سد الشريك - هل اوقفته الحكومة لانه سيغمر "أودية الذهب" ؟

(1)

في الثاني من مارس الجاري أصدرت رئاسة الجمهورية قرارا بتجميد العمل في سد الشرك شمال مدينة بربر بولاية نهر النيل، وهو السد الذي سبق أن قالت الحكومة انه جاء بعد دراسة جدوى قامت بها مكاتب استشارية عالمية، أثبتت جدواه، فما هي الأسباب الحقيقة وراء تعطيل العمل في السد؟!

(2)

نسبت تقارير لمسؤول حكومي قوله إن إيقاف السد جاء بعد أن أثبتت دراسات عدم جدواه الاقتصادية، وهو الأمر الذي رآه مراقبين يناقض المبدأ الأول، أن السد جاء قرار تشيده بعد دراسة متكاملة. فكيف تتوصل دراسة إلى الجدوى وتأتي الثانية لتقول النتيجة بشكل عكسي تماما!.

(3)

في 27 يناير الماضي وقبل صدور القرار الرئاسي كان مسألة إيقاف بناء سد الشريك معروفة للجميع، وكتب الأمين مجذوب الأمين في موقع "منتديات الزيداب" على الإنترنت أن الحكومة أوقفت السد لأنها أدركت أن المنطقة يوجد بها جبال من الذهب داخل المياه وخارجها بالقرب من السد".

(4)

في فجر 12 يوليو 2009 تم اغتيال كادر المؤتمر الوطني، حمزة إبراهيم أحمد عمر، بمنزله بمنطقة الباوقة غرب النيل، شمال بربر، وعزت الأسباب إلى كونه أحد المؤيدين لقيام السد وجمع توقيعات من المواطنين بالمنطقة لهذا الغرض. وذكرت الشرطة على لسان اللواء علي صالح مدير شرطة ولاية نهر النيل أن الرجل تعرض لتهديدات مسبقة بسبب مناصرته لقيام السد. وقد شكك البعض في أن يكون السد سببا في موت الرجل.

(5)

وصدر حكم لاحقا بمحكمة الدامر بالإعدام للمتهم الأول في القضية، وقد وصفت عريضة الحكم الضحية بأنه "رئيس اللجنة المؤيدة لقيام خزان سد الشريك"، وكان آخرون قد حكموا بأحكام متفاوتة من السجن بسبب التستر والتحريض.
من خلال قصة الرجل الذي راح ضحية السد كان المؤتمر الوطني متمسكا بالمشروع، وفجأة يطل ليغلق الباب تماما ويواربه على حين غفلة.

(6)

في الثلاثاء 3 مارس 2009 افتتح البشير سد مروي وخطب في الجماهير مؤكدا ان سد مروي سوف تعقبه سدود أخرى، وذكر "سد الشريك" تحديدا، وقال سينفذ هذا العام.