في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة

في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة


02-24-2010, 10:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1267046166&rn=1


Post: #1
Title: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 10:16 PM
Parent: #0

أحب الرحيل ليلاً بين مدن متشابهة




جميع تفاصيلها ثابتة ، يسكنها الملل ، و تنتحر الرتابة نفسها بين جنباتها

Post: #2
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 10:18 PM

أرحل ليلا لأن في الليل متعة - لمن يعلمها - عظيمة ، فلا شمس فيه لتفضح تناقضات العدم في شوارع تلك المدن الرتيبة الغافية









و قديما حبوباتنا بقولن الليل سترة

Post: #3
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 10:21 PM
Parent: #2

و يتأوه صوت الفناء بداخلي إذ تنهشني الذاكرة بصوت جدتي ست النفر بت ميدوب - ذات مساء - و هي تنتهر حفيدتها التي - يادوب - قد بلغت مبلغ النساء و قد كسا وجهها حب الشباب و إحتقان محبب من الخجل و هي إذ تقنعت بطرحتها و همت بالخروج لبيت خالتها : " يا بتي ختي البلامة من وشك الليل ساتر" ، و تجيب الفتاة و هي متلعثمة : " حبوبتي دي ما بلامة دي طرحة " فتجيبها الحبوبة بنفس جوابها السابق : " برضو الليل سترة "










غير ان بلامة ليل هذه المدن الرتيبة المتشابهة لم تستر عني عورة شيبها و تجاعيدها و لا زلت أحفظ تناقضاتها و زيفها و خطل لغتها و تباين تراكيب سكانها

Post: #4
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 10:26 PM
Parent: #3

إعتدت دائما أن أعايش التفاصيل من حولي - بهذ المدن - بعين المشاهد غير المندهش و فالنقل الملاحظ غير المكترث just an observer












فأنا مشكلتي انني أعنى بالتفاصيل أينما عناية و كما أن طول الجرح يغري بالتناسي فإن تكرار التفاصيل يغري بالتغاضي just ignore

Post: #6
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 10:32 PM
Parent: #4

و تهكمت من كلامي السابق هذا بشأن هذه المدن و شيطان التفاصيل يأتيني بإقتباس من الذاكرة و أنا جالس في ذاك المقهى أقرأ في جريدتي المعتادة - التي أقرأها كل يوم في نفس الكرسي و في نفس الوقت تقريبا - خبرا عن حيوانات الوشق (الحمرا بلغة أهل هذه الديار) العشرة التي نزلت من أعالي جبال إحدى هذه المدن بالأقاليم الشمالية النائية لتلتهم مواشي المواطنين السائبة ، فكان أن أوصت حكومة هذه البلاد - الراشدة - بعدم قتل حيوانات الوشق الجائلة ، بل - ياللغرابة - أوصتهم بذبح القرابين الحيوانية و إلقائها في أعالي الجبال لتطعمها الأوشاق الجائعة و ستدفع خزينة الدولة كافة تكاليف تلك المكرمة لأجل عيون الوشق المهدد بالإنقراض و الذي يرمز الى تراث هذه الأمة و حضارتها الراسخة.










الوشق :Lynx هو قط متوسط الحجم، يراوح وزنه بين ثمانية و14 كيلوجراماً، ويعيش في الجبال والكهوف والمناطق البرية، ويتغذى خلال فترة الليل على الأرانب البرية والمواشي والثعابين ومختلف الحيوانات والزواحف البرية صغيرة الحجم، ويعيش أكثر من 17 عاماً.

Post: #7
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 10:37 PM
Parent: #6

و تراءت على شفتي إبتسامة ساخرة فقد قرأت في الأسافير مؤخرا أن عاصمة بلادي - المبجلة- قد هاجمتها كلاب متوحشة جائعة أشرس و أخطر من هذه الأوشاق - المدلعة - أحضرها أحد المتنفذين ببلادي ليبيعها للمترفين من أولي النعمة و لما كسدت تجارته و عجز عن إطعامها أطلقها في الأفاق لتكسب رزقها بنابها و مخلبها فكان من بين من نهشتهم اسنانها الحادة طفل جميل اسمه أكوي كان قد جاء الى عاصمة بلادي نازحا من نيران الحرب التي نهشت قطيته و اهله و معبد قومه و لكنه لم يسلم من لعنة الكلاب الجائعة.








حقاً للموت اسباب كثيرة كما يقول - درويش- لكنه من النادر ان تموت منهوشاُ بأنياب كلاب جائعة في عاصمة تعتبر من الاماكن الحضرية

و ساواصل

Post: #5
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: Emad Abdulla
Date: 02-24-2010, 10:32 PM
Parent: #3

أرفع يا حاتم ..
فالليل قد وسق .. و القمر قد اتسق ..
حدث عنها جائلةً ناعقةً جائعةً هائمة .. تقتلها المسكنة ..
كائنات الوشق .
في ليل المدن المنثورات على خارطة الدنيا .

........
عندي راديو ..
تصيبني منه المدن كلما ليلة بعواءها الصخاب ..
أتمدد في قارب جسدي و اشحب , أشف , أتعالى و أفرع حتى استحيل ذبذبة تدخل في معمعة الأصوات و الكواريك الصخب .
فالليل قد وسق .. و القمر قد اتسق ..
فحدثنا .

Post: #8
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 10:49 PM
Parent: #5

الاخ العزيز عماد عبد الله

Quote: حدث عنها جائلةً ناعقةً جائعةً هائمة .. تقتلها المسكنة ..
كائنات الوشق .


كائنات الوشق تلك معتدية جائرة تهاجم الآخرين
فيجرى تكريمها بالذبائح و ترفع الأيدي و السهام عنها

بينما كلاب بلادي المسكينة الجائعة جلبوا لها كلاباُ مستوردة نافستها
في أرزاقها فلما شحت ، هاجمت الكلاب المستوردة كائنات جائعة
اخرى تدعى إنسان من بني سودان
فكانت النتيجة أن عم الشر و الدماء كل الكلاب المحلية و المستوردة
ولم يسلم من اذى الإبادة الجماعية للكلاب بعض البشر أيضاٌ



Quote: عندي راديو ..
تصيبني منه المدن كلما ليلة بعواءها الصخاب ..
أتمدد في قارب جسدي و اشحب , أشف , أتعالى و أفرع حتى استحيل ذبذبة تدخل في معمعة الأصوات و الكواريك الصخب .


يا حليلك يا عماد إنتا من زمن الراديو
أنا عندي لسوء الحظ تلفزيون فتحتوا بالغلط قبل يومين
فرأيت خليل (الدباب) المجاهد سابقاُ يخلع عن وجهه
بلامته القديمة ، فيرتد إليه بصره سليماُ من غير سوء
- أو كما خيل إليه - ليرى مؤامرة قوى المد العلماني
على دولة الشريعة الكيزانية !!!
هل ترى يا ترى رفعت عنه الحجب
وهو يرى المناصب و تقاسم الثروة
الذي لن تنوب اهله في دارفور منه
حبة خردل ؟
قفلت التلفزيون لي يومين ما ناقصين عبط
كفانا المدن المتشابهة و الاوشاق الجائلة
والكلاب التي هي ليست كذلك

شكراُ على جمال كلمك

Post: #9
Title: Re: في شأن رفع البلامة عن أوجه حيوانات الوشق الجائلة
Author: حاتم علي
Date: 02-24-2010, 11:12 PM
Parent: #8

فكان أن غرقت في نوبة من الضحك الهستيري الداخلي و أنا لا أعرف أأنا أضحك من سخرية المقاربة ام أضحك على حالهم و حالنا ؟! فالمقارنة تبدو عسيرة بين حال اوشاقهم الجائلة و حال كلابنا المستوحشة ، حتى أيقظتني يد النادلة الخرقاء الجديدة التي قد - دلقت - للتو قدح قهوتي الباردة و هي تنظف الطاولة و هي تسرح - كعادتها - حينذاك نحو بلادها الإستوائية المناخ الدافئة التي لا تبارح أعشابها الخضرة و الملاحة تقاطيع نسائها ، فكان أن رفعت عيني نحوها - بدون أي تعبير - فأجابتني و هي تتمتم بخفر - ذكرني وجه حفيدة ست النفر -و هي تشيح بوجهها بإنجليزية ركيكة شاب الإضطراب ركاكتها أكثر من عدم درايتها باللهجة : " عفوا لم أقصد " فشيعتها و هي تمتضي بإبتسامة مواسية قائلا : " البدايات الجديدة دائما قاسية " و أشحت بعيني للصحيفة .










وأشحت بعيني نحو الصحيفة و أنا أتمتم في سري :" بل البدايات الجديدة دائما فاشلة" و لا أدري لماذا تذكرت مثلنا السوداني القديم "العرجا لي مراحا" و أنا أرى صور خليل دارفور و هو يصافح يد البشير و تبسمت و طوحت بالجريدة و نقدت النادلة الخرقاء اجر القهوة - المدلوقة- و خرجت لا ألوي على بلامة.