ركضت هذه الخواطر في رأسي وأنا أطالع بوست الأخ العزيز قاسم مهداوي ، (بنات برا) وركضت أيضاً ابتسامات التشرد ، وأفراح الغربة التي اكتشفت أن أكثر ضحكاتها عزوبة هي تلك التي نضحك فيها علي أنفسنا. وتذكرت قول ج. شسترتون حين قال : (الغرض من الرحيل ليس أن تطأ بلدا غريباً ، بل أن تطأ بلدك بعين جديدة كما لو كان بلداً غريبا) وربما كان علينا أن نعيد امتلاك أنفسنا وأوطاننا مارين بهذه الدرب ذاتها ، وبقوة الحضارة والضوء الداخل ، والعطاء الإنساني وجوهرة الحرية والتسامح لا بسطوة السجان والسوط والقمع قالت غادة السمان. ولان الغربة دمعة معلقة بالذاكرة .. خصوصاً إن لم تكن مستعداً لها ، وربما (رأس سوطك) أزال غطاء الفارق الجنسي للصلات البشرية. ولوعة القلب الذي قد نكون خلفناه في مدينة أخري جعل من فكرة (بنات برا) تبدو مشابهه لفكرة (أولاد برا) خصوصا إذا كانت صاحبة البوست (أكس) مثلا وأنا مثل (بنات برا) في وسط أهل دون كيشوت تراني كل صباح أقاتل طواحين حياتي الوهمية والحقيقية وأحلم بعز مكسور ونصر موهوم ، كأي دون كيشوت سوداني من صحراء الخيبة حتي غابة الحرائق. وإن كنت في باريس أو نيويورك أو لندن ، أو حتي في القاهرة فأنت دوماً وحيداً ومشرد. ولو زرت كاتدرائية نوتردام ، أو جدار برلين ، أو حديقة الورد بجنيف ، فأنت محكوم علينا أن يترصدك العذاب أينما ذهبت. وإن تسكعت في ((الشانزلزيه)) ، أو علي (( جسر ديالتو)) أو في (( بورتو بيللو رود)) أو حتي في شارع 26 يوليو فانت ترحل خارج الموضة ، وداخل بطاقات البنوك وهموم الأولويات. وإن كنت تطالع (( الأبوزرفر )) أو (( الواشنطن بوست)) أو ((الليفغارو)) أو حتي ((المصري اليوم)) فأنت تسأل نفسك نفس السؤال الداخلي أين ينتهي التخلي وتبدأ الواقعية. عزيزي قاسم لو تخيلت وأنت تعمل كثيراً لتكسب كثيراً من المال لتنفق المزيد علي شراء السلع ذاتها ، والمعلبات ذاتها وتعود من جديد النقود لاصبحابها في دورة شيطانية من الملل كنت قد غفرت. ولو كان محكوم عليك أن تعيش في منظومة من الأتكيت (أسم الدلع) للسيستم كأسماك الزينة أو الماني كان ، علي فكرة لاحظت أن كل المانيكانات بدأ يتحول لونها إلي الأسود. هل لاحظتم ذلك أيضاً؟ وضوضاء المترو وصراخ الإعلانات المتلفزة ، وسماجة الإبتسامات الصفراء ياللله من الإبتسامات الصفراء. عندما ترمي منديل (كلينكس) علي الأرض يستجوبك البوليس ويبدو لك حدثا رمزيا من التدنيس المرفوض تحسد أصحاب الهموم المرفهة عليه. ولو كنت مجبر علي المرح (الخواجي) الثقيل والثرثرة الجوفاء و تتذكر الليالي التي قرضتنا فيها جرذان الشقق المهترئة بالقاهرة ستدخل في مقارنات عقيمة. وجلطاتنا المتلاحقة حتي الشلل الكلي في جسد الوطن الذي شبت فيه النار ولكن الكل مشغول عن إطفائه بالاقتتال. ومن جديد تدور أيضا ويدور برأسك أن بنات برا وأولاد برا ولكننا (كلنا في الهم شرق) سودانيز اونلاين تنكأ جرحنا وتداويه في آن. والمنبر ساحة لذاكرة الوطن وساحة للنسيان أيضاً ، ننسي كل شئ فيه ، لنتذكر الفرح المنسي المشنوق علي أسوار قلوبنا. لأن لوعة القلب الذي نكون قد خلفناه في مدينة أخري هو المشترك الأكبر. ولأن مسيرة الذل للحصول علي فيزة برا تخلف مرارة لا تنسي أبدا مقارنة بما ستحصل عليه ومرة أخري ندخل في مقارنات عقيمة. وآه ياتعب ... آه يامشوير الدرب آهات كتار ما بتتحسب ياقاسم ياخوي. ونحن المفروض أن نتفقد أحوالهن ونسأل. كن بخير ولك ودي الأبدي.
نحن عايزنك في موضوع الدوحه هذه الايام خليك مركز معانا.
تراجي سلامات
والله ياتراجي المفاوضات دي وجع قلب وطمام بطن وصفقات والقضية سارقنها قدام عينك ولا حياة لمن تنادي
فقلت..
اين اعلق تذكاري والحائط منهار والكل بيكسر وبيهدم في وسط نهار والكل بيسعي امصلحته ويارب العالم ينهار وناس كتير شيفاهم والناس دي كبار وكبار اين اعلق تذكاري والحائط منهار انا شلته خلاص ومشيت تلاتين مشوار ولابد من صوت يعلي ياخد ميت الف قرار
لك ودي...
Post: #7 Title: Re: (بنات برا) منو البيتفقد أحوالهن ويسأل؟ ياقاسم مهداوي Author: محمد ادم الحسن Date: 02-28-2010, 03:03 AM Parent: #5
تجمع لم تفرق بين الناس تساوي نارك مابتحرق مابتشد تلاوي ما بتحب تفرق من جيبك تداوي يامطر عز الحريق كما تسميك سلمي الشيخ سلامة إذن لهو رحيل جديد منتظر ياصديق وهو رحيل مر من أجل الرحيل ، المهم فيه أن تظل تتحرك وتلتهب في الدرب نحو الجوهر. تري هل يرهف الرحيل حاسة الدهشة عندك؟ وأنت تقطع النزهة المصطنعة عائداً إلي زمنك متأبطاً حقيبة مليئة بالكتب القديمة المبهرة من (سور الأزبكية) ، وبالخيبات الصغيرة أيضاً. لقد غادرت مهيض الجناح ، ممتلئ القلب والذاكرة بأحبائك الذين يتساقطون ويمضون بلا رجعة كنت تحلم بمدينة تستقبلك بمهرجان للأزهار ، ولكن الخرطوم ستستقبلك بالوسواس الخناس والقلب المدجج بالحنين إليك لايكفي وحده للأسف لمواجهة بعد المسافات مطر من أكثر الناس بشاشة ولطفاً وصدقاً ، يبسط مرفأه ويحتويك وينسيك جراحك وآلامك. إنت إنسان جميل... .يامطر لك مني في هذا الزمن الصعب ذاكرة طيبة ، بالله والوطن والآخرون ، ويبقي لك كل الإعزاز وعظيم المودة العميق. وسلم علي البنيات.
محمد تحايا يا .... شنو ... صديق ..قريب ... اخ كل وارد ولا كــــــيف ... شفتا كيف دى طويلا كـيف !!! ياخى مالك على .. او كما قال عركى البخيت يا قليب ما لك على ما انتا عارف قصة ( وهمة)... الاليمة وزى عايش الاندهاش ( ده ما عندو علاقة بى موضوعى السابق) ولكن تعرف
Quote: وآه ياتعب ... آه يامشوير الدرب آهات كتار ما بتتحسب ياقاسم ياخوي. ونحن المفروض أن نتفقد أحوالهن ونسأل. كن بخير ولك ودي الأبدي. مجمد ادم الحسن ... هولندا
حبابك ودعنا نتواصل عبر هذه النافذة الانيقة جدا فى كثير من الاحيان ... المرهقة حد التعب احيانا اخرى ... و.... يوميات ,,, تهويمات ,,, هبسكات ... ويعض من حقائق وجودية صدقنى ما حابب اضعف واندلق ليك شديد هنا ... وشيطان الكلام قاعد قصادى يحرضنى وبالحاح يفوق حد التوصيف ... عارف للكلام شيطان معبأ حتى (تفته) (قجتة ) كثافة شعر راسه بكل انواع الحكى .. ياخى كدا انتا عامل كيف وكيف تبدو لك الدنيا هنااااك برضو بنسال عن بنات برة وبنقدر بنات برة وبنحترم ونوقر بنات برة .. ولا كــــــــــيف !!!!
تعرف يا محمد انى بره لكنى غاطسة فى جوف حبيب تلك الحبيبة التى كلما هفت نفسى اليها كتبتها
ارواح المدن
هل للمدن ارواح ؟اجدنى اقول نعم .. فلكل مدينة روحها التى تفوح رائحتها بها كانت مدينة الابيض احد تلك المدن التى تتعبأ برائحتها روحى كلما زرتها احسست تلك الروح تلبسنى ، خاصة فى الخريف فلها روح خضراء ، فيها تمتد الزرابى مبسوطة مد البصر ، تختال فيها اقدامنا نمشى كما نمشى على وهاد نعرفها وتعرفنا كانت تلك المدينة تبدو لنا نحن الذين نشانا فيها فردوسا لايدانى ، وجدت العديد من اصدقائى يهيمون بها حبا ،وجدت زهاء الطاهر له كل الرحمة وقد افرد لجغرافيتها صفحات لاتحصى ولا تعد ، هاهو فى كتابه "المراثى والشجن " يصورها كما يحلو له يقول "هاهى الكاميرا تتابع اللورى وهو يئن بما يحمل على ظهره من جوالات ملئ بالمحاصيل التى اثقلت عليه وبرهط من الناس متقرفصين فوق الجوالات ،تركز الكاميرا على الوجوه ، وجوه رجال من كل الاعمار ، نساء وفتيات وفتيان ، صبايا وصبيان ، واطفال كالجراد سنركز على وجوههم وهم فى طريقهم الى الابيض سنتابعهم حتى مدخل الابيض من جهة الشمال ، ساجعلهم يمرون بالمنطقة الصناعية بمهل شديد ، ساتابعهم حتى اوقفهم بزريبة المحصول شرق اشلاق البوليس الشرقى ، انتهز كل الفرصة لادور فى شوارع الاشلاق شارعا شارعا ..." وكنت مثل زهاء ابحث فى الشوارع كلما زرتها تلك المدينة الآسرة ،اتمشى فى شوارعها وافتش عن ملامح عشتها وروح حلقت بى فى زمان مضى ، اجوس الشوارع بحثا عن استديو غاندى ، وقهوة زهرة افريقيا تلك التى كنا نجلس فيها وزهاء ومحود عمر وكمال بيغن وحماد والنعمان ، لكنى لا اعثر على اثر لاحد ، حتى المكتبة التى كانت ملاذنا وجدتها تحولت الى مكتب لمدير الجامعة فى المدينة ... ومدرستنا المتوسطة ،لم اجدها ، لم اعثر على عم سعيد سائق الباص ، كلما سالت عن احد قالوا "مات " احسست ان الروح فى تلك المدينة اصابها الوهن ، لان الشوارع التى كانت تفضى بالماء ابان الخريف لم تعد تجرى لذلك الاتجاه ، ولم يعد خزان المدينة يكفى حاجة ابناءها من الماء بسبب انسداد الخيران المؤدية الى خزان المديرية ، ولان المدينة باتت اكبر من حجم الماء الكان مرصود لعدد من الاحياء لا يتجاوز اصابع اليدين معا ، وجدت ان روحها تمددت وكادت ان تخرج
Quote: تعرف يا محمد انى بره لكنى غاطسة فى جوف حبيب تلك الحبيبة التى كلما هفت نفسى اليها كتبتها
ارواح المدن
هل للمدن ارواح ؟اجدنى اقول نعم .. فلكل مدينة روحها التى تفوح رائحتها بها كانت مدينة الابيض احد تلك المدن التى تتعبأ برائحتها روحى كلما زرتها احسست تلك الروح تلبسنى ، خاصة فى الخريف فلها روح خضراء ، فيها تمتد الزرابى مبسوطة مد البصر ، تختال فيها اقدامنا نمشى كما نمشى على وهاد نعرفها وتعرفنا
سلمي الشيخ سلامة ياعروس السكينة غير المقتحمة .. ياأغبنة الصمت والزمن البطئ - بالتبني - ياحكاية مزهرة أية أساطير تسكنك؟
وأنت تعرفين أنه
يحدث لك مع المدن كما مع النساء .. لا تستطيع ان تحب مدينة وأنت تتحرق شوقاً للقاء أخري.. وحين تزور الابيض وعينك علي القاهرة أو لندن أو أمدرمان أو نيالا تخسر متعة الدخول الي الدورة الدموية للمدينة وإلانصات الي ايقاع قلبها ، وزيارة ماتحت جلدها. (ولكنك فعلتيها مع الأبيض) كما أود ان اقول لك : ((عذبة هي الانغام المسموعة ولكن الانغام اللا مسموعة هي الأكثر عذوبة .. ولذا فاعزفي أيتها المزامير الرقيقة ، واصلي العزف لا من أجل الأذن الحسية ، وإنما...))
ولا تقلقي وسط ذلك المناخ الكئيب سوف تتنفس الأبيض ولو من تحت الماء.