|
الف( لا) لتسيس الرياضة وحزني عليك يا مريخ السودان
|
اليقين العام لدي كل الاوساط الرياضية في السودان وفي العالم كله- هو ابعاد الرياضة عن السياسة , ولقد اّمن الناس منذ زمن بعيد بأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية كمقولة تحفظها الاجيال الرياضية عن ظهرقلب , وقد ثبت بالدليل العملي ان التدخل السياسي يتسبب كلياً في تدمير الرياضة وما قرار الرياضة الجماهيرية في السبعينات الذي اتخذ الرئيس نميري الا شاهد من الشواهد السودانية الواضحة والتي ظلت تلقي بظلالها السالبة علي الكرة في السودان حتي يومنا هذا .
ومن المعلوم ان المنظمات الرياضية خاصة الأندية ظلت هي رئة المجتمع وملاذه حينما يهرب اليها من هموم الحياة اليومية او ضغوط العمل او حتي ضجيج السياسة , بل اذكر انه حينما كنا طلاباً في الجامعات وفي عز (زرة ) الامتحانات وحينما نكون بحاجة الي شئ من التفريغ نلجأ الي استاد الهلال او المريخ لنعيش في هذا العالم الجميل ساعة ثم نعود .
للمريخ والهلال في السودان خاصية أكبر , فبعد أن اجتاحت البلاد حمي التشرزم والانقسامات الحادة علي المستويات السياسية والاجتماعية والعرقية والجهوية , ظلا اي الهلال والمريخ هما المنظمتين الوطنيتين الوحيدتين اللتان تجمعان في مكوناتهما كل الوان الطيف السياسي والاجتماعي والعرقي والديني ,ففي المدرجات الشمالية والجنوبية تستمع الي كل اللهجات والرطانات وتشهد كل السحنات و وتضرب النوبة والطار والدلوكة في مكان واحد لحب واحد .
المريخ (الحب ) علي وجه التحديد , تتوزع نسمات هواه في كل البقاع , وهو وطن مصغر , ولو اننا في السياسة ظللنا في السنوات الماضية نردح بحثاً عن علاقة أمثل بين الشمال والجنوب , فيكفي المريخ فخراً ان الفريق ارتبط بحب الاخوة من الجنوب له وارتبط اسمه باحداث كبيرة في جوبا وسامي عزالدين عليه شيائب الرحمة والغفران , وفي العام الماضي وحينما توجه حامل الفرح المحمول جواً الي كمبالا لم يألوا مريخاب جوبا في قطع الغابات الاستوائية للوقوق جنباً الي جنب مع اخوان العجب , بل يذكر الجميع كيف انه وفي غمرة الحرب والدماء بين الجنوب والشمال , لم يتردد قادة الحركة الشعبية في مساندة الأخضر الوهاج حينما كان يلعب في احدي الدول الافريقية لم تسعفني الذاكرة لذكر اسمها .
وأمس الأول اقام مجلس المريخ احتفالاً لافتتاح بعض الانشاءات الجديدة , ودعا لها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير , ولم يكن في الأمر حرج , فمن حق المريخ ان يتشرف بحضور المشير بصفته رئيس الجمهورية بغض النظر عن اختلاف الاراء في شخص البشير دعما ومعارضة , لكن في النهاية هو الرئيس في حكومة الأمر الواقع الذي فرضتة اتفاقية السلام, ومن واجب البشير الحضور الي استاد المريخ للمشاركة في المريخ ومخاطبة جمهوره العريض .
لكن الحدث تحول من كهذا حدث الي تظاهرة سياسية وبدل أن يكون البشير رئيس للجمهورية بات رئيس المؤتمر الوطني ومرشحه لرئاسة الجمهورية , ونحول جمال الوالي من رئيس للمريخ الي رئيس الحملة الدعائية للبشير , او هكذا بدت لنا الاشياء, حينما اختلط حابلها بنابلها , لنكتشف في نهاية المطاف أنها بداية حملة مبكرة للمؤتمر الوطني اختار منظموها النادي الصفوة والجماهير الصفوة . وودون اي موارة او خجل فاجئنا جمال الوالي بتقديم ويثيقة باسم المريخ وجماهير المريخ أسموها وثيقة عهد وميثاق , ثم خرجت الصحف بالبنط العرض تقول ان جماهير المريخ تدعم ترشيح البشير لرئاسة الجمهورية . هنا شعرت ان كل ما بناه المريخ قد انهدم , وأن جمال الوالي الذي ساهم في بناء تحف معمارية في استاد المريخ يساهم ايضاً في هدم المبادئ والفرق كبير كبير ان تبنئ مباني وتهدم معاني , و تذكرت اخر رؤساء المريخ الشريف العفيف محمد الياس محجوب وهو يترأس هذا الكيان لم يحاول أن يحيد به عن طريق القويم ولم يستغله دعما للحزب الاتحادي الديمقراطي او طائفة الختمية التي ينتمي لهما ود الياس .
ان ما حدث يمثل ضربة موجعة للرياضة من السياسة وهذا الراي الذي اقول به ليس له ارتباط بموقف سياسي مني تجاه المؤتمر الوطني انما احسب فيه صدقاً وخشية علي المبادئ الرياضية التي باتت هي المعلم في اساسيات الاخلاق والعدالة والغدوة وحادثة جون تيري في بريطانيا ابلغ دليل .
انه ليؤسفني لو أن بعض الزملاء في هذا المنبر برروا ذلك لما يدفعه البشير او الحكومة للمريخ , وفات علي هئولاء ان ما تدفعه الحكومة للمريخ من أموال ان صح ذلك من اوجب واجباتها كسلطة تنازلنا لها لتدير اموال الدولة التي هي ملك لاي فردو لاي نادي بما في ذلك نادي الهلال الذي يسعي هذه الايام للحصول علي اول كأس خارجية علي حساب بني ياس الاماراتي وهذا ما نتمناه له .
رساله اخيرة : السيد جمال الوالي ارجوك لا تدعنا نترك المريخ
(عدل بواسطة عبد الحميد عوض on 02-11-2010, 09:59 AM)
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: الف( لا) لتسيس الرياضة وحزني عليك يا مريخ السودان (Re: عبد الحميد عوض)
|
وثيقة جمال الوالى لاتمثلنا كمريخاب,,,,,,,,,,,,,
| |

|
|
|
|
|
|
|