|
آن الأوان للحواشة أن تتكلم
|
هل يعيد التاريخ سيرته الأولى في عام 1953م ثار المزارعون على الوضع الكئيب الذي كانوا يعيشونه تحت ظل الإستعمار يزرعون وتحصد لانكشير عرقهم وتعبهم من أجل أصحاب المصانع (أبان عيوناً خضر) فيسفحونها عرقاً وورقاً واستباحة للجمال . الآن وبعد الخراب الشامل وإلغاء مشروع الجزيرة من أجل عيون الأتراك الجدد ، تلوح بارقة أمل بترشح د. يوسف والياً لولاية الجزيرة ، وهو إبن أحد قادة المزارعين التاريخيين منذ عام 1953م . إن برنامجه الذي طرحه بإعادة مشروع الجزيرة كرائد للمشاريع ليس في السودان ولكن في الشرق الأوسط كله يتيح فرصة لكي يقف معه أبناء الجزيرة الغبش ، وهم ليسوا وحدهم وإنما معهم لفيف من العلماء الشرفاء الذين قالوا كلمتهم في كل ما تم من سوء إدارة في الري والحفريات ولجان مستخدمي المياه وعن الدور الخفي الذي يخفيه التوجه الجديد وقانون ألفين وخمشة بإقصاء المزارع كلية بعد حين ويستأسد أغنياء الريف بزراعة الأرض عن طريق الإيجار أو الشراء لأن المزارع سوف يصبح لا قبل له بتكلفة الانتاج المتصاعدة . أقول قولي هذا وأنا أذكر موقفاً لوزير الطاقة الكويتي عندما زار السودان سائحاً في عام 1970م وقد رافقه في رحلته للدندر د. مامون يحي منور وزير الزراعة وقد استغلا طائرة صغيرة وعند مرورهم على مشروع الجزيرة طلب د. مامون من كابتن الطائرة أن ينخفض بها قليلاً لكي يرى الوزير الزائر المشروع عن قرب وقد بدت قنوات الري وبوابات الخزانات والمحاصيل الزاهية من عباد شمس وقمح وذره وفول في تناسق وجمال بديع ، فبكى وزير الطاقة الكويتي وصاح يا د. مامون هذا هو المستقبل هذه هي الضمانة الكبرى للأجيال القادمة ، ولكن ماذا سوف يفعل أبناؤنا عندما ينضب البترول بعد عشرين أو ثلاثين عاماً . وبعد عشرين عاماً غزى صدام الكويت وهام أهلها على وجه الأرض وتفرقوا أيدى سبأ . هذه لحظات فاصلة في تاريخ مشروعكم وأن تكونوا أو لا تكونوا . الحواشة ليست لها حزب أو طائفة ، الحواشة لها اتحاد فقط ويجب أن يفعل ويحرك بدل الإنقياد الأعمى لملجس الإدارة. صوتوا لود يوسف تربت يداكم " والمتعافي " من سنار لي غادي
|
|

|
|
|
|