و كان القرشي شهيدنــا الاول

ام بلينا السنوسي وصوتها في ملحمة اكتوبر يتردد صداه
ولي ان استجمع في ذاكرتي قائمة من طالتهم يد الغدر وراحوا ضحية الاغتيالات
فعلاج الظاهرة اهم بكثير من حشد الجهود وقيادة المظاهرات ..
و لا ننكر بان حشد الشارع السوداني ابان مقتل القرشي( حامعة الخرطوم) كان سببا في ازالة حكم العسكر..
والعسكر انقسهم من ارسوا قواعد الاغتيالات وتصفية اجساد الخصوم ..
بمحاكمات عسكرية بغيضة
وباساليب غريبة وعجيبة
فكان اول الطريق حسب ما تسعفني بها الذاكرة
اغتيال محمد مكي ( جريدة الناس ) في بيروت..
وبعدها قائمة طويلة من الممارسات الغادرة ..
وسلطات الانقاذ كرستها وعملت بموجها ومارست ماهي ابغض في تصفية اجساد لخصوم ..
قائمة طويلة تحتاج الى ذاكرة وتمعن .. وافاضة ..
والساحة مفتوحة .. والظاهرة اصبحت متفشية . ولا تجد من يبحث عن الحلول .. بل اصبحت محصورة كفرصة وغنيمة للنكسب وحشد الجماهير...

من الؤسف حقا
ان يكون في ساحاتنا
ثقافة القتل في مجابهة خصوم الفكر
ثقافة الاغتيالات والقتل اصبحت متفشية في اواسط مجنمعات المدنية
فقد شهدت العاصمة المثلثة في أرقى احيائها جرائم قتل يشعة راحت ضحينها رموز ، وقادة فكر ، ورجال أعمال ونشطاء في العمل العام .
ثقافة الموت والقتل وتصفية أجساد الخصوم تفشت بصورة مزعجة في ظل غياب الوعي والادراك ... ومسببات اخرى كثيرة مصاحبة ..
علاج الظاهرة ( في حد ذاتها) لا تاتي بحشد الجماهير، و لا بالمظاهرات - ربما تفيد خصوم النظام - والمعارضين في اسقاط الحكومات ... و كان القرشي شهيدنــا الاول
.. خرج الشارع في اكتوبر.. وسقطمت حكومة العسكر .. ولكن بقيت ثقافة الاغتيالات وتصفية أجساد الخصوم.. ولم تجد من الساسة والقادة ورجال الفكر من يعمل على محاربتها.. بل للأسف بقيت وسيلة جيدة في تحريك الشارع وحشد الجماهير
وبعد سلسة من الاغتيالات والمحاكمات تعود ساحة الحرم الجامعي من جديد الى المشهد بمقل الطالب محمد موسى
الذي نسال له الرحمة.. ولاله وذويه الصبر والسلوان ..

.

Quote: .

Tragie
رغم ان الاضافة كانت اصغر من ان تراها بالعين المجردة
لكنها حركت البوست ووضعت علامات استفهام لنا ان ندرك مغزاها.. لاحقا !!

اولا ابدا بما يمكن ان يثار حوله الجدل ..
فانا لست من اتصار اطلاق كلمة شهيد على كل من تم اغتياله أو تم تصفيته ورحلوا عن دنيانا
ولكي لا ندخل في تلك الجدلية دعونا نطلب الرحمة والمغفرة لكل الراحلين ( المغدور بهم ) على اختلاف انتماءاتهم الفكرية ونوجهاتهم السياسية.
ولا اعتقد - وايضا لا استطيع ان اجزم- بان مقتل القرشي كان بغرض نصفية اجساد الخصوم .. ولا اعتقد بانه كان مستهفا في شخصة . بل كان ضحية لتصرف ارعن...
ولان حال ذاكرتي اصبحت غير مختلفة عن حال التردي الذي نعايشه ونشاهد فصول الخيانة فيها..ومع تيقني التام بوجود شح في المعلومات الخاصة بنا نحن اهل السودان كان لي ان استعين بتقنيات العصر ووسائل البحث الحديثة(الانترنت) لاستجمع بعض المعلومات والارقام ..
فاول حادثة خطف واغتيال في تاريخ السودان وحكومات العسكر وفي عهد النميري كان واقعة خطف واغتيال للصحفي والسياسي محمد مكي ( حزب الامه) وتمت العملية برمتها في عهد مايو ..
ومما لا شك فيه ان الظاهرة تفشت مع الانقاذ.. و توالت الاحداث ...

الذاكرة الخربة تسعفني .. قي عهد مايو كانت
* واقعة قصر الضيافة ومقتل عدد من الضباط
* ومحاكمات واصدار احكام بالاعدام لعدد من القيادات لمحاولات انقلابات عسكرية ...
* واعتقد بان هنالك محاكمات واحكام سبقت محاكمة محمود محمد طه . وتصفية خصوم..
ولم تسلم جامعة الخرطوم .. وبعدها عدد من الجامعات من الشجار واستخدام ادوات ادت الى القتل.. كظاهرة تفشت بين صفوف الطلاب..
والشارع السياسي نال قسطا وفيرا من تلك الاساليب وتم نصفية الكثرين من الخصوم بذات الوسائل..
منهم من قتل ومثل باحسادهم .. ومنهم ما زال في اعداد المفقودين
ومحاولات كثيرة وهجمات مسلحة للغرض نفسه...
واعداد كبيرة من الصبية غرر بهم وراحوا ضحية الصراعات القائمة ...
الحالة اصبحت متفشية والقيادات لاتهتم كثيرا بالظاهرة ذاتها ..

نتابع ...

هنالك ايضا قائمة اخرى متمثلة في عدد من العاملين مع المنظمات الدولية في مناطق النزاعات ( جنوب وشرق وغرب) لقوا حتفهم وراحو في عداد المغدور بهم..
ربما تكون فرضبة وقوع مثل تلك الاحداث في ظروف ومحيط المنازعات والاقتتال الدائر محتملا ..

لكن الشيء المؤسف والملفت للنظر ( والغير مبرر ) كثرة وقوع الضحايا في الوسط الطلابي .. فمهما بلغت الاسباب وتفاقمت الخلافات .. فليس من المفترض ان تصل الى حد التصفية الجسدية ( بقصد متعمد او بسوء تصرف ) في استخدام اداوت قد تودي الى القتل الخاطئ..
فقائمة الضحايا في الوسط الطلابي امر مؤلم وبلغ مداه... في وسط يفترض فيهم الوعي والادراك . ولكن معول هدم القيّم وادوات التحريض والخراب تعمل بفعالية في ذاك الوسط الطلابي وبمعرفة قيادات العمل السياسي واجهزة السلطات ..