى إلى ممارساتنا السياسية فاستشرت فينا ثقافة فلترق كل الدماء... حتى لو نظرنا للحملات السياسية أثناء الانتخابات فهي لا تبشر الشعب بالمستشفيات و المدارس و الملاعب لأطفاله و الحدائق و الزهور و الفرح القادم بل تخاطبه بقوة أحزابه و مقدرة قادتها على الخروج للموت... علقت قبل أيام على كلام أخ عزيز في الدعاية لأحد الأحزاب حيث كان عنوانه حزبا مرق للموت قلد... كان رأيي الشخصي أن شعبنا قد شبع من رائحة الموت و صيحات الحرب و أن الدعاية الانتخابية المفترض فيها أن تبشرنا بالحياة لا بالموت فنحن (افتراضا) لسنا ذاهبين إلى ميدان قتال و إنما هي معركة انتخابية نحتاج فيها أن نعرف ما يراد بنا في المستقبل... متى نسمع في دعايتنا الانتخابيه من يبشرنا بالمدارس و المستشفيات و المقاعد للطلاب و المعامل في الجامعات... خطاب الموت و الحماس يتقنه كل السياسيين و لكن بث الأمل و التخطيط لمستقبل واعد مليء بالأفراح هو الأصعب و هو ما نحتاجه حقا. معليش يا أستاذنا للخروج بالبوست عن موضوعه لكن الكلام بجيب بعضه.

Quote: فلماذا لا تملك عاصمتنا "كفنا" كا"العمة" او "الثوب"

عزيزي أبو بكر

العمامة التي (كان) يفترض أن تتوشحها العاصمة وتكون في رأسها دوماً هي وجود بيئة زراعية وغطاء نباتي ومزوعات خضراء من أشجار وخضروات وغيرها فضلاً عما كانت تملكه العاصمة من حزام أخضر يلتف وشاحاً (شالاً) على عنقها ولكن ... اصبحت حدود ومحيطاتها العاصمة جرداء من كل مساحة خضراء ، والخوف من أن تمتد الأيادي الأثمة إلى ما تبقى من شجيرات تقف على إستحياء في غابة السنط بالخرطوم وتتم إزالتها وتوزع لأصحاب السطوة.

تحياتي عبدالرحمن...
كما تعرف فان زياراتي للسودان قليلة وطالت المدة جدا وامس سالت صديقة كانت هناك لكن الكتاحة لم تسمح لها بالسفر عن الحزام الاخضر فقالت " حزام اخدر شنو دي كوشة كبيرة " ....
الكتاحة قديمة قدم الخرطوم كمدينة وامر اختيار الموقع بواسطة الاتراك كعاصمة لم يكن وفق مؤشر بيئي وانما موقع وسط ييسر لهم امر السيطرة لتجارتهم ومنافعهم ....والادارات السودانية التي اتت بعد السودان تكاسلت عن التفكيير جديا في عاصمة بديلة ربما كان الافضل جنوبا لتمتد يد العناية الي مناطق الجنوب والغرب والنيل الازرق بالاضافة الي انها مناطق ذات بيئة جميلة وصحية اكثر من وسط السودان المترب البئيس ...

هذه المدينة القرية العشوائية التمدد البائسة التخطيط والبنية التحتية يجب النظر في امر يجاد بديل لها كعاصمة وفي مناطق تستحق العناية والاموال التي تصرف فيها ....