مقتل المرشح بولاية كسلا (صالحين) يفضح هشاشة قانون الإنتخابات

في حادثة غامضة يوم الجمعة الموافق 05/02/2010 لقى مرشح حزب المؤتمر الوطني مصرعه أثر طعنات تلقاها من مجهولين أمام بيته بمدينة الازهري بالعاصمة الخرطوم .... رحم الله المرشح صالحين وغفر له واسكنه فسيح الجنات .. ولا أود هنا أن أتطرق الى غموض الجريمة والى مالآتها البشعة ودلالتها المفخخة التي ظللنا نحذر من إتباع أسلوب العنف والتصفيات ضد الخصوم فذلكـ امر مفروغ منه ويتفق فيه معظم الناس ، ولكنني أود أن أشير الى القانون الذي ينظم مثل هذه الحالات ، فقد سمعت في التلفزيون محادثة بين التلفزيون ودكتور الأصم رئيس أو عضو المفوضية كلام يشيب له الولدان ويجعل الحادبين على مصلحة هذه البلاد في حالة بكاء مستمر وضحكـ هستيري لايقل فجاعةً وبشاعةً عن مقتل هذا المرشح ..... من المعروف أن مقتل صالحين وقع بعد إنقضاء فترة الطعون بيوم واحد ، ومن المعروف أنه بعد فترة الطعون لايستطيع حزب أن يضيف أو يغير مرشحاً أضافياً وقد خلق هذا الموقف (رحيل صالحين) ربكة كبيرة ودفع بعدة تساؤلات عن ماذا يجب أتباعه ؟؟ وفي إتصال هاتفي بين مقدم البرامج ومفوضية الإنتخابات قال دكتور الأصم بالحرف الواحد (سمع أضاني دي البيأكلها الدود) أن القانون صامت في هذه الحالة (أي انه لم يأتي بنص صريح لهذه الحالة) ، وأن المفوضية ستجتمع غداً لمناقشة هذا الامر والخروج بقرار في هذا الشأن والذي سيتيح غالباً الفرصة لحزب المؤتمر الوطني بتقديم مرشح أخر بديل ك(إستثناء) ،،،، ومعنى ذلكـ ان هذا القانون به ثغرات كبيرة وما انزل الله بها من سلطان .... فكيف لقانون ينظم الإنتخابات لا يأخذ في الحسبان أكثر الأشياء مثولاً في التاريخ والواقع (الموت)؟؟؟ ... ومن هو الشخص/الجهة الذي قام بأجتراح أو إعداد هذا القانون ؟؟؟ ومن هي الجهة التي إجازت هذا القانون قبل أن تطلع عليه وتسد ما فيه من الثغرات والإحتمالات المتوقعة ؟؟؟ أسئلة كثيرة دارت برأسي (وأنا الفقير الى ربي مجرد شخصي عادي ليس له إي إطلاع على كيفية إعداد وتقديم وإجازة وتشريع هذه القوانين) فكيف يغيب ذلكـ على أهل القانون الثقاة ؟؟؟ .. لاشكـ ان هذا التصرف يعكس بوضوح عدم مهنية القائمين على امر الإنتخابات وعدم مهنية الذين يعدون هذه القوانين وعدم مهنية الذين يجيزون هذه القوانين وبالتالي عدم مهنية الدولة وهذا ما ظللنا نقوله منذ أمد بعيد ولكن كلام القصير ما بتسمع ... وهذا ما يجعلني اكرر قولي السابق بأن المؤسسات في السودان والتدهور الذي حدث لبلادنا لم يكن من باب الصدفة العابرة ولا من باب التقصير الفردي بل هو نتاج ذهنية جماعية مطلقة ومسؤولية تضامنية تقع على جميع الجهات الحكومية ولكي أزيد قولي هذا وضوحاً أستشهد بحادثة (حريق طائرة سودانيز الشهيرة بمطار الخرطوم قبل عامين أو يزيد والذي أوردته في هذا المنبر ) فقد شاهدنا التقصير الكبير الذي قامت به هيئة الطيران المدني بعدم إتخاذها الإحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الحالات .... وشاهدنا التقصير بخروج كابتن الطائرة قبل الركاب وهو الشخص المسؤول الذي يجب ان يتصدى لهذه الحالة وأن لايخرج إلا بعد جلاءجميع الركاب حسب قانون الطيران والأعراف (هل تذكرون فيلم تايتنكـ الشهير ودور القبطان فيه ؟؟) (كمان بدون خجلة عاملين معاهو محادثة من داخل المستشفى وهو يتمشدق ويتمنطق ) ومن يسمع حديثه لايقول بأنه ذات الشخص الذي اطلق ساقيه للريح تارك اللهب والنيران تلتهم النساء والأطفال والشيوخ و.... وشاهدنا التقصير الذي قام به الدفاع المدني بعدم تجهيز العربات التي تقوم بإطفاء الحريق ، وشاهدنا التقصير الكبير لإدارة الجوازات التي لم تختم للركاب الناجين ختم الدخول للبلاد ، وشاهدنا التقصير الكبير للجهات الأمنية حينما قام معظم الركاب الناجين بعبور كامل المطار دون أن يستوقفهم أحد حتى وجدوا أنفسهم في الشارع وبالتالي لم يعرف الناس عدد الناجين وعدد الراكبين على متن الطائرة من واقع سجلاتهم بل لجوا الى السلطات الأردنية لأخذ المنافسيت المغادر من هناكـ لكن المضحكـ ان هذه الطائرة نزلت بمطار بورتسودان رغم أن رحلتها هي رحلة مباشرة من عمان والى الخرطوم بدون توقف وأخذت ركاب من بورتسودان وبالتالي حتى هذا الإجراء لم يكن صحيحاً .... فهل يعقل أن يجتمع كل هذا التقصير في لحظة واحدة بمجرد الصدفة ؟؟؟؟؟ الشخص الوحيد الذي قام بدوره بمهنية كاملة كانت المضيفة الراحلة البطلة سهام التي لم يطاوعها قلبها بمغادرة الطائرة قبل تقديم المساعدات للركاب ولم يحدثها قلبها بالفرار وتركـ هذه المسؤولية رغم أنها أم لطفلين ورغم أنه لا أحد سيقوم بمسآءلتها ومحاسبتها على مغادرة الطائرة مع الكابتن الرائع الذي أطلق ساقيه للريح في أول سانحة أتيحت له ولم يحدثه قلبه بزمرة الركاب المسؤول منهم مسؤولية مباشرة قبل أي شخص ... وتصرف المكضيفة سهام يوكد للجميع أن من يودي دوره بمهنية ومسؤولية وسط دوائر تتخبطها الفوضى سيكون مصيره الفناء والعدم وهذا أخطر رسالة أحتواها رحيل البطلة سهام كون مثل هذا الحديث أصبح من المسلم به في السودان

أوردت لكم هذا المثال المطول (سودانير) لأستشهد لكم بمدى تدهور الخدمة المدنية التي إشتهر بها تكنو قراط السودان حتى صاروا في يومٍ من الأيام مطلباً لكل دول الخليج في بداية طفرتها والدول المجاورة لتأسيس دولهم ، بل وصل الحال بتكنوقراط السودان ليتبؤوا مناصب دولية مرموقة أرتبط العطاء والتطور في تلكـ المؤسسات الدولية باسمائهم لفترات طويلة .. ولكن من يقرأ التاريخ ؟؟؟

أن رحيل المرشح صالحين يفضح بجلاء قصور قانون الإنتخابات وقصور رؤية الذين أعدوه ، وقصور رؤية الذين أجازوه وقصور من تعاملوا معه .... وهذا ما يعزز من أن أمر هذه الإنتخابات ليس إلا إجراء صوري قصد منه الإنتهاء من هذا الأمر على كل علاته عشان كل قرد يطلع جبلو وما في واحد يشبكنا ديمقراطية وعسكرية ولجان ثورية ... الخ ... في الوقت الذي يئست فيه لااحزاب من وضع يدها على مواطن العجز وإظهارها بمهنية تجعل المشاركين ينفضون يدهم عن المشاركة في هذا التقصير الواضح ،، لذلكـ فقل قلنا أكثر من مرة ان المشاركة في هذه الإنتخابات جريمة صامتة لاتقل خطورة عن جرائم الإنقاذ المتعددة .... وعلى الذين يويدون هذا الرأي أن يدركوا ما يمكن أن يدركوه قبل فوات الآوان رغم قناعتي بأن الآوان قد عدّ وفات منذ أن غنى بذلكـ الفنان صلاح أبن البادية هذه الأغنية ، بل منذ ان أجترح محمد يوسف موسى شاعر القصيدة (فات الآوان) أن لم يكن قد فات قبل الإستقلال .... ويا دولةٌ ضحكت من فوضاها الدول

شكرا اخي صديق رحمان النور
لهذه الكتابه الواعيه

يا حبيب المحزن مش قانون الانتخابات فقط المشهوه وناقص اي حاجه

ناقصه ومشوهه...ربنا يرأف ببلادنا وبس!

Quote: المحزن مش قانون الانتخابات فقط المشهوه وناقص اي حاجه ناقصه ومشوهه

الغالية تراجي
سلام ومودة

نحن نعرف أن كل شي في الوقت الراهن بالسودان يشوبه النقص والتشويه ولكننا أردنا تقديم دليل دامغ اخر يقطع الطريق امام المبرارتية والمدافعين عن الاعوج .. وأردنا ان نخاطب الناس بمنطق الوقائع التي لا تكذب ولا تنحاز الى احد ...

شاكر لكـ مروركـ واسف للتأخير في الرد

الصديق :

حمدلاك على السلامة ..
وينك ؟

ياخي الناس ديل لهتم السلط و نسوا الموت ..

العزيز عبداللطيف
تحية طيبة
الله يسلمكـ ويخليكـ والله موجود كنت قد سافرت فترة شهرين خارج جدة وبعض الوقت خارج المملكة ولكنني عدت لقواعدي سالماً والحمد لله

Quote: ياخي الناس ديل لهتهم السلطة و نسوا الموت ..

وهذا تبرير مقبول ولكن من يعد القانون ليسوا الساسة بل القانونين ومن تجزيز هذه القوانين هي جهات عدلية اخرى أو هكذا يفترض أن يكون أن لم أكن مخطئاً .. فهل لهت السلطة كل هذه الأقوام عن هادم اللذات ؟؟؟

ربما ... وكل شيء في السودان جائز لكن قالوا لو الموت خلاكـ الكبر ما بخليكـ (وجهٌ ضاحكـ)

شكراًُ وتحياتي