اين الرئيس؟

القصة باختصار كما يتابعها الناس هذه الايام في نشرات الاخبار هي أن الرئيس النيجيري المنتخب قد غادر بلاده للسعودية مستشفيا منذ اكثر من شهرين و لم يعد حتى الآن و لم يظهر في أي صور و لا لقاءات متلفزة
الشئ الذي اثار تساؤل احزاب المعارضة و اجهزة الاعلام و الناس العاديين ، خصوصا و أن قرارات مهمة اقتصاديا قد صدرت تحت توقيعه و اصبحت الآن محلا للشك و الاتهام في ظل الشائعات عن صحة الرئيس
و انه في حالة غيبوبة و في اقوال اخرى موت دماغي ، فكيف كانت تسير امور الدولة و كيف تصدر قرارات موقعة باسمه؟
مع تزايد الكلام و السؤال قام البرلمان بتكليف نائب الرئيس و اسمه "قوودلك جونثان" بتولي مهام ادارة البلاد حتى عودة الرئيس و هي خطوة يرى البعض انها غير دستورية حيث أنه كان يتوجب على الرئيس تمرير
صلاحياته الى نائبه صراحة قبل مغادرته البلاد. و الأمر الآخر الذي يثير المخاوف هو أن الرئيس المنتخب عمرو ياردوا ينتمي للغالبية المسلمة التي تتركز في شمال البلاد بينما نائبه مسيحي من الجنوب الشئ الذي ربما
يثير اعمالا عنيفة رافضة لتولي جونثان امور البلاد.
هناك الكثير من اوجه الشبه بين الحالة النيجيرية و الحالة السودانية من النواحي الدستورية -على الأقل في الفترة الانتقالية- فكيف كان سيبدو الأمر اذا حدث لدينا مثل الذي حدث في نيجيريا؟؟

من اوجه الشبه أن النخبة الحاكمة لها مصالح مرتبطة بصورة مباشرة بوجودها في السلطة لذا فلم يكن
واردا على الاطلاق أن يتم التعامل مع مسألة مرض الرئيس و اختفائه عن الحياة السياسية و ادارة شئون
الدولة بالقدر المفترض من الشفافية حتى لا تتعرض مصالح افراد هذه النخبة للاهتزاز و الضرر ، لذا
جرى التكتم على الأمر و تجاوز الدستور و ادارة الأمور كأن شيئا لم يكن ، فمن اجل اموال النفط و الصفقات يذهب الدستور في الف داهية.