في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال

في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال


02-22-2010, 03:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1266848435&rn=1


Post: #1
Title: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 02-22-2010, 03:20 PM
Parent: #0


نعم لقد كانت ليلة خالدة من ليالي كوالا الكاعب الدعجاء، ليلة شاع فيها الطرب في النفوس، وسرت اللذة في المشاعر، ولاحت على الوجوه الكالحة المجبولة على السماحة والكرم علامات الجزل والارتياح....ليلة تخللتها أغاني ماجت لها القلوب، وأحاديث انفطرت لها الأفئدة تفوه بها شماريخ امتلكوا ناصية اللغة و خناذيذ انفتقت ألسنتهم بألفاظ عسجدية تنزهت عن شوائب اللبس، وخلصت من أكدار الشبهات، ألسنة تمجد ذلك الرعيل الذي جلب الاستقلال لسوداننا الذي ما زال تركض فيه المصائب، وتتسابق إليه النكبات، تلك الكوكبة التي لها أناة الوزراء، وصولة الأمراء، وتواضع العلماء، وفهم الفقهاء، والتي كان لها هدف سامي شبت في مهده، وتحركت في اطاره، هدف من أجل تحقيقه سلكت دربا غير مأنوس، وعبدت طريقا غير مألوف مهدته بالمهج والجماجم حتى تسير قافلتنا نحن غير ظلعاء أو وانية، ولم يدر في خلدها أنّ من انحدروا من صلبها سوف يتراشقون بالسهام، ويتقارعون بالكلام، ويكيلون لبعضهم القدح جزافا، حتى غرقت البلاد في عصبية رعناء وقبلية ممجوجة.
إلا أنّ تلك الجموع الهادرة التي قصدت على حرد ذلك الفندق الراسخ البنيان، الموطد الأركان، الذي يكمن فيه الجمال، ويسير بين ردهاته الكمال، أشاحت بوجها عن الردى، وكفت يدها عن الأذى، وأصمت أذنها عن كلما يفصم العرى، ويضعضع القوى، ومضت خلف سجيتها التي فطرها الله عليها تعانق في ألفة، وتبتسم في وداعة، لقد أسقطت تلك الجموع الإحن والسخائم من صدرها الموبوء بضغائن توهن جلاميد الجبال، فانصدع ليلها البهيم، واستبان طريقها المظلم، وتجاوبت مع أصحاب الأصوات الندية وهم يرسلون النغم الشجي عذب الإيقاع، صافي الرنين، وألهبت أكفها بالتصفيق لرئيس الجالية الدكتورصبير الذي سحر العقول، وخلب الأسماع، بحلاوة لفظه، وطلاوة منطقه، وانتهجت نفس النهج مع السفير الذي يرفل في شرخ الشباب وميعته، الأستاذ نادرالطيب، الرجل الذي يتكأكأ حوله الطلاب لأنه جزل المروءة، جم التواضع،أغر المكارم، لقد خاطب السفير الحفل بلفظ عذب سائغ حتى استرق قلوب المستمعين بحلاوة لسانه، وحسن بيانه، زاعماً أن السودان سوف تنجلي عنه غمرة الحروب، ويعود السلام إلي ربوعه، داعياً شريحة الشباب للتزود بسلاح العلم، وأن يكونوا أهلاً للتحصيل، ومن أهل القدم الراسخة في المعرفة، وناشدهم ألا يكونوا وثابين على الشر، مقعدين عن الخير، كما مكث خليط من الأساتذة الجامعيين ورجال السلك الدبلوماسي والأعمال، وطلاب الجامعات والمعاهد العليا، يستمعون في خشوع العابد، وسكون العاشق، للبروفيسور أحمد إبراهيم أبوشوك، الموسوعي الذي ينداح في كل علم، ويستفيض في كل حديث، وهو موغل في حديثه المتزن الذي اجتر فيه الماضي وأماط اللثام عن زمرة ناوشت الدهر، وصاولت الزمان، حتى أتت بالاستقلال حنكة وعنوة، زاعماً أنّ عدة عوامل قد ساعدت في جعل الاستقلال واقعاً معاشاً، منها العامل الأمريكي الذي كان يبحث عن موطأ قدم يحارب فيه الماركسية العجفاء التي كانت متفشية في ذلك الزمان، لقد سعى الأمريكان لاجتثاث شأفة المد الشيوعي وعملوا على تقويض دعائمه وذلك بجلب الاستقلال لذلك القطر الشاسع، المترامي الأطراف، وأرادوا ضمه للتاج المصري، الأمر الذي رفضته النخب السياسية وتصدت له، ومن العوامل التي جعلت الاستقلال أمرا سجسجاً سهلاً، اندلاع ثورة ثلاثة وعشرون يوليو في مصر وسقوط النظام الملكي فيها، إضافة لإرادة الشعب الذي ليس بضعيف المغمز، ولا هش الحشاشة.
لعل الحقيقة التي ينبغي عليّ ذكرها أنه لم يكن بين فقرات ذلك البرنامج الشيق،فقرة مدعاة للسأم، أو مجلبة للكدر، حتى فقرة التكريم التي يتبرم منها الحضور في العادة عدها الجميع من أجمل فقرات ذلك الحفل الأسطوري، لأنها احتفت بنخبة من أصحاب العقل الراجح، والفكر القادح، علماء يُستضاء بضوئهم في الملمات، ويُرجع إليهم في المشكلات، على شاكلة العلامة البروفيسور مالك بدري، الأب الحاني لكل سوداني تسير قدماه في حواشي ماليزيا، والبروفيسور هنود أبية كدوف، القانوني الضليع، والسوداني الشهم الأصيل، وممن تمّ تكريمهم الصوفي الورع الدكتور سعدالدين منصور والمهاتما حسن النقر، والبروفيسور مدثر عبدالرحيم، والأستاذ الدكتور ابراهيم زين، الرجل الذي يملأ شعاب القلب بالإعجاب، وزوجته الدكتورة نجاة محمود، والدكتور عبدالله خيري، وكثير الرماد الأستاذ السخي عبدون وغيرهم من الأستاذة الأجلاء، إلا أنّ هذا التكريم غفل عن نفر يبسطون ألسنتهم بالمعروف، وأيديهم بالمعونة، لكل من يستحقها ومن لا يستحقها، مثل البروفيسور حسن أحمد ابراهيم، والأستاذ المشارك عائشة حسن هاشم، والإعلامي النشط طالب الدكتوراة العزيز سيف الدين حسن العوض، ومن ينطق الكرم من محاسن مناقبه، طالب الدكتوراة المبجل هشام ملاسي، يحدوني الأمل أنّ تتدارك جاليتنا الفتية هذا القصور في برامجها المقبلة.
ولكن يحتم علينا جميعاً في نهاية المطاف أن نزجي الشكر ونعاود فيه حتى ينضب معينه لكل من أسهم في ذلك الحفل البديع الذي أجلى عنا غمرات الكرب، ومنغضات العيش، وخفف عنا وطأة الغربة والبعد عن الخلان. سائلين الله أن يكون ميزان هذا العمل في رصيد حسناتهم.

الطيب عبدالرازق النقر
الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
الإثنين22/2/2010

Post: #2
Title: Re: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: سيف الدين حسن العوض
Date: 02-22-2010, 03:46 PM

الطيب النقر يا رائع انت

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan2000.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


ورائق
كلماتك الجميلة اسكرتنا
وحضورك الانيق اتعبنا
شكرا لكلماتك الزواهر
درر لو الناس بتقدر انت برضو تستحق التكريم
ومتل ما قال الرئيس د. عبد الناصر في خطابه بالامس
في ناس كثر يستحقوا التكريم
وزيادة
ولكن تكريم الامس كان بحق رائعا
اما تكريم من ناديت بتكريمهم
فهم بحق يستاهلوا التكريم وزيادة
ولكن لربما ارجأ لزمان آخر
والله اعلم
مودتي

Post: #3
Title: Re: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 02-22-2010, 04:04 PM
Parent: #2

سيف يا عزيز
والله انت وهشام ملاسي اول من يستحقوا التكريم

Post: #4
Title: Re: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: khalid fahmi
Date: 02-22-2010, 09:40 PM
Parent: #3

الدكتور النقر ..

سلام عليك ... و يا سلام عليك ...

نحيي هذا السرد الرائع و التوصيف (( الراق )) ..

Post: #5
Title: Re: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 02-23-2010, 07:09 AM
Parent: #4

كوالالمبور الرائعه وجاليتها الكريمه
جميلا ان نراكم مره اخرى واحتفائيه اخرى في حضره الوقور الوطن.
حباب تجمعكم ووجوهكم النيره فردا فردا , صغيرا وكبيرا.
التحيه لكل كبار في اسمى المناصب , وصغار كبار في خطى الجامعات والعلم.

الطيب كلماتك كالعاده رحله في بحار اللغه المتميزه لها ولك التحيه

شهاب الفاتح _ الخرطوم

Post: #6
Title: Re: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 02-28-2010, 07:29 PM
Parent: #5

العزيز خالد فهمي
كيفك يا امير
شاكر لحرفك الموشى وعبورك العبق

Post: #7
Title: Re: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 02-28-2010, 07:38 PM
Parent: #6

الرائع جدا حبيبنا دكتور الفاتح
والله واحشنا
وامسيات كوالالمبور ما عندها طعم من غيرك
ويا بخت بورداب الخرطوم بيك
اها ما ناوي تتحفنا بزيارة يا دكتور

Post: #8
Title: Re: في كوالالمبور...ليلة عضت على قارحة من الكمال
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 03-05-2010, 06:05 PM
Parent: #7

مقال جلب الكثير من العنت