مزاعم فشل دولة السودان الجديد عند الانفصال

اطول فترة قضيتها فى الجنوب هو ستة اشهر منذ مولدى ورغم كثرة زياراتى الا انها كانت فى اطول فتراتها اقل من شهر
وعلى راى المثل (ليس من شاف كمن سمع)

اولا انا قلبي مع الوحدة وساكون كذلك الى ما بعد الانتخابات (بصريح العبارة) ان كان التزوير والفوز للبعرفهم تلقائياً الانفصال هو خيارى الاول لانه افضل الخيارات حينها وبعد اعلان النتيجة مباشرة ساحزم حقائيي واسوى اى امور مالية وانتظر نتيجة الاستفتاء فى الجنوب
رغم ذلك فانا اتمنى الوحدة لما فيها من خير لكل ابناء السودان وبدلا من صرف المزيد من المبالغ الطائلة فى ترتيبات الانفصال والتعويضات والتسويات فمن الافضل ان تذهب للتنمية فى المناطق المتخلفة فى ارجاء السودان ودعم المجتمعات التى ينهكها المرض والامية


هناك محاولات كثيرة من الكثيرون يريدون الايحاء للجنوبين بان فى حالة اختيارهم الانفصال فان دولة جنوب السودان ستكون دولة فاشلة وتكون الحروب القبلية هى سيدة الموقف ولن تكون هناك حكومة حقيقية بل مليشيات هنا وهناك
استشهدو بتجارب لدول كثيرة ولكنهم تجاهلوا ايضا دول اخرى كانت ناجحة فى هذا الامر

مولدى كان فى الشمال وعشت معظم عمرى بخلاف سنوات الدراسة وعندما دخلت الحياة العملية فى الشمال وبعدها فى الجنوب وجدت ان هناك فرق شاسع هنا وفى الخرطوم (لانه كل الشمال)

عند استعمالى لكلمة (الشمال) و (الجنوب) فان اقصد الانظمة الحاكمة هنا وهناك حتى لا تكون موجهة للقوميات فتكون مقارنة قد يفهمها البعض عنصرية او ما شابه فيقودنا الى مرض سودانى اسمه الفخر (بالانساب) والتمسك بالماضى البعيد واوهام نحن وهم البغيضة فالعالم يعيش اللحظات وليس التاريخ

فى الشمال المحسوبية متفشية لدرجة الجنون فكل شئ يدار بالواسطة ودفع العمولات الكبيرة حتى على مستويات قد تراها فوق الشبهات ولكن عندما تجلس معهم تعرف درجة الجشع والفساد الحكومى الذى لا تتخيله حتى ان المستثمرين الاجانب يتم ابتزازهم لدفع المزيد من العمولات حتى يتم اكمال جوانب اعتماد مشروعاتهم رغم ان تلك الاستثمارات توفر وظائف للشباب العاطل ويوفر على الدولة الكثير من النقد الاجنبي والاكتفاء الذاتي
والمؤسف جدا ان المشاريع التى يكون من شروطها الانتاج فى السودان وتصدير ما يفوق نسبته 80% الى 90% من الانتاج تجد التشجع من قبل مسئولي المؤتمر الوطني لانهم ياخون عمولات بالشي الفلانى ولا اعلم هل هم جاهلون بانهم بذلك يجعلون السودان مثل (حاضنة اجنة) ويساهمون فى المزيد من افقار الشعب السودانى

الحديث عن الفساد من قبلهم ليس له اول ولا اخر ولكن ندعهم الان واحاول توضيح مزاعم فشل دولة جنوب السودان فى حال الانفصال

المؤشرات تشير ان دولة السودان الجديد (ان جاز على تسميتها هكذا) ستكون دولة ناجحة جدا (اقتصاديا , عسكريا)
نواصل

لماذا ستنجح دولة جنوب السودان اقتصادياً فى حال الانفصال ؟
من خلال احتكاكى بمجالات الاستثمارات الخارجية وتسويق المشروعات للمستثمرين الاجانب فى الشمال اولا ثم فى الجنوب تاليا وجدت الفرق الذى يجعل جنوب السودان فى مكانة افضل وفرص افضل للانتعاش اقتصاديا فى حال الانفصال

ان جنوب السودان لديها خطة مدروسة للانتعاش الاقتصادى وجذب المستثمرين والتنمية متوازنة ليس مثل الشمال كلها مرتكزة فى الخرطوم كما ان قوانين الاستثمار جاذبة وليست تعجيزية ابتزازية والتشجيع الحكومى للشركات الخاصة واضحة للجميع وتستطيع المطالبة بحقك جهراً فى حالة

1- التنمية المتوازنة
يقول الكثير ان حكومة الجنوب لم تقم بالتنمية منذ مجئها بعد اتفاقية السلام وانها لم تقدم للمواطن الجنوبى اى شئ يذكر صحيح كان هناك تخبط فى المراحل الاولى ولكن عندما يجلس الجميع ويتركون الراى والمشورة لاصحاب الاختصاص فان الامور ستكون اكثر سلاسة وجاذبية بخلاف القرارات الفوقية التى تخرج كل يوم فى الخرطوم
فى غضون هذا العام سيكون هناك اكثر من 14 مصنع فى مختلف ولايات الجنوب وكلها مصانع استراتيجية (اسمنت , سكر , الخ) وقطعا ستوفر وظائف كثيرة اولا للسكان المحليين وتوفير مبالغ طائلة تذهب هناك وهناك وهذا الامر سيدعم الاستقرار اكثر ويقلل من الحروبات المفتعلة من قبل البعض لان اغلب المشاكل تاتى من التنازع فى المراعى وهناك تجربة نفذ الان لتقليل اعتماد السكان المحليين للثروة الحيوانية كمصدر فخر وعز فقط بل ان يكون لهم نظرة تجارية والاعتماد على الحظائر
فى الخرطوم ياتى المستثمر فيغادر هاربا بجلده ولكن فى الجنوب هناك اهتمام بالمستثمرين وتشجيعهم على الاستثمار لذا تجد مدن جنوب السودان مزدحمة بالمستثمرين بعضهم فى المراحل الاولى والاخرين فى طور التنفيذ لمشاريعهم وهذا سيخلق استقرار فى المدن التى بها تلك المشاريع والتوامة بين شركات جنوب السودان ومثيلاتها الاجنبيات ايضا والتبادل التجارى منتعش جدا

من اكبر الامور التى يتمسك بها القائلين بفشل الدولة المرتقبة هو عدم وجود ميناء لها ولكن ميناء ممباسا افضل من ميناء بورتسودان لان التكاليف قليلة بداً من الرسوم الى التحميل الى الترحيل ولا يوجد معاكسات ابداً
نواصل

.

فى حالة الانفصال سيتشظى السودان و سيذهب ريح الشمال والجنوب ويتفرقان ايدى سبأ وشذر مذر ولن تقوم لهما قائمة وسيصبحان أنموذجا حيا للدول الفاشلة وسيصبحان مرتعا للارهاب وستصطاد التنظيمات الارهابية اى خواجة يتحاوم فى الشمال أوالجنوب وسيصبحان مرتعا للارهاب ولتجارة السلاح وغسيل الاموال!
وسيصبحان فى الختام عظة لمن إتعظ وعبرة لمن إعتبر!
جنى