الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
ســورة يــوســف :-
سُورَة يُوسُف رَوَى الثَّعْلَبِيّ وَغَيْره مِنْ طَرِيق سَلَّام بْن سُلَيْم وَيُقَال سُلَيْم الْمَدَائِنِيّ وَهُوَ مَتْرُوك عَنْ هَارُون بْن كَثِير وَقَدْ نَصَّ عَلَى جَهَالَته أَبُو حَاتِم عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَلِّمُوا أَرِقَّاكُمْ سُورَة يُوسُف فَإِنَّهُ أَيّمَا مُسْلِم تَلَاهَا أَوْ عَلَّمَهَا أَهْله أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينه هَوَّنَ اللَّه عَلَيْهِ سَكَرَات الْمَوْت وَأَعْطَاهُ مِنْ الْقُوَّة أَنْ لَا يَحْسُد مُسْلِمًا " وَهَذَا مِنْ هَذَا الْوَجْه لَا يَصِحّ لِضَعْفِ إِسْنَاده بِالْكُلِّيَّةِ وَقَدْ سَاقَهُ الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر مُتَابِعًا مِنْ طَرِيق الْقَاسِم بْن الْحَكَم عَنْ هَارُون بْن كَثِير بِهِ وَمِنْ طَرِيق شَبَابَة عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِد النَّضْرِيّ عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد بْن جُدْعَان وَعَنْ عَطَاء بْن أَبِي مَيْمُونَة عَنْ زِرّ بْن حُبَيْش عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوه وَهُوَ مُنْكَر سَائِر طُرُقه وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل أَنَّ طَائِفَة مِنْ الْيَهُود حِين سَمِعُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو هَذِهِ السُّورَة أَسْلَمُوا لِمُوَافَقَتِهَا مَا عِنْدهمْ وَهُوَ مِنْ رِوَايَة الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس . بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم أَمَّا الْكَلَام عَلَى الْحُرُوف الْمُقَطَّعَة فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّل سُورَة الْبَقَرَة وَقَوْله " تِلْكَ آيَات الْكِتَاب " أَيْ هَذِهِ آيَات الْكِتَاب وَهُوَ الْقُرْآن الْمُبِين أَيْ الْوَاضِح الْجَلِيّ الَّذِي يُفْصِح عَنْ الْأَشْيَاء الْمُبْهَمَة وَيُفَسِّرهَا وَيُبَيِّنهَا .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
يَقُول تَعَالَى اُذْكُرْ لِقَوْمِك يَا مُحَمَّد فِي قَصَصك عَلَيْهِمْ مِنْ قِصَّة يُوسُف إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ , وَأَبُوهُ هُوَ يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمْ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَمَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : ثَنَا عَبْد الصَّمَد ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن دِينَار عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْكَرِيم اِبْن الْكَرِيم اِبْن الْكَرِيم اِبْن الْكَرِيم يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم" اِنْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيّ فَرَوَاهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد عَنْ عَبْد الصَّمَد بِهِ وَقَالَ الْبُخَارِيّ أَيْضًا : ثَنَا مُحَمَّد أَنَا عَبَدَة عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيّ النَّاس أَكْرَمَ ؟ قَالَ " أَكْرَمهمْ عِنْدَ اللَّه أَتْقَاهُمْ " قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُك قَالَ" فَأَكْرَم النَّاس يُوسُف نَبِيّ اللَّه اِبْن نَبِيّ اللَّه اِبْن نَبِيّ اللَّه اِبْن خَلِيل اللَّه " قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُك قَالَ " فَعَنْ مَعَادِن الْعَرَب تَسْأَلُونِي ؟ " قَالُوا نَعَمْ قَالَ" فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّة خِيَاركُمْ فِي الْإِسْلَام إِذَا فَقِهُوا " ثُمَّ قَالَ تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَة عَنْ عُبَيْد اللَّه . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء وَحْي ; وَقَدْ تَكَلَّمَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى تَعْبِير هَذَا الْمَنَام أَنَّ الْأَحَد عَشَر كَوْكَبًا عِبَارَة عَنْ إِخْوَته وَكَانُوا أَحَد عَشَر رَجُلًا سِوَاهُ وَالشَّمْس وَالْقَمَر عِبَارَة عَنْ أُمّه وَأَبِيهِ . رُوِيَ هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ وَقَدْ وَقَعَ تَفْسِيرهَا بَعْد أَرْبَعِينَ سَنَة وَقِيلَ ثَمَانِينَ سَنَة وَذَلِكَ حِين رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْش وَهُوَ سَرِيره وَإِخْوَته بَيْن يَدَيْهِ" وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَت هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَايَ مِنْ قَبْل قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا " وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيث تَسْمِيَة هَذِهِ الْأَحَد عَشَر كَوْكَبًا فَقَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير : حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن سَعِيد الْكِنْدِيّ ثَنَا الْحَكَم بْن ظُهَيْر عَنْ السُّدِّيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَابِط عَنْ جَابِر قَالَ : أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل مِنْ يَهُود يُقَال لَهُ بستانة الْيَهُودِيّ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد أَخْبِرْنِي عَنْ الْكَوَاكِب الَّتِي رَآهَا يُوسُف أَنَّهَا سَاجِدَة لَهُ مَا أَسْمَاؤُهَا ؟ قَالَ فَسَكَتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَة فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ وَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأَخْبَرَهُ بِأَسْمَائِهَا قَالَ فَبْعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ" هَلْ أَنْتَ مُؤْمِن إِذَا أَخْبَرْتُك بِأَسْمَائِهَا ؟ " قَالَ نَعَمْ قَالَ " جَرَيَان وَالطَّارِق وَالدِّيَال وَذُو الْكَنَفَات وَقَابِس ووثاب وعموذان وَالْفَيْلَق وَالْمُصْبِح وَالضَّرُوح ذُو الْفَرْع وَالضِّيَاء وَالنُّور " فَقَالَ الْيَهُودِيّ : إِي وَاَللَّه إِنَّهَا لَأَسْمَاؤُهَا . وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل مِنْ حَدِيث سَعِيد بْن مَنْصُور عَنْ الْحَكَم بْن ظُهَيْر وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث الْحَافِظَانِ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ وَأَبُو بَكْر الْبَزَّار فِي مُسْنَدَيْهِمَا وَابْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيره أَمَّا أَبُو يَعْلَى فَرَوَاهُ عَنْ أَرْبَعَة مِنْ شُيُوخه عَنْ الْحَكَم بْن ظُهَيْر بِهِ وَزَادَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمَّا رَآهَا يُوسُف قَصَّهَا عَلَى أَبِيهِ يَعْقُوب فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ هَذَا أَمْر مُتَشَتِّت يَجْمَعهُ اللَّه مِنْ بَعْد - قَالَ - وَالشَّمْس أَبُوهُ وَالْقَمَر أُمّه " تَفَرَّدَ بِهِ الْحَكَم بْن ظُهَيْر الْفَزَارِيّ وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْأَئِمَّة وَتَرَكَهُ الْأَكْثَرُونَ وَقَالَ الْجُوزَجَانِيّ سَاقِط وَهُوَ صَاحِب حَدِيث حَسَن ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيث الْمَرْوِيّ عَنْ جَابِر أَنَّ يَهُودِيًّا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَوَاكِب الَّتِي رَآهَا يُوسُف مَا أَسْمَاؤُهَا وَأَنَّهُ أَجَابَهُ ثُمَّ قَالَ تَفَرَّدَ بِهِ الْحَكَم بْن ظُهَيْر وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْأَرْبَعَة .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بســـم الله الرحمن الرحيم
4 - إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
5 - قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
6 - وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
7 - لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ.
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
شكرا للاخ عز الدين هذه الواحة الظليلة
مع سورة يوسف ....
اسباب نزول السورة
( منقول )
Quote: قوله تعالى {نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} الآية.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القاص قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا عمرو بن محمد القرشي قال: حدثنا خلاد بن مسلم الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل {نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} قال: أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً فقالوا: يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى {الَرَ تِلكَ آَياتُ الكِتابِ المُبينِ} إلى قوله {نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} الآية فتلاه عليهم زماناً فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى {اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتاباً مُّتَشابِهاً} قال: كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن.
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم.
وقال عون بن عبد الله: مل أصحاب رسول الله ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى {اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ} الآية قال: ثم إنهم ملوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله تعالى {نَحنُ نَقُّصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: خالد درق)
|
{ 1 - 3 ْ} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ْ}
يخبر تعالى أن آيات القرآن هي { آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ْ} أي: البين الواضحة ألفاظه ومعانيه.
ومن بيانه وإيضاحه: أنه أنزله باللسان العربي، أشرف الألسنة، وأبينها، [المبين لكل ما يحتاجه الناس من الحقائق النافعة ] وكل هذا الإيضاح والتبيين { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ْ} أي: لتعقلوا حدوده وأصوله وفروعه، وأوامره ونواهيه.
فإذا عقلتم ذلك بإيقانكم واتصفت قلوبكم بمعرفتها، أثمر ذلك عمل الجوارح والانقياد إليه، و { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ْ} أي: تزداد عقولكم بتكرر المعاني الشريفة العالية، على أذهانكم،. فتنتقلون من حال إلى أحوال أعلى منها وأكمل.
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ْ} وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها، { بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ْ} أي: بما اشتمل عليه هذا القرآن الذي أوحيناه إليك، وفضلناك به على سائر الأنبياء، وذاك محض منَّة من الله وإحسان.
{ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ْ} أي: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان قبل أن يوحي الله إليك، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا.
ولما مدح ما اشتمل عليه هذا القرآن من القصص، وأنها أحسن القصص على الإطلاق، فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرآن، ذكر قصه يوسف، وأبيه وإخوته، القصة العجيبة الحسنة فقال:
{ 4 - 6 ْ} { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ* قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
واعلم أن الله ذكر أنه يقص على رسوله أحسن القصص في هذا الكتاب، ثم ذكر هذه القصة وبسطها، وذكر ما جرى فيها، فعلم بذلك أنها قصة تامة كاملة حسنة، فمن أراد أن يكملها أو يحسنها بما يذكر في الإسرائيليات التي لا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب، فهو مستدرك على الله، ومكمل لشيء يزعم أنه ناقص، وحسبك بأمر ينتهي إلى هذا الحد قبحا، فإن تضاعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير، من الأكاذيب والأمور الشنيعة المناقضة لما قصه الله تعالى بشيء كثير.
فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصه، ويدع ما سوى ذلك مما ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم ينقل.
فقوله تعالى: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ ْ} يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام: { يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ْ} فكانت هذه الرؤيا مقدمة لما وصل إليه يوسف عليه السلام من الارتفاع في الدنيا والآخرة.
وهكذا إذا أراد الله أمرا من الأمور العظام قدم بين يديه مقدمة، توطئة له، وتسهيلا لأمره، واستعدادا لما يرد على العبد من المشاق، لطفا بعبده، وإحسانا إليه، فأوَّلها يعقوب بأن الشمس: أمه، والقمر: أبوه، والكواكب: إخوته، وأنه ستنتقل به الأحوال إلى أن يصير إلى حال يخضعون له، ويسجدون له إكراما وإعظاما، وأن ذلك لا يكون إلا بأسباب تتقدمه من اجتباء الله له، واصطفائه له، وإتمام نعمته عليه بالعلم والعمل، والتمكين في الأرض.
وأن هذه النعمة ستشمل آل يعقوب، الذين سجدوا له وصاروا تبعا له فيها، ولهذا قال:
{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ْ} أي: يصطفيك ويختارك بما يمنُّ به عليك من الأوصاف الجليلة والمناقب الجميلة،. { وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ْ} أي: من تعبير الرؤيا، وبيان ما تئول إليه الأحاديث الصادقة، كالكتب السماوية ونحوها، { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ْ} في الدنيا والآخرة، بأن يؤتيك في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، { كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ْ} حيث أنعم الله عليهما، بنعم عظيمة واسعة، دينية، ودنيوية.
{ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ْ} أي: علمه محيط بالأشياء، وبما احتوت عليه ضمائر العباد من البر وغيره، فيعطي كلا ما تقتضيه حكمته وحمده، فإنه حكيم يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها.
ولما بان تعبيرها ليوسف، قال له أبوه: { يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ْ} أي: حسدا من عند أنفسهم، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم.
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ْ} لا يفتر عنه ليلا ولا نهارا، ولا سرا ولا جهارا، فالبعد عن الأسباب التي يتسلط بها على العبد أولى، فامتثل يوسف أمر أبيه، ولم يخبر إخوته بذلك، بل كتمها عنهم.
{ 7 - 9 } { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ * إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ }
يقول تعالى: { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ ْ} أي: عبر وأدلة على كثير من المطالب الحسنة، { لِلسَّائِلِينَ ْ} أي: لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال، فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات، ولا في القصص والبينات.
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
ســــورة يـــوسف :-
سورة يوسف هي سورة سيدنا يوسف عليه السلام ، هذه السورة سميت بهذا الاسم لاشتمالها على قصة سيدنا يوسف وقصة سيدنا يوسف أطول قصة في القرآن الكريم ، إنّ هذه القصة بموضوعها وحوادثها وشخصياتها وحبكتها وحوارها وبيئتها وكل خصائصها الفنية مطوعة ومسخرة لتأكيد وترسيخ عقيدة أساسية في الأديان ألا وهي عقيدة التوحيد ، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم ( سورة محمد ) وهذه القصة بأكملها تؤكد أنه لا إله إلا الله ، لأن الناس حتى ولو وصفوا بأنهم مؤمنون أكثرهم عند الله مشركون ، قال تعالى : ( سورة يوسف ) فلعل الإنسان إذا قرأ هذه القصة ووقف على دقائقها واستنبط من آياتها بعض الحقائق يهتدي إلى التوحيد ، ليس في فكره بل في سلوكه ،لأن التوحيد كفكرة واضح جداً ، ومعقول جداً و لكن كسلوك وكممارسة يومية بعيد عن معظم الناس . شيء أخر في هذه القصة مقدمة فيها بعض الموضوعات وخاتمة فيها بعض التعقيبات ، من موضوعات المقدمة قال تعالى : ( سورة يوسف ) صرحت هذه الآية أن لغة كتاب الله هي اللغة العربية ، ولماذا اللغة العربية بالذات؟ وما هي خصائص هذه اللغة حتى تكون أداةً وقالباً لكلام الله سبحانه وتعالى ، قال عليه الصلاة والسلام : أحبوا العربية لثلاث ، لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي . ربنا سبحانه وتعالى يقول : (سورة يوسف ) لابد من أن تكون اللغة العربية لها خصائص موضوعية تجعلها من أرقى اللغات الإنسانية ، وإذا قلّ شأنها في العصور الحديثة فلضعف شأن أصحابها ، وإذا قيل إنّ هذه اللغة تعد أوسع لغة في العالم فلأن أصحابها اعتنوا بها ورفعوا من شأنها ، لكنّ اللغة العربية باعتراف فقهاء اللغة الأجانب من أوسع اللغات الإنسانية تصرفاً ومن أرقاها ، وسوف أبين لكم بعض خصائص هذه اللغة . سيدنا عمر يقول : تعلموا العربية فإنها من الدين ، وتعلم اللغة العربية وتعلم الدين شيء واحد ، بل إنّ اللغة العربية والدين صنوان لا يفترقان . بعض العلماء قسم اللغات الإنسانية إلى أقسام ثلاثة : اللغات المنعزلة ، واللغات الإلصاقية ، واللغات التحليلية . معنى المنعزلة هذه اللغة تشبه لغة أهل الصين ، يعني أن الكلمة لا تتبدل ولا تتغير ولا يضاف عليها ولا تصرف وليس منها فعل ولا فاعل ولا اسم فاعل ولا فعل مضارع ولا فعل أمر ولا مصدر ولا صفة مشبهة ولا اسم مكان ولا اسم زمان ، هذه الكلمة لا سواها، هذه لغات الشعوب البدائية ويمكن أن تنطوي لغة الصين تحت هذا القسم . وهناك نوع آخر من اللغات ، إنها اللغات الإلصاقية منها اللغة اليابانية واللغة التركية ، أي أنها تضيف حرفاً فتغير المعنى ، وكلكم يعلم ما معنى كلمة أدب سيس ، عقل يوك ، يعني هذه لغة إلصاقية تضيف حرفاً أو حرفين فتعطي عكس المعنى . لكنّ اللغة العربية وبعض اللغات التحليلية تعد من أرقى اللغات الإنسانية، مثلاً عرف فعل ماض ، يعرف فعل مضارع ، اعرف فعل أمر ، عرّف هذا فعل مزيد ، نقول قطع وقطّع ، كسر وكسّر ، وغلّقتِ الأبواب ، غلّق الباب بمعنى أرتجه ، أما غلق الباب بمعنى رده ، إذاً هناك وزن فعل ووزن فعّل ، هناك وزن تفاعل ، فاعل ، كاتب ، راسل ، قاوم ، دافع ، فهناك مشاركة ، فعرف وعرّف وتعرّف وتعارف وعرف والعُرف والعرف والأعراف والعراف والتعريف والعرفان والمعرفة والعارف ، أي أنّ الكلمة الواحدة يوجد منها فعل ماض ، فعل مضارع ، فعل أمر ، مزيد على الثلاثي بحرف مثلاً فعّل ، بحرفين تفاعل ، بثلاث استفعل ، هناك اسم فاعل عارف ، اسم مفعول معروف ، اسم آلة ، اسم تفضيل أعرف ، اسم زمان ، اسم مكان ، صفة مشبهة لاسم الفاعل ، هذه كلها مشتقة من مادة عرف وعلى هذا فقس علم ، يعلم ، اعلم ، عالم ، معلوم، علاّم ، عليم ، تعليم . فاللغة العربية تمتاز بأنها لغة تحليلية متصرفة ، فمثلاً باللغات الأجنبية الكتاب book ، والطاولة table ، وكتب write ، أما باللغة العربية كتب ، مكتب ، كتاب ، من أسرة واحدة . لا أريد من هذه التفصيلات أن يكون الدرس في اللغة العربية ، ولكن أريد أنّ أقول حينما جعل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم عربياّ إنّ في اللغة العربية خصائص موضوعية تجعلها من أرقى اللغات الإنسانية ، شيء آخر في اللغة العربية الإعراب ، الإعراب يعني حركة واحدة تغير المعنى مثلاً قال تعالى : ( سورة فاطر ) العلماءُ فاعل مؤخر ، ولفظ الجلالة منصوب على أنه مفعول به مقدم ، بوضع الضمة على كلمة العلماء معناها هي الفاعل ، ووضع الفتحة على لفظ الجلالة معناها مفعول به منصوب على التعظيم مفعول به ، إذاً بحركة واحدة يتبدل المعنى مثلاً :
( سورة التوبة ) بحسب التصور وكلمة الله هي العليا ، لو قلنا كلمة الله هي العليا المعنى فاسد لأنه جعل كلمة الذين كفروا السفلى يعني كانت عليا فجعلها سفلى وكلمةَ اللهِ هي العليا يعني كانت سفلى فجعلها عليا المعنى فاسد : ( سورة التوبة ) فتحريك أواخر الكلمات بحركات هي حروف مد مخطوفة ، هذا شيء يضفي على اللغة العربية دقة بالغة لذلك ظاهرة الإعراب ظاهرة أساسية في اللغة العربية ، من هنا قالوا إنّك تفهم النص فتقرأه صحيحاً ، لكنك في بعض اللغات الأخرى تقرأ فتفهم ، أما عندنا تفهم فتقرأ، لابدّ من أن تكون عينك على كلمة لاحقة حتى تحسن قراءتها ، قالت له : يا أبت ما أجملُ السماء، قال : نجومها ، قالت : لست أريد هذا ، أريد أنّ السماء جميلة ، قال : قولي ما أجملَ السماء ! بينما أجملُ السماء لهل معنى ، وما أجملَ السماء لها معنى آخر . فظاهرة الإعراب ظاهرة راقية جداً في اللغة العربية ، مثلاً إذا أردت أن تقول إنّ زيداً ضرب عمرواً ، من دون إعراب يجب أن تقول أنَّ الذي ضرب عمرواً هو زيدٌ ، إذا قلت ضرب زيدٌ عمرواً بهذه الضمة جعلته فاعلاً ، وبهذه الفتحة جعلته مفعولاً به ، إذاً ظاهرة الإعراب ظاهرة دقيقة جداً . هناك التحريك أيضاً مثلاً البَر والبُر والبِر ، البَر يعني اليابسة ، والبُر هو القمح ، والبِر هو الإحسان ، بالبِر يستعبد الحُر ، قدَم وقدُم وقدِم ، قدَم بمعنى سبقه بقدمه ، وقدُم أصبح قديماً ، وقدِم بمعنى حضر ، خلْق وخُلُق وخلِق ، خلِق بمعنى مضطرب ، خُلُق بمعنى الأخلاق ، الخلْق بمعنى البنية ، كان عليه الصلاة والسلام حَسَنَ الخَلْقِ والخُلُق ، أمثلة كثيرة يَثني لها معنى و يُثني لها معنى ، يَثني بمعنى يطوي ، أما يُثني بمعنى يمدح ، الفرق حركة واحدة ، إذاً هذه الحركات تضفي دقة بالغة على الكلمات ، هذه ظاهرة من ظواهر اللغة العربية :
( سورة يوسف ) شيء آخر قال بعض علماء فقه اللغة : إنّ هناك ظاهرة في اللغة العربية دقيقة جداً وهي مناسبة الحروف لمعانيها ، أي كل كلمة فيها حرف سين فيها شيء داخلي ، إحساس داخلي كان تقول نفس ، حس ، إنس ، لمس، همس ، وسوسة ، سر أية كلمة فيها حرف السين فيها شيء داخلي يجول في النفس ، وأية كلمة فيها حرف غين مثلاً غائب ، في غيبوبة ، ليس أمامنا ، غيبة تتحدث عنه في غيبته ، غيب شيء لم يقع بعد ، غامض غير واضح ، غريب ليس من هذا البلد ، تلاحظون أنّ أية كلمة فيها حرف الغين فيها معنى الغيبوبة والاستتار ، أية كلمة فيها حرف الراء فيها معنى التكرار جرّ ، مرّ، كرّ ، فرّ ، والذي يغرق قال بعض العلماء: لِمَ نقول للذي يغرق غرق لأنّه غاب عن الأنظار وضعنا الغين ، تتالى سقوطه وضعنا الراء ، ارتطم بقاع البحر وضعنا القاف ، طرق ، لصِق، عبِق ، هناك حركة عنيفة في القاف ، هذه الظاهرة اسمها مناسبة الحروف لمعانيها ، واللغة العربية وحدها تنفرد بهذه الظاهرة ، أي وسوسة، زقزقة ، كلمة زقزقة لو لم تعرف معناها أصوات هذه الكلمة تشعرك بمدلولها .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
عزالدين الفحل
بارك الله فيك على هذه النفحة ,,
بالنسبة للقصص القراني , فعلا مدهش فبالرغم من انه بكلمات موجزة الا انه مبين بما لا زيادة عليه ,,
اتابع هذه الايام مسلسل سيدنا يوسف عليهم (انتاج ايراني) ,, وكل ما ياتى المسلسل على حادثة من احداث قصة سيدنا يوسف عليه السلام والتى غالبا ما تستغرق حلقة او حلقتين , اجد القران الكريم اكثر بيانا وايضاحا , رغم الصور وجودة الاخراج
فسبحان الملك الحق ,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)
|
يقول _تعالى_: "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"(يوسف:30)..
فأولاً: في قوله: "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِدليل على أن الخبر قد انتشر مع أن الأمر كان سراً، وحاول العزيز ولكن كانت محاولة ضعيفة عندما قال ليوسف ولامرأته – أي امرأة العزيز –"يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ" (يوسف:29) فانتشر الخبر، وكل سر جاوز الاثنين شاع ، وهذا جانب مهم جداً في التعامل مع الأخبار الخاصة.
ومن أخطر القضايا الاجتماعية إفشاء الأسرار الخاصة ,فكيف إذا كان مثل هذا الخبر الذي يلحق العار والشنار بصاحبه "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ"، ثم لا يصح إلا الصحيح. كيف؟ هؤلاء النسوة لم يقلن: إنه حدثت المراودة من يوسف، ولا مراودة بين يوسف وامرأة العزيز "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ"يعني هي التي تراود، وهذه شهادة ليوسف أن المراودة كانت من امرأة العزيز وليست من يوسف، وهذا يؤكد القاعدة المعروفة لا يصح إلا الصحيح ، والمرأة بهتت يوسف _عليه السلام_ ومع ذلك لا يصح إلا الثابت،ولذلك أقول لأصحاب المواقف، إذا كان موقفك سليماً وصحيحاً فاطمئن حتى لو بهتّ أو كذب عليك، سرعان ما يزول الكذب ويزول البهتان وتزول الإشاعة ولا يصح إلا الصحيح "امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ".وهنا وقفة عجيبة:الذي يسمع هذه الآية يتصور أن هؤلاء النسوة صالحات أو طيبات؛ لأنهن حكمن على امرأة العزيز أنها في ضلال مبين، لماذا تراود فتاها؟ ولماذا تراود يوسف؟ والواقع ليس كذلك. فهذا أولاً مكر، وكما بينالله _جل وعلا_ "فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ"ثم أيضاً بقية القصة تؤكد على أنهن واصلن المراودة مع امرأة العزيز، وطلبن من يوسف _عليه السلام_ أن يستجيب لامرأة العزيز، ألم يقلن قبل ذلك إنها في ضلال مبين؟ والعبرة هنا أن البعض يريد أن يفشي سراً لبعض إخوانه أو أن ينقل خبراً فيظهر في موقف المنكر، فيقول: أرأيت كيف فعل فلان _هداه الله_ وهو غير صادق في هذا الأمر، وإنما أراد أن يفشي السر، وأن ينقل الخبر لمن لم يسمعه، وإلا فلم يكن صادقاً ولا ناصحاً.
وهكذا فعلت النسوة عندما قلن:"إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" (يوسف: من الآية30) وهذا نوع من المكر الذي يقع فيه بعض الناس، فإذا بلغه خبر خاص عن بعض إخوانه، قال: أرأيت فلاناً وقع في هذا الأمر، الله المستعان، يا إخوتي فلان صاحبنا وصديقنا وقع في أمر عظيم يجب أن نقف معه، وهو يكذب لا يريد أن يقف معه ولا أن يساعده، ولكن أراد أن يفشي سره وأن ينقل خبره للآخرين بهذه الطريقة التي هي نوع من المكر. "فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ" (يوسف: من الآية31)، وهنا جاء مرة أخرى كيد النساء، وهنا جاء "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" (يوسف: من الآية28)، فلما سمعت بمكرهن , جعلت هذه الخطة العجيبة الغريبةمن أجل أن توقع هؤلاء النسوة وتبرئ نفسها لتعذر فيما فعلت، ففعلت ما فعلت، أي دعتهن وأعدت لهن هذا الإعداد للطعام ومتكأ، آتت كل واحدة منهن سكيناً، ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن، فلما خرج عليهن، لما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم. هذا نوع أيضاً نوع من مكر النساء ومكر امرأة العزيز، وهي امرأة قادرة تملك السلطة والقوة، ففعلت هذا الفعل.
ثم تأملوا شماتة هؤلاء النسوة من امرأة العزيز "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" (يوسف:30)، هذه شماتة وليست نصيحة، وهذا مزيد إفشاء للخبر فارتدت الشماتة عليهن، ولذلك حدث منهن ما حدث، فلما وضعت لهن ما وضعت وحدث ما حدث، قلن: حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم. قالت: فذلكن الذي لمتنني فيه. يعني بينت أن هذا هو الذي أنتن أنكرتنه ولمتنني فيه، فإذن هن شريكات ويطلبن من يوسف _عليه السلام_ أن يستجيب للمرأة، فهذا دليل أن الشماتة ترتد على صاحبها، ولذلك يا أخي الكريم، إذا علمت أن أخاك قد ابتلي فلا تشمت به، وقلّ أن يشمت إنسان بإنسان إلا وقع في مثل ما وقع فيه، وقد ورد أثر قيل إنه حديث وهو ليس بحديث "لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك" هذه حكمة وهي صحيحة، كم من الناس شمت بأحد إخوانه فابتلاه الله _جل وعلا_، وعاقبه الله _جل وعلا_. فإذا رأيت المبتلى فاحمد الله _جل وعلا_، واسأله السلامة والعافية حتى لا تقع في مثل ما وقع فيه.
وفي موضوع الابتلاء، نجد هناك من يشمت فيمن ابتلي بدينه ويتعاطفون مع من ابتلي بدنياه، ومن ابتلي في دينه أعظم ممن ابتلي في دنياه؛ لأن الدنيا أمرها سهل، تذهب وتأتي، ولكن الدين أمره عظيم، فلنقف مع إخواننا ولا نشمت بأحد سواء كان في أمر دين أو أمر دنيا.
وقفة أخرى المكر لا يأتي إلا بالمكر، فلما مكرن بها مكرت بهن "وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ"(فاطر: من الآية43).
وهنا مسألة مهمة جداً.
إذا فشت المعصية سهل ارتكابها، وهذا باب يغفل عنه الكثير، إذا فشت المعصية في بلد أو مجتمع أو أسرة سهل ارتكابها. إذا استطعنا أن نفهم هذه الحقيقة استطعنا أن نتعامل مع كثير من القضايا، كيف؟ الأصل هو الستر على المسلم إلا من أفشى المعصية بشكل لا يصلح الستر عليه فيعاقب، ولذلك ذكر الله _تعالى_ في سورة النور "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (النور:19) إذا تساهل الناس فأفشوا المعصية ,ارتكبها كثير من الآخرين الذين لم يكونوا ليرتكبونها لو لم تفش، كانوا يتهيبون من الوقوع فيها. فإدراك هذه القاعدة وهذا المفهوم يحصر المعصية، بينما إفشاؤها يسهل ارتكابها على كثير من الناس، مثلاً إذا علمت أن أحد أبنائك وقع في معصية، الأصل أن تستر عليه وتعالج الموضوع بحكمة؛ لأنه إذا أفشي بين أفراد الأسرة أنه يرتكب هذه المعصية كشرب الدخان مثلاً، يسهل ارتكاب المعصية منه ومن غيره ويزداد، ولذلك نلحظ أنه لو حكم وشهد رجلان بأن رجلاً قد قتل رجلاً فإنه تقبل شهادتهما ويقتص منه، بينما في موضوع الزنا، الفاحشة لابد من أربعة شهود، لماذا؟ لأن موضوع الزنا من ناحية الفاحشة أعظم وأخطر على المجتمع، ومن ارتكب الزنا وشهد أربعة فهذا قد أفشى وفضح نفسه، أما لو شهد ثلاثة بأنهم رأوه يفعل الفاحشة، لا تقبل شهادتهم بل يقام عليهم حد القذف. كل هذا من أجل ألا تفشو الفاحشة في الذين آمنوا، فمحاصرة الفحشاء والمنكر من عوامل استقرار المجتمع، هذا جانب يغفل عنه البعض ويتساهلون فيه ويخطئون في التعامل مع أبنائهم ومع من حولهم.
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تفسير البروفيسور :- عبدالله الطيب
الكريمة بصوت الشيخ صديق احمد حمدون.
سورة: يوسف :- من الآية 30 إلى الآية 36
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
صدق الله العظيم
قال الله تعالى وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ قال مذكره هنا لأن جاي بعدها جمع والجمع يجوز تذكير الفعل وتأنيثه والكلام البيدل على جمع أيضا نسوة بتدل على جمع أيضا فجاز التأنيث والتذكير فالعرب تقول جاء الرجال وجاءت الرجال جرت السيول بالمكان وجرى السيول بالمكان
قال لبيد بن ربيعة :
وجلى السيول على الطلول كأنها زبر تجد متونها أقلامها
وقال الحادره :
لعب السيول به فأصبح ماءه غللاً تقطع في أصول الخروع
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ يعني في نسوان في البلد إتكلمن قالوا خمسة نسوان إمرأة طباخ الملك وإمرأة خباز الملك وإمرأة صاحب الدواب وإمرأة الحاجب وإمرأة الساقي الكان بيسقي الملك والله تعالى أعلم الآيه ذكرت إن النسوة إتكلمن سواء كان الخمسة ديل أو زيادة عليهن أو أقل منهن ديل إتكلمن قطعن في مرأة العزيز قطفير الكان على خزاين الملك ذي ما ذكرنا في المرة الماضية الملك الأكبر فرعون مصر في ذلك الزمان قالوا إسمه بريان بن الوليد والله تعالى أعلم وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قالوا مرأة العزيز نحن فسرنا دا كله قبل الآيات نحن بنختصر التفسير من أجل السير مع الآيات وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ يعني بتحاول إنها تغري فتاها مملوكها دا بقصدن سيدنا يوسف لنفسها دايرها لنفسها قَدْ شَغَفَهَا نحن بندغم الشين في الدال قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا يعني ملك قلبها بالحب أصل الشغاف هو جلد القلب وشغفه الحب قد جلد القلب ودخل في القلب فالعرب تقول شغفة حبا وشعفه حبا بالغين وبالعين لكن الآية القراية بالغين نسبه لشغاف القلب وشعفه حبا يعني عمه بالحب مذكور شعر إمرئ لاقيس
أيقتلوني لأني شعفت فؤادها كما شعف المهنوئه الرجل الطالي
وبعضهم قرأ شغفت فؤادها كما شعف المهنوئه الرجل الطالي فالشاهد إن كلمة شغف وشعف معناها عم بالحب وشغف معناها دخل قي شغاف القلب في جلة الحقلب قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا يعني قد دخل في قلبها حبه دا معناها وحبا موقعها تميز وبيت إمرئ القيس المرئ أيقتلوني لأني شعفت فؤادها يعني أني تيمت قلبها بالحب أدخلت في قلبها الحب أو عممت قلبها بالحب كما شغف المهنوئه الرجل الطالي المهنوئة من الإبل هي البيطلوهال بالقطران نحن قولنا نعود للبيت دا لأن ما ذكرنا معنى الكلمة دي وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا أي قد أجبته جداً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ هي ضالة وخالفت عقلها دا كلامهن قطيعتن فيها إنها احبت مملوكها وتاهت في حبه وضالة ضلال شديد في حبه فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ مكرهن قطيعتن دي القطعنه فيها والكلام القالنه فيها أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ رسلت ليهن دعتهن واعدت ليهن محل يتكن فيه وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً يعني أعدت ليهن مجلس فيه إتكاء وفيه طعام وفيه تهيئة
قال الشاعر :
نازعتهم قطب الريحان متكئاً وقهوة مزه راوقها خضل
فدل إن الإتكاء بيكون مع مجالس الشراب والأنس وهلم جراً وهنا المجلس كان مجلس طعام وقالوا الناس كانوا بياكلوا متكئين وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا أدت كل وحده منهن سكين في شان تاكل بيها الفاكهة او تاكل بيها الشيء الختته قدامهن عشان ياكلنه والله تعالى أعلم ظاهر الآية إن أعدت ليهن مجلس وكل وحدة أدتها سكين وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فهن لازم يكونن مشغولات بعمل آخر متصل بمسكتهن بالسكاكين وإتكائهن لم كلمت سيدنا يوسف يخرج عليهن فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ لم شافن سيدنا يوسف إستهولن منظره شافنه كبير خالص فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ في تفسير ضعيف في إن أَكْبَرْنَهُ هاء جايه للسكت وأكبرن معناها حضن ذكروه بعض المفسريننحن ذكرناه هنا حتى إذا ألم به إنسان يعرف إن دا تفسير ما قوي التفسير القوي لم رأيناه لمن شافن سيدنا يوسف إستكبرن منظره جدا وقطعن أيديهن من الدهشة وما حاسات وَقُلْنَ حَاشَى لِلَّهِ نحن بنقرا بالياء بنخت ألف في الآخرهن قرايتن القراءة البصريه من دون ألف وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ ونحن بنقرا بألف وَقُلْنَ حَاشَى لِلَّهِ والإتنين معناهن واحد معناها معاذ الله دا مابيكون يعني نعوذ بالله دا بعد المسأة دي وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ معناها ذي ما نستعمل كلمة حاشى نحن في إستعمالنا الآن فيها معنى التعجب حاشى دا مابيكون أبدا فكانهن قالن لم قطعن إيدينهم أعوذ بالله نطلب دهشة قالن الكلام دا معاذ الله الشيء القلناه قبيل في إن دي ضالة ما صاح لأن دا الشايفنه ماهو إنسان من البشر دا ملك من الملائكة دا كلامهن القالنه يعني إستعاذن بالله من الكلام القالنه قبيل ومن الدهشة و من الدم الشافنه لم جرحن نفوسهن وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا البيقروا مننا حاشى لله إذا وقفوا بيقولوا حاش من دون ألف ولكن دا مامحل وقوف وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ دا ما بشر دا مهو إلا ملك كريم ملك من الملائكة الكرام مَا هَذَا بَشَرًا دي لغة أهل الحجاز بسموها ما حجازية أقول ما انت مجتهداً, ما أنت غنياً دي لغة أهل الحجاز لغى تميم ما ظانت مجتهدُ , ما أنت غنيُ إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ يعني ما هذا إلا ملك كريم لم شافن سيدنا يوسف إندهشن كبرن وحشن إيديهن وإستعاذاً بالله من تقطيعهن لإيديهن وكمان من إنهن ما إنتظرن منظر متل المنظر دا وستعاذا بالله دا ما بشر دا ملك كريم هنا لم حصل ليهن الحالة دي إمرأة العزيز قالت ليهن إنتن لم قطعتن في ولمتني في البلد ما كن على صواب لأنكن لمتني في دا إعتزرت عن حبها لسيدنا يوسف قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ يعني هو بالهيئة دي وإنتن لمتني فيه فدا ما كأنها برئت نفسها لهين فكأنها إعتزرت ليهن وذكرت إنه إستعصم بالعصمة العصمة العصمها له المولى عز وجل وذكرت الآن قدامهن إنها هي راح تراوده إذا ما سوى الدايراهو هي منه بتسجنة وبتذلة وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ يعني كان ماسوى ادايراهو أنا ينسجن ويكون من أصحاب الصغار والذلة أذلة يكون صاغر يكون مذلول عنا في نونين إسمهن نون التوكيد الخفيفة والثقيلة لَيُسْجَنَنَّ يعني يتسجن تمام تمام والنون دي إسمها الثقيلة أقول لأكتبنّ , لأسافرنّ , لأحضرنّ في نون تانيه إسمها الخفيفة الإتنين للتوكيد أقول لأكتبن , لأسأفرن , لأحضرن الإتنين لتوكيد الخفيفة لم أقيف عليها بقيف عليها بألف بقول لأحضرا , لأسافرا دا إذا وقفت هنا ما موضع وقوف لكن إذا وقفت بقول لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَا لكن دا ما موضع وقوف فالآية دي إجتمعن فيها من شواهد النحو النونين النون الثقيلة في قوله تعالى لَيُسْجَنَنَّ والنون الخفيفة في قوله تعالى وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ .
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35))
صدق الله العظيم
لم إمرأة العزيز قالت إن ياتسجنة ياتذلة يايجيها على غرضها هنا سيدنا يوسف إستعصم وإمتنع وإتوسل الى ربه على هيئة الدعاء دعى إن الله ينجيه من كيد إمرأة العزيز ومن كيد النساء الشايعنها وساعدنها على رأيها دا وإبتدن يزينن لسيدنا يوسف الشيء النهاهيه منه دينه وإيمانه والشي الناهيه منه ربه عز وجل قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ سأل ربه قال له كونوا أتسجن أحب لي أنا من الزنا البدعني اليه النساء ديل في محاولة إمرأة العزيز إنها تغريه ليها تحاول تجيبه لنفسها وبرضوا بيدعوا ربه إن لو ما صرف كيدهن منه هو بيميل ليهن ويقع في الخطيئة ويكون من أصحاب الجهالة ودا هو داير يبتعد منه وبيسأل ربه يكفيه شره وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ يعني ياربي إذا ماصرفت كيد النساء ديل مني أَصْبُ إِلَيْهِنَّ اميل لهن وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ و أكون من أصحاب لاجهالة دا كله دعاء للمولى عز وجل إن يصرف كيدهن وإن يحميه من إن يميل ليهن وإن ما يكن من أصحاب الجهالة لم دعى المولى الدعاء دا فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ المولى إستجاب له دعوته لأن براءته ظهرت وعصمته ظهرت و وقواهو على الإمتناع منهن لأن المولى عز وجل عارف صدق نيته وعصمته العصمه بيها وإجتباه وإختاره " وكذلك يجتبك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث " إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لم سيدنا يوسف دعا المولى عز وجل وطلب منه العصمة المولى أعطاه العصمة وسامع بدعا هنا إمرأة العزيز شكت فيما ذكروا أصحاب التفسير لزوجها قالت له إن براءة يوسف ظهرت للناس وأصبحت دي فيها فضيحة ليها فهو اليسمح ليها تمشي تتبرا للناس ذي ما إتبرت للنسوان ديك النادتهن أو يعمل طريق يحميها فبدا ليهم مع إنه رأوا على اعلامات الدالة على براءة سيدنا يوسف أولا القميص المقدود من ورا تانيا شهادت الولد الصغير رابعا النسوان الحزن إيدينهم وقطعنها بعد ما شافوا العلامات ديل تغطية على الكلام القالته إمرأة العزيز قالوا إن يبعدوا سيدنا يوسف يختوه في السجن لانها هي قبيل قالت وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ وقالت في الأول قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فالله أعلم كأنها أرادت الستر على نفسها بعد ما ظهرت البراءة الكاملة لسيدنا يوسف ان سيدنا يعقوب ان سيدنا إسحاق إبن سيدنا إبراهيم جاته النبوة لم إكتمل الحادثة دي حصلت له على صغر السن والله أعلم ذكروا المفسري في مخرجه وعمره سبعتاشر سنة وخرج من الجب عمره سبعتاشر سنة و الحادث دا بعده بقليل والنبوة جاته على رأس الأربعين ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ يسجنوه مده من الزمن .
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
صدق الله العظيم
الآية ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ فسرناها إنهم راجعوا فكرهم وبعد ماشافواالمعجزات الظاهره الدالة على براءة سيدنا يوسف قالوا إن يسجنوه فيها لام التوكيد الذكرناها قبيل لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ إن يسجنوه لمده من الزمن.
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ الآية دي نفسرها إنشاء الله في المرة الآتية .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عبد اللطيف السيدح)
|
تقديم الدكتور: عبد الله الطيب.
الآيات بصوت الشيخ: صديق أحمد حمدون.
.
سورة: يوسف : من الآية 23 إلى الآية 31
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(وَرَاودَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31))
صدق الله العظيم
نحن إتعرضنا للآيات دي قبل كدا بالتفسير لكن وعدنا في آخرها إن تعرض ليها بشيء من التفصيل ونذكر إنشاء الله بعض الأقاويل المختلفه عشان تصح صورة التفسير إنشاء الله في بعض القرأت التسهيل في كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ تسهيل الهمزتين ديل الهمزة المكسورة بعد المفتوحة والمخلصين في قرايتنا لكن نبهنا لموضع الفتح في إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ, فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ في قرأتنا ذكرنا نحن في قصة سيدنا يوسف إن سيدنا يوسف إبن سيدنا يعقوب إبن سيدنا إسحاق إبن سيدنا إبراهيم سيدنا إساق أخ سيدا إسماعيل جد نبينا عليه الصلاة والسلام سيدنا إسماعيل أمه هاجر سيدنا إسحاق أمه سارة وسيدنا يعقوب أبنائه كان كلهم من أمات مختلفات أكترهم كانوا من إمرأته ليا وبعدها من سرياته زلفة وبلهه وبعدين وبعدين من إمرأته أم سيدنا يوسف و أخوه بنيامين وسيدنا يوسف أخوانه كانوا شافوه هو وأخوه شقيقة مقربين عند أبوهم وإتنافسوا عليهم المنزله دي وسيدنا يوسف رأى الرؤية إن شاف حداشر كوكب والشمس والقمر شافهم سايدين له وأبوه سيدنا يعقوب قال له ما تقص الرؤيا دي على أخوانك أخوانه كادوا له الكيد فإن مشوا قالوا لأبوه خليه يمرق معانا وإنت لشنو ما بتأمنا عليه قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وخرجوا به وبعدين أبدوا له العداوة اول ما مرقوا معاهو أبدوا له العداوة دا يدقه يشتكي للتاني التاني يدقه وبعدين قالوا يقتلوه فواحد فيهم قال ليهم ما تقتلوه لكن أرموه في قعر الجب البئر قلنا الجب هو البير الماها مطوبه بعدين لم جابوه هو إتعلق بالبئر فقاموا كتفوه بعدين رموه بعدين لقا صخرة إدسا وراها بعدين جماعة منهم حبوا يرموا صخرة وراه يرضخوه فقام احد من أخوانه قال ليهم إنت عاهدتوني رووا إن يهودا إن قال ليهم واحد منهم روا إن يهودا واحدين رووا إن روبيل لكن الأغلب إن يكون يهودا والله تعالى اعلم قال ليهم إنت عاهدتوني إن ما تقتلوه فدحين ما ترموا فوقه الصخرة دي خلوه في البئر بعدين جوا ناس مارين واردهم مرق سيدنا يوسف قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً , وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً دي قلنا إن يعني هم قالوا إن دا بضاعة مجلوبه لأهل الحتة الماشين ليها في شان خافوا الناس التانين يشاركوه معاه في شان لقوه في البئر أخوانه في شان دايرين يتخلصوا منه باعوه بسعر زهيد خلاص بخيس خلاص تمن بخس وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ما ممكن دي تكون راجعه لأهل التجارة أهل التجارة أهل القافله دي ما كانوا فيه من الزاهدين لأن أخدوه وباعوه بأغلى التمن الكانوا فيه زاهدين هم أخوانه في شان دايرين يتخلصوا منه وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ قالوا عشرين درهم في بعض الأقوال أو إتنين وعشرين درهم بعدين وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ كانوا ما عندهم غرض فيه بعدين إتباع في مصر إتباع بسعر غالي وشراه عزيز مصر قالوا إسمه قطفير أو إطفير الكان مسئول من الخزائن كان إنسان كبير ماهو بمنزله الفرعون الليل مصر الملك الأكبر الملك الأكبر بتاع مصر قصته جاية بعدين لكن دا كمان إنسان عظيم في مصر امير كبير ملك كبير لكن ما ملك الملوك الفي مصر فدا عزيز مصر دا أخده وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ قال لزوجته أكرميه وإتوسم فيه الخير عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا في شان قالوا هو ما كان عنده جنه بعدين سيدنا يوسف لما إستوى وبلغ أشده المولى أداه العلم والمعرفه لكن سيدنا يوسف لم كان في بيت العزيز كان عمره صغير ما بين السبعتاشر الى العشرين والله تعالى أعلم كثير من الأقوال بتقول سبعتاشر سنه لكن سبعتاشر سنة الراجح لم رموه في الجب لكن بين الجب وبين وصوله لمصر ما مده طويلة القصة الحصلت له في بين بيت العزيز قد تكون في نفس الزمن أو بعده بشوية أما النبوة جاته لم بلغ أشده وبلوغ الأشد الراجح تلاته وتلاتين سنة وإن كان الجائز إن إكتمال الشباب هو بلوغ الأشد لكن الراجح تلاته وتلاتين سنة
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15))
حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً يعني قريبة من الأربيعن الأشد حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فهو في سنه سبعتاشر سنة أو تمنتاشر او عشرين كان في بيت إمرأة العزيز وكان سيدنا يوسف مشهود له بالجمال وإمرأة العزيز رغبة فيه وأرادته على نفسها وجات القصة إن وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ يعني أنا مستعده ليك أو تعال هَيِت هِيتا هَيتُ ديل كلهن عربيات فصيحات هَيِت هِيتا هَيتُ وكلهن قرء بيهن لكن قرائتنا نحن هَيْتَ لَكَ حفص فسيدنا يوسف تمنع منها وربنا عصمة وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ الواضح فيها إن هي أرادته على نفسها وهمت به ورغبت فيه وسيدنا يوسف هم بيها هم الرجال بالنساء لكن المولى عصمة لأن إبتلاه بأشد الإبتلاء وعصمة بأشد العصمة لأنه نبي ولان هيئة المولى عز وجل للأمور العظام ورأى برهان المولى عز وجل دي معجزة من المولى عزوجل وراها ياهو فالأقوال فيها إن شاف هيئة ابوهو يذكره وفي بعض الأقوال إن رأى برهان ربه إتذكر التحريم والمعنى متقارب وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ يعني لولا إن رأى البرهان كان يهم به ودا في لاعربية ما يستقيم يعني معناها فصل من الجملة الأولى في التانية لكن وجه في جماعة من المفسرين قالوا وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا يعني هم أن يضربها وشاهدهم في كدا قوله تعالى كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ودا وجه لكن دا ماشاهد قوي ليهم لأن المولى صرف عنه السوء والفحشاء على أي حال لأن سيدنا يوسف أمتحن و صبر وإستعصم ودا في شهادة إمراة العزيز نفسها لصحباتها وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ فدلت على العصمة في حديثها هي زاتها وفي إعترافها ذي ما جاي في سياق الآية فنمشي في الوجه الماشين فيه أهل التفسير إن رغبت فيه إمرأة العزيز والمولى عصمة بعصمته عز وجل ودليل كدا إن قال إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ , الْمُخْلِصِينَ
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ يعني سارعوا الى الباب في كلمة إستبق مرت علينا قبل كدي في أول السورة قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ, هناك نَسْتَبِقُ معناها نرمي ونجري لأن لعبهم زمان أصله كان لأنهم أهل قتال وبتعاودوا على أمور القتال فبيرموا السهام وبيتسابقوا في نفس المراما وهنا وَاسْتَبَقَا الْبَابَ يعني أسرع الى الباب وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ يعني سيدنا يوسف لم تركها وأسرع للباب هي أسرعت وراهو وجزبت قميصة شرطته من ورا من دبر يعني من ورا فسيدنا يوسف هو خارج وهي محاولة تلحق بيه لاقاهم سيدا يعني زوجها العزيز لاقاهم قدام الباب هي بادرت بالدفاع عن نفسها قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يعني إلا السجن أو العذاب أن يسجن في تأويل إسم أن يسجن أو عذاب أليم دا المعنى كدا عشان كدا جات عطف كلمة عذاب على ان يسجن فهي دافعت عن نفسها وبهتت سيدنا يوسف لولا إنها بهتت سيدنا يوسف سيدنا يوسف عليه السلام ماكان بيذكر فضيحتها قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي لأنها هي بهتت سيدنا يوسف سيدنا يوسف هم جابوه مملوك عندهم فهي لم بهتته لزم إن يدافع رعاية لسيد المنزل وإثبات لأن ما خان قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي المولى ايضا عصم سيدنا يوسف بأن جاء واحد من اهلها شهد أثبت قال لأن كلامه في حكم الشهادة لكن كلامة القاله في حكم الشهادة لأن قال وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ, وَهْوَ في قرايتنا نحن وَهُوَ في قراية حفص قالوا إن الشاهد دا إبن عمها أو إبن خالها فإختلفت الأقوال فيه وبعضهم قال إن رجل عاقل من الناس المستشارين للملك لعزيز مصر بعضهم قال إن من خواص أهل قطفير الملك دا وأهل زوجته بعضهم قالوا إن كان رجل كبير لكن أكثر الأقولا على إن كان رجل صغير وأكثر الأقوال على إن كان رجل صغير راقد في الفراش إتكلم رقد على سبيل المعجزة ذي كلام سيدنا عيسى عليه السلام في حجر أمة فأكثر الأقوال على كدا على إن دا أبلغ في المعجزة وفي براءة سيدنا يوسف لأن لما إتلكم الصغير في المهد بصدق الكلا دا بيعرف طوالي براءة سيدنا يوسف والله تعالى أعلم وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ يعني إذا كان القميص قد من قدام إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ وإن كان القميص مشقوق من ورا دا بيدل على إنها لحقته يكون هو صادق وهي كاذبه فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ كأن قطفير مما رأى القميص مقدود أدرك الحقيقة ثم جات شهادة الشاهد سواء كان كبير من أهلها او صغير أو صغير أنطقه الله بالمعجزة في المهد دا ثبت القول إن دا من كيد النساء ديل من كيد إمرأة العزيز فهو إتلفت ليها وقال ليها دا من كيدكن إنتن لأن كيدكن كيد كبير مكر مكركم مكر كبير جدا فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إلتفت لسيدنا يوسف قال له يوسف الكلام دا متجيب سيرته لأحد ونحن قدمنا إن لولا إمرأة العزيز بهتت سيدنا يوسف سيدنا يوسف ما كان ذكر من امرها أي شيء وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ والعزيز طلب منها إنها تتوب وتستغفر من ذنبها في مراودة سيدنا يوسف لأنها إرتكبت خطأ بكونها حاولت تغوي سيدنا يوسف إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ نقول خطئ يخطئ خطأ فهو خاطئ نستعمها نحن في كلامنا العادي نقول فلان خاتي والخطيئة هي الغلط يعني إنت كنتي عملك كان خطأ بعدين بتجي قصة النسوة الفي المدينة الإنهم قعدن يغتابن إمرأة العزيز قالوا ديل خمسة نسوان في المدينة وحده منهم إمراة الحاجب الليل الملك يعني المسئول من دخول الناس ومروقهم منه يعني شخص عظيم مسئول في القصر الليله وحده منهم مرة المسئول من الخيل والدواب الليلته وحده منهم مرت الخباز المسئول من المخابز ألليلته وحده مرت الطباخ وحدة مرت الساقي والله أعلم خمسة نسوان إجتمعن إتكلمن في إمرأة العزيز قالن إمرأة العزيز دي ضلت في شان بتحب مملوكها الغريب دا الكنعاني ولا العبراني لأنهم كان بيقولوا للناس الجاين من جهة بلد سيدنا يوسف يانسبتهم لأهلهم عبرانين يا نسبتهم على المكان كله لأن كان عن بني كنعان يقولوا ليهم كنعانين قالوا إن المملوك الكنعاني دا أخد قلبها وهي مشغوله به ومتيما به وقعدن الكلام دا يسيرنه في المدينة ويطعنن في سمعتها هي لم سمعت بكلامهن دا وواقع في نفسها إن دا كيد منهن دعتن عزمتهن عملت ليهن وليمة قالوا دعت أربعين وفيهن الخمسة ديل في شان تخفي حالة الخمسة وسط الأربعين ويكون دعوتا ليهن واضحة وحضرت ليهن مجلس يكونن فيه متكين قالوا إن الناس زمان باكلوا متكيين أو المحل الفيه الإنسان مرتاح بيتكي وجابت ليهن أكل بيتقطع بالسكاكين يافاكهة يا بعض لاناس قالوا جابت ليهم فطيرفيه لحم والله تعالى أعلم جابت ليهم شنو فطير فيه لحم يعني ذي الطعام البنعمله عنا الإسمه سمبوسه الهو لحمه من داخل فطير من بره أو بعض لاناس قالوا فاكهة إسمها الأتروج نوع من الفاكهة طعمها قريب من الليمون والبرتقال نوع من الفواكهة دي أو أكل من الأكال أعدته ليهم أو دعتهم الى طعام و دعت سيدنا يوسف يمرق عليهن وهن مشغولات من مشغوليتهن البيعملن فيها من تقطيع الأكل وبعض الناس قالوا إن أعطتهم الخناجر يمسكنها في إديهن لكن الراجح إنهن دعتهم لطعام وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا في بعض لاناس قالوا أدتهم سكاكين من دون أكل وفي أدتهم أكل بقطعوا بالسكاكين لكن دا تطويل في بعض التفاسير المهم إن دعتهن الى محل يتكن فيه وةامامهن ما يقطعنه بالسكاكين دي من اكل وبأيديهن السكاكين دي فلما دخل سيدنا يوسف عليه إنزهلن من جماله لن سيدنا يوسف صورته في الحسن ماليها متيل وقطعن إديهن من شدت إندهاشتهن وهن ما حاسات هنا إمرأة العزيز بقت ليها الحجة عليهن في إن هي الأصابها من منظر سيدنا يوسف كان أكبر مماهن ينتظرن لأنهن قطعن إديهن في بعض الروايات لغاية ما قطعن إديهن تب لكن مافي دليل على كدا الدليل على إن قطعن إديهن أي نوع من القطع الله أعلم بذلك لكن قطعن إديهن جرحنها حزنها لم ماشعرن فلما نبهتهن أدركن إنهن في كونهن إغتابنها كانن مخطئات نحن نقرا الآيات دي إنشاء الله وبعد كا بناخد في خبر كيف سيدنا يوسف إستعصم من كيد النساء مره خرى لأن إمرأة العزيز لم رأت إنها برأت نفسها أمام الناس أرادت أن تراود سيدنا يوسف مره تانية فربنا عصمة وقال إن السجن أحسن له من إن يقع في قبضة النساء ديل فلما مشى في السجن لاقا ناس في السجن منهم إتنين واحد منهم ساقي الملك واحد منهم خباز الملك وسألوه من روئي فسرها ليهم.
وإنشاء الله نحن نستمر في التفسير المره الآتيه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
يحدثنا الشيخ محمد الغزالي حول سورة يوسف
محمد الغزالي سُورَة يُوسُف ربما أحس يوسف الصديق وهو صبي أن له شأناً عند الله! من يدري؟ قد يكون من المصطفين الأخيار الذين يقودون الناس في ميدان الشرف والحق! إنه أصغر إخوته، ولكن سيرة إخوته الكبار لا تومئ إلى فضل ولا تنضح بخير... وهو أقرب إلى أبيه منهم وأحبّ!. مَنْ يدري؟ لعل ميراث النبوة يكون من نصيبه؟ إن يعقوب أباه ورث إسحاق، وإسحاق ورث إبراهيم، فهل يكون حلقة في هذه السلسلة؟ وشاء الله أن يسوق إليه البشرى في رؤيا صالحة "إذ قال يوسف لأبيه: يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين..." (4). وشام يعقوب من الرؤيا مستقبل ابنه الصغير، وخشى عليه من إخوته! "قال: يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا، إن الشيطان للإنسان عدو مبين. وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب..." (5-6). لكن أحقاد الإخوة الكبار لاحقت الشابّ المختار، فإذا هو مطارد مقبوض عليه مرمىٌّ في قعر بئر بين الهلاك والنجاة... ويشاء الله أن يقذف في روعه بالأمل العريض، إن هؤلاء الإخوة الأقوياء المتآمرين عليه سوف يقفون بين يديه يوماً ليوبِّخهم على ما صنعوا! إنه الآن صغير مغلوب على أمره أمامهم، وغداً سوف يسائلهم على ما يفعلون!. لقد تركوه وحده ظانين أنهم انتهوا منه، وهيهات!! فالله غالب على أمره "فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجبّ وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون" (15).إن يوسف ـ وهم يولّون ـ رمقهم كما يرمق القاضي المتَّهمين! وانفسح أمامه المستقبل، فأدرك أنه الرابح وهم الخاسرون.. ويشاء الله ـ بعد عشرات السنين ـ أن تتحقق هذه النبوة، وأن يجئ أولئك الإخوة إلى يوسف أذلة يطلبون الصدقة بعد أن صار عزيز مصر، وهم لا يعلمون: "فلما دخلوا عليه قالوا:- يا أيها العزيز مسّنا وأهلنا الضرّ وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا أن الله يجزي المتصدقين. قال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون"؟ (88-89).إن ساعة العسرة في قعر الجبّ كانت الطريق إلى القمة في هذه الدنيا، فما أعجب أقدار الله!! والواقع أن اليقين المتألق بالرجاء في طلب يوسف، أنحدر إليه من يقين أبيه في الله، فعندما رجع الإخوة الكبار بعد تنفيذ مؤامرتهم يقولون لأبيهم ".. إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين" (17)، قال: "بل سوّلت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله على ما تصفون" (18) إن الصبر الجميل أعقب الخير الجزيل، وحقق ليوسف وأبيه ما كانا يؤملان... إن التاريخ المسطور هو نسق تظهر فيه سنن الله في الناس، وتملى الحقائق نفسها على من يحسن الإفادة والاعتبار، ولذلك يقول الله لنبيه:- "نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن، وإن كنت من قبله لمن الغافلين" (3) وليس لمحمد دخل فيما أوحى الله إليه، إنه يتلقى ما يجيئه وَحَسْبُ!! "ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون" (102). وقد ختمت السورة بآية يصح أن يوصف بها كل ما ساق الإسلام من قصص "لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" (111).وقصة يوسف في الدعوة إلى الله والدأب على البلاغ ـ مهما كثرت العوائق مثلٌ يُحتذى، ويظهر أن نبوته بدأت مع بلوغه الرشد، قال تعالى:- "ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين" (22). وقد بيع يوسف سليل الأنبياء عبداً رقيقاً! وكان الذين باعوه زاهدين في استبقائه كأنه حمل ثقيل!. ما أعجب تصاريف الليالي! مَلَك كريم يباع على أنه سلعة كريهة!! "وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا..." (21). لقد كان في هذه الفترة الباكرة من شبابه حسن المعرفة لربه، صاحب تقوى يتفرَّد بها، وشقّ لنفسه طريقه الخاص "وكذلك مكنا ليوسف في الأرض، ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (21). كان يوسف يقدر البيت الذي آواه، ويصون محارمه، وكانت لرب البيت مكانة خاصة عنده فهو لم يكن فرعوناً من الفراعنة المستعلين في الأرض، بل كان رجلاً دميث الأخلاق، ظاهر الشرف. وقد أحبه يوسف وعرف له حقوقه. ثم إن الأيام لم تنس يوسف أصله العريق ودينه الموروث، لقد كان آباؤه دعاة إلى الله، فليبق على نهجهم في عبادة الله الواحد، وفعل الخير، وترك الآثام. إن هذا البيت تبنّاه، لكن التبنّي لا ينشئ علاقة طبيعية، وإذا كان عزيز مصر قد أحب يوسف لشمائله النبيلة، فإن امرأة العزيز أكنَّتْ نحوه عاطفة أخرى!!. كان يوسف رجلاً رائع الجمال، أوتى نصف الحسن الموجود في العالم كله. ونظرت الأم المزعومة إلى رجل قريب يعيش في كنفها وسلطانها فطمعت فيه، ويوسف فوق هذه المنزلة الموهومة، فقد صقل الإيمان طبعه، وزكّى نفسه، وقوّى بالله صلته، فلم يخطر بباله أن يلم بدنيّة!!. فلما تعرضت له المرأة ثار يقينه في أعصابه، وذكر مواثيق الشرف التي ورثها عن آبائه، وذكر معها حرمة رب البيت الذي آواه وكرمه، كيف يطعنه في عرضه؟ "وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت: هيت لك! قال: معاذ الله، إنه ربّى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون" (23).وقد رفض المعصية يقينا، صرحت بذلك امرأة العزيز وهي تقول:- "... ولقد راودته عن نفسه فاستعصم" (32).وقد كان يوسف شاباً مكتمل الرجولة، ناضج الغريزة، وكانت نفسه تهوى، ولكن دون ذلك الموت، فما يمكن أن يتدلّى إلى هذا الدرك، كانت نوازع الشرف والدين والتقوى تكبت كل نداء. ولو كان شاباً بارد الطبع لا شهوة له فمن أين له فضل؟ "ولقد همت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء، إنه من عبادنا المخلصين" (24)!!.لقد انتصرت المقاومة المؤمنة على المراودة الخاطئة، وبقى يوسف ذاكراً لربه وقافا عند حدوده..!! وأقبل العزيز، وامرأته تشدّ قميص يوسف، وهو يفرُّ منها! كانت المعركة قد بلغت نهايتها، وعندما شعرت الزوجة السفيهة بحرج موقفها اتجهت على عجل تقول له:- "ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم" (25)!!وصاح يوسف ـ والشواهد على صدقه متكاثرة ـ "قال: هي راودتني عن نفسي..." (26). اللهجة العفيفة، والجبين المتألق بالشرف! يشهدان له، ولم يكن هناك تسجيل للصوت أو للصورة يحكم في القضية، فبقيت القرائن العقلية. المرأة الولهى شدَّت الشاب الفارّ من خلفه فمزقت ثوبه، وإلا فالشاب هو المتهم، هكذا يقول القضاء: "وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قُدَّ من قُبُل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قُدَّ من دبر فكذبت وهو من الصادقين. فلما رأى قميصه قُدَّ من دبر قال: إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم" (26-28).بيد أن امرأة العزيز قاومت القرائن التي توفرت ضَدها، بل جمحت بها مشاعرها السائبة جماحا بعيداً، فلما تناثرت الشائعات حولها تركت الإنكار وعالنت بعاطفتها وعذرها معا. وكأنها تقول لمن يتحدث عنها: لو كنت مكاني لسلكت مسلكي!! من الذي لا يعشق البدر؟! "وقال نسوة في المدينة: امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا، إنا لنراها في ضلال مبين" (30)!.وجمعت المرأة النسوة اللائمات وأمرت يوسف أن يخرج عليهن في حفل أعدته يأكلن فيه الفواكه، وغيرها، فلما طلع عليهن يوسف شُدِهْنَ، وحارت الألباب وجرحن أيديهن بما فيها من سكاكين.. وقلن: "ما هذا بشرا، إن هذا إلا ملك كريم" (31). وهنا كانت العاطفة المشبوبة قد بلغت ذروتها بامرأة العزيز، فجن جنونها وقالت: "ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين" (32). وكان يوسف يجسّد الشرف والرجولة، وأدب النفس، وإرضاء الله عندما قال: "ربِّ السجن أحبُّ إليَّ مما يدعونني إليه، وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين. فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم" (33-34). كيف نجا من هذا الكيد؟ ترك القصر لصاحبته، فأخرج منه وهو الأمين عليه، الحافظ لحقه، وأودع السجن حتى تختفي القصة كلها وراء أسواره "ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين" (35). في سورة يوسف ثلاث رؤى جاءت كوضح النهار. أولاها: ما قصّه على أبيه أول السورة من سجود الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا، وسنعرف ـ بعدُ ـ تأويل هذه الرؤيا. أما الثانية فقد وقعت مع مبادئ عهده بالسجن: "ودخل معه السجن فتيان، قال أحدهما: إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر: إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين" (36)! والرؤى ضرب من الغيوب يتصل بالجانب الروحي من الإنسان، وهي ـ مع صدقها ـ ليست دلالة خير ولا شر، إنها دلالة قوة خارقة في الكيان البشري يستشرف بها على ما يُعجز غيره من الناس!. لقد سمع رؤى صاحبيه ثم تحدث عن نفسه: "قال: لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما، ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون. واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء..." (37-38). إن يوسف معتز بعقيدة التوحيد التي ورثها عن آبائه، والتي صاحبته وهو يعبُر مؤامرات القصور المترفة، والتي تصحبه الآن وهو داخل السجن!. وقد أبى إلا أن يتحدث عنها في سجنه داعيا رفاقه إلى الإيمان:- "يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟" (39) إن ما عدا الله وَهْمٌ لا حقيقة له، واسم لا مُسمَّى له، فكيف نتعلق بالأوهام؟ ونظن الأصفار شيئاً؟. وفسّر يوسف الرؤيا الثانية: - "يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه.."(41) مصيران متناقضان، هذا ما دلت عليه الرؤيا!! "وقال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكرني عند ربك، فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين" (42). إن ساقي الملك غمرته أضواء القصر فنسى السجن وأيامه ورفاقه، ونسى الرجل المحسن البرئ المحبوس ظلما!. ولكن جدَّ ما ذكَّر بيوسف بعد عهد طويل، فقد رأى الملك في منامه ما أفزعه، وعجز من حوله عن تعبير رؤياه، فقال الساقي: أرسلوني إلى السجن آتكم بالخبر اليقين!! "يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون" (46). وفسر يوسف الرؤيا، وأخبر الملك بالتفسير المهم وهذه هي الرؤيا الثالثة، فقال: إيتونى بيوسف!! وأبى يوسف المجئ حتى تتحقق براءته وتمحى تهمته. ودبَّت الحياة في القضية الهامدة، وأحضرت النسوة العارفات بما حدث "قال ما خطبكن إذْ راودتن يوسف عن نفسه؟ قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين" (51). وقال يوسف ـ بعد هذا الاعتراف ـ قاصداً إفهام الملك ما كان: "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين" (52)!!. وشعر الملك أن يوسف أحق الناس بولاية الأمر في أثناء السنوات التي تتحقق فيها الرؤيا، إنه مستقبل شعب كبير، وأحق الناس برعايته من تنبأ به "وقال الملك: ائتوني به أستخلصه لنفسي، فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين" (54)!! واختار يوسف لنفسه أن يكون وزيرا للمال مسئولا عن تموين الناس: - "قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم. وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين" (55-56). ونلحظ أن يوسف عرض الخصائص النفسية والعلمية التي ترشحه للمنصب، فهو ليس عابدا عفيفا فقط، بل صاحب خبرة في شئون المال، يعرف كيف يحصّله وكيف يوزعه. وقد أباح لنفسه طلب المنصب لأنه ليس هناك من هو أحقّ به منه، ومن المصلحة العامة أن توضع الأمور في يد القوى الأمين بدل أن توضع في يد عاجز قليل الخبرة..! قَدِمَتِ السنوات العجاف حسب رؤيا الملك وتفسير يوسف، ويظهر أن جدبها تجاوز وادي النيل إلى بادية الشام، فهرع أهلها يطلبون القوت من مصر التي استعدت لاستقبال الكارثة. وكان إخوة يوسف بين أولئك القادمين! "وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون" (58). فأحسن وفادتهم، وتعرّف على أحوالهم، وبعد تلطف مقصود طلب منهم أن يأتوا معهم بأخيه الشقيق في المرة التالية "قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون" (61) وفزع الأب لهذا الطلب وقال لبنيه: "هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين" (64). ولكن إلحاح الحاجة مع إلحاح الإخوة جعله يستجيب، ولما أرسله معهم ـ وهم ذاهبون للمرة الثانية ـ "وقال: يا بنىَّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون" (67).ويظهر أن يعقوب خاف عليهم أن يتهموا بأنهم جواسيس دولة أجنبية، لأن منظرهم ـ وكانوا فوق العشرة ـ وامتداد قاماتهم، وفراهة هيئتهم، يجعلهم نهب الظنون!!. والتقى الكل عند يوسف الذي استقبل أخاه الشقيق استقبالاً خاصاً "ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون" (69)!! ولابد أن يوسف علم من أحوال أخيه ما جعله بهذه الكلمة يواسيه!. ثم مكر يوسف مكراً حسنا بإخوته، واستطاع بالحيلة أن يحجز أخاه، وأن يفرض عليهم العودة إلى أبيهم بدونه، لقد خبأ المكيال في متاع أخيه، فلما عثرت الشرطة عليه آخذتهم بالجريمة وطردتهم.. وعلم يعقوب بأن شقيق يوسف قد فقد هو الآخر فصاح:- "عسى الله أن يأتيني بهم جمعا إنه هو العليم الحكيم" (83)!!.والحق أن مصاب يعقوب جلل، فقد كان يحسّ في أعماق قلبه أن يوسف حيٌّ، وأنه عائد إليه حتماً، فإذا هو يفقد ابنه الآخر، وتتضاعف عليه الآلام، فهو لا يرى هذا ولا ذاك... "وتولَّى عنهم وقال: يا أسفا على يوسف، وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم" (84).وفي ضراعة أخيرة ورجاء باقٍ في الله قال:- "يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين" (87).وخرج إخوة يوسف للمرة الثالثة إلى مصر، كانت قلوبهم منكسرة، وأحوالهم كئيبة، وذلّتهم بادية "فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين" (88)!!وأماط يوسف اللثام عن شخصيته بعدما لمس من إخوته هذا الهوان، وقال لهم في نبرة هزت قلوبهم، وأحيت الخامد من مشاعرهم: "هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون"؟ (89) "قالوا أإنك لأنت يوسف؟ قال: أنا يوسف وهذا أخي قد منَّ الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" (90). ذكر يوسف سنة اجتماعية تشبه سنن الله الكونية! التقوى والصبر ينتجان النجاح. "قالوا: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين. قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" (91-92). إن الكبير لا يحقد، وهو بعد انتصاره يزداد سماحة وتواضعا لله، ثم قال يوسف لإخوته:- "اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً وأتوني بأهلكم أجمعين" (93).وتحرك الركب من مصر إلى الشام، وفجأة سمع الذين حول يعقوب صيحة استبشار منه لا يعرفون مأتاها!! سمعوه يقول:- "إني لأجد ريح يوسف" (94) لولا أن تنسبوني إلى الحمق!. إن عالم الروح عجيب! كيف سرت البشرى إلى فؤاد يعقوب؟ كيف أحسّ بما وقع؟ "فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدَّ بصيراً قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون" (96). وبعد أيام قلائل كان تأويل الرؤيا الأولى يتم كما تم تأويل الثانية والثالثة!! "فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال: يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً، وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي، إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم" (99-100).بعد أن تمت القصة التي سرد القرآن أحداثها قال الله لنبيه محمد:- "ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون" (102).نعم إنه ما كان لديهم فيرى، وما كان قارئا حتى يطالع أخبارها، إنه الوحي الأعلى قصَّ عليه ما كان دون تزيّد ولا تحريف، ومع ذلك فكثير من الناس مكذب بنبوة محمد. وفي عصرنا هذا طاعنون من الوثنيين والكتابيين لا حصر لهم، ولا ينقطع لهم لغو ليكن"!! فلن يوقفوا سير الرسالة الخاتمة "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" (108).إنهم مغلقون لا تقع عيونهم من الكون على ما يعرفهم بالله، أو يقودهم إلى وحيه "وكأين من آية في السموات والأرض يمرّون وهم عنها معرضون" (105).
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تقديم الدكتور: عبد الله الطيب.
الآيات بصوت الشيخ: صديق أحمد حمدون.
.
سورة: يوسف : من الآية 77 إلى الآية 83
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
( قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79) فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87))
صدق الله العظيم
قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ أخوان سيدنا يوسف لم سيدنا يوسف مرق الماعون من رحل أخوهم واخوهم شقيقهم بنيامين بقت ليهم دي كسفه في شان قبيل هم قالوا نحن ما جينا للفساد قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ أبوا يقبلوا التهمة فهنا لم شافوا الماعون إتلقى في رحل بنيامين قالوا أكان هو سرق إيها السرقة دي ليهم حرس قبيل أخوه سرق دا كلام زعل قالوه دا كلام زعل قالوا هنا سيدنا يوسف قال في نفسة إنت فعلكم الفعلتوه شر من كدي ما أظهر ليهم الكلام دا قالوا المفسرين إنهم أشاروا لوحده من حالتين يا القصة الت عمة سيدنا يوسف دست الحزام له وهو صغير وقالت هو سرقه لكن ما بتكون دي الأقوى إنها ما بيكون أشارت لدي الأقوى إنهم أشاروا لحادثة الصنم الهي سيدنا يوسف سرق من جده أبو أمه صنم وكسره فدا العمل دا ما قبيح لأن الصنم عند سيدنا يوسف وعند أبناء سيدنا يعقوب خارج من المله لأنهم موحدين فهو كسر الصنم دا فبس جدة فقد الصنم وسيدنا يوسف أخد الصنم دا في شان يكسره سيدنا يوسف في نفسه قال عملكم من عملى أنا العملته اخف في شان أنا قبيل سرقتا الصنم في شان أكسروا لكن إنت غشيتوا على أبوي وديتوني رميتوني في البير وبعتوني للقافلة فإنتوا عملكم أكعب ففي القصتين ديل في قصة عمة سيدنا يوسف الدست له حزام سيدنا إسحاق وقالت لأبوه إن سرقه وإتحيلت بكدا في شان تمسك سيدنا يوسف طوالي معاها وإما الإشارة دي إن سيدنا يوسف أخد الصنم الليل جده وكسره قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ سيدنا يوسف لم ناس السجن إتعلقوا به نهاهم إنهم يتعلقوا به لأن قاليهم إن كل البحبني بتقع به محنه لأن أبوه أحباهو وقعت به المحنة إن أخوانه شالوه رموه في الجب عمته أحبته غشت على أبوه مسكته وإمرأة العزيز أحبته فأرادته على نفسها وقاهو المولى من كيدها والله تعالى يسر له سبيل الخلاص ووراه سبيل الخلاص والنجاة فدا من الخبر البقصوه من سيدنا يوسف إن قال لأهل السجن كدي .
قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ نحن بينا الإشارة البيشروا ليها قالوا إن يسرق قبيل في أخ له حصلت منه سرقه قبل كدي فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ يعني يوسف أخد الحالة دي من كلامهم أسراها في نفسة وما أبدى ليهم أي غضب وإمتعاض لأن هم ماعارفين إن يوسف فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ الهاء في فَأَسَرَّهَا ضمير في العربي يستعمل للحالة للكلمات البتحصل للموضوع مر علينا في الآيات الماضية فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ فإما اسْتَخْرَجَهَا ترجع للسقاية لكن جائز إستخرج السرقة إستخرج الحالة الإتهمهم بيها
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى حشرجت يوما وضاق بها الصدر
يعني إذا حشرجت النفس من حالة الموت فَأَسَرَّهَا الضمير في ها إما راجع لحالة الإستنكار الإستنكارها سيدنا يوسف في نفسة لكلماتهم دي أو للكلمات القالها في نفسه لم قال ليهم إنتم حالتكم أسوء قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا أو أسرى إنفعاله أو إحساسه من كلامهم أي وجه من الوجوه دي جائز لكن أقوى وجه من الوجوه إن أسر الكلمات القالها فيما بعد قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا لأن إنت شلتوني غشة لوالدي ورميتوني في الجب وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ والله أعلم بهيئة الحالة البتوصفوها قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا هو قالهم الكلام داك سر في نفسة ما سمعوه هم إتلفتوا عليه خاطبوه بالتعظيم وبيتقربوا له في شان يفك ليهم أخوهم قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ يا أيها العظيم ياعزيز مصر إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا أبوه راجل كبير فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ نحن بنفدييه بواحد مننا أخده مكانه إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ يعني نحن شايفين عملك كله عمل إحسان وعمل فضل دحين أخد واحد مننا مكانه قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ العرب تقول معاذ الله وعوذ الله وعياذ الله يعني أستجير بالله من إني أخالف القانون وناخد بدل منه قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ يعني معاذ الله أعوذ بالله نحن ما بناخد إلا لاقينا عفشنا ماعونا عنده إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ يعني نحن لو أخدنا واحد فيكم بدله نكون نحن عملنا ظلم .
(فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80))
صدق الله العظيم
فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا , فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ يعني لم يئسوا حسوا باليئس الشديدمن سيدنا يوسف إن ما بيديهم ومسك أخوهم خلاص بحسب القانون الإتفق معاهم فيه قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ هنا لم أكدوا إن سيدنا يوسف ما بيفك ليهم أخوهم خَلَصُوا نَجِيًّا مشوا وحدهم يتناجوا تقول هم نجي وهم نجوى يعني هم بيتناجوا وهو نجي لى يعني هو بيناجيني وهما نجي لي وهم نجي لي العرب إستعملتا مفرد وجمع النجي أحيانا يقع إسم على الشيء وأحياناً مصدر ويسموا به الشيء ذي هنا هو نجي , وهي نجي , وهما نجي . وهم نجوى دا كله جائز ممكن تقول هما نجيان س لكن نحن الآن بصدد الآية دي في لاقرءآن في " قربناه نجياً" قربناه الينا ونا جانا وهنا مرقوا وقعدوا يتناجوا مع بعض يتشاوروا عقدوا ليهم شورى فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا لم إستيئسوا من سيدنا يوسف إنه مارح يديهم أخوهم مرقوا بعيد وقعدوا يتشاورا في حالة مناجاة يختوا فويشيلوا في الراي قَالَ كَبِيرُهُمْ كبيرهم هنا أكبرهم سناً وهو روبيل , روبيل هو أكبرهم سناً في في قول إن يهوذا في قول إنه شمعون قالوا أكبرهم رأياً ولكن الإمام الطبري رجح إن أكبرهم سناً لأن العرب إذا أطلقت كلمة الكبير مقصود بيها السن أما إذا أرادت في الرأي بتحد بتقول هو كبيرهم رأياً أو كبيرهم جسماً إذا أرادت الجسم لكن إذا قالت كبير معناها الكبير في السن وجائز يكون كبيرهم رئيسهم يكون في الرحلة دي شمعون أو يهوذا كبيرهم لكن الراجح كبيرهم سناً لكن إطلاق الآية لأن الآية ما حددد إن كبيرهم في شنو لكن كبيرهم فهنا القول والله تعالى أعلم إن كبيرهم في السن هو ذكر كل الأقوال الآخرة أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ إنت ماعارفين إن أبوكم أخد عليكم عهد عاهدتوه بالقسم بالله إنكم أبدا مال تخلوا أخاكم إلا إذا أحاطت بيكم جايحه أحطت بيكم جميعاً وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ وقبل كدي الشيء الفرطوه سويتوه في أخوكم يوسف وعدتوا أبوكم إنكم تحفظوه ومشيتوا رميتوه في الجب وبعتوه فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِيَ أَبِيَ أَوْ دا في قرايتنا في أبي عمر كلها كلهن مفتوحات الياء مفتوحة من ليا وأبي فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِيَ أَبِيَ أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ في قرايتنا في أبي عمر حَتَّى يَأْذَنَ لِيَ أَبِيَ يعني لغاية ما يأذن لي أبوي يا أبوي يأذن لي يحلل لي القسم دا أنا اجي راجع أو الله يحكم حكم فيه إما بأن يمكني أخد أخوي وأوفي بالقسم أو يمكني أقاتل الملك دا وأخد أخوي أو يقضي قضاه المولى عز وجل ترك الحكم فوضه للمولى عز وجل أي كان حكم المولى عز وجل هو خير الأحكام قال ليهم أنا على العهد العاهدته أبوي أنا ما بمشي إلا أبوي يسمح لي أجي راجع ولا ربنا عز وجل يقضي بحكمه وحكمه أحسن حكم .
(ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81))
صدق الله العظيم
كبيرهم قال ليهم أنا ما بمشي إلا أبوي يديني الإذن فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ أو المولى عز وجل يقضي حكمه ويخلص أخوي إنشاء الله وهو أحسن الحاكمين إنت هسي دي أمشوا راجعين ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ أرجعوا لأبوكم فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ قولوا له ولدك سرق سيدنا يعقوب بيعرف عقاب السارق في نظام آل يعقوب وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا ونحن ما شهدنا كلامنا دا إلا بشئ الشفناه وعلمناه في بعض المفسرين قالوا إن نحن ما شهدنا قلنا للمك إن السارق بيقبضوه أسير لمده سنة إلا لأن دا الشيء العارفنه في عرفنا دا جائز التفسير لكن الأقوى إن نحن ما شهدنا ماقلنا إن سرق لكن شفناه بعينا مرقوا الماعون من العدل الليله وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ونحن ماعرفين الغيب ماعارفين إن رح يسرق لو كنا عارفنه رح يسرق ما كنا بنسوقه منك.
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82))
صدق الله العظيم
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا يعني أسأل البلد الكنا فيها الهي مصر أسأل أهلها قول ليهم الحصل شنو وأسأل القافلة الجينا فيها الهم قوم كان من كنعان وقربين من مكان سيدنا يعقوب وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ديل أسألهم نحن خبرنا دا مافيه أي كضب وَإِنَّا لَصَادِقُونَ مشوا الأخوان روبيل قعد لأنهم قالهم أنا أديت أبوي عهد إلا المولى يأذن لي أو يحكم في حكمه والمولى حكمه أحسن حكم وهو خيرالحاكمين دحين إنت أمشوا قولوا لأبوي الكلام دا سيدنا يعقوب لم سمع كلامهم ما صدقه قال ليهم إنت نفسكم دبرت ليكم تدبير بعض المفسرين قالوا يمكن بشهادتهم إنهم كلموا سيدنا يوسف إن نظامهم يقبضوا الواحد فيهم أسير مكنوه إنهم يمسكوا أخوهم لكن الشاهد في الآية إن سيدنا يعقوب قال لهم إنت نفسكم زينت ليكم سوى ذي ما قبيل نفسكم زينت ليكم إن تاخدوا يوسف وتبعدون مني وتقولوا أكله الضيب .
(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87))
صدق الله العظيم
قال ليهم نفوسكم زينت ليكم شيئ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ يعني أنا حالتي حالة الصبر الجميل ووصبري جميل عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا دا رجاء من سيدنا يعقوب إن الله يجيب له سيدنا يوسف وبنيامين وأيضا أخوهم الإتأخر كلهم يجوه جميعاً أخوهم روبيل القال ما برجع حتى يلقى الإذن من أبوه عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ لأن هو عنده العلم وعنده الحكمة وسيدنا يعقوب عالم من العلم العلمه له المولى عز وجل إن لابد تصدق الرؤية الرأها إبنه والله تعالى أعلم وَتَوَلَّى عَنْهُمْ قبل منهم غادي ما حب يناقشهم وأكتر وحزن على سيدنا يوسف وقال ياحزني على إبني يوسف وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وعما عيونه بقت بيض من الحزن كظم الحزن الليله والغبينة الليلته وأبنائه لما شافوه قالوا له إنت لازلت على حبك القديم لولد يوسف.
إن شاء الله نحن نستمر في التفسير في المره الآتية من قوله تعالى
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84))
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تقديم الدكتور: عبد الله الطيب.
الآيات بصوت الشيخ: صديق أحمد حمدون.
.
سورة: يوسف : من الآية 84إلى الآية 87
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87))
صدق الله العظيم
في خبر سيدنا يوسف ذكرنا المره الماضية في تفسير الآيات ذكرنا إن أخوهم ذكرهم بالحليفة الحلفوها لأبوهم وقال ليهم أنا ما بمشي لم ربنا يحكم لي أو يأذن لي أبوي إنت أرجعوا لأبوكم وقولوا له ولدك سرق ونحن شفنا الحكاية دي ونحن لو كنا بنعرف الغيب ما كنا سقناهو ودحين أسأل البلد الكنا فيا والقافلة الكنا فيها الت بني كنعان الجينا فيها سيدنا يعقوب قال ليكم إنت نفوسكم زينت ليكم شيء متل قبيل ما نفوسكم زينت ليكم لم أخدتوا يوسف وجبتوا فوق قميصة دم ملطخ بالكضب وقلتوا أكله الضيب قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إنشاء الله يعني ورجاي من الله إن يجوني كلهم سيدنا يوسف وبنيامين وروبيل أخوهم الكبير الإتاخر وَتَوَلَّى عَنْهُمْ يعني قبل غادي منهم ترك الكلام معاهم لأن حزن من خبر تأخير ولده الإتأخر دا وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ, يَا أَسَفَى يعني يا أسفي يا المتكلم بتصير الف دي من وجوه النداء مع يا المتكلم ذي خمسة وجوه فيهم ذي لو قلتا ياصديقي أقول يا صديقي يا صديقيا , يا صديقا , يا صدقا , الأمثلة بتاعت إبن مالك جعل الأمثلة
إن تضف لياء كعبدي
عبدي , صديقي , عبدا عبدا , صديقا صديقا , عبدي , صديقي فدي الوجوه الخمسة يا كسرة يا ياء يا فتحة معاها الف يا ياء معاها فتحة وكلهن جايه من الأول كأن قلتا يا صديقي بعدين أخفف أقول ياصديقِ يا أقلب الياء ألف أقول يا صديقا وأخفف بعدين أقول يا صديق َيا أخلي الألف أجيب معاها فتحة أقول يا صديقياَ في الآية هنا الياء صارت الف وفيها إشعار بالتحسر الشديد بالحسرة وبالحزن فسيدنا يعقوب حزنان على سيدنا يوسف وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وذكر سيدنا يوسف لأن دا مبدأ الحزن الليله لأن بعد غياب سيدنا يوسف جاء غياب بنيامين وبكا عليه لم عيونه بقت بيض من الحزن وحصل له عمى من الحزن وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ يعني عيونه البياض غلب على سوادهن من كترت الحزن وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ, كَظِيمٌ يعني كاظم لحزنه في نفسه كاتم الحزن دا في نفسه وصابر عليه فهو مكموت ومغبون من الحزن وكاتمه في نفسه وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ والعرب كلمة الحزن ذي ما بنقول الحُزن الحَزن في كلامنا العامي لكن الحُزن هو الأسف الشديد ما دايرا ليها شرح دي واضحة قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ , تَاللَّهِ تَفْتَأُ يعني تالله لا تفتأ لأن كلمة فتئ من أخوات كانه برح ومازال وما إنفك ومابرح وما فتئَ كلها بتفيد الإستمرار أقول مابرح البرد شديداً مابرح الحر الحر شديداً مافتئ البرد شديداً مافتئ فلان يتكلم حتى أسكتناه ما إنفك البرد شديداً دي كلها بتفيد الإستمرار ويجي معاها حرف النفي دا يا ما يا لا يا أي حرف يفيد النفي أو بمامعناه لا يزال البرد شديداً لا يبرح المرء يجتهد في الدنيا حتى يموت إذا جاء قسم يجوز حزف حرف النفي تخفيفاً ودا كثير العرب في اللغة العالية تحزف حرف النفي ذي كلام إمرأ القيس:
فقلت يمين الله أبرح قاعداً ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
يعني حلفت بالله لا أزال قاعد لغاية ولو قتلوني دا الشاعر إمرأ القيس قال كدا ففي الآية الكريمة دي قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ يعني تالله لا تفتأ دا من ناحية النحو والمعنى تالله تستمر تذكر لأن تفتا لا تفتأ كلها معناها إستمر مافتئ كلها معناها إستمر قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ يعني حلفوا له حلفوا لأبوهم قالوا له إنت بتستمر تتذكر يوسف وتحزن عليه حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ, حَرَضًا يعني تقرب من الموت أصلوا الحرض المقرب من الموت لاسيما من المحبة أو الحزن الشديد أو أي غبينه تحرك النفس دا يقولوا عليه حرض
الشاعر قال :
إني أمرء لج بي حبي فأحرضني حتى بليت وحتى شفني السقم
يعني لج بي الحب لغاية ما جعلني حرض لغاية ماجعلني أقرب أموت فالحرض هو المقرب من الهلاك تقول هو رجل حرض وهي إمرأة حرض وهم حرض وهن حرض في جميع الأحوال تلزم حالة وحده الإفراد والتذكيرعلى جميع الأحوال أقول رجل حرض وإمرأة حرض وقوم حرض تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ يعني لغاية ماتبقى حرض يعني لغاية ما تبقى قريب من الهالك قريب من التالف أو تهلك تمام .
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87))
صدق الله العظيم
سيدنا يعقوب لما أبنائه قالوا له والله إنت تستمر تذكر إبنك يوسف دا لغاية ما ما تقرب من الهلاك أو تهلك قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ سيدنا يعقوب قال ليهم أنا ما بشكي ليكم إنت كأنه زجرهم أنا بشكي للمولى عز وجل قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ البث هو الشكوى الشديده الحاجة الملحة على النفس البدور يبثها الإنسان للناس من شدة إلحاحها عليه يدور يحكيها الإنسان دا البث الهم الشديد البدور الإنسان يحوج الإنسان يذكره لناس يعني حاجتي لشكوى دي حاجتي الفي نفسي دي أنا ما بشكيها ليكم أنا بشكيها لرب العزة لمولاي وحزني الفي نفسي دا أنا ما بشكي ليكم إنت أنا بشكي لله ترجع للمولى والمولى بيسمع شكواي قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ أنا من علم المولى الأداني ياهو أعلم أكتر من الكلام البتقولوه دا لأن قالوا له إنت أنسى يوسف إنت بتستمر تذكر يوسف لغاية ما تقرب تهلك ولا تهلك سيدنا يعقوب متذكر رؤى سيدنا يوسف وعالم إنها رؤى صواب وبالعلم العلمه له المولى عارف إنها صواب وإنها بتتحقق في شان كدا قالهم أنا بعلم من العلم العلمني له المولى كتر من معرفتكم في سراج العلم العلمه له المولى والمعرفة العرفها له المولى وهو عارف بيها أكتر من العارفنه هم وبيشكي للمولى حزنه ومنتظرالفرج منه قال ليهم يا أولادي أمشوا إتحسسوا من أخوكم يوسف لأن بحسب العلم العلمه له المولى عارف إن سيدنا يوسف ما أكله الضيب متل ما قالوا له هم إن هم كادوا له كيد والمولى منجيه ولا بد الرؤيا الرأها تتحقق فقال ليهم يا أولادي أمشوا إتحسسوا من خبر أخوكم يوسف ومن خبر أخوه الضيعتوه دا معاه وما يدخلكم الياس من فرج المولى ورحمته لأن ما بييأس من فرج المولى إلا الكفره المؤمنين دايما رجاهم قوي في المولى ما بينقطع أما الكافر يأس لأن ما عنده تصديق ولا رجاء في المولى قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ يعني أمشوا وإتحسسوا وأسألوا من أخبار يوسف ومن أخبار بنيامين وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وما يدخل فيكم اليأس من روح الله يعني فرج الله رحمة الله التفريج البفرجه الله إِنَّهُ الضمير دا ضمير الشأن يعني إن الشأن إن الحاصل إن ما بيكون في يأس من جهة المولى إلا من جهة الكافر إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ يعني ما بييأس من فرج المولى عز وجل ما ببيأس من روح المولى يعني ترويحه وتفريجه ورحمته إلا القوم الكفره أما المؤمنين ما بييأسوا لم أمرهم أبوهم بالأمر دا أطاعوا أبهم ومشوا يتحسسوا مشوا للجهه الخلوا فيها بنيامين قاصدين عزيز مصر الهو سيدنا يوسف مشوا وهم ماعارفنه مشوا له متمسكنين وبحالة ضعف ومتزللين لأن أخوهم فاكرنه سرق دخلوا عليه قالوا له نحن جيناك محتاجين والبضاعة الجبناها معانا ماها بضاعة سمحة دحين كيل لينا قدها وزيد وإتفضل وهاودنا عليها لأن نحن شايفنك صاحب إحسان وصاحب خير لم سيدنا يوسف شاف حالتهم كدي حالة مسكنه وحالة ضعف رقت نفسه عليهم وقام سألهم على سكة التوبيخ إنت العمل القبيل عملتوه بيوسف وبأخوه عارفنه ما بيسألهم من العمل ذاته لكن كأن بيوبخهم على العمل العملوه إنشاء الله الآيات من قوله تعالى
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88))
إن شاء الله نفسره المره الجاية
وننبه هنا إن في الآية قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِيَ إِلَى اللَّهِ في فتح الياء في قرأة أبي عمر في قرأة قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وهنا قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِيَ إِلَى اللَّهِ
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تقديم الدكتور: عبد الله الطيب.
الآيات بصوت الشيخ: صديق أحمد حمدون.
.
سورة: يوسف : من الآية 88 إلى الآية 98
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98))
صدق الله العظيم
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ ديل أخوان سيدنا يوسف لم دخلوا على سيدنا يوسف قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ خاطبوه بتعظيم وحالتهم حالة ضر حالة مسكنة قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ نحن وأهلنا حالتنا حالة ضر ومسانا الجوع وإحتجنا وجيناك وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ وجيناك سايقين لينا بضاعة على علاتها على حالتها كأنها بضاعتهم الجبوها ماها سمحة أصلو المزجى أزجيت الشيء يعني سقته فالشيء المزجى السايقه أنا قدامي البضاعة هنا سموها مزجاه لأن كل ما يمشوا للناس يقولوا ليهم أمشوا غادي بيها يعني الناس ماعجباهم بعض المفسرين قالوا إن الدراهم ألتم كانت مغشوشه ودا جائز لكن إنها البضاعة الجابوها رديئة وماعجبت التجار كل تاجر يجيبوها له يقول ليهم شيلها أمشي بيها غادي أو القروش بتاعتهم ما سمحة لم يدوروا يشتروا بيها حاجة كل واحد يقول ليهم دي قروش شنو أمشوا بيها غادي فجوا بالبضاعة التم دي كان قروش ما سمحة ولا كان بضاعة حالتها رديئة أهي بضاعة مزجاه يعني الناس يقولوا ليهم أمشوا بيها ماها سمحة مردوده عليهم الناس مابنها جوا للعزيز لسيدنا يوسف قالوا له بضاعتنا دي الجايبنها على علاتها ومابنها الناس إنت أمسكا مننا ووفينا على قدرها وبعد كدي أحسن الينا وإتصدق علينا بالمسامحة من إنك تضيق علينا فيها وتشدد فيها لأن نحن شايفين أخلاقك حسنة وشايفنك فيك طيبة والمولى عز وجل بيحسن اليك لأحسانك الينا فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ يعني وفي لينا الكيل جئناك بالبضاعة دي المردوده دي وفي لينا الكيل وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا يعني سامحنا وإتهاون معانا وهاودنا جعلوا دا بمنزلة التصدق والإحسان لأن مقصود هنا الإحسان أحسن الينا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ يعني المحسنين لأن الصدقة هنا مقصود بيها الإحسان والخير والمسامحة في العاملة إن المحسنين المحسنين في المعامله المتجاوزين المولى عز وجل بجازيهم خير والكلام دا قالوه لسيدنا يوسف على طريق التزلل والتخشع له والإعتذار وطلب وطلب طيب المعاملة منه سيدنا يوسف لم شاف حالتهم حنا عليهم وقال ليهم بنوع من توبيخ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ إنت عارفين السويتوه في يوسف وفي أخوه وإنت جاهلين أمرهم صار لشنو أو جاهلين بعواقب أمرهم تكون شنو لم رميتوا يوسف في قعرالبئر وفرقتوا بينهم وبين أخوه لأنهم كانوا الوحيدين في مجموعتهم دي الأشقاء البحبهم سيدنا يعقوب الإتنين أشقاء بعدين الأخوان الباقين ديل إجتمعوا وفرقوا سيدنا يوسف وبين أخوه بكون شالوا سيدنا يوسف رموه في البئر فقال ليهم إنت عارفين السويتوه بين يوسف وأخوه نقصتوا عددهم وفرقتوا بيناتهم وجاهلين إنت أمرهم بيصير لشنو هنا إتفرسوا وعاينوا في سيدنا يوسف عرفوه خصوصا إن سيدنا يوسف إجتمع فيه سبه أهله لأن سيدنا يعقوب وأبوه سيدنا إسحاق وسيدنا إبراهيم كان كلهم بياخدوا من خولتهم من أخوالهم وإجتمع فيهم الشبة دا لأن سيدنا إبراهيم ماخد سارة من أخواله وكذلك سيدنا إسحاق ماخد من أخواله وكذلك سيدنا يعقوب ماخد راحيل من أخواله والنسب دا كله المتقارب دا كله أوجد بيناتهم شبة متقارب خصوصا في أولاد الخالة راحيل وأختها الأخدهم سيدنا يعقوب بحسب ماذكرنا إن سيدنا يعقوب أخد راحيل بعد ماراحت أم أخوانه التانين الأكبر منه فالشبه متقارب يعني روبيل كان ود خالة سيدنا روبيل الكبير ود خالة سيدنا يوسف فالنسب المتقارب دا بيوجد شبة متقارب وكلهم كان منظرهم حسن وجميل لكن لم شافوا عاينوا لسيدنا يوسف في أخلاقه وفي شبهه وفي العلامات الفيه إتحققوه عرفوا إن دا أخوهم يوسف فقالوا له قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ هنا عندنا التسهيل وإدخال الألف في قراية أب عمر قالوا له إنت يوسف حقيقة إنت يوسف هم عرفوا إنه يوسف قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي انا يوسف ودا أخوي بنيامين قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا المولى عز وجل انعم علينا وإتفضل علينا بأن نجاني أنا من الجب الرميتوني فيها ومن البيع البعتوني له ومن حالة السجن الإتسجنتها وأخوي ربنا لماه علي بعد ما فرقتوا بيناتنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ يعني البيتقي المولى وبيصبر على الضر ويسلم أمره للمولى في حالة التقوى وفي حالة الصبر بياته الفرج والمخرج من المولى عز وجل سيدنا يوسف إتقى المولى بأن ما عصاه لم إمرأة العزيز طلبته وصبر على الضر لم ختوه في السجن لغاية ما فرج المولى عنه وصبر على الأذى الاذوه له إخوانه والمولى عز وجل ما ضيع له أجره فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ إحسان بالتقوى وإحسان بالعمل الطيب وإحسان بالصبر على البلاء .
(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93))
صدق الله العظيم
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا قالوا له لم ذكرهم قالوا له المولى فضلك علينا أخرجك من حالة الضر ومن حالة السجن ومن الكيد الكدناهو ليك واداك الملك وخلاك في الموضع الإنت فيه عظيم فحسنك المولى علينا وفضلك علينا وكمان مع تفضيل المولى عليك وإعطاه ليك الملك نحن كنا غلطانين وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ إن هنا مخففه من إنّ يعني الشان إننا كنا خاطئين أو إننا كنا خاطئين فإن هنا بسموها في النحو مخففه من إن وفي بعض تأويل النحويين اللام جايه بمعنى إلا يعني ما كانا إلا خاطئين دا في النحو الكوفي لكن نحن أحسن نمشي بالنحو الواضح المعروف الهو النحو البصري أوضح من النحو الكوفي من الناحيه دي وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ يعني إن الشأن إننا كنا ختطئين فبقولوا إن مخففه من إنّ وإسمها ضمير الشأن والجملة الجاية بعدها دي كلها خبر ليها وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ يعني نحن كنا خاطئين وفي القرءآن في متلها " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم " يعني إن الشأن الذين كفروا يقربوا يعملوا كدي دا المعنى إن الشان الحقيقة كدي وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ يعني نحن كنا خاطئين قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يعني مافي عتاب عليكم النهار دا يعني أنا مافي توبيخ ليكم عفيت منكم قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وإذا عفا منهم اليوم دا إشعار ليهم إن عافي منهم مستقبلاً إنشاء الله المولى عز وجل يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ يدعو المول أن يغفر لهم هو عفا منهم ويدعوا المولى ان يغفر ليهم وَهْوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ في قرايتنا في الخلوة بعدين قال ليهم أخدوا القميص دا أرجعوا في محزوف هنا معناها شهلهم وخلاهم يمشوا قال ليهم شيلوا القميص الليلي دا وختوه في وشي أبوكم يفتح وتعالوا جبوا لي أبوكم وجيبوا لي أهلكم كلهم لم مشوا فاتوا مصر وبقوا على مسيرة تمنية أيام من بلد سيدنا يعقوب قال أنا شامي ريحة يوسف قالوا الريح هبت أرسلها المولى عز وجل هبت أخدت له ريح القميص من مسيرة تمنيه أيسام فقال ليهم أنا واجد ريحة سيدنا يوسف قال ليهم أنا لو ما أخاف إنكم تقولوا خرفتا أقول ليكم إني شامي ريحة إبني يوسف قالوا له إنت في حالة ضلالك الشديد حالة حبك الشديد لسينا يوسف القديمة ديك المضيعة على عقلك كأنهم إستبعدوا إن الريح تجيب تجيب له إبنه الراحل قبل مده طويله جدا المقلل يقول أربعين والمكثر يقول تمنين سنة فكيف الريح تحيب له ريحة إبنه من المده الطويله دي الآيات دي ماقرينها .
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96))
صدق الله العظيم
سيدنا يوسف قال لأخوانه الجوه لأن الإخوان إتفرقوا يسألوا من خبر سيدنا يوسف في الجوا منهم لسيدنا يوسف وشكوا له الشكوا ليه ديل قال ليهم خدوا القميص دا اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي ختوه في وش أبوي يَأْتِ بَصِيرًا يعني يصير بصير يبقى بصير يفتح وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ يعني هو يصير بصير وجيبوه معاكم يجيني وإنت جيبوا لي أهلكم كلهم وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ العير القافلة وَلَمَّا فَصَلَتِ معناها مرقت فصلت العير فصولاً يعني فارقت العمار يعني العير لم مرقت من عريش مصر فارقت مصر وأخدت في السكة العلى بلد كنعان وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ يعني أنا حقاً شامي لاقي ريحة سيدنا يوسف لأن جابتها له الريح من مسيرة تمنية أيام وْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ فنده يفنده يعني نسبه لضعف العقل قال دا مخرف والتفنيد اللوم والمفند والمفند الإنسان العقله راح من طول السن أو الخرف فلولا إني أخاف إنكم تسفهوني وتابوا رأي وما تصدقوني أقو ليكم أنا شامي وواجد ريحة يوسف قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ يعني قال لأولاده المعاه كأن في أولاد كان معاه قال ليهم أنا شامي واجد ريحة إبني يوسف لو ما إنكم تقولا بقا خرفان قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ قالوا له إنت في محبتك ليوسف الذاهبه بعقلك من زمان ديل أبناء سيدنا يعقوب قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ بعدين لم جاء إبن سيدنا يعقوب الجاب القميص دا فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا لم جاء إبن سيدنا يعقوب الشايل القميص دا ذكروا بعض المفسرين إن يهوذا وهو القبيل الجاب لاقميص ملطخ بالدم حسا جاب القميص ختاه في وشه أبصر طوالي فَارْتَدَّ بَصِيرًا يعني صار بصيرصار مبصر بعد الحالة الكان عليها هنا إتلفت ليهم قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ أنا ماقلتا ليكم إني عندي علم من المولى ماعندكم لأن فهم تأويل الرؤيا الرأها سيدنا يوسف قبيل قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ هنا قالوا أولاد سيدنا يعقوب إتشاوروا قالوا إن هسي أخونا قال عفا مننا لكن كيف نحن نغفل من طلب العفو من ربنا دحين أحسن نسأل أبونا يستغفر لينا ربنا فهنا سيدنا يعقوب قال ليهم أنا بستغفر ليكم قالوا أخرهم في الإستغفار لوقت الفجر وقالوا أخرهم الى يوم الجمعة وقالوا إنا سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف وقفوا ودعوا الله الى ان أتاهم الوحي من الله لأبناء سيدنا يعقوب من عملهم العملوه مع أخوهم.
إن شاء الله الآيات دي نفسرها بالتفصيل مع الآيات البعدها في المره الآتيه
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تقديم الدكتور: عبد الله الطيب.
الآيات بصوت الشيخ: صديق أحمد حمدون.
.
سورة: يوسف : من الآية 96 إلى الآية 105
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105))
صدق الله العظيم
فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ يعني البشير الجاء بالبشارة إن سيدنا يوسف إتلقى جاب لاقميص وختاه في وشي سيدنا يعقوب أبصر طوالي فَارْتَدَّ بَصِيرًا إرتد من أخوات صار صار وأض وعاد دي كلها كلمات بمعنى وحار وتحول دي كلها بمعنى صار لها باب في كتب النحو إسمحا أفعال الصيروره أقول وضعت الماء في الثلاجة فإرتد ثلجاً يعني فصار ثلجاً مثلاً ووضعت الماء على النار فإردت بخار يعني صار بوخ دا مثل بس للإستعمال و آل بخار , حار بخار, صار بخار , أض بخار دا كله بمعنى صار أفعال الصيروره كتيره رجع بخار كلها كثيره فهنا لما البشير جا خت القميص فوق وش سيدنا يعقوب صار مبصر بعد ما كان عيونه بقت بيض من الحزن وبعد ما أبصر إتلفت قال ليهم أنا عندي من علم المولى العلمني ياهو أكتر مما عندكم فلذلك أنا مايئستا من فرج المولى لن ما بييأس من فرج المولى إلا الكفرا لأن قال ليهم يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ هنا نحن عندنا الفتح في الياء قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا بإدغام الراء في اللام يعني قالوا له أسأل الله يغفر لينا ذنوبنا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ في شان هم قبيل أخطئوا هنا أبوهم أخرهم لوقت السحر او ليوم الجمعة على أحد القولين قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وأستغفرليهم المولى وغفر ليهم المولى عز وجل من رحمته الواسعة .
( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100))
صدق الله العظيم
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ مشوا سافروا من بلدهم كنعان سيدنا يوسف إتلقاهم بالجموع الكبيره بره البلد إكرام ليهم وإعتناء بأبوه قالوا مرق في ربعه ألاف حتى إن سيدنا يعقوب سأل أولاده قالهم المنظر الكتير دا مرق فرعون مصر قالوا له لأ دا مافرعون مصر الجاي يلاقيك دا إبنك قالوا إنه دخلوا عليه في الخيمة الليلته الصيوان الليله هنا سيدنا يوسف لاقا أبوه هنا أبوه فرح وسلم له قال له السلام عليك يامذهب الأحزان لأن ملاقاته أذهبت عنه الأحزان والله تعالى أعلم ذكروا بعض المفسرين إن بعض التحية الحياها به و بعدين سيدنا يوسف ضم اليه أبوه وأمه بعض المفسرين ذكروا إن خالته لكن دا بحسب التقديم والتأخير إن أيات فيهم إتزوجها سيدنا يعقوب في الآخر لكن الراجح إن سيدنا يعقوب إتزوج راحيل بعد ما ذهبت أختها الأولانيه لأن سيدنا يوسف أصغر من أخوانه الباقين فدي أمه مدام النص أَبَوَيْهِ فدي أمه فآواهم اليه ضماهم اليه وبعدين قال لهم كلهم نتوجه ندخل مصر فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ يعني أدخلوا مصر في حالة أمن ومافي حالة روع ولا في حالة خوف وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وأجلس أبوه وأمه معاه فوق السرير سرير الملك لأن الملك والرئيس كان بيقعد في سرير كبير وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا يعني سجود إحترام وإكرام لأن دي كانت تحيتهم في الزمن داك الواحد ينحني لأن السجزد أصله الخضوع فهنا الواحد بينحي الإنحناء دا إسمه سجود ما على وضع جبه على الأرض دا على قول الأرجح إن إنحنوا له دي كانت التحية ألتهم ودا كان تفسير الرؤيا الهي ذكرناها في الأول إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا يعني سجدوا له حيوه بالإنحناء والإكرام دا على حسب ما ورد في الرؤية دي الرؤيا المولى عز وجل حققها وَقَالَ يَا أَبَتِ لم شافهم حيوه بالتحية دي سيدنا يوسف قال ليهم دا تأويل الرؤيا الرئيتها قبيل يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ الرؤيا القبيل أنا شفتها إن شفتا حداشر كوكب والشمس والقمر ساجدين لي قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا المولى عز وجل حققها وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ المولى عز وجل أحسن بي يعني فعل بي الإحسان الكتير والخير العظيم أولاً مرقني من السجن بعد ما كنت مسجون ماذكر البئر لأن في أخوانه جنبه والأنبياء فيهم الحياء ماذكرها لأن السجن ما جاء إلا بعد ماهو ختوه أخوانه في البئر وهو عفى منهم وأبوهم إستغفر ليهم الله والمولى عز وجل غفر ليهم وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ وجابكم من الخلى لأنهم كانوا في حالة البدو مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي نزغ الشيطان يعني أفسد
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36))
في سورة فصلت
يعني من بعد ما الشيطان نزغ أفسد بيني وبين أخواني جوا وحالتنا رجعت حالة صفاء إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ المولى عز وجل عنده اللطف الخفي للأمر البيشائه وبيدبره وهو عليم بكل الأحوال وحكمته بالغه وعظيمه إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قالوا إن الفراق بين سيدنا يوسف وأبوه تمنتاشر سنة القالوا تمنتاشر سنة بنوها على إن سيدنا يوسف مكث قعد في السجن تمنيه سنين سبعة سبعة سنين قعد في السجن سبعة سنين وعدوا عليها السبعة سنين المخصبات والسبعة سنين العجفاوات ما تماها كلها يعني عشرة والسبعة سنين وسنة من بعد الجب بقا تمنتاشر سنه والعدوا أربعين سنه في ناس عدوا المده أربعين سنه الفارق بيناتهم لأن سيدنا يوسف قالوا طلع عمره سبعتاشر سنه قعد تلاته سنين في مصر بعدين بعد ما دخل السجن قعد في السجن إتناشر سنه بعدين جات السنين السمان والعجاف ديل وبعدهن مده فتموهن أربعين سنه بعد المفسرين قالوا سبعة وسبعين أو تمانين سنه وقالوا بعد كدا جاء سيدنا يعقوب قعد مع إبنه مكث أربعة وعشرين سنة بعضهم قالوا سبعين سنة ولم حضرته الوفاء أوصى بإن يدفن في مكان مدفن ابوه فسيدنا يوسف مشا هناك وبعدين جاء راجع لمصر قعد في مصر بحسب ما ذكروا مده أيضا قعد تلاته وعشرين سنه في بعض الروايات وبعدين إشتاق لرؤية المولى عز وجل فسأل الله إن ما دام أحسن اليه إشتاق لملاقات المولى عز وجل قال تعالى .
(رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101))
صدق الله العظيم
سيدنا يوسف شكرالمولى على عطائه قال رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ أديتني من الملك أعطاه المقدار العظيم وإن جعله على خزائن الأرض ومصرف فيها وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وعلمه من تأويل الأحاديث إنه يعبر الرؤيا رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يعني ياخالق السموات والأرض فطرتا السموات والأرض يعني خلقتا السموات والأرض أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ يعني إنت مولاي وأنا أتولاك واليك وجهي و انت الولى لي في الدنيا وفي الآخرة أنت المتولي جميع أحوالي في الدنيا والآخرة تَوَفَّنِي مُسْلِمًا يعني أجعل وفاتي تكون على الإسلام ليك وحدك لا شريك لك وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وألحقني بالصالحين من أنبيائك الصالحين ومن عبادك الصالحين أجعلني أكون من ضمنهم.
(ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105))
صدق الله العظيم
رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ يعني خبر سيدنا يوسف خبر ما كان بيناته وبين أخوانه خبر رؤياه خبر ماكان حصل بيناته وبين أخوانه خبر رحلته أسير لمصر خبر رؤياه الفسرها للناس وكيف صار على خزائن الأرض خبر إمرأة العزيز كل دا الى إن جاء أخوان سيدنا يوسف وعرفهم وجهزهم بجهازهم ومشوا وجابوا أخوهم وحبس أخوهم وبعدين مشوا المره الأخير وشالوا القميص وأبوهم وأمهم جوا وكلهم حققوا الرؤيا الرأها قبيل سيدنا يوسف دا كله من الأنباء الغيبية أوحاها المولى عز وجل لرسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ ديل الأخوان لم أجمعوا أمرهم مع بعض ودايرين يمكروا بأخوهم سيدنا يوسف وَهُمْ يَمْكُرُونَ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ واكتر أهل مكة ولو حرصتا على إيمانهم ما مؤمنين وبحرصك عليهم ما بيؤمنوا لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان حريص على إيمانهم لكن أكترهم ولو حرصتا على إيمانهم ما بيؤمنوا " إنك لا تهدي من احببت " وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ إنت ما طالب منهم مال ولا عطا ولا أجرة إنما هو تذكير وتعليم للناس فخبر سيدنا يوسف إنتهى في الآية رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ثم تجي الآيات اليها خطاب المولى عز وجل لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام دي راجعة لأول السورة
(الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3))
دا يرجع له ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ لديهم يعني معاهم ماكنت معاهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ ما أكثر الخلق لأن الكفار قدر ما يحرص قدر ما يحرص على إيمانهم ما بيؤمنوا الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام النبي كان رغبته شديده بإن قومه يؤمنوا والمولى عز جل بيبشره بالنصر الآتي وبإن يثبته بإن يذكر له القصص تذكير وتثبيت له في رسالته إلى أن جائه النصر وأظهر المولى دين الإسلام على الدين كله .
(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104))
وإن شاء الله نستمر في التفسير الى آخر السورة في المرة الجاية
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تقديم الدكتور: عبد الله الطيب.
الآيات بصوت الشيخ: صديق أحمد حمدون.
.
سورة: يوسف : من الآية 105 إلى الآية 111
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
(وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111))
صدق الله العظيم
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ , وَكَأَيِّنْ معناها كم كلمة تدل على التكثير وكثيره في القرءآن " وكأين من دابة لا تحمل رزقها " " وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك " " وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله " والعرب أحياناً تخففها جاءت في الشعر في قول زهير:
وكاين ترى من صامت لك معجِبٍ زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبقى إلا صورة اللحم والدم
فكأين معناها كتير وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ يعني كتير من الآيات والعلامات في السماء والأرض تدل على وحدانية المولى هم يشاهدوها ويفوتوا عليها غادي ما مهتمين بالمعنى الليلها لأنهم لو فكروا في مشاهدت السماوات والأرض هي مشاهد الوحدانية والقوة والقدرة لكن آيات المولى آيات المولى ودلالاته الكتيره في السموات والأرض هم ما بينتبهوا ليها بيعرضوا يفوتوا غادي منها وما بينتفعوا منها ولا بياخدوا منها الهداية وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يعني كم من آية وعلامة ظاهرة في السماء والأرض هم يشاهدوها يَمُرُّونَ عَلَيْهَا يعني يشاهدوها ويفوتوا عليها وما بيهتموا بيها وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ كأنهم فايتين وهم مقبلين غادي عنها مامهتمين بيها وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ يعني أكثرهم ما بيؤمنوا إن الله هو الخالق إلا يدخلوا الإشراك مع الله لأن كفار أهل مكة كفار قريش ديل كلهم بيعتقدوا بالله لكن بيدخلوا الأصنام في سورة الزمر
(أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3))
فهم كانوا بقولوا ديل بقربونا للمولى عز وجل بقولوا ديل شركاء لمولى عز وجل من كفرهم " ولإن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون الله فأنا يؤفكون " يعني هم مؤمنين بأن الله هو الخالق لكن يقوموا يشركوا معاه أشراك تانين من كفرانيتهم وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ وكانوا في التلبيه بتاعتهم يقولوا لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك من كفرهم أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ يعني هم في كفرانيتهم وإلحاحهم وتغاهم دا آمنين إن تجيهم غاشية تغشاهم مصيبة تغشاهم من عذاب الله يرسلها عليهم ولا آمنين إن القيامة تقوم عليهم فجأة كدا مره وحده وهم ما بيحسوا هم عندهم علم المولى ! لأنهم كانوا سادرين في غيهم وفي تغاهم .
( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108))
الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام من المولى عز وجل قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي يعني دي طريقي دي سكتي دي دعوتي الهي الدعوة للإيمان الخالص والوحدانية الخالصة لله وحده وما له شريك أَدْعُو إِلَى اللَّهِ يعني طريقي سبيلي أهدي إني أدعو الى المولى عز وجل قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي على بصيرة يعني حجة واضحة بينه أنا وأتباعي في عبادة المولى الإتبعوني في دعوة الحق دي وَسُبْحَانَ اللَّهِ يعني تنزيه للمولى عن كل الإشراك البيشركوه به الكفره أنا أنزه المولى وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وأنا ما مشرك من المشركين أمن بالأصنام دي أو أرى ليها أدنى ربوبيه هي أصنام وأنا ماني من المشركين أنا أنزه المولى وأنا مسلم لله وحده لا شريك له .
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109))
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى, إِلَّا رِجَالًا يُوحِي إِلَيْهِمْ مرت علينا قبل كدا يعني المولى عز وجل بيخاطب النبي عليه الصلاة والسلام إن قبلك ما حصل إرسال لرسل إلا رجال أوحى اليهم المولى ما أرسل ملائكة المولى أرسل رجال وجاهم الوحي ورجال أرسلهم من أهل القرى ما من أهل الفلوات لأن أهل القرى فيها العلم وفيها صفات كتيره بتمكن من الدعوى فالمولى إختار رسله من اهل القرى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ يعني أهل مكة ديل بيستغربوا في الرسالة الجات للنبي عليه الصلاة والسلام لماذا ليه قبل كدي الرسالة جات لرجال ومن أهل القرى يعني المداين فليه أهل مكة مستغربين في الرسالة الجات للنبي عليه الصلاة والسلام ما مشوا في الأرض وشافوا عاقبة الكافرين كانت كيف في سورة غافر
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21))
فهم ما بيمشوا في الأرض يشوفوا حالة أصحاب الحِجر ثمود حصل ليهم شنو؟ وقوم لوط حصل ليهم شنو؟ وآثارهم باقيه والشواهد داله أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ لو فكروا وشافوا إن الدنيا زايله والبيكونوا على الكفر بيحصل بيهم العقاب وإتذكروا إن النعيم المقيم عند المولى عز وجل وإن البيتلقي عند المولى عز وجل أفضل وأحسن وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ, يعْقِلُونَ قرائتان يعني والدار الآخرة هي فيها النعيم الدايم وهي أفضل للمتقين لأن فيها ثواب المولى الباقي هم ما بيعرفوا ما بيعقلوا ما عندهم عقول يبصروا بيها ويشوفوا بيها حالة الأمم الهلكت قبلهم بسبب كفرانيتها .
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111))
صدق الله العظيم
حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ يعني حتى إذا الرسل الأرسلهم المولى عز وجل إبتدوا ييأسوا من أي إيمان يدخل في قلوب القوم البيدعوهم ديل وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا في رواية الدوري عن أبي عمر وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا في رواية حفص عن عاصم يعني لم هم الرسل يئسوا من إن قومهم ديل يؤمنوا وقومهم وقومهم ديل ظنوا إن الرسل ديل كضبوا عليهم يعني ظنوا إن الرسل ديل ما قالوا ليهم الصاح يعني المعنى وظن قومهم انهم كذبوا أو وظن الرسل أنهم كذبوا ان قمهم كذّبوهم القرأ كُذِّبُوا على إن القوم كذّبوا الرسل ما صدقوا رسالتهم والقرأ كُذِبُوا على إن القوم ديل ظنوا الرسل ديل كذبوا عليهم ما أدوهم كلام صحيح والمعنيين متقاربين وفي بعض المفسرين قالوا ظن الرسل إن أتباعهم ديل إبتدوا يشكوا في إن نصر المولى جاي وإبتدوا يكضبوهم ودا وجه جائز لكن الوجه الأولاني دا أقوى إن الرسل شكوا إن قومهم ديل الرسل يئسوا إن قومهم يؤمنوا وقومهم قالوا إن الرسل ديل ما بلغوهم الحقيقة أو قومهم كذبوهم على قرأة من قرأ قَدْ كُذِبُوا والمعيين متقاربين لم تحصل بيهم احالة دي حالة إنهم ييأسوا من إيمان قومهم ويبتدوا يعني بعض أتباعهم يشكوا وقومهم يقولوا ديل ما جابوا لينا الحقيقة وقومهم يكذبوهم في رسالتهم هنا فجأة يجيهم نصر المولى جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُنجِّيَ مَنْ نَشَاءُ , جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ يعني جاء نصر المولى الشاء المولى نجاته بالإيمان وهلك الشاء المولى هلاكه بالكفر والعذاب ذي ما حصل للكافرين يوم بدر وجاء نصر الله نصر المولى عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام بعد مدة طويله وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ المولى عز وجل بأسه لاحق بالمجرمين إن أجلاً وإن عاجلاً وإن إن شاء أجل ليهم العقاب وإن شاء عجله وإن شاء جمعه ليهم الإتنين لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ رجع لأول السورة نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ يعني في اخبارهم في عبرة إعتبار موعظة لأصحاب العقول لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ يعني دا ما كلام مفترى دا وحي من المولى ومصدق للرسالات الأرسالها المولى عز وجل من قبل مثل الوحي الأوحاه لرسله فيما مضى قبل زمن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وفيه تفصيل لكل موعظة وهداية واضحة ورحمة للمؤمنين بالإسلام الجاهم يعمهم يبعدهم من الشرك ويهديهم لعبادة الله الواحد القهار لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى القرءآن دا ماهو حديث مفترى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وفيه توضيح لكل شيء تفصيل وتوضيح لكل شيء وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وفيه هداية ورحمة للناس القلوبهم موجهه للإيمان.
دا آخر سورة يوسف
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ولنا لقاء باذن الله تعالي ،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!!
حسام الدين سليم الكيلاني
الحمد لله على كل حال, الحمد لله الذي كفانا وآوانا وهدانا , الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى, القائل : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } [ سورة المؤمنون : 1-5 ]. اللهم إنا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا, اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا, اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه لا إله إلا أنت نعوذ بك من شر أنفسنا ونعوذ بك من شر الشيطان وشركه . والصلاة والسلام على خير خلق الله إمام المتقين, وقائد الغر المحجلين الذي كان يقول في دعائه: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وفي رواية ثانية : وَالْعِفَّةَ))[أخرجه الإمام مسلم برقم : 2721] . ثمَّ أما بعد: فهذا هو اللقاء السادس مع سلسلة إصلاح الأسرة ، تحت عنوان ((وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!! )) ، فبعد أن تكلمنا في اللقاء السابق عن (الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟) نتكلم اليوم عن مثال صارخ عن العفة والعفاف والذي يضربه لنا النبي الكريم يوسف عليه السلام ولنا معه وقفات لتكون مثالاً للشاب المسلم اليوم ؟؟؟؟
تمهيد :
الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في الإنسان، ولا يكبت الغرائز ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها ويسيرها في مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محورًا تدور عليه الآداب النفسية والاجتماعية. إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتًا، ولا تبني أسرة، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعًا طاهرًا. إن الإسلام يقصد إلى حياة أسرية كريمة محترمة تشترك فيها الآمال والآلام، ويؤخذ بها حساب الحاضر والمستقبل. محضنٌ لذرية صالحةٍ ومنشأٌ لجيلٍ طاهرٍ، فيه الأبوان حارسان أمينان لا يفترقان. هذا المجتمع الكريم النابت في تعاليم الإسلام يتميز بآدابه، ويلتزم بأحكامه، هذا المجتمع يجعل جريمة الزنا قصيةً في ركن لا يطالها إلا فئات شاذة لا يؤبه لها. إن الذي يكبح هذه الجريمة، ويضيق دائرتها هو الإسلام بأحكامه وآدابه وعقائده بدءًا من الإيمان بالله وخشيته وتقواه وحسن مراقبته سبحانه، ثم تنقية المجتمع من بواعث الفتن، ومواطن الريب . ففي المجتمع المسلم التزامٌ للملابس السابغة المحتشمة التي تكرم ابن آدم وتحميه ، مع أدب غض البصر، وكف العيون الخائنة من البحث عن العورات ، وتحريم الخلوة بين الرجل والمرأة غير ذات المحرم طهارة لقلوبهم وقلوبهن. وقال صلى الله عليه وسلم : ((ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما)) [صحيح أخرجه الإمام الترمذي،حديث (2165)، وقال : حديث حسن صحيح غريب. وصححه ابن حبان (4576) ، والحاكم (1/114-115)]،والمباعدة بين مجالس الرجال ومجالس النساء، حتى في المساجد ـ دور العبادة ـ فللرجال صفوفهم وللنساء صفوفهن ، ومنع الاختلاط المحرم في التعليم والعمل وكل مجال يقود إلى الفتنة،مع تيسير سبل الزواج ، والتزام الاستئذان والاستئناس حتى لا تقع العين على عورات النساء احتراماً لها ولكرامتها ،أو تلتقي العين بمفاتن المرأة حفاظاً عليها وعلى أعراض المسلمين . وقد ضرب لنا الله تبارك وتعالى مثالاً عن العفة والعفاف في القرآن الكريم وهو عفة يوسف عليه الصلاة والسلام وهو الذي أردت الحديث عنه في هذا اللقاء ...........!!!
ملخص قصة يوسف عليه السلام كاملة :
ولد سيدنا يوسف وكان له 11 أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذت تراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن ، واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه. وقبل البدأ ؟؟؟ قبل أن نتحدث عن بعض الوقفات المستخلصة من قصة يوسف عليه السلام، أود الإشارة لعدة أمور. تختلف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء، فجاء قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة. قال تعالى في سورة يوسف : (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) .
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟
1 ـ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم. 2 ــ وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم. 3 ــ وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات. 4 ــ وقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة. ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها.. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة.. إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية.. يلتحم مضمونها وشكلها، ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها. (( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ )) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.
القصة القرآنية للمراودة في سورة يوسف عليه السلام :
(( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) (23) ، ودعت امرأة العزيز -برفق ولين- يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها; لحبها الشديد له وحسن بهائه, وغلَّقت الأبواب عليها وعلى يوسف, وقالت: هلمَّ إليَّ, فقال: معاذ الله أعتصم به, وأستجير مِن الذي تدعينني إليه, من خيانة سيدي الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله, إنه لا يفلح مَن ظَلَم فَفَعل ما ليس له فعله : (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) (24)ولقد مالت نفسها لفعل الفاحشة, وحدَّثت يوسفَ نفسُه حديث خطرات للاستجابة, لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عمَّا حدثته به نفسه, وإنما أريناه ذلك; لندفع عنه السوء والفاحشة في جميع أموره, إنه من عبادنا المطهرين المصطفَين للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده : (( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (25) ، وأسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج, وأسرعت تحاول الإمساك به, وجذبت قميصه من خلفه; لتحول بينه وبين الخروج فشقَّته, ووجدا زوجها عند الباب فقالت: ما جزاء مَن أراد بامرأتك فاحشة إلا أن يسجن أو يعذب العذاب الموجع ، (( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ ))(26) ، قال يوسف: هي التي طلبت مني ذلك, فشهد صبي في المهد مِن أهلها فقال: إن كان قميصه شُقَّ من الأمام فصدقت في اتِّهامها له, وهو من الكاذبين ، (( وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ )) (27) ، وإن كان قميصه شُقَّ من الخلف فكذبت في قولها, وهو من الصادقين ، (( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ))(28) ، فلما رأى الزوج قميص يوسف شُقَّ من خلفه علم براءة يوسف, وقال لزوجته: إن هذا الكذب الذي اتهمتِ به هذا الشاب هو مِن جملة مكركن -أيتها النساء-, إنَّ مكركن عظيم ، (( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ)) (29)،قال عزيز "مصر": يا يوسف اترك ذِكْر ما كان منها فلا تذكره لأحد, واطلبي -أيتها المرأة- المغفرة لذنبك؛ إنك كنتِ من الآثمين في مراودة يوسف عن نفسه, وفي افترائك عليه ، (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (30) ،ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة العزيز: امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه), إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح ، (( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ))(31) ، فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها, أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها, وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد, وما يأكلنه من الطعام, وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام, ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن, فلما رأينه أعظمنه وأجللنه, وأخَذَهن حسنه وجماله, فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول, وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر; لأن جماله غير معهود في البشر, ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة ، (( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ))(32) ، قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به, ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب لي فامتنع وأبى, ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن, ولَيكونن من الأذلاء ، ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ )) (33) ، قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة, وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن, وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم ، (( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))(34)، فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو السميع لدعاء يوسف, ودعاء كل داع مِن خلقه, العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه, وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم ، (( ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ )) (35) ثم ظهر للعزيز وأصحابه -من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته- أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر; منعًا للفضيحة.
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام
هذا النموذج الرائع يضربه الله تعالى لنا حتى نتعظ ونعتبر وحتى يعلم الناس أجمعين أن العفة لا تكون هكذا بمجرد الخاطرة وإنما لابد لها من همة وإرادة . هذه القصة التي يضربها الله عز وجل في سورة يوسف نقف فيها وقفات:
الأولى : الاستعانة بالله تعالى :
إن الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة به والفرار إليه هو من أقوى الأسباب التي تنال بها العفة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: (( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا ولكن الله يزكي من يشاء)) من الذي يحفظك من الفتنة؟ من الذي يحفظك من الزنا؟ من الذي يغض بصرك حقٌا؟ من الذي يجعلك تغض بصرك؟ هو الله عز وجل رب العالمين, ولذلك فلا يغتر إنسان بنفسه, لا يغتر إنسان بثقته بل ينبغي عليه أن يتهم نفسه دومًا بقلة الهمة وبضعف الإرادة وأن يستعين بالله عز وجل لكي يصرفه عن السوء والفحشاء. فهذا النبي الكريم يوسف عليه السلام لما طلبت منه امرأة العزيز وهمت به وهم بها إلتجأ إلى من؟ ما قال: ((قال معاذ الله)) أي استعيذ بالله منكِ ومن شرك, ((قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)).
الثانية: عدم الاغترار بالنفس والركون إليها :
إذ ينبغي على الإنسان ألا يعتمد على الثقة الزائدة بالنفس والاغترار بها , لما جاءت النسوة إلى امرأة العزيز ولُمنها على فعلتها قالت: ((ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين )) اذا فعل يوسف عليه السلام؟ التجأ إلى الله رب العالمين (( قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه)) أن أسجن وأن أحبس أن تقيد حريتي هذا أحب إلي من أن أقع في الفاحشة (( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) إذا لم تصرف ربي أنت عني كيدهن سأصغي إليهن وستذهب قوتي وستخور عزيمتي وسأستمع إلى ما تقول فأسألك ربي أن تصرف عني كيدهن, فماذا كان الجواب؟ (( فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم )) وهكذا فإن الإنسان إذا ألمّت به فتنة ينبغي أن يلجأ إلى الله عز وجل, ولا ينبغي أن يخوض هذه الفتنة بغير استعانة بالله. انظر ماذا يقول ربنا في الذين اتقوا إذا جاءهم الشيطان وسول لهم سوء الأعمال, قال سبحانه وتعالى: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم،إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)) الذين اتقوا إذا مرّ عليهم طيف أو خاطرة من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون, وكيف يكون التذكر؟ يكون بالاستعاذة من الشيطان وبالإستعانة بالله عز وجل.
الثالثة : الدخول على النساء :
إن التساهل من المسلمين في دخول الرجال والخدم في البيوت من أكثر أسباب وقوع الكثير من الحوادث التي تسببت في انتهاك الأعراض, قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو يذكر لنا هذا العزيز الذي كان بالفعل ديوثًا, يقول الحافظ ابن كثير: كان زوجها ـ أي العزيز ـ لين العريكة وكان سهلاً أو أنه عذرها لأنها رأت أنها لا صبر له عنها, ولذلك تجرأت المرأة على أن تطلب هذا الطلب علانية بين النساء , تطلب من يوسف عليه السلام أن يفعل فيها الفاحشة, ولذلك فإن الإنسان ينبغي عليه ألا يدخل الخدم على النساء, ليتقي الله عز وجل هذا الذي يركب ابنته مع السائق فيوصل السائق ابنته إلى الجامعة أو إلى المدرسة, ما هذا؟ أين الغيرة؟ أما تغار على عرضك أيها المسلم, لا ينبغي للمسلم أن يفعل هذا, لا ينبغي للرجل أن يترك خادمه يباشر النساء أو أن يدخل عليهن, يقول صلى الله عليه وسلم : ((إياكم والدخول على النساء)) قال رجل: يا رسول الله, أرأيت الحمو؟ ـ أي قريب الزوج أيدخل على المرأة ـ قال: ((الحمو الموت)), أي: إذا أدخلت الحمو إلى بيتك كأنك أدخلت الموت على أهلك.
الرابعة: الصحبة السيئة :
في هذه القصة أن الصحبة السيئة من أسباب الوقوع في الفواحش, ألا ترى أن امرأة العزيز لما انتشرت هذه الفضيحة بين النساء ماذا فعلت النساء اللاتي كن حولها؟ شجعنها على ذلك وذهبن إلى يوسف يطلبن منه أن يرضخ لكلامها فقال يوسف عليه السلام: ((إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) وقال يوسف: (( ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)) أي في اشتراكهن في هذه الجريمة.
الخامسة : الإشاعات :
فلولا الإشاعات لما علمت النسوة بأمر امرأة العزيز (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (30) ،ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة العزيز: امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه), إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح . بدأ الموضوع ينتشر.. خرج من القصر إلى قصور الطبقة الحاكمة أو الراقية يومها.. ووجدت فيه نساء هذه الطبقة مادة شهية للحديث. إن خلو حياة هذه الطبقات من المعنى، وانصرافها إلى اللهو، يخلعان أهمية قصوى على الفضائح التي ترتبط بشخصيات شهيرة.. وزاد حديث المدينة: (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ )) وانتقل الخبر من فم إلى فم.. ومن بيت إلى بيت.. حتى وصل لامرأة العزيز ..... وما حدث من النسوة (( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين )) ومن أعظم الآداب في هذا الباب الكف عن إشاعة الفاحشة في المؤمنين ومحبة ذلك والرغبة فيه عياذًا بالله. إذا انتشر بين الأمة الحديث عن الفواحش ووقوعها فإن الخواطر تتذكرها ويخف على الأسماع وقعها، ومن ثم يدبُّ إلى النفوس التهاون بوقوعها ولا تلبث النفوس الضعيفة والخبيثة أن تُقدم على اقترافها ولا تزال تتكرر حتى تصير متداولة. وانظر إلى ما تفعله كثيرٌ من وسائل الإعلام في الناس والنفوس. (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيع الفاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)) [النور:19]. السادسة : كتم صوت الحق بالسجن : ربما كان دخوله للسجن بسبب انتشار قصته مع امرأة العزيز ونساء طبقتها، فلم يجد أصحاب هذه البيوت طريقة لإسكات هذه الألسنة سوى سجن هذا الفتى الذي دلت كل الآيات على برائته، لتنسى القصة. قال تعالى في سورة (يوسف): (( ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)) وهكذا ترسم الآية الموجزة جو هذا العصر بأكمله.. جو الفساد الداخلي في القصور، جو الأوساط الأرستقراطية.. وجو الحكم المطلق. إن حلول المشكلات في الحكم المطلق هي السجن.. وليس هذا بغريب على من يعبد آلهة متعددة. كانوا على عبادة غير الله.. ولقد رأينا من قبل كيف تضيع حريات الناس حين ينصرفون عن عبادة الله إلى عبادة غيره. وها نحن أولاء نرى في قصة يوسف شاهدا حيا يصيب حتى الأنبياء. صدر قرارا باعتقاله وأدخل السجن. بلا قضية ولا محاكمة، ببساطة ويسر.. لا يصعب في مجتمع تحكمه آلهة متعددة أن يسجن بريء. بل لعل الصعوبة تكمن في محاولة شيء غير ذلك. دخل يوسف السجن ثابت القلب هادئ الأعصاب أقرب إلى الفرح لأنه نجا من إلحاح زوجة العزيز ورفيقاتها، وثرثرة وتطفلات الخدم. كان السجن بالنسبة إليه مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر في ربه.
خاتمة :
ألا فاتقوا الله رحمكم الله واستمسكوا بدينكم، والزموا آدابه وحدوده، عبوديةً خالصةً، وسلوكـًا لمسالك الطهر والعفة يصلح الفرد كما يصلح المجتمع، فتسعدوا في الدنيا، وتسلموا وتفوزوا في الآخرة وتفلحوا، ثم صلوا وسلموا على نبيكم نبي الرحمة والهدى فقد أمركم ربكم جل وعلا قائلاً عليمًا: (( إِنَّ اللَّهَ ملائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)) [الأحزاب:56]. أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما سمعنا وأن يغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم. كما أسأل الله تعالى أن يقينا الزلات وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأزواجه وذريته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
سورة يوسف ( 3 )
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ o
سيارة : جماعة مارة . o الورود أصله قصد الماء ثم يستعمل في غيره. o دلوت الدلو إذا أرسلتها، و أدليتها إذا أخرجتها. o قال يا بشرى هذا غلام : كان أمرا غير مترقب الوقوع o و معنى الآية: و جاءت جماعة مارة إلى هناك فأرسلوا من يطلب لهم الماء فأرسل دلوه في الجب ثم لما أخرجها فاجأهم بقوله: يا بشرى هذا غلام - و قد تعلق يوسف بالحبل فخرج - فأخفوه بضاعة يقصد بها البيع و التجارة و الحال أن الله سبحانه عليم بما يعملون يؤاخذهم عليه أو أن ذلك كان بعلمه تعالى و كان يسير يوسف هذا المسير ليستقر في مستقر العزة و الملك و النبوة.
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ
o الثمن البخس هو الناقص عن حق القيمة. o الشراء هو البيع. o الزهد هو الرغبة عن الشيء أو هو كناية عن الاتقاء. o و معظم المفسرين على أن الضميرين ( وشروه وكانوا) لإخوة يوسف و المعنى أنهم باعوا يوسف من السيارة بعد أن ادعوا أنه غلام لهم سقط في البئر و هم إنما حضروا هناك لإخراجه من الجب فباعوه من السيارة و كانوا يتقون ظهور الحال. o أو أن أول الضميرين للإخوة و الثاني للسيارة و المعنى أن الإخوة باعوه بثمن بخس دراهم معدودة و كانت السيارة من الراغبين عنه يظهرون من أنفسهم الزهد و الرغبة لئلا يعلو قيمته أو يرغبون عن اشترائه حقيقة لما يحدسون أن الأمر لا يخلو من مكر و إن الغلام ليس فيه سيماء العبيد.
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
o أكرمي مثواه أي تصدي بنفسك أمره و اجعلي له مقاما كريما عندك. o عسى أن ينفعنا في مقاصدنا العالية و أمورنا الهامة o أو نتخذه ولدا بالتبني. o أمكنته من الشيء فتمكن منه أي أقدرته فقدر عليه o و لنعلمه من تأويل الأحاديث بيان لغاية التمكين المذكور و اللام للغاية، و هو معطوف على مقدر و التقدير: مكنا له في الأرض لنفعل به كذا و كذا و لنعلمه من تأويل الأحاديث و إنما حذف المعطوف عليه للدلالة على أن هناك غايات أخر لا يسعها مقام التخاطب، و من هذا القبيل قوله تعالى:
«و كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض و ليكون من الموقنين»: الأنعام: 75 و نظائره. وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ o بلوغ الأشد أن يعمر الإنسان ما تشتد به قوى بدنه و تتقوى به أركانه بذهاب آثار الصباوة.أول سن الشباب دون التوسط فيه أو الانتهاء إلى آخره كالأربعين، و الدليل عليه قوله تعالى في موسى (عليه السلام):-
«و لما بلغ أشده و استوى آتيناه حكما و علما»: القصص: 14 حيث دل على التوسط فيه بقوله: «استوى»، و قوله: «حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك»
الآية: الأحقاف: 15 فلو كان بلوغ الأشد هو بلوغ الأربعين لم تكن حاجة إلى تكرار قوله: «بلغ». o آتيناه حكما الحكم هو القول الفصل و إزالة الشك و الريب من الأمور القابلة للاختلاف . و بالنظر إلى قوله (عليه السلام) لصاحبيه في السجن:
«إن الحكم إلا لله»: الآية 40 من السورة،
و قوله بعد:-
«قضي الأمر الذي فيه تستفتيان»: الآية 41 من السورة .
يعلم أن هذا الحكم الذي أوتيه كان هو حكم الله فكان حكمه حكم الله، و هذا هو الذي سأله إبراهيم (عليه السلام) من ربه إذ قال:-
«رب هب لي حكما و ألحقني بالصالحين»: الشعراء: 83.
o وعلما و هذا العلم المذكور المنسوب إلى إيتائه تعالى كيفما كان و أي مقدار كان علم لا يخالطه جهل. o وكذلك نجزي المحسنين : حيث يدل على أن هذا الحكم و العلم اللذين آتاهما الله إياه لم يكونا موهبتين ابتدائيتين لا مستدعي لهما أصلا بل هما من قبيل الجزاء جزاه الله بهما لكونه من المحسنين. و قد قال تعالى: -
«و البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه و الذي خبث لا يخرج إلا نكدا»: الأعراف: 58
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امْــرَأَةُ الْعَــزِيزِ تُــرَاوِدُ فَـتَاهَا عَــن نَّفْسِـــهِ قَـدْ شَغَــفَـهَا حُـــب (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
سورة يوسف - سورة 12 - عدد آياتها 111
اعــــوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ
إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ
قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ
قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ
قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ
وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ
ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ
وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ
قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ
فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ
قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ
قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ
قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ
قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ
قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ
قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ
قَالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ
فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ
أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
صدق الله العظيــم
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
|