الشاعر المبدع محجوب شريف - منقول للفائدة

محجوب شريف.. ولد مريم بت محمود.. محجوب الشاعر والانسان.. الاكثر شفافية والاكثر رقة.. والأكثر نقاء.
محجوب.. نموذج نادر للانسان في بلادي وغيرها.. هذا الرجل النسمة في كل اللحظات.. لكنه اسد في لحظات المواجهة وتثبيت الموقف.
محجوب .. رجل مبدئي.. يتواضع امامه كل من يدعي المبدئية، ومحجوب ود بلد حقيقي واخو اخوان واخو بنات وابو بنات كذلك..
علاقتي به كانت في نهاية الستينيات وكان وقتها يعمل معلماً في إحدى مدارس مدينة الثورة.. كنت ازوره في المدرسة.. ولاحظت حرصه على مواعيد حصصه.. وحرصه على ان يكون كل تلميذ مستوعباً درس الحصة.. يحبه تلاميذه بشكل مدهش ولافت.. مخلص في عمله غاية الاخلاص..
محجوب فنان الشعب وقيثارته الطروبة.. وهو معبر حصف عن اماني واشواق شعبنا البطل..
محجوب.. لا يعرف المزايدة.. ولا يعرف الكذب.. صادق بشكل يعجب أي انسان يتلقيه وهو من الاوفياء النادرين.. وفاء لم أر مثله إلا قليلاً..
وهو صديق حر.. والصديق الحر لا يخون يلتقيك ببشاشة مدهشة.. في كل مرة ولو التقيته في اليوم خمسين مرة.. كريماً.. ومحباً للآخرين.. ويسعى لخدمتهم.. بما يملك وبما لا يملك .
لا يستطيع الزائر ان يخرج من بيته إلا إذ شرب كوباً من الشاي أو العصير.. وأن كان موعد وجبة.. يصعب التخلص منها.. وهو بسيط في حياته.. وفي مأكله وفي مشربه السجون والزنازين أثرت على صحته.. واصابته بمرض السكر اللعين.. وعندما يقول له احد الاصدقاء انه مرض صديق.. فيرد ضاحكاً هل الصديق يقطع رجلك أو أصبعك.. هذا ليس بمرض صديق أنه مرض عدو.. وعدو شرس.
يتصدى لكل أزمة يمر بها صديق أو حبيب يملك علاقات واسعة للغاية.. ومحبة غير عادية منهم.. هناك معجبون بشعره وبشخصيته وبنظافة كفه ولسانه ينتظرون ان يطلب شيناً.. ولكنه محجوب العتيق النظيف المتواضع..
والذي يمتلئ بالكبرياء والشموخ وبأصالة أولاد البلد.
مرة كنا سوياً.. يوم وقفة أحد أعياد الاضحى.. وعندما وصلنا بيته ليلاً.. وجدنا خروفاً مربوطاً امام حديقة صغيرة مسورة امام بيته.. وفجأة تغيرت ملامح الرجل لم تكن زوجته اميرة الجزولي.. ولا بنتاه مريم ومي موجودتين.. لحظة وصول الخروف.. قالوا لقد وجدناه عندما عدنا مساء إلى المنزل..
ثار غضب الرجل.. وبدأ يضرب الخروف بالشلوت.. قلت له ما ذنب الخروف.. قال لي لو عرفت الذي أتى به لكان الشلوت من نصيبه..
قلت له لماذا؟ قال لي ان اصحابي جميعهم يعرفون أنني امد ساقي على قدر لحافي.. وعودت اسرتي ان لا اضحي في العيد.. وهو أمر ليس اجبارياً.
لماذا يحرجني هذا الصديق بإحضار خروف وجميع أهل الحي واصدقائي وأهلي يعرفون أنني لا أضحي لان ثمن الخروف تحتاج له أسرتي في مواقع أخرى.
اصررنا على ذبح الخروف.. وعندما بدأ يأكل من «الشية».. قال لي ضاحكاً.. والله يا صديقي الشية لذيذة.. قلت له ألم تندم على معاقبتك للخروف ضحك الرجل ضحكة عميقة..
محجوب رفض عروضاً مغرية من بعض اصحاب الاموال.. رفض السيارة.. ورفض الدعم.. ورفض الذهاب إلى العلاج.. ورفض كل شئ.
ومحجوب ثوري وزاهد.. أنه نموذج انساني فريد.. وشاعر مجيد.. يكتب بلغة يفهمها الفقراء المستنيرون والصفوة.. وفي شعره صورة شعرية رائعة..
في شعره العاطفي قدم نقلة هائلة في المفردة والصورة الشعرية..
تأمل قصيدته الرائعة «جميلة ومستحيلة» التي ابدع في تلحينها العملاق محمد وردي.. وفي كل قصائده الغنائية.. انه محب من طراز جديد..
في زواجه.. دهش الحاضرون.. وخطف ابصارهم وذلك بتقديم مكتبة كاملة بدلاً من سد المال وكانت لفتة بارعة ومتميزة.. ولو مشى على هذا التقليد كل المثقفين.. لما وصلت تكاليف الزواج إلى تلك الارقام وتلك التكاليف التي لم نكن نتوقعها..
لكن محجوب شريف رجل من نسيج خاص واميرة الجزولي كذلك امرأة من طراز خاص وكلاهما من رموز الزمن الجميل.

الرأي العام

الأخ هاشم

تحايا ...... وشكر

أرجو أن تكتب لنا اسم كاتب الكلمات الجميلة في حق شاعر الشعب.

الاخ مكاوى ، تحياتى أشكركم على المرور الموضوع نقلته من موقع اليكترونى لم يشر للكاتب وحاولت عبر موقع الرأى العام ولم أوفق لقد عجبنى المقال جدا وخاصة من عشاق الشاعر الوطنى محجوب شريف ، مودتى .

ونطلع للحياة أنداد
زي سيفين مساهر فيهن الحداد
ونطلع من بذور الأرض
زرعاً فارع الإعواد

محجوب شريف


راجل نضيف
جانا من عرب المدينة وبالنهار
عنوانو مدرسة الأساس
وفي المساء بيكتب أغاني
شاعر الشعب
المفضل والأثير

د. مبارك بشير
مقطع من قصيدته التي مطلعها
أبوي بشير وصاني
قبال ما يموت
لاتمدح الحكام
مصيرم تنحرف بيهم غشاوات البيوت
والمنافقين حولهم
ياكلوا راسم بالكلام الهبهاني

ياسلام