....اليك.. يا اخي الحبيب...وطن بنا

انها الجدران تمتلئ انتظار
ام انها شمس من اللهب المسافر
لم تعد تعبأ ان تصنع ليلا او نهار
هل تعرف الاشجار الاجذرها المدفون يدفع نحو سمائها
ملحا وماءا
هل غير ذاك الصبر في احشائها ام حولهاحزن تمعدن
واستدار....
هذا اتجاه للغروب
من يستطيع بشوقه او حزنه او مجده او صبرة ان يرسل
الضوء الي الشمس
ويجعلها تغيب...
من يستطيع؟
هل امطرت حزنا سماؤك يا وطن
ام انها سحب اذا عبرت بلادي اودعتهاما تبقي من دماء
ومضت عجلي
تذوب
تمتص من ارق اشعتها الشموس وتدور راجعة الي افق التداعي
حمراء
تمعن في الهروب...
ام انه شعب بلا رب تدفق حزنه عبر الممالك
سلطنات الافك والموت
يصلي كل يوم
شعب يكابد راحلا عبر الخطوب...
لكل اغنية شهيد
ذبح قربان
هدير مسيرة عبر الشوارع
حزن والدة بلون الافق ارهقها البكاء
رفعت الي اعلي يديها في ابتهال ودعاء
هذا الذي عادت به الاصداء من زمن التحاريق
الينا...
ليس صوتا او نداء...

شيئ بداخلي يتنفس السكون الي حد الضجيج كلما نظرت الي صورة تلك الام...صارت ام للوطن ..نعم هي ام لنا جميعا ونحن اطفالها من كل الاحزاب
بعضنا يعمل في اجهزة التعذيب والقتل وبعضنا يصلي في الجوامع والمساجد والكنائس املا ان يسمع الاله منه الدعاء ...بعضنا لا يرضي الا ان يكون رئيسا ولن يهمه الا ذلك والبعض يعبد المال في معابد تحت الارض لا تري مخفية عن الفقراء و الجوعي.. بعضنا يعتز بلونه القمحي الفاتح ويسخر من اخيه الصغير الذي ولد بلون اخر اسود جميل ولم يكن لهما الخيار. بعضنا يقطن الشرق ويعضنا يسكن الغرب بيننا المسافات واللغات والعادات يا اماه.. بيننا ايضا الحقد والكراهية والضغينة و الحسد و الكبرياء وكل ما يغضب الالة نفعله كل يوم ولا نخاف...بيننا قليل من الحب.. شي لم نعرف من اين ناتي به بل اشياء كثيرة .. يا اماه..حدثونا عن الحرية..واخوة لنا يبنون السجون ويخفونها..سجون بلا عناوين سوي صرخات التعذيب والالم..حدثونا عن حرية الكلمة وهم يحملون البنادق والسيوف والخناجر...تحدثوا عن الامانة وهم يعانون من حدة الصراع في دواخلهم بين عالمين من الوجود عالم يدينون له بالولاء وعالم يحاولون خداعه ..نعم اخوة لنا...وانت الام الوطن...ان ابنائك قضاة لا يحكمون بالعدل . وعساكر يسرقون قوت اخوتهم ومنهم من يفتي باسم الاله بكفر اخية ويلغي عنه الشهادتين...لا ادري هناك الكثير مما يقال... . يا اماه...سمعت ابي يقول.. اريد انصافا...لا ادري لماذا فعلوا هذا بافضل ابنائي...اخا لهم ..
وانا انصت اليك...وانظر الي صورتك التي هنا في هذا المنبر...قد صارت رمزا بل نداء ينزع من صدورنا اصوات الهتاف من الاف اعوام ..ينتزعه عبر العصور و الممالك و الحروب و الصراع...فتهتف معنا الاجساد تحت الارض حتي ينبت الشجر وتمطر السماء وتطلع الشمس وتتخذ مدارا...لا ادري لماذا انا مرهق ... ربما انه التحديق في الافق البعيد .. بل هو الانتظار يا اماه..ان لم اكن الا شاعرا فستظل كلماتي..تجمع السحب وتضئ الدروب ...


وطن بنا
حتما...وبه من الحب التدفق والامل
بشمالنا
وجنوبنا
وبشرقنا
وبغربنا
او لم تزل تتدافع الخطوات تحملك الايادي
لا
ليس نعشا ذلك الممتد عبر الحزن نهرا راحلا
لم يلتفت يوماالينا..
لم يقل كان ابي
بل قال في وجه الخطوب اذا دنت...
هذا انا
هذا انا
وهنا انا
الي الافق الذي تزداد رقعته اتساعا لو نظرت اليه
بشوقها ان تلتقيك
تستقبل الاجفان دمعا دافئا...
وتفتح الانفاس دربا للخطا
هي ذي اتجاهات الوطن...
تشير في صمت اليك....
هل صرت الا ذلك النهر المسافر نحونا...
هل كنت الا ذلك الطفل الذي القي بمركبه الصغير
سكن المسافة بين ومض الضوء والنجم البعيد نشيدة
(ايها النهر لا تسر وانتظرني لاتبعك
انا اخبرت والدي انني ذاهب معك
فانتظرني لاتبعك)*
هذا الذي عادت به الاصداء من زمن التحاريق الينا
ليس صوتا
او نداء
من ذلك الرتق الذي بين يديهاوهي تبكي
وتنادي
انه افضل ابنائي
او تقول الارض ايضا وتعيد
وتنادي...
كل اتجاهات الوصول او الرحيل او السفر...
صارت نشيد