بين الخطاب العدواني والنقد

انا من المعجبيين بالدكتور مهاتير بن محمد (محاضر بن محمد ) رئيس وزراء الاسبق لدوره الفعال و لقدرته الفائقة في تروييض شعوب لا يختلف مزاجها كثيرا عن شعوب السودان جهوية وكبرياء ومحاولة دائمة لالغاء الاخر من خلال عمل وتنمية وازدهار جعل من بلده والتي كانت في العام 1957 (حين اعلان استقلالها من بريطانيا بتدبير شبيه للذي حدث في السودان قبل ذلك بعشرين شهر في ينائ ر 1956) فقيرة لا تملك سواء مناجم للصفيح ومحصول للمطاط في زمن بداية هجمة المطاط الصناعي وزيت نخيل الن تكون مؤهلة لتدخل نادي الدول الصناعية الاولي في العالم قريبا وباقتصاد قوي متماسك لم تهزه هزتيين قويتتين في العام 1998 والعام 2008 .. هذا الرجل الثمانيني العمر ما زال ينافح ويكافح من اجل بلاده وبعد ان تنازل عن السلطة طوعا قبل ست سنوات وبعد 22 سنة في الحكم بني فيها ماليزيا الحديثة .. هذا الرجل لا يتوقف عن ابداء رائه في كل شئون بلاده خطابا وكتابة ورقية واسفيرية فمدونته الشهيرة "شي ديت" من اكثر المدونات جماهيرية في شرق اسيا واسهاماته هنالك نقدا وتشريحا لممارسات خاطئة ونصحا لا تحصي ....
قبل ايام قليلة مات احد ملوك ماليزيا وربما اهم ملوك ولاياتها وهو ملك جوهر (محمد اسكندر الحاج بن اسماعيل الخالدي المعروف باسكندر جوهر) .. وكان ملكا محبوبا عند اهله ومحترما عند الجميبع ولكنه ليس فوق النقد.. وقبل ان "يبرد جسده في قبره" كما نقول خرج ماليزي صاحب مدونة اسفيرية بخطاب عدواني يسئ الي المرحوم مما اثار غضبا في كل الاوساط هناك وما زال الامر في الصحف فيه استنكار لما كتب مما جعله يعتذر ويسحب مقالته وكان قبلها قد استدعي للتحقيق معه كونه اساء لشخصية عامة وهي متوفية...
هنا سال احد الصحفيين الدكتور مهاتير عن رائه فيما حدث فقال " انني اكتب كل يوم في مدونتي منتقدا ولم يطلب احد ان يحقق معي او يعتقلني "
واضاف قائلا :
" اذا اراد الناس الكتابة منتقديين فيجب ان يكون ذلك دون ان يجعلو منها منصة يرمون بها الاخريين دون بينة وارقام "

"If people want to write, they have to write critically and not use it as a platform to hit out at people without any facts or figures."

النقد ليس خطابا عدوانيا ننال من خلاله من شخصية وسمعة الاخر ؟؟؟ الخطاب العدواني اسهل كثيرا من النقد والاشارة الي الخطا بحرف واضح غير مجامل وبحيثية لا شك فيها ...
في مسعانا لدولة يحكمها اهلها اي كل شعوب السودان او دول تحكمها هذه الشعوب بارادتها فنحن لا نحتاج الي خطاب عدواني لتحقيق ذلك حيث ان مثل هذا خطاب يقلل من فرص ان نصل الي مبتغانا وفي ذات الوقت نقصي المخطئ والفاسد والمجرم باثباتات ما فعل ....الخطاب العدواني والقفز الي حلق الاخر منعا له من ابداء رايه او ممارسة حق مكفول له بما اتفق عليه الجمع لا يصنع بطولة وانما يكون مدخلا لخلط الحق مع الباطل ....
البطولة ليست في مقدرتنا علي خطاب عدواني نقصي به كل من لا يوافقنارايا وعملا وجهة وانما في مقدرتنا لاقصاء الاخر المخطئ الفاسد المجرم من خلال خطاب انساني فيه عدل وعدالة يقوي بهما....

ابواب النضال والكفاح من اجل حق كثيرة والكتابة والخطاب عموما بعض منها ومقدرة الواحد علي التمكن من خطاب انساني قوي شجاع قادر عادل هي مفتاح لهذه الابواب وليس العكس ... ان الكتابة الاسفيرية هي من نعم الله علينا لانها متاحة وتتجاوز فرمانات الطغاة والمتكبريين الذين يتفنون في خنق الاصوات وقتل الكلمة ولكن ان تستغل لخطاب عدواني مستترة وراء اسماء حركية او وراء مسافات اسفيرية وشتات تكون سلبياتها اكثر ضررا او مثل ضرر ما يقوم به الطغاة وهكذا نفقد هذه النعمة او تروح في مستنقع خطاب عدواني اسن

يا ليتهم يقرأوون ويفقهون ويفعلون ...

تحياتي يا علي

Quote: يا ليتهم يقرأوون ويفقهون ويفعلون ...

ليس صعبا علي ... الامر ليس وعظا ولكن حتي لا تضيع فرص ونحن شعوب السودان تعودنا علي اضاعة فرص كثيرة لنقود انفسنا ونديير بلدنا كلنا لنصل الي درجة معقولة تناسب امكاناتنا وارصدتنا من الرقي والازدهار ...يضيع كثير من الجهد والفكر والمال في مقارعات بخطب عدوانية تتحول الي نيران حقيقية حصدت ملايين .. اننا نرفض ان نتبصر ونري ما نفعله بايدينا ونصر علي اخطائنا ..