حكاوي أتبراوية

حكاوي أتبراوية


01-23-2010, 09:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1264278925&rn=71


Post: #1
Title: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-23-2010, 09:35 PM
Parent: #0

تقديم :

كما هو واضح فإنني أكتب إسم المدينة هكذا : ( أتبرا ) بينما يكتبها البعض ( عطبرة ).
و لكنني منذ بواكير أيامي في هذه المدينة الشامخة ، لم أسمع إسمها منطوقا بغير ( أتبرا ) ..
سمعت بهذه التسمية من والدي يرحمه الله و من زملائه بورش أتبرا و المحطة العتيقة العريقة و سوقها الكبير و سوق القيقر ..
و سمعت الإسم من سكان الأحياء القديمة في ( القيقر ) و ( السودنة ) و ( أمبكول ) و ( زقلونا ) و محطة ( حاج الريح ) و من سكان ( الداخلة ) .. و حتى من سكان القرى المتاخمة ( أم الطيور و العكد و كنور و الطليح وصولاً لدامر المجذوب و التميراب ).
يقول البعض أن أصل الكلمة ( أتى براه )
و لكن لا يُعْقل أن يكون الإسم مكون من كلمتين ( الأولى فصحى و الثانية عامية ) ..
فالأجدر أن يكون الإسم ( أتى وحده ) .. أو ( جا براهُ ) ...

الموسوعة البريطانية تقول أن النهر الأتبراوي يُطلق عليه عند إنعتاقه من البحيرة في مرتفعات إثيوبيا نهر سيتيت و نهر آخر إسمه ( أنقريب ) .. Angareb and Satīt (Takazē) )

لم أجد تفسيراً للكلمة غير إلصاقها قسراً بكلمة ( التتبير ) .. لأن النهر قديما يقال أنه كان ينثر على شاطئيه رملاً مخلوطاً بنترات الذهب الذي كان البعض ( يغربلونه ) لإستخراج ذرات الأصفر الرنان كما كان عليه الحال في أمريكا عند بداياتها ( How the west was won )
و لكن بداوة السكان الأوائل و الحياة الرعوية التي تأصلتْ فيهم جعلتهم ينشغلون عن مجاراة النهر في سخائه و أنكفأوا يغلبهم طبعهم الذي تسوده القناعة..
و ربما كان العنقريب أخذ إسمه من هذا النهر و أتى به الأثيوبيون عندما كانت مملكة أكسوم ممتدة من البحر الأحمر حتى تخوم موريتانيا.
ليس هذا هو بيت القصيد ... فالأسم له دلالات نبعتْ من سكان هذه المدينة الباسلة.
هذه المدينة الوطن.
مدينة جسّدتْ معنى السودان الواحد ... و البيت الواحد .
مدينة ذابت فيها كل الأعراق فأندلقت من بوتقته ملحمة لوَّنتْ صفحاتها بلون النيل و طمْيه فأنعكس على أرواح سكان المدينة و تحكّم في بشرتهم.

( يُسْتَتْبَع )

Post: #2
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-23-2010, 09:37 PM
Parent: #1

تساكوتلس

إغريقي من سلالة ( باخوس )
أتى من ( قلب أثينا ) ليستقر بين هذا المزيج السوداني مستنشقا ( كتاحة ) الصيف و ( كركرة رعد الخريف ) ..
أتى من بين ( ماريا ) و ( مادلينا ) ليجاور ( ستنا و بخيتة و الشول و راكْزالله أم نَفَسين )

لماذا إختار ( أتبرا ) ؟ سؤال كان يحيرني بإستمرار.

عندما زرتُ ( أثينا ) في ثمانينيات القرن المنصرم. دخلتُ محلاً لبيع الملابس الجاهزة.
وجدتُ عجوزاً ناهز السبعين و زمبل له يبزه عمراً.
ألقيت عليهم التحية بلغتهما.
رد علي البائع بلغة يونانية ثم واصل حديثه معي بنفس اللغة ، فأوقفته بحركة من يدي و أفهمتْه بأنني لا أجيد غير التحية.
إبتسم و تحدث معي بإنجليزية ركيكة.
أثناء عملية الشراء و المساومة عرف أنني من السودان .. فسألني عن ( كونتميخاليوس الخرطوم ) و عن آخرين لا أستحضلر أسمائهم.

إذن جيل (تساكوتلس الأتبراوي ) يعرف السودان و يعرف سراً في مزاولة التجارة بالسودان و إلا لم يهاجروا في تلك الأزمان الرغدة الرخية عابرين كل هذه المدن و الأمصار ليستقروا في أتبرا أو الخرطوم أو كوستي.
نعود إلى (تساكوتلس ) الأتبراوي.
فالرجل كان يمتلك ( باراً ) في الطرف الغربي من السوق.
موقعه كان إستراتيجياً.
نعود للسؤال : لماذا إختار أتبرا ؟
أظن الرجل يعرف أن المدينة تعج بكل خيوط النسيج السوداني.
شاربي ( البقنية و المريسة و الدكاي و الشربوت و النبيت ) كلهم مجتمون في المدينة .. و البار يتيح لهم تناول المشروب بأصنافه المستوردة و المحلية ( فقد كان مصنع البيرة أم جمل في ذروة إنتاجه و كذلك مصانع الشري ).

البار كان يراعي مشاعر زبائنه ، فقد كان به ( حوشاً ) فسيحاً يشبه حوش ( الإندايات ) غير أنه كان حوشاً مكتظاً بالكراسي و الترابيز .. يتوارى فيه أصحاب الكيف و المزاج تحت أنوار خافتة يدلقون هموم أيامهم في حنايا المشروب.
و ملحق بالبار مطعم يقدم وجبات كانت في وقتها تضاهي وجبات فندق 3 نجوم.
( البار ) كان منتدى أتبراوي بمعنى الكلمة.
يضم كل فئات المجتمع الأتبراوي. كل الفئات جنباً إلى جنباً .. يجمعهم المشروب .. و لكن كلٌ يدفن همومه بطريقته.

عند إندلاع ثورة 21 أكتوبر.
إندفعتْ جموع العمال إبتهاجاً بالثورة ..
و كعادة كل المسيرات في كل أصقاع العالم ، فإن هناك مَن يستغل الهيجان و فورة المشاعر فيقوم بأعمال النهب و السلب و التخريب بدافع أو من غير دافع,
كان بار (تساكوتلس) أول موقع يتعرض للنهب و السلب.
رأيتُ بأم عيني زجاجات مشروب ( الشري ) بأنواعه المحلية و المستوردة على ( سروج ) العجلات محمولة بكراتينها ...
ثم إنطلقتْ جموع المسيرة إلى مقرن ( نهر أتبرا و نهر النيل ) حيث يقبع ( كازينو حسن عربي ) .. فأتوا على أخضره و يابسه في دقائق معدودة .
بالطبع لم تكن هذه نظرة أهل أتبرا لثورة أكتوبر .. مجرد سلب و نهب ... و لكنها كانت في نظرهم إنعتاق كامل من ربقة سنوات سادت فيها العنجهية و الإستبداد و الإستهتار بمقدرات الوطن ، و ما غرق مدينة وادي حلفا إلا دليل دامغ على هذا.
ربما يقول قائل أن إستهداف البار كان إحتجاجا من البعض على تقنين السُكْر في المدينة. و لكن في تلك الحقبة كانت الإندايات و بيوت الدعارة و بيوت بيع الخمور البلدية تمد ألسنتها لكل الحادبين على مقولة ( و إذا بليتم فأستتروا ).
و لو قال قائل بأن إستهداف (تساكوتلس) نفسه كان هدفه ( تطفيش ) الغرباء ، فتلك مقولة مردودة ، لأن المدينة كانت معبراً و متكأ للغرباء. بل و كانت ملجأ لكثيرين من غير السودانيين.

( يُسْتَتْبَع )

Post: #3
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-23-2010, 10:00 PM
Parent: #2

عزيزي ابو جهينة

سرد رائع وتوثيق أروع ... تقبل مروري وكامل متابعتي .

Post: #4
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-24-2010, 02:32 PM
Parent: #3

عزيزي منتصر

تحية كبيرة
و مشكور على المرور الباذخ
كليك قريب و ساندنا بمعلوماتك
دمتم

Post: #5
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-27-2010, 09:36 PM
Parent: #4

محطات لا تنام
هل سمعت بقطار مر على محطة و وجدها نائمة ؟؟ لا أظن ذلك فالمحطات لا تنام ... فقط تتثائب عندما يتأخر القطار عن موعده ... أخبرنى سائق قطار قضى عشرون عاما من عمره يجوب المحطات وهو يجر خلفه الغرف المسافرة على القضبان .. في رحلات قد تمتد الى شهر عبر مدن السودان المترامي الأطراف ... أخبرني ذلك السائق أنه رغم علمه ان القطار عبارة عن كتلة هائلة من الحديد .. ذات محرك ميكانيكي جبار ... ينتابه أحيانا احساس قوي بأن هنالك الفة و ود بين القطار وبعض المحطات ... حاولت ان أشرح له ان ذلك الاحساس هو انعكاس طبيعي لما يحسه هو تجاه تلك المحطات .. لا سيما ان هنالك الفة لا شعورية بينه والقطار الذي يقوده ... ويبدو أن ماذكرته له لم يروقه ... فأجابني كمن يحاول انهاء الحديث : لا لا الأمر ليس كذلك ... هو ذلك النوع من الأحاسيس التي لا يعرف مدلولاتها الا من أحسها وعايشها ... كلنا يعلم ان هنالك الفة بين الانسان والأمكنة ... ترى هل ينطبق ذلك على القطارات ؟؟ ربما .. لم لا طالما أننا لم نؤتى من العلم الا قليلا .

Post: #6
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عبدالعزيز الفاضلابى
Date: 01-27-2010, 10:21 PM
Parent: #5

Quote: أم الطيور و العكد و كنور و الطليح وصولاً لدامر المجذوب و التميراب ).
ابوجهينة ,, حياك الله
الاتعلم يابن اتبرا ان سهو العلماء معصية?
كيف لاتذكر الفاضلاب .وهى اقرب الى سوق القيقر من امبكول?
لكن نقول شنو عشان خاطر اتبرا اغلط انت ونحن نجيك بالأعذار.

واصل وارجع بنا الى مدينتنا الحبيبة ,, يازول يارائع.

Post: #7
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-27-2010, 10:28 PM
Parent: #6

عبد العزيز

سلام من هنا حتى تخوم الفاضلاب

الاتعلم يابن اتبرا ان سهو العلماء معصية?

مشكور على وضعي في هذه الخانة التي يتقاصر عنها شخصي الضعيف .. رغم إعترافي بالسهو غير المقصود.

كيف لاتذكر الفاضلاب .وهى اقرب الى سوق القيقر من امبكول?
لكن نقول شنو عشان خاطر اتبرا اغلط انت ونحن نجيك بالأعذار


و الله أنا ذاتي ما عارف كيف حدث هذا السهو ...
الفاضلاب بلد عزيزي عبد المنعم أونسة و صديقي في غربة الرياض بصحراء نجد.
لك التحية و لكل أهل الفاضلاب الأفاضل

واصل معنا

Post: #8
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: اسامة محجوب حسن
Date: 01-27-2010, 10:42 PM
Parent: #7

عبق الأمكنة لديه طعم فريد خاصة مراتع الصبا.
عطبرة مدينة فريدة خالدة في وجدان الشعب السوداني.
فليستمر هذا السرد الجميل.
تحياتي....

Post: #9
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-28-2010, 09:20 AM
Parent: #8

شخصيات عطبراوية


- حسن خليفة العطبراوي .
- الريح الفكي .
- مصطفى ابو عمار .
- العمدة السرور السافلاوي .
- ابراهيم المحلاوي .
- حسن عربي .
- عمر الماذون .
- محمد احمد ابو دقن .
- ابو شنب .
- عوض الله دبورة .
- حسن المطبعجي .
- محمد عوارة ( ابو جنزير ) .
- الطيب محمد الحسن .
- ود نواوي .
- أب شوش .
- مصطفي مضوي .
- عبد الرحمن نديم .
- عبد الرحمن وصفي .
- د. فلبس مرقص محروس .

............... يتبع

Post: #10
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: SHIBKA
Date: 01-28-2010, 10:30 AM
Parent: #9

متابعة للبوست من بيت جدي المفتش العام الاسبق للسكة حديد المرحوم عثمان عبيد الله محمد صالح

الخواجة الاسود)

Post: #12
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-28-2010, 11:51 AM
Parent: #10

SHIBKA

تحياتي

مشكورة على المرور البهي

متابعة للبوست من بيت جدي المفتش العام الاسبق للسكة حديد المرحوم عثمان عبيد الله محمد صالح

الخواجة الاسود)


ما أضيق هذا الكون

رحم الله جدك فقد كان علم على رأسه نار في مجتمع أتبرا

واصلي معانا

Post: #73
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-08-2010, 09:41 PM
Parent: #9

Quote: - عمر الماذون .


لعلك تقصد عبد الله الماذون يا منتصر ..

فعمر ابنه من دفعتكم علي ما اذكر ..

إلا إن كان من اقصده ليس هو ماذون عطبرة وكنور التجار المشهور ..

وأضف عليه :


Quote: - الطيب محمد الحسن .


فهل هو الطيب الحسن مرشح بانت والعبيدية عن الاتحاديين ام طيباً آخرا اختلطت على الاسامي به ؟؟؟!

ولك تحايي عطبراوية خالصة

Post: #11
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-28-2010, 11:48 AM
Parent: #8

تحياتي أستاذ أسامة
مشكور على المرور الباذخ

واصل معنا

دمتم

Post: #13
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: سيف بخيت موسي
Date: 01-28-2010, 12:05 PM
Parent: #11

الريس أبو جهينة

مساء الخير



Quote:
مدينة جسّدتْ معنى السودان الواحد ... و البيت الواحد .



لو لم تكن عطبرة إلا هذا لكفى

مستمتعين بالسرد الجميل

وللمتابعة بقية

ودي الذي تعرف

Post: #14
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 01-28-2010, 12:30 PM
Parent: #13

وأصل يا زول، إنت مشيت وين؟
دوماً تاتينا وابرولك تعبق فيه رآحة النضال
وقد تلطخ بزيوت الورش ليجسد أمامنا تلك
المدينة التي تجري مننا مجرى الدم من العروق.
عرج بي وميل على المحطة، السوق، دار الرياضة.
طوف بنا في أنحاء المدينة فذكراها تطربني، والحديث
عنها يسكرني...

يا غالية ريدك في مسارب
روحي إسرّب سرى
ومازج دمايَ معاها
في الشريان جرى
ما إنت يا حبي الكبير
داخل قليبي محكرا
وبلاك ما بطيق الحياة
تصبح رِويحتي معكّرا
يا حلوة يا مصدر غُناي
وشموخي وأكبر مفخرا
من جوف مشاعري الهايمة بيك
بهديك حروفي معطرا
وأنا ما نسيتك لحظة
شان أطراك يوم يا عطبرة...

Post: #15
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-28-2010, 01:25 PM
Parent: #14

الأتبراوي الأصيل منتصر

سلام
مشكور على المشاركة الفاعلة

شخصيات عطبراوية


- حسن خليفة العطبراوي .
- الريح الفكي .
- مصطفى ابو عمار .
- العمدة السرور السافلاوي .
- ابراهيم المحلاوي .
- حسن عربي .
- عمر الماذون .
- محمد احمد ابو دقن .
- ابو شنب .
- عوض الله دبورة .
- حسن المطبعجي .
- محمد عوارة ( ابو جنزير ) .
- الطيب محمد الحسن .
- ود نواوي .
- أب شوش .
- مصطفي مضوي .
- عبد الرحمن نديم .
- عبد الرحمن وصفي .
- د. فلبس مرقص محروس .


سنأتي على ذكر كل هؤلاء

واصل

Post: #16
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-28-2010, 01:28 PM
Parent: #15

الأتبراوي معاوية المدير

سلام كبير

يا غالية ريدك في مسارب
روحي إسرّب سرى
ومازج دمايَ معاها
في الشريان جرى
ما إنت يا حبي الكبير
داخل قليبي محكرا
وبلاك ما بطيق الحياة
تصبح رِويحتي معكّرا
يا حلوة يا مصدر غُناي
وشموخي وأكبر مفخرا
من جوف مشاعري الهايمة بيك
بهديك حروفي معطرا
وأنا ما نسيتك لحظة


مشكور على المرور

نواصل

Post: #17
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-28-2010, 01:29 PM
Parent: #16

أخي الفاضل
سيف

سلام كبير

مشكور على المرور البهي

لو لم تكن عطبرة إلا هذا لكفى

لا فض فوك

Post: #18
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-28-2010, 02:10 PM
Parent: #17

متاريس المدينة

لم تعرف مدينة في السودان إمتزاجاً حقيقياً مع أحداث الوطن مثل أتبرا.
المدينة كانت برلماناً مصغراً.
شيوعيون و إتحاديون و أنصار و إخوان مسلمين ... قلوب ميولهم السياسية شتى .. و لكن يجمعهم نفير المدينة ...
عندما أتى قطار الهجرة من الشمال يحمل أهل وادي حلفا ... و دخل محطة أتبرا تسْبقه صافرات حزينة إختلطتْ بنواح أهلنا الطيبين .. وقف أهل أتبرا يكفكفون الدموع و يواسون هؤلاء المنتَزعين من طين أرضهم .. أرض الأجداد و الحضارة.
أشرس مسيرات خرجتْ ضد قيام السد العالي ، و إستعمل قادة 17 نوفمبر العسكريين أقسى أنواع التنكيل .. و إستمر القمع حتى منتصف ليل ذاك اليوم الكئيب.
أذكر أن إقتحم حديقة بيتنا بحي القيقر شاب يلبس زي عطبرة الحكومية ( رِدَا و قميص ) ... كان هاربا من جحافل العسكر بعد مشاركته في هذه المسيرة .. فإستقبله أبي و ألبسه ( جلابية ) .. ثم مكث بيننا حتى هدأتْ الأمور ثم عاد إلى داخليه الثانوية ...
بعد عدة سنوات .. دعانا الأستاذ ( حسين بشير عبد الماجد ) لزواج إبن أخته بحي ( الحصايا ) .. فذهبنا أنا و والدي رحمه الله.. و فوجئنا بأن العريس هو ذلك الشاب الذي كان هاربا من العسكر .. ضحك كثيرا و هو يقول أنه الآن رتبة كبيرة في الجيش .. فمازحه أبي ( خلي بالك ما تقوموا تعملوا لينا سد تاني تخلوا باقي النوبة يهاجروا ) ..
سبحان الله .. إستقراء للتاريخ ...

( محمد سيد ) ... إبن من أبناء قرية ( صواردة.. قرية الموسيقار وردي ) أطال الله عمريهما..
كان شيوعياً ( و إنسلخ الآن من أي عمل سياسي.)
لم ينل تعليما عالياً .. إلا أنه كان متحدثا لبقاًو سياسيا محنكا.
أخذ موقعه في نقابة عمال السكك الحديدية أيام حكم الفريق إبراهيم عبود رحمه الله.
ثم مثل النقابة في يوغسلافيا عند إنعقاد مؤتمر نقابات عمال العالم. فرفع رأس المدينة و السودان عالياً. رأينا صوره أنيقا كعادته بسمرته الفاقعة و إبتسامته الودودة.
أيام عبود .. كانت الشرطة تأتي و تعتقله من بيت شقيقته ( زينب ) كلما تم توزيع منشورات ضد الحكومة.
كانت شقيقته عند كل إعتقال تبكي و تصرخ فيجتمع الجيران في ذلك الحي الحكومي مواسين و مؤازرين.
ثم بمرور الزمن .. إعتادت على الإعتقال ..فكانت كلما يأتي العسكر لإقتياده تزغرد حتى يغيب الكومر عن أنظارها .. بينما يردد العساكر أولاد البلد في حضرتها : ( أبشري بالخير يا أخت الرجال ) ..
ثم توالت الإعتقالات .. و يبدو أن الكوامر لم تعد تكفي لتجوب المدينة .. فكانوا يرسلون له أحد العساكر يأتي على ظهر ( عجلة ) ليقول له : محمد سيد ... الجماعة عاوزينك في النقطة ..ما تتأخر
فتجهز شقيقته أغراضه و ينطلق إلى زنزانته طائعا مختارا.
هو الآن في مكان ما ما بين الشجرة و العزوزاب يجتر أيام صولاته و جولاته و لا تزال إبتسامته كما هي ترقد في وداعة على أطراف فمه ...

يُسْتتبع

Post: #19
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-28-2010, 02:45 PM
Parent: #18

هل تقصد المرحوم ( حسين بشير ) والد كل من معتصم وطارق بالسعودية

يقع منزلهم بالحصايا .. محطة بيرم ............ شاهق التحايا

Post: #20
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: MOHAMMED ELSHEIKH
Date: 01-28-2010, 03:18 PM
Parent: #19

P1010484.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #21
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-28-2010, 11:16 PM
Parent: #20

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan8.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

محطة عطبرة

Post: #22
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-28-2010, 11:22 PM
Parent: #21

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan9.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

محطة عطبرة 2009

Post: #23
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 01-29-2010, 05:56 AM
Parent: #22

usudanfvm.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #24
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-29-2010, 11:18 AM
Parent: #23

شكرا محمد الشيخ و معاوية و منتصر على الصور

نواصل

Post: #26
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-29-2010, 11:31 AM
Parent: #24

الطالب سجاناً

بعد إنكفاء و فشل إنقلاب الشيوعيين على نميري.
طالت الإعتقالات العديد من كوادر هذا الحزب .. بل حتى و المتعاطفين و المؤيدين.
وقتها .. كان زميل الدراسة و جاري في الحي ( عثمان جعفر ) و الآن لواء دكتور بشرطة الخرطوم.
كان وقتها قد تخرج من كلية السجون و يقضي فترة تدريبية بسجن أتبرا.
كان من ضمن الذين طالتهم أيادي الإعتقال أستاذنا الجليل ( سيد الطاهر ) .. الذي كان يدرس لنا مادة الـ( literature)
و تم إيداعه سجن أتبرا
كنت وقتها معلما بأتبرا
أتاني اللواء عثمان جعفر بنادي المعلمين و الحزن بادٍ على محياه
إبتدرني قائلا : ( إحراج ما بعده إحراج )
فلما إستفسرت عن الأمر .. علمت أن أستاذنا أحد سجنائه.
قال لي : ( و الله أخجل أن أقابله أو أن أصدر له أمراً و أن أراه يجلس في تلك الزنزانة كسير الخاطر ).
علمت لاحقاً أن اللواء عثمان كان يعامله بطريقة كانت تغضب رؤساؤه و لكنه كان يفعلها بعفوية جرّاء تلك الأستاذية الحقّة التي دلقها علينا الأستاذ ( سيد الطاهر ) بكل إقتدار .. فقد سكب في عقولنا في تلك الحقبة ثلاث كتب من كتب الأدب الإنجليزي بطريقة سلسة لدرجة أنني إلى الآن أحفظ عن ظهر قلب مقتطفات من مسرحية روميو و جولييت ..
رحم الله الأستاذ
و التحية للواء عثمان جعفر

Post: #67
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: د.محمد حسن
Date: 02-07-2010, 06:14 PM
Parent: #26

Quote: قال لي : ( و الله أخجل أن أقابله أو أن أصدر له أمراً و أن أراه يجلس في تلك الزنزانة كسير الخاطر ).
B]

Quote: علمت لاحقاً أن اللواء عثمان كان يعامله بطريقة كانت تغضب رؤساؤه و لكنه كان يفعلها بعفوية جرّاء تلك الأستاذية الحقّة التي دلقها علينا الأستاذ ( سيد الطاهر ) بكل إقتدار .æ ÇáÊÍíÉ ááæÇÁ ÚËãÇä ÌÚÝÑ



القيم

Post: #69
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-08-2010, 07:50 PM
Parent: #67

د. محمد حسن

نعم
إنها القيم التي تربينا عليها و رضعناها من أسلافنا

Post: #25
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-29-2010, 11:22 AM
Parent: #23

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

الامتداد الشرقي

Post: #27
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 01-29-2010, 12:37 PM
Parent: #25

ابو جهينة الرائع ....

اسطورتنا وقُدوتنا في الكتاب ...


لن ازيد في قول حميد ببوستك هذا........ يا عطبرة الطيبة ... يا ملهمة الثورات ...

رجالك الهيبة

ونسوانك الحارات....

جيتك بعد غيبة....
لقيتكن في كنور واقفات ....

بنات العكد اخواتي ...
وفي خليوة مهيرات ..
ازيدكم من الشعر كلمة ...
عطبرة هي الدانات ...
هي مراسي اولادي ...
هي منبع الغد ... وروح بكرة للجايات ...



ـــــــــــــ
لا يخفي ما صحّفت من قول ...


مودة عطبراوية خالصة




.............

Post: #28
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-29-2010, 03:27 PM
Parent: #27

sudansudansudansudansudansudansudansudan6.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

محمد عوارة ( ابو جنزير )

Post: #29
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Balla Musa
Date: 01-29-2010, 05:03 PM
Parent: #28

الريس أبوجهينة
متابع كتاباتك رغم أنى مقصر فى المداخلات..
أحب جدا مثل هذه الكتابات وأدلف إليها مرارا وتكرارا لعدل المزاج عندما يميل.

بخصوص إسم اتبرا لا أريد أن أشرع ولكن قرأت كلاما للمرحوم الطيب محمد الطيب يقول أن أصل الإسم أتى من لغة ناس شرق السودان..
وهى تنطق ادبرا وتتكون من كلمتين (اد) و (برا)..
لقد شرح الطيب الكلمتين ولكنى بطول الزمن نسيت الشرح التفصيلى.
يمكن أن تبحث عنه لدى الذين تابعوا كتابات الطيب فى الجرائد آنذاك.

Post: #30
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 01-29-2010, 08:12 PM
Parent: #29

Quote: إذن جيل (تساكوتلس الأتبراوي ) يعرف السودان و يعرف سراً في مزاولة التجارة بالسودان و إلا لم يهاجروا في تلك الأزمان الرغدة الرخية عابرين كل هذه المدن و الأمصار ليستقروا في أتبرا أو الخرطوم أو كوستي.


أبا جهينة:

أراك كعهدي بك تواصل الكتابة بمحبة. لم أر عطبرة من قبل. لكني أتابع معك هنا ما حدث هناك كما لو أنني أحد حضوره. بالمناسبة، لا أكاد أمل من قراءة (السيف والنار) لسلاطين باشا. من أكثر ما أخذ يثير الأسى في نفسي أثناء هذه القراءة أوتلك هو إشارته في ما يشبه الملمح إلى واقعة أن غردون في حصاره قد قام بوضع خطة لتهريب أو فرار أولئك اليونان. لكنهم فضلوا وقتها البقاء برغم نذر الموت المتربصة. لأنه لم يكن لديهم في بلادهم ما هو أقوى مما لهم في بلادنا.

تحية متجددة

Post: #31
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 01-30-2010, 11:04 AM
Parent: #30

لا تذكر أتبرا الا ويذكر الشيخ ربيع عبادة صاحب النوادر الكثيرة
والطريفة .. الموغلة في الغرابة والمبالغة .. والتي دوما ما يبدأها
بعبارته الشهيرة ( أجيك ياربي وتسألني ) ............ شاهق تحياتي

Post: #32
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 01-30-2010, 12:09 PM
Parent: #31

اتبره الاسم الأثير لدينا ويقال في القصص الشعبي ( اتى بره) هذه حكاية لانه ياتي من البرية ولكن في المعاجم اتبر تعني حطم واهلك لاهذا نرجع الإسم الذي اطلق على النهر اتبرا من زمن قديم لان المتابع والمراقب لحركات النهر يجد ان التبراوي انع في الفيضان سريع الجري وعنيف في حركتة لانحداره من الهضبة الأثيوبية بقوة وسرعة خارقة يتبر كل شئ امامه ويصل نهاية المطاف خائر القوى ليمتزج يالنيل
في هدوء ودعه من هذا الاسم استمدت المدينة اسمها اتبرا
واعتقد انه الاسم الصحيح والحقيقي
وفيها كان بداية الفنون الحديثة والرياضة
بها ميادين للأسكواتش والتنس والسباحة ومسرح تحول الان لمكتبة في الجامعة مثل على خشبته يوسف بيك وهبي
عطبرة المدينة الخالدة رفدت الفنون المسرحية بكوكبة من العظماء
لكم مودتي ونواصل

Post: #62
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-07-2010, 02:33 PM
Parent: #32

الفنان المبدع محمد السني
تحية و تقدير

ولكن في المعاجم اتبر تعني حطم واهلك لاهذا نرجع الإسم الذي اطلق على النهر اتبرا من زمن قديم لان المتابع والمراقب لحركات النهر يجد ان التبراوي انع في الفيضان سريع الجري وعنيف في حركتة لانحداره من الهضبة الأثيوبية بقوة وسرعة خارقة يتبر كل شئ امامه ويصل نهاية المطاف خائر القوى ليمتزج يالنيل
في هدوء ودعه من هذا الاسم استمدت المدينة اسمها اتبرا
واعتقد انه الاسم الصحيح والحقيقي


تماما
مشكور على المرور
واصل معنا

Post: #35
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عمر علي حسن
Date: 01-30-2010, 02:57 PM
Parent: #31

الاخوان أبو جهينة ومنتصر والاتبراويين المتواصلين

هذا بوست قيم .. يجب أن يتمدد وتخرج اليه حكايات هذه المدينة الوطن التي جمعت علي ضفتي خط السكة الحديد
مجتمعا متكاملا من كل انجاء السودان يمثل وحدة السودان الاصيلة ..

تمتد علي ضفته الغربية من الداخلة الي الكوبري المدينة الرسميه للسكة الحديد بمكاتبها وورشها ومساكن عمالها
وموظفيها وسوقها المحلي .. وتمتد علي ضفة الشريط الشرقية المدينة الوطنيه التي يسككنها الاهالي . ويتوسط
المدينة شرق الشريط الجامع الكبير وميدان المولد ويمثلان مركز المدينة فليس في الجزء الغربي مسجد وانما به
كنيسة بناها الاقباط عندما أنشأوا مدرسة الاقباط المصرية لتنافس مدرسة الكاثوليك وكنيستها التي أنشأها
المبشرون الطليان علي الجانب الشرقي للخط الحديدي .. ويقع بظاهرها السوق الافرنجي الذي أنشئ علي طراز
معمار السكة الحديد فاصبح يصنف ضمن القيقر أو (السودنة) كما اصبحت تسمي فيما بعد ..

وعلي ذكر المدارس فقد انشئت في عطبرة مدرستان اولييتان هما الشرقية والغربية وأنشئت بعد الحرب المدرسة
الجنوبية وسط الجزء الشرقي بجوار حلة أم بكول .. ثم مدرسة عطبرة الاميرية الوسطي .. وهي ايضا في القيقر ..
وبجهد الاهالي ودعم محدود من السكة الحديد أنشئت مدرستان (تحت ألدرجة) Subgrade هما مدرسة الفجر
ومدرسة التعاون ثم أنشئت بجهد خالص من الاهالي برعاية من الحزب الوطني الاتحادي مدرسة عطبرة الاهلية
الوسطي .. وأنشئت فيما بعد الاستقلال وبحهد نقابة عمال السكة الحديد مدرسة العمال الوسطي .. ولم تكن بعطبرة
مدارس ثانوية بخلاف نهر واحد بمدرسة الاقباط ويركز القبول فيه علي فئة معينة .. وكان الناجحون من الاميرية
الوسطي والاهلية الوسطي يذهبون الي المدارس الثانوية بالعاصمة أو معهد التربية بشندي .. وقد فتحت مدرسة
عطبره الثانوية الحكومية بعد الاستقلال .. وكانت بها مدرسة للصنائع يتم فيها تاهيل عمال مهرة للسكة الحديد ..

وكانت بعطبرة مدرستان للبنات ترسل الناجحات منهما للدراسة بمدرسة حلفا الوسطي للبنات .. وانشئت مدرسة
البنات الوسطي بعطبرة بعد الاستقلال ..

الطريف أن هذا يظهر صراعا مبطنا بين ضفتي المدينه ولكنه خلق تسابقا استفادت منه المدينة في مجالات التعليم
وبعد أن كان دخول المدرسة (بالقرعة) اصبح لكل طفل في المدينة مقعدا في المدارس الاوليه تقريبا ..

وكانت عطبرة مركز السكة الحديد وقلبها النابض .. وكانت ورش النجارين والخراطين والسباكين مراكز ابداع
وفن صناعي .. كما كانت أندية المدينة مركز اشعاع ثقافي وسياسي يفوق ناتج نشاطه واثره ما عند مدن القطر
الاخري .. ولنا في هذا المجال حكاوي وذكريات قد نعود لها في مرة قادمة ..

وأخيرا فان صفة (الحديد والنار) لم تسبغ علي هذه المدينة الباسلة لآن بها ورش السكة الحديد ، ولكن لصلابتها وإذكائها
الاتون السياسي المناهض للاستعمار بالمواقف التي الانت قبضة المستعمر الحديدية .. ونشات بها هيئة شئون العمال التي
ادارت بكفاءة وجرأة وفدائية اطول اضراب يشهده السودان وقد امتد لثلاثة وثلاثين يوما شلت حركة النقل في السودان
واجبرت المستعمر علي مراجعة اوراقه وخططه بل واسلوب تعامله ..

نشات بعطبرة هيئة شئون العمال برئاسة سليمان موسي وسكرتارية الطيب حسن وعضوية قاسم امين والحاج عبد الرحمن
والشفيع احمد الشيخ فارست بذللك لبنة الحركة النقابية في السودان وجعلت قرارتها قصر الحاكم العام بالخرطوم دائرة
للامن السياسي بعد أن فجر هديرها طاقات السياسيين واصبح الكفاح ضد المستعمر علنيا .. ثم قدمت شهداء النادي الاهلي
وعلي رأسهم قرشي الطيب وعبد العزيز أدريس .. خمسة شهداء في مظاهرة واحدة كانوا وقودا للحركة الوطنية وجاء اليها
جثمان ابنها الطالب صلاح بشري عدلان فاحيا موكب جنازته روح الكفاح وجعل عطبرة عاصمة الكفاح والنضال التي يزلزل
هدير مظاهراتها اركان السلطة الاستعمارية ويذكي روح الجسارة في صدور السودانيين

هذا ملمح من ملامح عطبرة وساعود في بوست منفصل ب (عطبره والورشة بانت) التي نشرتها في الثمانينات عندما حاول
النميري تفكيك السكة الحديد وقتل عطبرة بعد أن استقبلته فيها غنم القشلاق ..

عمر علي حسن


Post: #61
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-07-2010, 02:31 PM
Parent: #35

الأخ العزيز عمر علي حسن

سلام من صبا الأتبراوي

شكرا كثيرا على المرور الباذخ و على المعلومات التي أثْرت البوست تماما
واصل معنا
دمتم

Post: #37
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-01-2010, 05:44 PM
Parent: #30

البرنس عبد الحميد

سلامي و تحياتي

إشارته في ما يشبه الملمح إلى واقعة أن غردون في حصاره قد قام بوضع خطة لتهريب أو فرار أولئك اليونان. لكنهم فضلوا وقتها البقاء برغم نذر الموت المتربصة. لأنه لم يكن لديهم في بلادهم ما هو أقوى مما لهم في بلادنا.

تماما
تعرف يا برنس. مكثت في أثينا بضع أسابيع. طريقة تعامل أهل الريف مع بعضهم البعض تشبه إلى حد كبير تعامل أهلنا بالقرى .. تلك العفوية و الحميمية و التواصل.
يبدو أن أغاريق السودان من ذلك النسيج

دمتم

Post: #36
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-31-2010, 12:07 PM
Parent: #29

عزيزي بلة موسى

سلام و تحية

Quote: بخصوص إسم اتبرا لا أريد أن أشرع ولكن قرأت كلاما للمرحوم الطيب محمد الطيب يقول أن أصل الإسم أتى من لغة ناس شرق السودان..


تمام
بحكم جيرتي للمرحوم الطيب محمد الطيب .. فقد ناقشنا كثيرا في أصل الإسم.
تحليلي له كان كما أوْردْتُه أعلاه بأن أقرب المعاني هو كلمة أتبرة من ( التتبير ) .. سواء أن كان بمعنى الذهب أو الإندفاع الجارف بفعل السيول.
بالفعل المرحوم أتى على ذكر أدبرة و يكمن معنى الكلمة في : الآتي من أعلى أو المنزلق
و الله أعلم.

مشكور على المرور البهي

Post: #33
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 01-30-2010, 12:19 PM
Parent: #27

حيدر الزين

سلام أتبراوي كاسح و مشبع بأجواء أتبرا من كل الجهات

جيتك بعد غيبة.... لقيتكن في كنور واقفات ....

بنات العكد اخواتي ... وفي خليوة معهيرات .. ازيدكم من الشعر كلمة ... عطبرة هي الدانات ...
هي مراسي اولادي ... هي منبع الغد ... وروح بكرة للجايات ...


يا سلام يا حيدر ... أثرْت الشجون و الله ..
مرورك بنكهة ( الزونيا ) و دعاش منطلق من جناين حى السودنة
واصل معنا
دمتم

Post: #34
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 01-30-2010, 01:30 PM
Parent: #33

سيالة يا مرتع صِباى
أوتار غُناي
ينبوع سعادتي ومصدرا
أنا ببدا مِنّك شوط طوافي
على المدينة وبندرا
بطرا الجزيرة نواوي
كيف زمن التسآب
النيل حواها وحاصرا
والعارفين ناس ود نواوي
أهل العِلِم
ورثوا الصلاح من الورى
الداخلة في جوارهم أمان
روعة وحنان
ما أحلى ناسها ومنظرا
السكة الحديد والسودنة
آيات جمال، وكرم خِصال
جلّ البرا
في حِلة الصاج
الكنيسة ومدرسة
ودار الرياضة وجمهرة
في القيقر السوق القديم
والمدفعيّة وعسكرا





في إنتظارك يا ريس...

Post: #38
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 02-03-2010, 01:36 PM
Parent: #34

جلال الحبيب

سلامٌ على روحك الطيبة

لعمري إنه سرد تصويري ساخر ينضح بالكوميديا السوداء ؛ وعلى كلٍ حال كنا نشارك يومذاك أهل المزاج مزاجهم والغناء غنائهم والمرح مرحهم والحزن أحزانهم ونقف منتظرين على هوامش الزمن في إنتظار الرحيل إلى مجاهل الديسبورا .. رحيل في ظاهره إرادة حرة وفي باطنه القهر والقسر والألم .. ها أنا أبحر في وَشْيَكْ وحين أقرأ أبتسم مرات عديدة ؛ ثم أعبس ؛ يسلب يا مولاي سردك مني الإبتسامة حين تبوح لنا في تصوير ساخر فإذا نحن أما تراجيديا الألم تولدت من أقدار لم نخترها .. تجولت معك من أثينا والمارثون حتى هيداري .. عببت من معتق باخوس وجلت إلى هيلين وسُحت في مدن الجمال الهليني وعند ( الأكروبوليس وقفت أنتظر لو أسعد بمشهد عودة يوليس من المجهول ليرتمي في أحضان بينلوبّي .. ثم وقفت على مسافة منك وعلى حافة الضفة الأخرى من الأتبراوي أودع راحل وأرثي لحال قادم .. فيا للوجع الذي تثيره حرفيتك في السرد ووجدانك في البوح .. فكيف تعيش أنت الوجع وتبريء منه غيرك .. عجبي !! لله درك يا صديقي الحبيب.!!

Post: #39
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: طارق ميرغني
Date: 02-03-2010, 05:45 PM
Parent: #38

يا سلام عليك يا ريس

سرد جميل ومشوق

سعدت بقضائي العديد من اجازاتي السنوية في عطبره حيث اسرة زوجتي

عمك هاشم السعيد سكرتير نقابة السكة الحديد العديد من السنوات

كانت حينها في الثمانينيات عطبره مفرهده وغنيه بمواردها

كنت استمتع بالذهاب لسوق الخضار وبالذات حتة بيع السمك

رغم ما كان يعتريها من نظام نميري السابق وقطوعات الكهرباء وغيرها

كلمنا قليلا بالله عن مكليا وتفيده

Post: #40
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-04-2010, 01:05 PM
Parent: #39

( الجنون فنون : بشهادة مكلية و مختارات )

جنون هذين لم يكن جنوناً بالمعنى المعروف للجنون.
كنت ألحظ مرارة بائنة في إنطلاق زخات الكلام .. كلام من كل وادٍ حفنة رمل .. و من كل جبل قطعة من جلمود صخر.
و كأنهما ينحتان ما بروحيهما بإزميل من حديد صلب في جرانيت .... فيتطاير شرر الإحتكاك بخطرفات يمنة و يسرة.
كان قفزاً على واقع معاش .. قفز أدى إلى إنطلاق العقل ليقود الروح بعفوية الأطفال و حرية الطيور.

مسرح الأحداث و ميدان نشاطهما كان بميدان المولد في أغلب الأوقات.
ميدان المولد قبالة السوق الكبير .. ميدان رمْز. بل ساحة تذكرني بساحة ( الطرف الأغر بلندن ) ..
و رغم البوْن الشاسع بين هذه و تلك في التخطيط .. إلا أن ميدان المولد في أتبرا كان يضاهي تلكم الساحة في تفرده بإحتضان فاعليات المولد النبوي الكريم و بعض المناسبات الوطنية و الدينية للمتصوفة و أنصار السنة.
و كان هذا الثنائي حمائم الميدان.

و الغريب في الأمر .. أن منازل ( البغاء ) كانت تقع على تخوم الميدان .. و كأن الميدان يقول لتلك البيوت ( هنا الحد الفاصل )

قبل أن أخوض في سيرة المغفور لهما ( مكلية و مختارات ) ... كان لا بد من هذه المقدمة عن هذا الميدان الذي كان يشهد كل يوم ( كر و فر ) هذا الثنائي و كأنهما في مسرحية ثنائية الأبطال.
بالنهار كان مرتادي السوق هم مشاهدي كر و فر هذا الثنائي.
و في الليل ... كان المتفرجون هم العائدون من سهرات الشوارع الخلفية و من حفلات الأدوار الثانية للسينما و خاصة في الأعياد و العطلات الرسمية.

لم يكن هذا الثنائي هو الوحيد في مسرح المدينة.
و لكنهما إمتازا بسجالهما و كلٌّ منهما يقف على بعد عدة أمتار من بعضهما البعض.
يغازلها بصوته الجهوري .. فيتردد صدى صوته ليملأ الميدان ..و ضحكته الخشنة تتخلل كلماته.
بينما تقف هي على أهبة الإستعداد للهرب و هي ترد على كلمات غزله بشتائم لا تتعدى أقساها : ( يا العربي الكيشة .. ).
ثم يواصل غزله و هو بعد كل وصْلة غزل يزحف نحوها .. و هي مشغولة بالرد على راكبي الدراجات الذين يمازحونها ... لا تعلم أنه قاب قوسين أو أدنى منها.
و ما أن تراه على مقربة منه .. تنطلق مولية الأدبار برشاقة المهرة .. تحمل بين يديها كل ما تملك من سقط متاع الدنيا ( بضع خرق بالية من ملابس جادت بها أيادي المحسنين )

و لأنه ممتليء الجسم قليلاً .. يفقد الأمل في اللحاق بها ...فيجلس القرفصاء وسط الميدان .. يمدح أحياناً .. و يغازل تارة أخرى .. ثم بلا مقدمات يقذف المارة بما تطاله يداه و هو يطلق العنان لسيل من الشتائم.
ثنائي يشكل لوحة من لوحات أتبرا العديدة التي كانت تزين خيمة المدينة العتيقة.
لوحة كانت تكسر لحد ما رتابة أيام جموع العمال و تجار السوق.
قال أحد الظرفاء أن هذا الثنائي لا يقل أهمية عن كبري أتبرا القديم ... فالكبري يصل الشمال بالجنوب عبر نهر أتبرا .. و الثنائي حد فاصل بين دنيا العقلاء و بين عوالم شطحات العقل... فالمشاهد لهما يرى شذرات من التعقل في غزل ( مختارات ) المنطلقة في عفوية نحو إمرأة جمعتْ بينهما مجانية الميدان حيث يعيشان أغلب يومهما. ثم يرى المشاهد قمة الجنون في مطاردته لها و سيل الشتائم التي تنطلق في زخات متواصلة عند فشله ( أليس هذا هو الجنون الحديث ؟؟؟ أمل ثم يأس ثم ثورة نفسية مكبوتة عارمة لا يعرف الإنسان متى و كيف تنتهي ؟؟ )
رحمهما الله

يُسْتتْبَع

Post: #41
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-04-2010, 02:49 PM
Parent: #40

http://atbara.net/forum/index.php?topic=7903.msg53425#msg53425

أتمني المراحعة يا ابو جهينة .. أستاذنا جلال داوؤد ..

ثم أرفدنا بوجهة نظرك حول ما طرحنا !!!



كل المودة والتقديــر والاحترام لك

Post: #54
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-05-2010, 11:51 AM
Parent: #41

عزيزي حيدر الزين

تحياتي و تقديري

أستسمح المتداخلين للقفز فوق مداخلاتهم للرد على طلبك و على الأخ مكي الجمري الذي صفع كل من لا يكتب في منتدى أتبرا.

يـا عزيـزى أنـتـم أعـظـم منـهـم...

العظمة لله وحده ...و حيدر بالفعل عظيم الحب لأتبرا

... الـكبـار و أشـبـاة الكبـار داءـمـا ما يـتـطاولـون ...

من يتطاول على إنتمائه لأتبرا فهو ضئيل .. فأتبرا فوق الهامات. و للأمانة أقول لا أنا من الكبار و لا أشباه الكبار.


...أنـتـم مـحليــن .والمـحلـى داخـل عـطبــرة..و ماعـنـدكـم لـمـعة... ألـمـعـوا عـنـدها سـيـأتـون....

منتدى أتبرا إحدى حبات المسبحة التي يكتمل بها عقد التسبيح بحب هذه المدينة الباسلة.


هـكـذا حـال المنتـديـات .والـمدن.والمنـاطـق. داءـما خاسرة فى حرب الـكبـار. سيردون منتداكم فقيــر.مـدينـتـكم كـءـيـبــة.

من يقول هذا لا أعتقد أنه شرب من ماء الأتبراوي أو إكتسى بكتاحتها أو إستيقظ على صافرات الورش أو لم يدخل بيته أبرول معطون بزيوت الورش.

[U]......أما نـحن ..فهاهنـا قـاعـدون... وذى مـابـقـولوا نـاس عــطبــرة.... أفـتـحلو...أفـتـحـو ليــهـم.[/U]

أما بعد :

الكتابة في منتدى أتبرا بالنسبة لي شخصياً كالونسة داخل البيت بين أفراد الأسرة الواحدة ، لإجترار الأحداث مرها و حلوها. كالذي يتحدث عن أسلافه بين أفراد يعرفون تاريخهم و لكن لمجرد الفضفضة.

الكتابة في منتديات عملاقة عن أتبرا عبارة عن تعريف لمن لا يعرف أتبرا ، أو سمع بها سماعا أو تمنى زيارتها و لم يفعل أو بها حبيب أو قريب. الكتابة عن الحبيبة أتبرا في منتديات أخرى هي جسر تواصل إسفيري بين أهلها و بين من يجهلها.

القومة لأتبرا و أهلها

دمتم

Post: #42
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: جمال المنصوري
Date: 02-04-2010, 02:56 PM
Parent: #40

الريس ابو جهينة وصحبة الابرار

علي ذكر اتبرة، هناك اتبرة اخري تقع في راجستان من غرب الهند، وهناك ميدان اتبرا في كندا، لا ادري ما العلاقة بينهم،،،، ولكن ان كان لا بد من ذكر اهالي اتبرا المخلصين فلنذكر علي رأسهم:




ديرو (الهندي)
عباس محمود
حاج الطاهر
عمك منصور
زكي العدوي
محمد خير خوجلي
احمد وعلي
سليمان جمعة خيال
عبد اللطيف العجلاتي
محمود الشربيني
دكتور / فتحي الاغريقي
واعز الولد ، محمد حبيب (بتاع الكارو، وشرح المعلقات السبعة
عمك منصور
احمد عبد الله ابو الروس
ولاد الفلاح
اولاد بلاش
اولاد ريحان
و محمود غاندي
احمد البشير حنتبلي
سليمان بعنيب
اسماعيل الحلاق
حيدر واخوه تكتك
صلاح الجزار
عابدين الجزار
وعمك علي التوم ابو مازن
عبد الله الفكي محمود
عمك المرحوم / عبدو بحر (القيقر)
علي ومحجوب صالح
وكثيرون تعجز الذاكرة حاليا عن استحضارهم

لك خالص تحياتي

Post: #43
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: yasir Abdelgadir
Date: 02-04-2010, 08:17 PM
Parent: #42

سلامات أبوجهينة


كنت عايز اقول الاخ ابوجهينة..لكن بعد السرد دا ممكن اديك لقب العم تقديرا لفارق السن

فقد ولدت ونشأت في عطبرة لكن بعد الكلام الفوق دا كلو...لوووووووووول


شايفك ركزت في سردك اعلاه علي البارات من حيث دورها في تاريخ المدينة....ففي نفس الوقت حسب ماذكر لنا كان هناك دور كبير للقهاوي في نفس الحقبة...حيث كان تجمع العمال ...ثقافيا ووطنيا كان له دور كبير...وعلي سبيل المثال لا الحصر قهوة ود البيه وقهوة القراي

شكرا





Post: #44
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-05-2010, 04:42 AM
Parent: #43

عزيزنا ابو جهينة ..

لك المودة ولانقل لك بعض ما كتبه د. عثمان السيد هنا عن عطبرة
فعذراً لك وله ... يقول علي لسان مكي ابونورة الجمري :



د. عثمان السيد يكتب عن مئوية مدينة عطبرة بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسها (1906 – 2006)م مدنية عطبرة في الأدب السوداني د. عثمان السيد محجوب قال تعالي (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) النحل (81) * في مثل هذا التاريخ وقبل مائة عام تأسست مدنية عطبرة و التي كانت من قبل مجرد مخزن ومستودع لمهمات تشييد خط السـاحل ( عطبرة بور تسودان 1905 م ) لتصبح المقر الجديد لرئاسة السكة حديد بدلاً عن ميناء وادي حلفا الذي أصبح لا يساير التطور نسبة لبعده عن قلب السودان مع مصر . وقد قاد هذا التفكير الي إنشاء مدينة لتكون البديل المناسب الممتاز لوادي حلفا و الهيمنة من ثم على خطوط المواصلات كلها ، خاصة شمال وشرق السودان ذات الأهمية الحيوية لاتصال البلاد بالعالم الخارجي . وقد اتخذ القرار سنة 1905 م بنقل رئاسة السكة حديد من وادي حلفا الي عطبرة . وبدأ العمل في بناء المكاتب و المخازن ومن ثم أخذت المدينة الحديثة النشأة تتطور وتنمو فيها الحركة العمرانية و السكانية بعد ان نقلت إليها ورش السكة الحديد من وادي حلفا . وبنهاية 1906 م ازداد نموها وتطورها وأصبحت التقارير تصفها (( بالبلدة الكبيرة )) . والشاهد ان نمو المدنية كان يرتبط بنمو وتطور السكة الحديد ، ولهذا قيل ( إن عطبرة هي هبة السكة ) .. أي أنها من صنع السكة الحديد (( وليست المدينة كما يعتقد البعض امتداداً لقرية الداخلة الواقعة على ضفاف النيل في الشمال الغربي من وسط المدينة . صحيح قد تكون الداخلة نواة سكانية لعطبرة لكنها ليست نواة عمرانية ولا مهنية للمدنية ، خاصة وأن الاقتصاديين يرون ان التحضر عملية تحول من النشاط الزراعي والرعوي . ( والذي كان عليه أهل الداخلة) الي النشاط الصناعي مما ينتج عنه ظهور وظائف ومهن جديدة في مجالات التجارة والصناعة و الخدمات وغيرها . بالرغم من ذلك يحلو لأهلنا في مناطق بربر أن يصفوا مدينة عطبرة بأنها (( الداخلة أم عيشة ساهله )) ولأنها كانت كذلك فلقد توافد عليها الناس من كل حدب وصوب من داخل السودان. ويتحدث طيب الذكر الفكي عبد الرحمن الأستاذ والمسرحي المرموق عن عطبرة فيقول :- ( عطبرة أول جسر في السودان .. عطبرة كل زول يعرف كل زول وتموت النميمة .. عطبرة البيوت تتشابه .. مساحة واحدة .. وخرطه واحدة .. ولون واحد .. عطبرة .. الأمان و الانضباط و الالتزام.. عطبرة الفول و العجلات و الغنم .. .. الفول الأجود على المستوي القومي .. .. العجلات على المستوي القاري .. .. الغنم الأفهم على المستوي الدولي.. ويذكر الطيب محمد الطيب بالحكمة التي تعبر عن الاطمئنان في عطبره :- " أذا وقع الشغب فأرسل ناقتك الي البطانة وأبنك الي عطبرة ، لعل ذلك مرده الي التمازج و التجانس وطابع روح الأسرة الذي يميز سكان المدنية ، وهي الروح التي غذتها الإحداث الكبري التي عايشها مجتمع عطبرة مثل الأزمة الاقتصادية في الثلاثينات من القرن الماضي )1929 – 1934 ( م ، والحرب العالمية الثانية 1939 – 19459 م ، وأحداث الحركة العمالية (1946-1948)م التي ربطت ربطاً وثيقاً بين العمال الذين كانوا يشكلون الغالبية العظمي من مجتمع عطبرة . لربما لخاصية مفهوم الأسرة العطبراوية هذا ، ظهر القول السائد أن كل من سكن ذلك المكان صار عطبراوياً . وكل يذكر بإشعار حميد :- كل الناس قراب كل الناس أهل ... الجا من الجريف والجا من الجبل .. و الماهم أهل .. قربم العمل .. ومثلما أثارت مدينة عطبرة أهتمام طلائع الخريجين وقادة الرأي منذ الأربعينات من القرن الماضي :- المحجوب ومبارك زروق ومحمد نور الدين والمحلاوي وغيرهم ، كذلك اثارات اهتمام الأدباء و الكتاب . فكان لابد والحال كذلك ، أن تحتل مساحة واسعة في الأدب السوداني نثراً وشعراً . فمنذ الخمسينات من القرن قامت في عطبرة رابطة أدبية عرفت بـ (( رابطة أصدقاء نهر عطبرة الأدبية )) كان من أعضائها على سبيل المثال لا الحصر بشير الطيب وحسان محمد أحمد وإبراهيم سيد احـمد مدثر ومحـجوب قـسم الـله ( المنبثق ) وقد اهتموا بتصوير الحياة في المدينة . خاصة كتاب القصة القصيرة من أبناء الطبقة العاملة المرتبطين بها نشأة وفكراً . فانتاجهم موجهاً بالدرجة الاولي للطبقة العاملة ومادته جاءت انعكاساً لمعاناتهم وهموهم وتطلعاتهم . وكانت الغاية التي ينشدونها خلق وحدة بين العمال وإزالة الفوارق العنصرية بينهم ، كذلك نجدهم يدمجون في قصصهم بين الفئات الشعبية و لتجاور الأسماء بعضها الي جوار بعض : مرجان الي جانب عبد الرازق ، وطه الي جانب خير السيد ورمضان .كما في قصص احمد الأمين البشير وعبد الله على إبراهيم وبشير الطيب وهم من أشهر كتاب الرابطة . وقد إتسمت كتابات أحمد الأمين البشير بالتفاؤل ويتضح ذلك أكثر ما يتضح عبر قصة "الرجال " ، حيث جمع فيها عطبرة كلها بعمالها ووضعهم أمام خطر مفاجئ هو العواصف و السيول في حي " زقلونة " . ومن خلال موقف أسرة خير السيد ، يصور لنا القاص كيف أن الطبيعة تهدد هؤلاء الضعفاء المغمورين ولكنهم بإصرارهم وتفانيهم يتمكنون من الانتصار على كل الأخطار . و الشاهد أن أبطال هذا الكاتب ما كانوا يعرفون الهزيمة أو التردد، بل لقد كانوا ينتصرون دائما ويتفاولون بغد مشرق سعيد . وإذا كان احمد الأمين البشير قد بدا متفائلاً في أعماله الأدبية ، فقد مثل عبد الله على إبراهيم الجانب المتشائم حيث أهتم بحياة العمال داخل الورش ، بين بقع الزيت .. ولهيب النار .. وصوت التروس التي تأكل أصابع العمال وأيديهم ، وغاص من ثم في أعماقهم الفوارة .. مصوراً معاناتهم ومآسيهم .. كما نجد في قصة " الأصابع الذهبية" على سبيل المثال . ومثلما إحتلت عطبرة مكانها في أدب القصة القصيرة ، نجدها قد فرضت نفسها على الشعر حيث تردد ذكرها في شعر العديدين منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي .. تاج السر الحسن، والزين عباس عمارة و الحاج عبد الرحمن وعلي العطا وغيرهم ..فالشاعر الزين عباس عمارة الطالب وقتها بكلية علوم جامعة الخرطوم .. يهدي شعره : " الي أرض ميلاده .. المدينة العملاقة .. عطبرة .. ذكري عشرين عاماً .. ذكري الساعة التي تفتحت عيناي على نور الحياة :- قد جئت يحملني حنين الذكريات الغابرة .. إنا في الطريق ... أكاد أدفع للإمام محركات القاطرة .. وأري شعاع النور عند الفجر .. يلمع كالسيوف الظافرة .. أشتم من خلف المداخن .. من هدير الموج تحت القنطرة .. عطر الكفاح .. سحابة زرقاء تزحف كالغيوم الماطره .. .. يا عطبرة .. وعلى نفس القافية يخاطبها الشاعر على العطا أحد خريجي عطبرة الحكومية القديمة عام 1963 م قائلاً :- يا مهد هاتيك الوجوه الناضرة بادرة بين المدائن فاخرة يا دار قوم لا يري أشباههم هم في المكارم قمة بل مفخرة لا شر فيهم لا أذي لكنهم عند التجني هم ليوث كاسرة الي ان يقول :- أين المصانع إنني أهفو لها والعاملون وأين صوت القاطرة قد عادني شوق للرجوع فهل يسخو الزمان بعودة يا عطبرة ؟! وفي العديد من القصائد التي كتبت عن عطبرة سوف يطالعنا مشهد المداخن وسوف نسمع أزيز وصفير القاطرات دخولاً وخروجاً من المدنية ، وسوف ترد في تلك القصائد مفردات .. الأفرول والسيمافور وماسورة الباكم وفرامل الديزل ورائحة الفلنكه والقيزنجي و المساح والكمساري و الفانوس والبطانية الحمراء . وقد بلغ انفعال الشعراء بمدينة عطبرة أن أصدر البعض دواوين بأكملها عن المدينة ، منهم على سبيل المثال الحاج عبد الرحمن حيث اصدر ديوانه ( أنا عطبرة ) :- أنا عطبرة .. أو تسال من أنا.. أنا جنة المستقبل أنا قلعة أرسل ضياء من علا أنا عطبرة أم الشباب العامل أنا عطبرة .. يا نعم عاصمة الحديد إن جاء زرعي عاصفاً تنمو الازاهر من جديد. وكذلك أًصدر الشاعر محمد عبد الخالق مجموعته الشعرية الأولي ((وجه الوطن عز الظهيرة ) و كرس كل قصائد المجموعة لمدينة عطبرة :- عشان يا السمحه عندي كلام ما تميتو من يومديك وكان يوم داك فراقك وكان يوم داك فراقك حار .... ولسع حار ولي ده اليوم .. وقبل ما قطرنا يبدأ يقوم .. نزل صنفور ... كنت بقول إنتي جمال وإنتي صمود .. وشالت عجلات القطر معاي .. الكلمة بي نفس مهدود .. أنتي جمال وأنتي صمود اما الشاعر محمد الحسن حميد و الذي اكمل المرحلة الثانوية بالمدينة فيخاطبها قائلاً :- يا عطبرة الطيبة يا منجم الثورات ... كيفيك بعد غيبة وغربة وطن جمرات ... رجالاتك الهيبة .. نسوانك الحارات .... أدوني كلمة سر.. تنفع زمان الضر .... كل البلاد (( أم در )) والمهدي حي .. ما مات ! ( بتصرف من مقال للباحث العطبراوي ) عبد الله القطيني ، بجريدة الصحافة ))

عطبرة نت

Post: #45
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-05-2010, 04:44 AM
Parent: #44

وكتب البديع مكي الجمري يا ابوجهينة على لسان هيثم سعيد الارباب التالي :


أرســل الشـقى هيثم قبـل الزواج. هـذا السـفر الفـريــد و أعتقد أنـة يلخـص عـطبـرة لا أعلم كاتبة..وأن كنت أموت وأعرف من هـو.كاتـب هـذا اللحـن...

قطار الشوق…رحلة وجدانية في ربوع عطبرة التى كانت نهر هائج فيه فورة شباب وهو آت في اندفاع وتهور وكأن لا أحد مثله، نهر تختلف أسماؤه بين البلاد، فهو في السودان (نهر عطبرة) وفي الحبشة (تكازي)، تعددت الأسماء والنهر واحد، ويلتقي الشاب المندفع بشيخ وقور هو النيل، شيخ صقلته تجارب المسافة الطويلة التي قطعها زحفا والتقى فيها بمئات القبائل وملايين الأفراد، مسافة تزود فيها برفد الروافد واتسع صدره لعبث الخيران إذ هي حاملة إليه الجيف والقاذورات، وما أن يتخلص النيل من رعونة النيل الأزرق واستهتاره إلا ويجد في عطبرة فتى متمرد آخر لا يظهر الخضوع له بل يعانده في إصرار ويضع خطا فاصلا بينهما إمعانا في التحدي، لكن وبعد مسيرة عدة كيلومترات يكتشف العطبراوي المغرور أن الصدام لا يجدي وأن التفاوض ممكن وأن مجرى الحياة يتسع للجميع، فتذوب الفواصل وتتلاشى الخطوط ويسير مع النيل مسيرة سلام طويلة . ا طيور تتراقص فوق صفحة العطبراوي تقتنص بعض سمك أعمى الطمي عينيه، والموسم دميرة، لكن لا دميرة عند العطبراوي، بل اكتساح سريع ثم انحسار أسرع منه، انظر حولي فأرى (أدروب) وثلة من قومه يكافحون لإنقاذ كمينة طوب وجه النهر إليهم إنذارا بإخلائها فانصاعوا مجبرين، أما الكوبري الهرم الذي يربط بين عطبرة والدامر الرابض على صفحة الماء فقد كان يرقب غير مكترث كل ما يدور حوله وكأنه مالك الحزين مادا لسانه ساخرا للنهر الهائج، لكن عدم الاكتراث هذا يتحول الى جزع وخوف عندما يخضع لسلطان قطار طائش يعبره ويهزه هزا عنيفا فإذا به يرتجف وتصيح قواعده وجوانبه ولا يتنفس الصعداء إلا بعد أن يمر القطار وكأنه كابوس ثقيل جثم على صدره فتصبح الدقائق المعدودة عنده وكأنها دهورا (الجو) قرب العطبراوي بقعة هي جنة السكارى ومأوى كل من ينشد الحرية ويهوى الانفلات من القيود، سماء ارض (الجو) غيومها خيالات (الطاشمين) وسحب الخريف التي تتشكل كما يحلو لها تصنع أزقتها الخاصة في السماء محاكية أزقة المكان المتعرجة، دلوكة (الجو) تهز الوجدان، وترانيم الشاربين و قهقهاتهم و ( الليلة هوي يا ليل) تنطلق في نشاز لا يلبث ان يتناغم عندما تحمله الأصداء بعيدا فلا تملك السحب إلا أن ترقص طربا، أصوات (الجو) الصاخبة لا تقول سوى شئ واحد: نحن أبناء عالم آخر، عالم يختبئ بين اليقظة والأحلام. هنا تعطي رائحة البول والمريسة والعرقي المحتمية برائحة الشواء تعطي المكان نكهة قل ان تجدها في مكان آخر وتتدثر كل تلك الروائح برائحة شاطئ النهر المتخمرة وهو يجلب معه في فورة غضبه أرتال من الزبل المتعفن والنباتات والأعواد وجذوع الأشجار قاذفا بها في وجه ضفتيه رافسا صافعا وكأنه ينتقم منهما لتقييدهما حرية حركته في مجرى واحد، و لا يكتفي النهر بالرفس والصفع بل يدعو أفواج الذباب الى القدوم، ويلبي الذباب الدعوة فإذا به ليس ببارح غردا كشارب مترنم، بعضه بحجم عادي وآخر (جامبو) اخضر اللون، وتتشاكس أفواجه وتلهو ويتبارى أفرادها صعودا وهبوطا ورواحا وغدوا وكأن الجمع في مهرجان ، والنهر العنيد من موقعه غير البعيد عن المدينة، لا يفوته وفي جريه الأبدي، استراق السمع الى ضجيج المكان من صوت الصافرات المنطلقة من حناجر القاطرات وأجراس العجلات المرحة ذات الأصوات الأنثوية وأجراس الكنائس ونداءات المآذن و تغريد الذباب و دندنة الحالمين وعربدة الهاربين من عالم الأرض إلى جو (الجو). نخيل الطليح على أطراف المدينة ينظر من عليائه الى كل شيء يراقب النهر ويراقب البشر لكنه يلتزم الصمت لا يبوح لأحد بشيء مما سمع أو رأى، ومع وشوشة الريح يجيل النظر هازئا الى سحب الدخان المنبعثة من الورش و التي ترتفع مثله في الهواء لكنها ما تلبث أن تتلاشى، فيزداد يقينه أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وتتلقي سحب الدخان السوداء بسحب الغبار البيضاء التي تنفثها مدخنة شركة الاسمنت الرابضة على مقربة من الضفة الأخرى للنهر، وتتخذ سحب كل جهة أشكالا شيطانية محاولة تخويف الأخرى ليخلو لها الجو وحدها، لكن هذا العراك بين الأبيض والأسود ينتهي شأنه شأن أي عراك بتوقيع اتفاق على الشراكة في المكان فكما اتسع المجرى للنهرين فالفضاء يتسع للونين. ورش النجارين والبرادين و المخارط والعمرة والمرمة والمخازن والمطابع ومكاتب العموم والهندسة وغيرها، تشكل جسدا واحدا تتحرك أعضاؤه على إيقاع صافرة مبحوحة تدوي بانتظام وفي توقيت دقيق، تعلن مرة عن بدء العمل ومرة عن الانصراف للفطور و مرة العودة منه ومرة أخيرة عن انتهاء العمل، وكل هذه الإعلانات تتم دون كلل أو ملل ومع كل صافرة تتدافع آلاف العجلات عند البوابات دخولا أو خروجا فلا يخامرك أدنى شك إن ما من (عجلة ) خرجت للحياة من مصنع في هذا العالم إلا وكانت قبلتها عطبرة و(للعجلة) جمال لا يحسه إلا عاشقوها، فهم يتفننون في زركشتها وتطريز سرجها وتزويدها (بالمرايات) والأنوار وتلميعها والاعتناء بها عناية الخواجة بكلب أو قط، لكن لا الكلب ولا القط يمكن ركوبه ولا هو بقادر على توصيل صاحبه الى دار الرياضة ولا الى سينما الجمهورية او الى السينما الوطنية أو الى مسرح النيل او الى قهوة ود البيه، أو مركز شباب المربعات، ولا بقادر على توصيلك لحفلة تحييها فرقة جاز السكة الحديد يطربك فيها عبد الله دينق ويغنى ( هم نسونا وقالوا ما نسونا نتمنى دائما لو هم يجونا) فتدليل (العجلة) دين مستحق والعناية بها بعض وفاء. و(العجلات) أنواع فمنها العجلة (العادية) ومنها العجلة (الدبل) ومنها عجلة السباق وللعجلة الدبل هيبة ووقار لا تخطئه عين الناظر كان حسن خليفة العطبرواى ( رحمه الله ) لا يتنقل في ربوع المدينة الا على عجلة (دبل)، ولما كانت الأقدار قد جرت بان لكل امرئ من دهره ما تعودا، فمن الطبيعي أن تكون عادة شرطة المرور في البلدة فرض الغرامات والجزاءات على كل عجلة أهمل صاحبها تزويدها بالفرامل أو الأنوار او جرس التنبيه، ولهؤلاء حاسة سادسة لا تضل فيلتقطون المخالف حتى ولو اتخذ شكل إبرة في كوم قش. لا عجلة إلا (رالي) ولا راديو إلا (فيلبس)، ويمكنك أن تضيف الى ذلك قائمة طويلة من اعتقادات راسخة لديهم مثل لا ساعة إلا (رومر) ولا فول إلا (اليماني) ولا باسطة إلا (عبد الفتاح) ولا تسالى إلا (الحارث) ولا عطار إلا (ابو شنب) و لا بطل إلا (ديجانقو) ولا خائن إلا (بران). و لا هندية مثل عائشة بارخ. ولا فيلم إلا (جانوار) من قشلاق البوليس حيث يقبع مطعم هناك قرب العطبراوي يجئ صوت محمد الأمين الهادر منطلقاً من اسطوانة، صوت يجارى النهر الفائر في قوته و يسير جنبا الى جنب معه: "جانا الخبر شايلو النسيم في الليل يوشوش في الخمائل هش الزهر وبكت الورود وسالت مشاعر الناس جدوال" ويا لها من مشاعر، سكبها بعضهم اسما فجاءت قرية (أمبكول) من ارض الشايقية وأصبحت حيا من أحياء عطبرة كتذكار عزيز "القلب شايلو"، وسكبها آخرون أحزانا فجاءت (زقلونا) صيحة احتجاج على التهميش، ثم تمسك هولاء الذين زقلناهم بحبل (الأمل) فأصبح فريقا جماهيريا له طبوله وراياته، ورافدا من روافد الكرة في السودان، أمدّ فرق الخرطوم والفريق القومي في العصر الذهبي للكرة السودانية في السبعينات بالكثير من اللاعبين، وفي مباراة نهائية لكاس الدوري في ذلك الزمن الجميل فاز الهدف فريق "الشوايقة" على الأمل فريق المستضعفين في الأرض، فخرج جمهور الشوايقة يغني مغايظا جمهور الأمل ( احمد سالم وين، قالوا لي سافر) على لحن اغنية الكاشف (أنا يا البلال وين قالوا لي سافر). واحمد سالم نجم عطبراوي اختطفه فريق المريخ من نادي الأمل ثم أصبح من مدافعي الفريق القومي. ويثأر الأمل من الهدف في دوري آخر ويرقص جمهوره العريض طربا على كلمات ( في كل سنة، لعبة أملنا ما أحسنا) وهو لحن مأخوذ من أغنية للفنان الشعبي فيصل الخير غناها لمايو، لا تعصب ولا تخريب بل أهازيج وأغاني تعبر عن السلام الاجتماعي الذي تعيشه المدينة، لسان هذا الجمهور وذاك الجمهور يقول "أغدا ألقاك؟" يا صديقي في مطاعم الفول أو في أكشاك الليمون و غدا سنلتقي أيها الأهل في الورش و في المقاهي و في بيوت العزاء و في صفوف "التنباك" و سنتبادل القفشات والحلف بالطلاق والتعليق على أحداث المباراة ولا مهزوم بيننا فالمنتصر هو الروح الرياضية وكلنا فخور بأحمد سالم وعوض الحاج وشوقي عبد العزيز وزغبير وعبد الله موسى والطيب سند وشاكر وغيرهم من أفذاذ اللاعبين الذين توجهوا من عطبرة نحو العاصمة ولا عبرة البتة من اى نادي جاءوا، من الأمل أو من الهدف، من الشاطئ أو من الشبيبة. يكفي أنهم من عطبرة

Post: #46
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-05-2010, 04:47 AM
Parent: #45

استاذنا الجليل محمد ميرغني .. العطبراوي حتي النخاع يكتب عن عطبرة فيقول :



عطبرة مدينة تعشق الحرية و الديموقراطية الفول المصلح و الباسطة الركن و تكره التسلط و الشموليه و القرع .... و لأنها قلب العمال النابض كان قدرها أن تصادم و كان جزاؤها أن تتحمل تداعيات هذا الصدام في شبابها و كهولها رجالاً و نساءً .. عطبرة حد الستين والسكين كانت موسى متي و الطيب حسن و الحلاب و قاسم أمين انجبت رجالا كالجبال و ثباتا و صموداً حاصرت بهم الأنظمة فحاصروها فاطلقوا في عقابيلها أب جنزير و أي جنزير !!!! كان ذات شتاء حين استيقظت المدينة على فجر مدبوغ بلون الفلنكة العتيقة .. كان صباحا هز رتابه المدينة تلك التي كانت تنام ملئ جفونها (آباطها) و النجم من أول الشهر طالما كل شئ مسجل في الدفاتر و مالم يسجل يحفظه الروتين و الضمائر لن يغالط أحد حنفى الحلاق و لا موسى (المكوجي) و لا حتى (عبد الله الأحمر) رئيس جمعية الإخلاص التعاونية المجاور للطير الأبيض و الذي يفتح خلفية من ناحية الشمال على دكان( أحمد عبد الله أبو الروس) و جاره محمد عثمان العربي و كيل (البحارى) أبو كريس و من ثم محمد خير خوجلي و الشوش هؤلاء هم عمد الشايقيه في أميكول حيث تصاعدت صيحات النسوة في ذاك الصباح تصرخ و تولول تجاوباً مع صبر نساء مدارس البيوت الحكومية حيث كان أول ضحايا أب جنزير الأستاذ (وداعه) أستاذ الفنون في عطبرة الثانوية كانت أول مهام (ود النجومي)الضابط القادم من الخرطوم رئيسا لفرق التحري ان يجمع جنوده لينشر خطة الحصار و الانتشار خصوصا و أن اعداد الضحايا بدأت تتزايد كل يوم و تنتقل من حي الى حي بدأً بأم بكول ثم حي السودنه ثم الفكي مدني و الحصاية و الداخله و كان أول ما لفت إليه نظرة الأمباشي الماهر (اسماعين قلشين) أن الحوادث لم تحدث في كل من حي حلة جدعو و المورده و زقلونا !! بناء عل هذه الملاحظة الذكية تم ترقية اسماعين قلشين إلى رئيس رقباء الجنايات و المباحث السرية التي لم يخفيها بدوره إذ كتب على لافتة المنزل بالخط العريض "اسماعين قلشين" بوليس سري . لم يتردد اسماعين قاشين في القيام بمهمته حال تفويضه إذ اعتقل كل المشاكسين و المشاغبين كان أولهم (الوش) ثم (عثمان بوز) و (عوض اللقيه) و (اب حريره) و (السماني المره) و (طلقه) و (هاشم ود بشرية) و (صديق الكرب) و (الحاجة مكلية) !! ثم أعلن حظر التجول في المدينة اتصل (اسماعين قلشين) بكل نظار المدارس على حسب توجيهات الضابط ود النجومي (و الذي كان يحلم هو الآخر بنجمة ثالثة على كتفه) . و كان كل النظار حضوراً في ذلك ناظر المدرسة الشمالية و الشرقية و الغربية و النموذجية و مدرسة المنطقة و المعهد العلمي و مدرسة الأميرية و الأهلية و العمال و من ثم عطبرة الثانوية الا أن (اسماعين قلشين) لم يفوته أن يدعو أيضاً ناظري الحركة و البضائع !!! وقد نصح الضابط جميع المعلمين و النظار أن يشجعوا الأبناء و التلاميذ البقاء في منازلهم فور غروب الشمس كما نصح ناظري الحركة و البضائع بتخفيف عدد العمال في ورديات الليل ..انتشر السواري في الشوارع مساءً و كان أول المخالفين لحظر التجول (عباس الشخص) و جدوه مكوماً في شارع السلك تحت عامود النور قبالة منزل(السرة بت السريرة بت ودخشم الرايحه) .. أيقظوه مزمجرين أسمع انت قوم انت ما عارف إنو في (هظار تجول) !! عباس الشخص :- (ههىء) يا جماعة هظار تجول شنو ..ما تبطلوا الهظار!! اسماعين قلشين :- (هظار تجول) يا متخلف يعني ما في حوامه بالليل !! يرد عباس الشخص : هسع يا جماعة عليكم الله الحايم بالليل منو أنا ولا انتو.. اسماعين: نحنا !! آاي نحنا حايميين عشان نحفظ النظام و نقبض على اب جنزير .. عباس الشخص: (ههىء) تحفظوا السلام ولا تقبضوا على أوفر تايم ثم ثانياً اب جنزير ده شخصية وهمية .. من صنع البرجوازية الصغيرة عشان يكسروا شوكة كفاح الطبقة العاملة .. اسماعين قلشين : اسمع ما دايريين فلسفة شوعيين يللا ارحكا معانا .

Post: #47
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-05-2010, 04:48 AM
Parent: #46

عطبرة قلب العمال النابض كانت تنظر في عين الوحش و لا تبالي و لذا توعدتها السلطة المركزية بالضرب بيد من حديد اذ لا يفل الحديد الا الحديد !! كان شتاء أخرسا لمدينة لا تعرف التثاؤب تستيقظ باكرا على صوت نداءات فجر المساجد و صفافير السكة الحديد تسمع كركبة عدة الشاي في كل البيوت و في نفس اللحظة تسمع صرير الابواب ترتج و تقفل و عجلات العمال تنساب في الشوارع و الطرقات نحو الورش والمخازن ....... عطبرة ازداد غضبها بعد أن قررت الحكومة رفع سعر السكر و السجاير و بالرغم من أن العطبراوين ليسوا (بنسونيون وهدجيون) !! فهم أكثر استهلاكا للبرنجي و (أبو نخلة) .. إلا أن رفع سعر السكر كان يعني تدني مستوى المزاج (السيروتونيني) إلى حده الأدنى لمدينة لا تعرف مضادات الاكتئاب الثلاثية الأبعاد فالسكر هو الذي (يضبط) المزاج صباحا وهم خارجون إلى العمل و هو المصدر الرئيسي للسعرات الحرارية في الباسطة مساء و قد صدق حدسهم فقد رفع كل من العم محي الدين والشيخ سليمان أباظة سعر القطعة من قرش و نصف إلى قرشين " و عينك ما تشوف إلا النور يا بيه " منشورات الشيوعيين تملأ الشوارع و الشعارات على الجدران المنازل و المدارس و الأندية تحرض على التمرد و الإضراب ... و النزول إلى الشوارع !! حتى (اب جنزير) اتهموا فيه السلطات بأنه من صنعهم و ذريعة ليقتحموا البيوت و المخابئ لاعتقال الشيوعيين و كسر شوكة كفاح الطبقة العاملة و هكذا انقسمت عطبرة إلى قسمين !! جماعة قهوة (ودالبيه).. و هؤلاء اقتنعوا تماما بوجود (اب جنزير) كشخص له قدرات ميتافيزيقية تمكنه على التخلص بسهولة من قبضة السواري واحتياطي الطوارئ .. ..... تقول الروايات أنه خدع (اسماعين فلشين) و جماعته عندما حاصروه في أمبكول ...... خرج على هيئة حمار ... وفي الحصاية و الفكي مدني كان البوليس دائما يفاجأ بــ"تيس عبد المعروف " متجولا في الشوارع ثم ما أن يبتعد حتي يسمعوا صوت قهقهة عالية ثم صوت شخص على دراجة يهرب متسترا بظلام الليل الداكن حيث لا عواميد ولا إنارة في الشوارع .... أما قهوة فضل المولى فكانت ملتقى الانتلجسيا و الصفوة فلن تعدم شخصا مثل (حسنوف) يجادلك في نظرية (رأس المال) و لا المادية الجدليه ثم يتدرج بك إلى العمق ليحدثك عن مدارس الفلسفة و النقد المختلفة " لرولان بارت و (سوزان اسكيمو منيش ) و عبد القادر الجرجاني حسنوف و(الأمين ود سعد) ومصطفى الحاج نصر .... هؤلاء وبقية الرفاق كانوا مقتنعين تماما أن (ابو جنزير) شخصية وهميه كوسيلة من وسائل القمع ولكن مهما تعددت هذه الأساليب إلا إن هذا لن يحد من استمرار الكفاح الطبقي ضد البرجوازية و ازناب الرأسمالية و عملاء الإقطاع !!! حرم (اب جنزير) عطبرة من ليالي حسن خليفة العطبراوي و فرقته الفتية حرقل جرقندي و جمجاط و طرمن(.........) !! عند الساعة الثانية ظهرا تكون (أخلاق) عطبرة في أرنبة انفها لحظتها لا تجادل عمالها و لا تحاول تخفيف دمك معهم فلن تفلت ساعتها من السباب و بعض الأذى الجسيم فهذا هو ود الفحل حاول مجاملة أستاذه جمال الشوش أعطاه حصته من الرغيف و استثناه من الوقوف في الصف أمام حر الطابونة و نيرانها المتوهجة معللا ذلك بقوله :- يا جماعة الزول ده درسني في الوسطي !! عندها رد عليه (كدوية المحولجي) محتجا رافعا يديه :- يعني شنو درسك يعني دخلك السوربون !!................. ( عواره ) :- خلعتني يا يمة يخلعك الغراب وتقع تسف التراب و تموت قبل ما تصل خشم الباب .. كُر شوف جنس ده بالله !!!؟ هذه هي (السرة) كان قد فاجأها (محمدعوارة) عندما اقتحم عليها ناصية الشارع وقد دلف بعجلته مندفعاً في اتجاهها ثم مال عنها شمالاً بحركة بهلوانية لا يقدر عليها الا متمرس و متمكن في دنيا العجلات ... رد عليها (مقهقهاً) بصوته الجهوري :- مالك اتخلعتي قايلاني منو !؟ أب جنزير !؟ :- أب جنزير!! بالله انت شبهك شبه أب جنزير عاوز تعمل لي فيها (سبع الطرمبة!!) .. انتو كان رجال بالجد ما تلبدو ليهُ بالليل و تكتفوا و تسلموا للبوليص !!(بالصاد) :-هسع قاشرة كدة من صباح الرحمن ماشه وين!!؟ :- ماشه ناس عزالدين .. في السودنة .. ديل ناس (هاي هاي) .. غاطسين في السمنة و مبزقين في الشعيرية .. وما كان لنا أن نلومها في هذا المدح للسودنة وقاطنيها فقمة الرفاهية في عطبرة أن تكون موظفاً في ال(قروبات) ومن ثم الفيلا الفارهة في السودنة و الصالون الخاص ولا يبقى بعد ذلك إلا التمرغ في تراب (الميري) حيث التصاريح المجانية و الليمونادة (زي الرز) .. الكوم بقرش و الدقُة بلاش !!الا أن فضول عوارة لم يتوقف .. :- ناس عزالدين منو !! آآ ولا ديل ناس الحسابات !! .. حسابات السكة حديد مدرسة قائمة بذاتها خرجت من المحاسبين الفطاحل ممن استقطبتهم شركات السعودية و مصارف الخليج و استقوت بهم الكثير من مؤسسات القطاع الخاص بعد الإحالة على المعاش و تبقى السرة تسرع الخطى في اتجاه الشارع الرئيسي بينما (.. عوارة) يواصل فضوله .. :- ان شاء الله خير و مافي عوجة عندهم شنو؟!! :-عندهم سماية !!.. سماية !! خلاص ان شاء الله كده تكون اقتنعت و اكتفيت يالشبه الربيت ... يا المسيخ . . يا فول بلا زيت.. عوارة يمتاز بسحنه داكنة ... أنف منتشر و شفائف غليظه يرتدي على الدوام و في كل الفصول (تي-شيرت) كان لونه أبيضا ذات يوم و (شورت) رداء أزرق داكن يميل إلى السواد و طاقية بنفس اللون ...تلك بداية جولة (عوارة) الصباحية التي يبدأها بسوق الخضار تحديدا أمام لافتات السينما حيث يتجمهر أمامها بعض المتسكعين حاملين قفاف الخضار و بعض الأكياس الورقية يبحلقون بتلك اللافتات التي تعلن عن أفلام توقف عرضها منذ إعلان حظر التجول السينما الوطنية روادها عشاق الأفلام العربية نهاية الأسبوع ينتظرون فيلم (الخطايا) لعبد الحليم حافظ و نادية لطفي بينما ينتظر زبائن (الجمهورية) الفيلم الهندي الكبير (من أجل أبنائي) أ (جانوار ) .. أما جمهور السينما الجديدة فلن يهدأ لهم بال حتى تهدأ معركة (الكاي-بوي) الأمريكي بين (بيرت لانكستر) و (جاك بالانس) .. هناك يستعرض عوارة بعضا من حركاته السحرية مثل تبديل القصاصات الورقية إلى طرادات حمراء من فئة (الخمس والعشرين )و العكس وبوضع بيضة الدجاج في فمه ثم يخرجها سالمة من منتصف فروة رأسه .. ثم يعرج من بعد ذلك على سوق اللحمة يداعب أصحابه الجزارين (علي مسمار) و (أب دقن) و (حسن الكلس) يستقطع منهم بقايا العظم و اللحم و الشخت ... عند مروره بسوق العيش وجد ود أحمد الرباطابي يعرض بضاعته من حزم الحبال التي تتمايز بعضها عن بعض في الطول و السماكة .. وبعض القفاف المصنوعة من سعف النخيل وارد أبو حمد و العبيدية داعبه (عوارة) قائلا :- اسمع يا أخينا ما عندك جنازير ..؟!!!!!!! فرد عليه ود أحمد الرباطابي على الفور : لا عندي جنا ... قُله موسيقى (جاز الشماليه) وأطرب لفرقة (القربة) السكة حديد.. وهي تختلط بصوت فناني الرق وأهازيج الفرق الصوفية ومديح القادرية يدخل اذني ..وكأني في حوشنا (بالشرقي) وأسمع تنادي ناس (آخر الليل) وهم راجعين من (الإنداية) ومعهم باقيهم ( بالجردل ابو غتاية) وأكياس (ورق الأسمنت) وكأنى بمحلي بورتسودان نازل (بكتاحتو) وريحة الفحم مالية الفريق مخلوطة بباقي كرتة الجزارة... عطبرة الساحرة يرسمها قلمك الساحر ونحن (نصنقر) نسمع !!! (لنرى) قطار الشوق متين ترحل تودينا لي بلداً حنان أهلها وترسى هناك ترسينا نقابل فيها ناس طيبين فراقهم كان مبكينا السودنة هنالك حيث أشجار الأكاسيا الضخمة تكاد تحجب ضوء الشمس عن المكان إلا من بعض الرقراق يتخلل الأغصان إذ يتلاعب بها الريح يعتريك إحساس عميق بالهدوء و الطمأنينة التي تسود المكان .. تفاجئك روائح مختلفة بين رائحة اللبخ الجافة المبللة بالمياه المتسربة من الجداول وبعض الروائح (الغليق) وشجيرات الخروع ... لن تجد لك غنماية تائهة و لن يفاجئك ديك مجنون يصيح للفجر في (عز الضهر) بعد أن اختلت ساعته البيولوجية ولا حتى أصوات الباعة المتجولين و(الغجر) من ذوي الأصوات المشروخة ينادونك حتى عند القيلولة للقزاز الفاضي و تبييض الحلل القديمة .. او مصلح العناقريب أو بائع الحرجل و الحمريب , ابتسمت ( السرة) تحدث نفسها .." اريتو حالنا ديل مرتاحين من ديك العدة و عنقريب العدة ".. جلست (السرة ) تستريح قليلا عند محطة المطافي فلقد كان عليها أن تتمشى مسافة غير قصيرة من محطة الباص عند (الاستبالية) قصاد الميز حتى اذا وصلت شارع العموم كان عليها أن تهدىء الخطو قليلاً لتتأكد من الأرقام المثبتة على جوانب هذه الفلل الفارهة ... ترن في أذنها أسماء ضخمة و رنانة تسمع بهم و لا تراهم , المدير العام (حميدة) و نائبهُ (وصفي) و كبير المهندسين (عباس علي راجي) و ميخائيل أندراوس (بتاع الحسابات) و سعد ميخائيل (شؤون الموظفين) . عطبرة كانت تمثل العامود الفقري للنقل البري فهذا الحي كان أشبه بالجهاز المركزي العصبي للمدينة فهنا يسكن مدراء و رؤساء أكثر الأقسام حيويةً في السكة حديد .. كالهندسة الميكانيكية و المدنية و مكاتب موظفي العموم و رئاسة الورش , هاهي تقترب من (الرست هاوس) وبقي عليها أن تدور نصف دائرة حول المنتزه حتى تجد نفسها قبالة منزل (السماية) ... عندها تعمدت أن تتحاشى (الباع شبابو) حارس الاستراحة .. وهي تشغل حالها بإعادة تلفيف نفسها بالثوب :- و هي تستدير نصف دورة في الاتجاه المعاكس لل(باع) .. هكذا يدلعونه إلا أن هذا الجالس كالصقر أمام بوابة الميز لا تفوته شاردة أو واردة جالسا على كرسي قديم من الخيزران اختفى لونه الأصفر الذهبي وبقي أقرب إلى لون التراب يقول (الباع) معلقا و مرددا نفس عبارات (عواره ) :- وين يالسرة فاتحا لينا كده .. و قاشرين كده على وين ؟! :- انت مالك يا حشرة ياحشري يا مسيخ ياربيت شبه الفول بلا زيت

Post: #48
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-05-2010, 04:50 AM
Parent: #47

مكي الجمري أبو نورة يا استاذي جلال داوؤد يلمزكم عن قناة هههههههههههههه
فيقول :

Quote: و بـعـد طـول اللفـة وشيـل القـفـة و اللمحة السـمحة عـن بـعـض

ما كتب عـن عـطبـرة و انســان عـطبــرة بـاقـى ليـكـم فـى ودمـقنـعـة

بيـقـدر يــدى الجميـلة دى مـكانتهـا... يـاحيـدورى نـاســك خليـهـم

يــرعـوا بــى بـعيــد...فــى هـذا الزمـان الأغبــش مجهـول المـلامـح ..

.ودعـوا الجـميــلة مسـتـرخيـة فــى ســبـاتـها الأخيـر ربـما..فلقــد

تـكالبت عليها الخـطـوب..وتـفـرقت عنـها القـلوب.فـلاوقـت للفـزلـكة...

Post: #49
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-05-2010, 04:52 AM
Parent: #48

ثم يواصل يا جلال بروحة الشفيفة الانيقة نضيفة الدواخل قائلاً :-


....ونـســيـت أدخـل ليـكم عـجـورى..كـما قال عنـة المـحلـى ههاي .. ضحكتيني و أنا زعلان على كل حال أنا عارف انتي ماشة وين .. ماشة السماية مش كده !! سماية ناس عز الدين , بالله عليك ما تنسينا من الطيبات من (البسط) و(الكواكيو) (الباع) لم يسمع بالفراهيدي ولا بأبي الأسود الدؤلي ولذا فله طريقة خاصة في الجمع فا(لبسط) عنده جمع الباسطة و (الكواكيو) جمع كيك .. إلا إن السرة و بالرغم من هذا التلاسن الفاضح و الواضح .. كانت دائما تحرص على أن تظل حبال الوصل ممتدة بينها و بين الباع لمصالح عليا في إطار العلاقات ذات الاهتمام المشترك بين الاثنين !! ... نهضت السرة تسرع الخطي قاصدة الوصول لمنزل السماية .. هذه فرصة أخيرة لها لاستعراض ثوبها (البصلي المبطش) .. بعد أن أفسد عليها (عباس الشخص) ذاك النهار زينتها (بالقئ و التطريش) السرة تعرف جيدا ان المنافسة ستكون صعبه في هذا الحي .. نسوان الأكابر يشترون اكسسوارتهم و زينتهم و عطورهم من (صالح عبدا لله) .. أما الأقمشة فمعظمها من عند (بيرم) ... هناك تجد أصنافا مختلفة من الصوف الانجليزي الأصلي و البوبلين و البوليستر و الأرجانزا و فستان التريفيرا ذو الرتوش اللامعة . سبحان الله حتى السوق في عطبرة كان له اختصاصيوه ... بيرم للأقمشة و(أحمد وعلي) للأحذية و(عطر الأميرة) لزينة المرأة والطير الأبيض لأنواع الجبن و الزيتون و البيض وكل مصادر الأحماض الأمينية .. و اليمانية (ناصر) و أحمد مطير و مقبل للفول .. أخصائي العجلات أبو العلا و سر الفتوح و الشربيني .. و أما أساطين اللحوم أبو دقن و(أبوطالب) و العطبراوي .. كان ذلك قبل أن تظهر هرطقة السوق الشعبي و الأكشاك المتداخلة حيث يبيع أي شخص أي شيء هناك لا تندهش اذا قرأت لافتة كتب عليها (المقص الذهبي لبيع الأحذية الرياضية) أو لافتة انتخابية قديمة يكون قد كتبها الوش المرشح انتخابي للمجلس الشعبي ضاع اسمه و بقي شعاره بحروف كبيرة ( انتخبوني .... و عسى أن ، تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ) الفكي مدني شارع الزلط رسموك غلط في حينا فيه اتزحلق حبيبي وو قعت انا آه ..... هذه مسيرة شعرية لم تكتمل لشاعرها (عجوري).. شغلته دراسة الهندسة عن المضي قدما في هذا الضرب من الشعر (الواقعي) ... يحدثنا (حسنوف) و هو جالس على قهوته المفضلة قهوة (قهوة فضل المولى) ... تحلق حوله كمال و أمين و عبد الرحمن (جي اس) .. يحاول حسنوف جاهدا تغير (الونسة) عن حوادث أب جنزير و حركاته و تحركاته التي تطغى على كل مجالس الأنس و العقدات و حتى اللقاءات العابرة .. و يواصل حسنوف :- شارع الزلط ملهم (عجوري) يبدأ تحديدا عند (لفة ) السينما الوطنية و من ثم ناصية بيت ناس مكي سيد احمد الموسيقار ... هناك كان ينتظر باص الكمبوني في جولته الصباحية ... عل كل المحطات عباس محمود , بيرم , ايوب , رمزي , الوسطى , الندة , النقطة الأخيرة يصيح كمال و هو يضرب رجله اليمنى بقبضه يده اليسرى :- الكمبوني . . آ اّ اّخ باص مرسيدس رقم ( 203 ) الباص الماري جنب البيت * حرق القليب البسكويت و شارع الزلط .... رسموك غلط في حينا صبايا الكمبوني بالزي الأزرق متجمعين (كالندى فوق العشب) عند المحطة ... و (عجوري) عاشق مجنون يركض بعجلته خلف الباص في ظل توازن مختل أو هكذا كان ينظر (حسنوف) ... شتان ما بين الفكي مدني و الحصايا ... الفكي المدني مركز البرجوازية الصغيرة حيث نجد منازل صغار الموظفين من قسم العموم و الحسابات و المخازن و كذلك بيوت نجار السوق بينما الحصايا تجمع طبق العمال الكادحين المرمة و القبزنجية و المسيك و هذا الخور الكبير المتنفس للأتبراوي في موسم الفيضانات يكبح جماح النهر القادم هائجا من شرق البطانة يرمي بأحضانه في النيل .......... و تتواصل المسيرة ليلا يتحول الأتبراوي إلى الأزرق الداكن كأنه ينسجم مع لون بدلة سائقي القطارات و العطشجية و المحولجية اللون الأزرق الداكن عند الفرس يعني (القوة و الحكمة) و عند الأمريكان السود يعني (المعاناة) و عطبرة التي تجمع بين القوة و الحكمة و المعاناة تغني مع عبدالله دينق :- عطبرة الجميلة .. بلد الحبايب ليس من الحكمة أن تستعرض عطبرة قوتها في وجه السلطة المركزية ..... يهمهم (حسنوف) سترون في المستقبل القريب كيف ستمزق الأوصال و تعلق عطبرة من خلاف... هل كان حسنوف يقرأ فنجان المجهول القادم أم كان فقط يهذي بتأثير (الشاي الساموطي) عند منتصف الليل العطبراوي و عقارب الساعة تقترب من التاسعة .... (جي اس ) يبدأ النظر في ساعته (الجوفيال) .. فساعة النخبة إما (جوفيال) أو (رومر أبو صليب السويسرية) ... فيما كانت تتسكع اليابان في المؤخرة في عالم التقليد, أيام كانت النخبة تمثل الفكر الثاقب و الحكمة الرائدة قبل أن تتحول تدريجيا مع الزمن إلى متملقين و متسلقين كل هدفهم الوصول إلى السلطة السياسية ... حتى إذا ما أدركوها تشبثوا بها و صاروا أكثر (استبدادا) متناسين أبجديات الديمقراطية التي كانوا يتحزلقون و هم خارجها .. تكتمل ثلاثية الشاي مع (صعوط) من السني و التسالي من (الحارث).. فيواصل حسنوف تنظيره و كأنه يهذي :- تعرفوا يا جماعة الخير ما تنسوا انو (كارل ماركس) ألف نظرية رأس المال... أكثر نظرية شيوعية و هو جالس في أرقى مدينة من مدن الرأسمالية (لندن)..... و بالتحديد "يقولها مع طرقعة الأصابع" في (الهاي قيت).. على و شوشات فقاقيع الفودكا ... أين نحن بل أين دول العالم الثالث من (جاك روسو) و العقد الفريد ... من منا يمتلك شجاعة مثل شجاعته فيقول لملك بولندا (ستاينلاس) .... "إن الأكثر لباقة في الثناء على الحكام ليس ذاك الذي يسمع من خطيب مأجور و إنما من أفواه شعب حر أو أعمال أحرار ..." مرور قطار المناورة مع ضجيجه الأشبه بالعطاس أسكت (حسنوف) و كانت فرصة جيدة ل (جي اس) أن يتدخل :- اسمع يا (حسنوف) أنت عامل فيها فاهم و مقدده هسع تقدر تقول العمال البياكلوا فول ليل و نهار ديل بجيهم سكري من وين ... و السكري بتاعهم ياتو (طايب)؟! طايب (ون)؟ و لا طايب (تو) ؟؟ يرد عليه حسنوف و هو يضغط عل شفته السفلى لتثبيت (الصعود) :- السكري بتاعنا ده يا حبيبي طايب صالح !!!! - يوم الماهية - (سيد أخو الشلين ) التقطت أذناه كلمة (السكري) في حوارات حسنوف و( جي إس) فكانت سببا مباشرا لتدخله على النحو التالي:- سكري يمين السكري علاجو في النص ده!!! " ملوحا بالزجاجة " و عليها صورة التراكتور .. يمين بالله و ما طالبني حليفة أن السكري كان عندي ثلاثة صلايب ضربت النص ده!! لقيتو شفط السكري كلو .. بعد ساعتين السكري في النص بقى أربعه !! ههاي يضحك بصوت عالي وهو يترنح:- تقول سكري .. تقول لي (نادية لطفي) مش مش مش مشل مشلخة !!!! يتدخل (جي إس) :- يا جماعة بلا سكري بلا ضغط بلا بطيخ .. البلد دي فيها دكاترة جهابذة دي بلد موريس سدرة و كمال أندراوس و فلبس مرقس محروس ..عطبرة بلد الهادي الزين في الولادة و عبد الغفار في الباطنية .... تقول لي الطيارة فيها بوري !! كل السكة حديد في عطبرة و لكن عطبرة ليست كلها سكة حديد . حديقة البلدية التي تتوسط المدينة تقع في قلب دوائر حكومية فيها المحكمة و البريد و البرق المجاور لعمارة عباس محمود:- " على الطلاق يا جنابو أنت بس ما بتعرف البلد دي " العمارة دي من دورين عديل كدة و الله الساعة ترفع راسك و تعاين لها لي فوق إلا الكاب ده يقع من راسك". بنك باركيلز كان مصدر تلك الملاليم و العملات المعدنية الصفراء و الفضية اللامعة التي ترن في ظروف العمال الخاص بمرتباتهم و المحسوب لأخر مليم عند شباك الصراف.. حيث لا يستطيع أي صراف أن يسأل العامل عن فكه شعب أو ريال أو لا الباقي بعدين.....يوم الماهية ؟؟؟؟! أمين يتساءل:- انتو هسع أخو الشلن الجابو بي جاي شنو؟! يرد عليه( جي اس ):- يعني عشان طالب جامعي عامل فيها ما عارف الليلة يوم الماهية!! عطبرة تنتظر الماهية بفارغ الصبر أو بصبر فارغ فالأيام كلها (أربحا و عقاب شهر) إلا يوم الماهية .. في الماهية ترتفع حرارة الموز و البطيخ و المنجة هذا في موسم الصيف طبعا و لا أكاد اعرف فاكهة شتوية في مقدور جيب العمال غير (الباسطة)!! وفي يوم الماهية تفتح الدفاتر في الجمعيات التعاونية و المطاعم و المقاهي و حتى (دبورة) في مكتبته الشهيرة يراجع ديون زبائنه الشهرية من عشاق "الأيام" و "الصحافة" و "روز اليوسف" و صباح الخير و سمير و ميكي.. وذات ماهية يقال أن (أخو الشلن) جذب أول مقعد التقاه عند قهوة فضل المولى و جلس يوزع المرتب على منصرفات الشهر المنصرم... كذا للمطعم كذا للمكوجي كذا للحلاق و كذا للجزار و كذا لهكذا و لدهشته وجد أن هناك "طراده" بأكملها زائدة هذه المرة ...أعاد الحساب أكثر من مرة و في كل مرة كانت هذه الطرادة تبدو خارج المدار القمري الشهري لمرتبه قال لنفسه "يا عبد..جاتك من السما " ركب دراجته و قام بجولته الشهرية ذهب لعمك "عربي" في المطعم و (رحمه) في الجزارة و (تكتك) الحلاق و(مقبل و علي اليمانية) بتاعين فول الفطور... ثم و بعد أن اطمأن أن كل الحقوق قد ردت لأصحابها توجه مباشرة للاستراحة (الرست هاوس)... هذا اليوم ستكون ملك (الرست).. و مافيش (حد أحسن من حد).. طالما كان يحلم بأن يجالس البرجوازية و يأكل و يشرب و يبتهج مثلهم ...... ابتسم في وجه الجرسون قائلا : داير أبو جمل يكون نديان و عرقان و مزة سلطة خدرة و "مررو" فول حاجات و مع مرور الوقت كان أخو الشلن يشفط شرابه بهدوء مشوب بالقلق من ذاكرة بدأت تنشط من خلال هذا المثبط الكحولي ..كانت الأصوات قد بدأت ترتفع من حوله ... جماعة (الضواحي و طرف المدائن) تحاول أن تطغى على شلة (يالحلة تنوري الليلة تنوري) و أخو الشلن يواصل استمتاعه لآخر رشفة من كباية الشب الفارهة فيما الذاكرة الكارثية لا تفتأ تستعرض أمامه طابور المدينين جزا.... طبا.... حلاق ... الخ و فجأة فوجئ جميع المبتهجين و المغنين و الراقصين و الهتافة و المشجعين و المتطفلين بأخو الشلن يضرب على الطاولة بعنف مرددا :- - (سنة يا سيد اللبن . . . أحي أنا)

Post: #50
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 02-05-2010, 07:35 AM
Parent: #49

حوش المخازن والوِرش
ومبنى العموم
آيات فخار ما أظهرا
في ساحة المولد
فرح في كل عآم
بمولد النور السرى
الجامع الكبير وشارع السلك
وللهندسة كلية فيك ما أشهرا
وبين أُمبكول والسوق دوام
أجمل حديث ومناظره
الأتبراوي مع الطليح
والقلعة نورا وجوهرا
بيهدي الحصايا أجمل غرام
وبنورو دايماً يجهرا
ليك يالغُريبة مكانة
في داخل قلوبنا مسطّرا
ومين فينا بس مدني الفكي
يا أهلنا ما بيذكرا
يا إمتدادنا الشرقي فيك
أطياف جمال
تسري الخيال ما أكثرا
منسابة من حي المطار
وفيض الشمالي
معينا دافق ومصدرا
وحِلة الصنفور بتفتح
للقطر هيمان جرى
إنت يا قلعة نضالنا
فيك حي عُمال مفخرة
في عمومك بنهى الطواف
والجمال والذوق حاصرا

Post: #51
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عفاف علي ميرغني
Date: 02-05-2010, 09:21 AM
Parent: #50

وانا هنا بهرتني صورة عطبرة 000

ابو جهينة واحباب عطبرة 00 حنين كامل لها ولذكرياتها الجميلة

DSC06788.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



اول الغيث

Post: #52
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 02-05-2010, 09:55 AM
Parent: #51

Quote: فجاءت (زقلونا) صيحة احتجاج على التهميش، ثم تمسك هولاء الذين زقلناهم بحبل (الأمل) فأصبح فريقا جماهيريا له طبوله وراياته، ورافدا من روافد الكرة في السودان، أمدّ فرق الخرطوم والفريق القومي في العصر الذهبي للكرة السودانية في السبعينات بالكثير من اللاعبين، وفي مباراة نهائية لكاس الدوري في ذلك الزمن الجميل فاز الهدف فريق "الشوايقة" على الأمل فريق المستضعفين في الأرض، فخرج جمهور الشوايقة يغني مغايظا جمهور الأمل ( احمد سالم وين، قالوا لي سافر) على لحن اغنية الكاشف (أنا يا البلال وين قالوا لي سافر). واحمد سالم نجم عطبراوي اختطفه فريق المريخ من نادي الأمل ثم أصبح من مدافعي الفريق القومي.


قريبنا حيدر الزين، ســــــــلامات.
أمتعتنا بهذا الرفد الجميل، لكن يبدو أنّ الكاتب إلتبس عليه الأمر في المقتبس أعلاه.
فريق الشوآيقة في اتبرا كان الشاطئ وليس الهدف، وكان الشوآيقة يسيطرون على أفران السوق
في ذلك الزمان، عليه كان عندما ينهزم الشاطئ تكون هنالك أزمة عيش في اتبرا. أحمد سالم كان
من أميز المدافعين في مدينة عطبرة، وكان يلعب لفريق الشاطئ وليس الأمل، وإنتقل للمريخ العاصمي
من فريق الشاطئ. أما المباراة المذكورة كانت بين فريقي الأمل والشاطئ عقب إنتقال أحمد سالم للمريخ
حيث إنتصر فيها الأمل على الشاطئ، وخرجت جماهير الأمل تغني ( بعتوهو ليّه بايعنو ليّ يا شوايقة؟ )
(أحمد سالم وين قالوا لي سافر)...
من الذين لعبوا لفريق الهدف، لاعب اتبرا الفنان عوض الحاج الذي إنتقل للهلال العاصمي، وأيضاً
إنتقل من فريق الهدف للهلال حارس المرمى عادل محمد الحسن. إنتقل من الأمل للمريخ المدافع الجسور
السر زغبير أخو محمد عبد الفتاح زغبير حارس مرمى الهلال في العصر الذهبي الذي إنتقل إليه من فريق
الشاطئ على ما إعتقد مع المدافع المُر عبد الله موسى...

Post: #53
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 02-05-2010, 11:02 AM
Parent: #52

قطار الليل
الزمان: ثمانينات القرن الماضي
المكان: منطقة خلوية في الطريق بين عطبرة – الخرطوم


القاطرة الانجليزية العتيقة تمخر عباب الليل في طريقها من عطبرة الى الخرطوم .. صوت الصافرة الداوي يشق سكون الليل الهادئ وتهتز له جنبات الفضاء المترامي .. داخل القطار المزدحم بالركاب .. استسلم البعض لسلطان النوم .. بينما جلست مجموعة من الشباب في الممر يتجاذبون أطراف الحديث ويطلقون الضحكات من قت لآخر .. تعقبها فترة صمت لا يسمع فيها سوى صوت عجلات القطار الرتيبة المتدحرجة على القضبان الحديدية .. قرب احدى النوافذ جلس شاب في العقد الثالث من العمر يرتدي قبعة حمراء ( سايد كاب ) كان يدخن بشراهة مما أزعج الجالسين بالقرب منه .. توقف القطار اثر عطل مفاجئ في منطقة خلوية .. فسارع الركاب بالنزول مغتنمين الفرصة لقضاء حاجتهم والاستلقاء على الرمال الناعمة .. تفرقوا في الخلاء الواسع كل في اتجاه عدا صاحب القبعة الحمراء فقد آثر الابتعاد أكثر .. توجه نحو الجبل الرابض كحيوان خرافي وسط الأرض الجرداء .. منحه الظلام الذي يحيط بالمنطقة مهابة ورهبة .. تبعث الخوف والرعب في قلب كل من تحدثه نفسه بالاقتراب منه .. توغل الشاب المتهور داخل سفح الجبل المظلم وأبتلعته العتمة .. بعد نصف ساعة من التوقف أطلق القطار صافرته الداوية معلنا استئناف الرحلة .. صعد الجميع الى القطار عدا صاحب القبعة الحمراء .. انتبه البعض الى تخلفه فتصايحوا معلنين تخلف أحد الركاب عن الصعود الى القطار .. انتشر الخبر بسرعة البرق الى بقية القمرات .. أرجأ سائق القطار استئناف الرحلة لحين العثور على الشاب المفقود .. تم تكوين تيم من شرطة السكة الحديد المتواجدة بالقطار وانضمت اليهم مجموعة من الركاب للبحث عن صاحب القبعة الحمراء .. توجه أفراد التيم وهم يحملون المصابيح اليدوية الى الجبل حيث شوهد الشاب آخر مرة قبل اختفائه الغامض .. دارت المجموعة حول الجبل ثم تفرقوا الى ثلاث مجموعات للبحث .. لكن لم يسفر البحث عن اي نتيجة لا أثر للشباب المفقود .. فقط تم العثور على علبة البرنجي التي كانت بحوزته وبداخلها سيجارة واحدة .. عاد الجميع الى القطار وعلى ملامحهم تبدو امارات الخيبة والحيرة والأسى .. تحرك القطار ببطء بعد ان أطلق صافرة خافتة وحزينة على غير العادة وكأنه يشارك الجميع الحزن على المصير المجهول لصاحب القبعة الحمراء .. وفيما كان القطار يبتعد شيئا فشيئا عن مكان الحدث كانت أنظار الجميع متعلقة بالجبل الرابض كحيوان خرافي وسط الأرض الجرداء متدثرا بالعتمة .. لكونه مسرح الحدث المأساوي الغامض .. والمتهم الأول والأخير في نظرهم .

Post: #55
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: اسامة محجوب حسن
Date: 02-05-2010, 01:24 PM
Parent: #53

سرد جميل متواصل

وكلام حلو لأبوجهينة الممتع دوماوالمتداخلين الأتبراويين الأصلاء و محبيهم

بالله واحد اتبراوي يحدثنا عن مطعم ود البيه فقد سمعت عنه نكات كثيرة

اسامة

Post: #56
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: اسامة محجوب حسن
Date: 02-05-2010, 01:26 PM
Parent: #53

سرد جميل متواصل لا يمل...

وكلام حلو لأبوجهينة، الممتع دوما، والمتداخلين الأتبراويين الأصلاء و محبيهم

بالله واحد اتبراوي يحدثنا عن مطعم ود البيه فقد سمعت عنه نكات كثيرة

اسامة

Post: #57
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: جمال المنصوري
Date: 02-06-2010, 05:26 AM
Parent: #56

Quote: فريق الشوآيقة في اتبرا كان الشاطئ وليس الهدف، وكان الشوآيقة يسيطرون على أفران السوق
في ذلك الزمان


الأخ / معاوية المدير

تصحيح بسيط... اصحاب الافران الشوايقة في ذاك الزمن لم تتعدي ملكيتهم للأفران، ا الثلاثة ، وهي ، عمك حسن ابشوش، وابراهيم الشوش(وده ماسكو قريبهم التروللي ) وفرن ناس السقد والباقي كلو ماسكينو العليقات، يعني ممكن تقول فريق العليقات..

لك مودتي

Post: #58
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: إدريس محمد إبراهيم
Date: 02-07-2010, 10:33 AM
Parent: #57

Quote: إغريقي من سلالة ( باخوس )
أتى من ( قلب أثينا ) ليستقر بين هذا المزيج السوداني مستنشقا ( كتاحة ) الصيف و ( كركرة رعد الخريف ) ..
أتى من بين ( ماريا ) و ( مادلينا ) ليجاور ( ستنا و بخيتة و الشول و راكْزالله أم نَفَسين )

لماذا إختار ( أتبرا ) ؟ سؤال كان يحيرني بإستمرار.



يا ريّس ...

تحياتي وحبي وتقديري الذي تعرف ....

نفسي أعرف انتوا بتجيبوا الكلام السمح البخلي الزول متشعلق بالنص حد الارتواء .. ويطلب المزيد الجميل بلا هواده ... ياخي الله يديك الف عافيه ...

عارف يا جلال اتبرا دي عندي معاها زكريات غاية في الجمال أيام الصبا الغض .. كنا نعبرها من خلال رحلاتنا من بورسودان للشماليه أيام الدراسة الثانوية، وراكبين بتصاريح الحيكومه الما خمج .. ورغم ذلك كنا نفضل التسطيح .. شقاول عيال وكده ... وكنا نبيت فيها ليلة من أروع الليالي .. وبمجرد دخولها تشعر بخصوصيتها وجمالها .. وروعة الناس والعجلات الدافره من المحطه .. والمطاعم الجميله ذات الأسعار المعقولة جداً في ذلك الزمان .. يا ربي اما زالت بكل ذلك الجمال والخصوصية المتفرده أم عدى عليها الزمان وتغير الحال ...

مرة أخرى لك كل الحب .. وخالص الأماني العذبه ...

وارقد أنت وجميع من حولك بألف عافيه يا خوي ...

Post: #63
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-07-2010, 02:38 PM
Parent: #38

أخي الفاضل أبو بكر يوسف

سلام كبير

لعمري إنه سرد تصويري ساخر ينضح بالكوميديا السوداء ؛ وعلى كلٍ حال كنا نشارك يومذاك أهل المزاج مزاجهم والغناء غنائهم والمرح مرحهم والحزن أحزانهم ونقف منتظرين على هوامش الزمن في إنتظار الرحيل إلى مجاهل الديسبورا .. رحيل في ظاهره إرادة حرة وفي باطنه القهر والقسر والألم .. ها أنا أبحر في وَشْيَكْ وحين أقرأ أبتسم مرات عديدة ؛ ثم أعبس ؛ يسلب يا مولاي سردك مني الإبتسامة حين تبوح لنا في تصوير ساخر فإذا نحن أما تراجيديا الألم تولدت من أقدار لم نخترها .. تجولت معك من أثينا والمارثون حتى هيداري .. عببت من معتق باخوس وجلت إلى هيلين وسُحت في مدن الجمال الهليني وعند ( الأكروبوليس وقفت أنتظر لو أسعد بمشهد عودة يوليس من المجهول ليرتمي في أحضان بينلوبّي .. ثم وقفت على مسافة منك وعلى حافة الضفة الأخرى من الأتبراوي أودع راحل وأرثي لحال قادم .. فيا للوجع الذي تثيره حرفيتك في السرد ووجدانك في البوح .. فكيف تعيش أنت الوجع وتبريء منه غيرك .. عجبي !! لله درك يا صديقي الحبيب.!!

لا أدري .. هناك سحر خاص في أثينا .. لم أحسه إلا في أتبرا أيام الصبا .. فعندما تقف على أطلال الأغاريق باليونان تنتابك حالة من التململ الذي يأتي شعرا ..

مشكور على المرور البهي

Post: #60
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-07-2010, 02:26 PM
Parent: #20

محمد الشيخ
مشكور على الصور
هل من مزيد ( صور حديثة لو أمكن لكي نبِل الريق )

Post: #59
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-07-2010, 02:24 PM
Parent: #19

هل تقصد المرحوم ( حسين بشير ) والد كل من معتصم وطارق بالسعودية

يقع منزلهم بالحصايا .. محطة بيرم ............ شاهق التحايا


منتصر
هل توفى الرجل؟ ألف رحمة و نور على روحه
هل ممكن تلفونات أولاده لو عندك؟
شكرا

Post: #64
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: abubakr
Date: 02-07-2010, 04:34 PM
Parent: #59

يابن عمي....زماااانك كما تعرف كان تلاميذ "اللفة : لفة ابوحمد الي فرص" ومن يتحصلون هلي رقما كبيرا معينا في الشهادة الوسطي ياخذونهم الي معسكر وادي سيدنا الثانوية وذلك كان نصيبي ..تلبس لبس الكديت طول اليوم الا في الفصل ..ويوم الخميس تركب الكومر الي اجزخانة العاصمة ودي كانت بتاخد ليها ساعتيين والجمعة ترجع بنفس الطريقة من اجزخانة العاصمة .. وهاك يا صفارة ستة صباحا والي عنابر طويلة ومدرس رياضة مصري وهاك ياجمباز وبعدها الي العنابر للبس ثم الي الشاي طابور واذا كان اليوم سبتا فاسمبلي ثم الحصص ثم الغدا ثم صفارة كورة او كديت او سباحة ثم شاي ثم مذاكرة ثم نوم وهكذا .. في شهريين روحي مرقت عدييل وكان الفرج من المرحومين الوالد وقريبو طلسم(ناظر اتبرا الثانوية ) واللذان قررا علي ترحيلي دون اخذ راي الي اتبرا مشحونا بالقطار(وانا ود سكة حديد والقطار حبيبي وما كنت متخيل انو في بلد ما فيها قطر الا لما جيت الخليج وفتحت فاهي دهشة الي ان اتت دبي بعد 33 سنة من وصولي بالمترو) وهكذا بدات رحلة في اتبرا امتدت اربع سنوات ربما هي الاهم في حياتي الدراسية حيث عرفتني باشياء كثيرة غير الدروس والفصول والكديت .. عرفت ان لنا كطلبة ثانوية دور اخر في امر البلد .. وقدكنت احد اللذين نالو علقة ما نالهاش حرامي من البوليس في ذاك الظهر الخميس 22 اكتوبر 1964 وفي اول مظاهراتنا الاكتوبرية ورايت ما حدث مثلك لبعض الدكاكين والبار ذاتو .......
واصل ...دام فضلك

مودتي

Post: #65
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عفاف علي ميرغني
Date: 02-07-2010, 05:37 PM
Parent: #64

c
DSC06775.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #66
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عفاف علي ميرغني
Date: 02-07-2010, 05:40 PM
Parent: #65

DSC06773.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #68
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عبد الواحد أبراهيم
Date: 02-07-2010, 06:29 PM
Parent: #66

ياا بو جهينة مالك علينا ليه كدة بالله ؟

غدا نكون معاك برواقة .

عاطر التحايا


Post: #70
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 02-08-2010, 08:03 PM
Parent: #64

الاحباء العطبراويين


المحبة والتجلة لكم ...

أولاً بالاذن من عزيزنا ابوجهينة العطبراوي الاصلي كل الترحيب بالجميلين

الذين نتنسم فيهم روائح المرمة الزيت الطالع من المرمة والعمليات ونشم

مطافي التشة في المسبك ورائحة البرادة في العمليات ...

عذرنا انه ساعود لهم في نهاية كل اسبوع ( محتلاً ) لبوست حبيبي واستاذي ابو جهينة

وعلى إقتناع ان البوست بسيرة عطبرة واهلها الطيبين وذكرياتها التي لا تنتهي ولا تنقضي

لن ينزل من الصفحة الاول ..

فرجاءاً امدونا من فيض الحكي والحكاوي والذكريات - حتي ولو كانت مجرد مجرد زيارة عابرة

عبر ملتقي خطوط السكة الحديد من بورسودان عبر هيا الي كآفة ربوع السودان..

لو كانت سيرة عريس جاءت عبر المحلي فخزنت في عطبرة يوم او ساعات في محطة عطبرة وشقت

آذانكم نداءات ( ماااااا بالسمنة وكدة .. مااااا بالعسل وكدة )

ولو جيئتكم عبر قطار حلفا فأكيد المؤكد أن عطبرة استقبلتكم اقلاها يوماً كاملاً ...

وكريمة حدث ولا حرج - ههههههههه كان يطلق عليه المثل في التأخيـــر والكسل في ثقافتنا العطبراوية-

فتسمع احدهم ينادي ابنه وهو يبعثه لشراء سيجارتين من اقرب كنتين فيقول له : ما تبقي لي زي قطر كريمة

تعال سريع وخلي التِوقف والتِعطل بتاعك دا...

قطر كريمة لا اعرف السر في وصفه بالكسل والتاخيــر في حين كان يُوصف الوحدة بالسرعة والعجلة

مقروناً به اكسبريس حلفا !!

ياتيك بعدها المشترك ....

هل منكم من يعرف ماهو المشترك ؟ ومشترك بين من ومن ؟!


ـــــــ
جاوبوني وساعود لكم بذكريات ( السبنسة )


المودة


.......

تعديل لحكي

Post: #71
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-08-2010, 08:16 PM
Parent: #70

حبابك الحبوب ود الزين

و الله منور البوست أيها الأتبراوي الأصيل

Post: #72
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-08-2010, 08:32 PM

إلياذة أتبرا

أمسيات أتبرا مختلفة تماما عن نهاراتها الحارة ، ففي الليل تنساب أصوات متناغمة لا تهدأ و لا تفتر ، فقلما تمر أمسية دون حفل زواج ، و حسن خليفة الأتبراوي يلعلع بصوته الذي شرفنا في الشرق الأوروبي بفوزه بجائزة أحسن نشيد و أقوى صوت ، و من بعيد تأتيك أصوات فرق الجاز ، و النوبة و المدائح و موسيقى القرب ، و الليالي السياسية ، فعمال أتبرا يدمنون السياسة إدمانهم لقزقزة التسالي و ( الجُرُم) في دار الرياضة و السينما.

أول سيرك شاهدته في حياتي ، شاهدته و أنا طفل في أتبرا، كنت منبهرا بهذا الإبداع الهندي ، و كنت أسأل شقيقي : كيف أتوا بكل هذه الأدوات و الحيوانات من الالهندإلى أتبرا؟
إلى الآن نقول : إنت قايلني هندي ؟ ..و هم يعملون في صمت من وقتها إلى أن فاجأوا العالم بقنبلة نوويةو وادي سيلكون يضارع عباقرة مخترعي الويندوز و اللينكس .

كل المكايد السياسة التي كانت تذخر بها أروقة و دهاليز السياسة في الخرطوم ، كانت تنساب إلى أتبرا، فتدخل في تجاويف المطبخ السياسي الأتبراوي، فتنصهر في بوتقة واحدة تسمى ( مصالح العمال ). الكل يختلف و لكن مصلحة العمال كانت أولوية ملحة دائما. لذا قاتل كل الساسة في أتبرا من أجل قضية العمال ، فإنتقلت العدوى لكل العمال بالسودان ، فكانت بهذا منارة و شعلة و رائدة.

كانت تبهرني أيام المولد في ميدان المولد الشهير.
عندما دخلت ديزني لاند في أورلاندو بأمريكا لأول مرة في ثمانينيات القرن المنصرم ، تذكرت ذلكم الميدان الأتبراوي رغم ضآلة حجم المقارنة بين هذا و ذاك ، و لكنه الفرح الذي كان ينتابني أيام المولد ، فقامت نفسي الأمارة بإدمان ذلك الميدان بزخمه الفرائحي ، فأيقظتْ عبث الطفولة بداخلي ، ...فطفقت أجوب أرجاء ديزني و كأنني سأجد مكانا آكل فيه السلات ، أو محلا صغيرا سأجد فيه عروسة مولد أو ميزانا أكتال به سمسمية أو حمصية أو هريسة. لا تزال فاكهة اليوسف أفندي في المولد تراوح أنفي ، و أصوات المدائح تستيقظ في ذاكرتي كلما إستمعت لمدائح شيخنا الفاضل عبد الرحيم البرعي.

نهارات أتبرا، إلياذة أخرى مصغرة ، لوحة تمتزج فيها أنماط شتى من الفنون في آن واحد. فوسط المدينة سوق يختلط فيه حابل تجار عطبرة بنابل اليمانية في سوق العيش و مطاعمهم ، و محطة ود الريح العامرة و ضجيج طاحونة الشوش في أم بكول ، و صفارات الورش و أصوات قطارات الوردية ، و أصوات الجلالات لمستجدي سلاح المدفعية

بُستتبع

Post: #74
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 02-09-2010, 01:19 AM
Parent: #72

ليك خليوة منارة ثقافة
فيض فنون ومآذرا
بشبابها وبرحابها
تعلو بيك فوق الثرى
فيك قضيت أحلى السنين
ليها طاري وبذكرا
وكيف كان لياليك الحُنان
العطبراوي بيسكرا!
يشجيها بالنغم الطروّب
بريدو هايمة مخدّرا
أعلام شموخك عآلية
فوقك وآضحة
للبيك مادرا
المحطة رصيفها وناظِرا
النقابة عرين أُسد الشرا
الوِرش وعيون ساهرا
حاج الريّح والمُلتقى
العمارة ورفعة مِنبرا
وكُبري للحُريّة إنبرا
الجبابرة رقابهم كسرا
النضال سيرتك طهرا
بالحديد والنار صطرا
وفي سِجِل تاريخك حكرا
وأنا ما نسيك لحظة
شآن أطرآك يوم يا اتبرا...

Post: #75
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: الملك
Date: 02-09-2010, 01:33 AM
Parent: #74

أبو جهينة
"تعرف تماماً كيف تكتب على شاكلة الرواية
وانا
مستمتع ...ولا أحب المُقاطعة


حليلكــــــ يا
أمى يا عطبرة,,!

Post: #76
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 12:55 PM
Parent: #75

معاوية المدير

سلام أتبراوي كاسح و مودتي التي تعرف

شكرا كثيرا على إثراء البوست بهذه المعلومات الثرة الغنية
واصل .. فأتبرا تستحق أكثر من بوست

Post: #77
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 12:58 PM
Parent: #76

أخي الأستاذ طارق ميرغني

تحياتي لك و لأسرتك الأتبراوية

إنتظر جزء مقدر عن الأستاذ هاشم السعيد و أتوقع مساعدتكم

دمتم

Post: #78
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:01 PM
Parent: #77

ياسر عبد القادر

سلام ماكن و تحية كبيرة

أتشرف بأن تناديني بالعم و شكرا على تقديرك.
بالنسبة للبارات .. فهي بداية لا غير و ليس تركيز و لكن بما أنني أكتب من الذاكرة مباشرة ، فقد طرأ على ذهني تساكوتيليس لأنني كنت بصدد زيارة اليونان قبل بضع شهور و طرأتْ على ذهني قصة مقابلتي للعجوزين اللذين ذكرتهما في سياق القصة

دمتم

Post: #79
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:03 PM
Parent: #78

عفاف علي ميرغني

تحية و تقدير
مشكورة على الصور و التي هيجتْ شجوننا
نطمع بالمزيد

دمت

Post: #80
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:05 PM
Parent: #79

أستاذ أسامة

سلام مربع

شكرا على المرور
تابع معنا

Post: #81
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:06 PM
Parent: #80

إدريس محمد

سلام و مودة و تحية كبيرة جدا

شكرا على مداخلتك البهية
تابع معنا

Post: #82
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:09 PM
Parent: #81

الحبوب جمال المنصوري

سلام يا زول

مرورك هنا يسعدني و يثري البوست
واصل معنا في سِفْر أتبرا الغراء

Post: #83
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:14 PM
Parent: #82

قريبي المهندس أبوبكر
ربنا يديك العافية
تحية كبيرة
و مشكور على المداخلة الطيبة
واصل معنا ، فأتبرا كانت خاصرة حلفا و أم روؤم لأبناء النوبة قاطبة

Post: #84
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:16 PM
Parent: #83

عبد الواحد

سلام أتبراوي محمل بنسايم النيل

منتظرنك من يوم داك
واصل معنا

Post: #85
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 01:19 PM
Parent: #84

الملك يا ملك

بمرورك تكتمل مسبحة مريدي أتبرا ضمن هذه الكوكبة التي تزين جيد البوست.
شكرا على المرور

الصورة معبرة جدا .. فهاتين العجلتين تقولان بأن أتبرا أصابها بعض الصدأ و لكنها تقف بصلابة الفولاذ و يمكنها الإنطلاق من جديد لو وضعوها على المسار مرة أخرى

واصل معنا
دمتم

Post: #86
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 02-09-2010, 01:42 PM
Parent: #85

ابو جهينة .. تحياتي

عفوا يبدو أن الأسماء اختلطت علي .. سأعود اليك بعد التأكد ......... عميق تقديري

Post: #87
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: طارق ميرغني
Date: 02-09-2010, 07:24 PM
Parent: #86

جاهزين يا ريس وفي انتظارك

Post: #88
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-09-2010, 08:02 PM
Parent: #87

الحاج عبد الرحمن : سياسي بالفطرة

السياسي العنيد ( الحاج عبد الرحمن رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما قدم لأتبرا )
إبن أتبراالبار ، الشيوعي القديم ، و المنسلخ من الشيوعية في آخر أيامه ،
و المهاجر للخرطوم بعد أن تكالب الزمن على أتبرا و تكسرت نصاله على النصال.
الحاج عبد الرحمن له صولات و جولات ، في نقابة السكك الحديدية و في الزحام السياسي.
و رغم شيوعيته ، فقد كان صالونه عامرا بكل ألوان الطيف السياسي الأتبراوي ،
حتى الصوفية و أصحاب الطرق كانوا يطرقون بابه ، أصدقاء و أصحاب حاجات.
فالكل يعرف أن مسئوليته الإجتماعية فوق حساباته الحزبية.
و عندما فاز عن دائرة أتبرا في برلمان ما بعد أكتوبر ،
دخل الحاج عبد الرحمن ( و هو يلبس الأبرول ) في مبنى البرلمان ،
يتبختر بفخر مرده ثقة أهل أتبرا فيه و تفويضه تفويضا كاملا ،
أبروله وقتها كان يضاهي أرقى ماركات بيير كاردان و أنجلو و بقية بيوتات الموضة الأوروبية ، فالأبرول كان رمز إنسان أتبرا المكافح ..
وقف كل البرلمانيون تحت القبة ، و صفقوا لهذا الشايقي العنيد طويلا حتى تعبت أياديهم ،
و هو يقف بقامته القصيرة و شلوخه المميزة يحي ممثلي السودان و كأنه يقول لهم : أتيتكم بأبرولي الرخيص المعطون بزيوت ورش أتبرا، و لكنني مشحون بآمال و آلام أهل أتبرا.رحمه الله و التحية لأهله الكرام و كل من ناضل معه من نقابيين و سياسيين.


يستتبع

Post: #89
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عفاف علي ميرغني
Date: 02-10-2010, 05:17 AM
Parent: #88

DSC91.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #90
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عفاف علي ميرغني
Date: 02-10-2010, 05:23 AM
Parent: #89

DSC06114.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #91
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: جمال المنصوري
Date: 02-10-2010, 06:02 AM
Parent: #90

الحبيب / الريس
ابو جهينة

ارجو ان يرافق بوستك هذا دعوة لتكريم بعض الاحياء من ابناء عطبرة،،،
مثل:

- عمك ( فلبس مرقص محروس)

- عمك ( ديرو الهندي)

واخرون كثر، لكن ما اعنيه ما قدمه هذان الاثنان / وما زالا ،، لسكان المدينة، الاول في الخدمات الطبية، والثاني، من تكفله لكثير من ابناء عطبرة اثناء فترة دراستهم..

ولك جزيل شكري

Post: #92
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 02-10-2010, 07:21 AM
Parent: #91


نصف قرن من الغياب


توطئة
(خرج ولم يعد ) اعلان لطالما طالعناه عبر الصحف .. فالذين يخرجون نادرا ما يعودون ... ولا أظنك طالعت طيلة حياتك الاعلان بهذه الصيغة (خرج وعاد ) حتي وان عاد الشخص المفقود ... يخرج الكثيرون لأسباب عديدة ومختلفة .. بعضهم بارادته والبعض الآخر دون ارادة منه .. والقلة لقليلة التي عادت من رحلة التيه والغياب عادوا آشخاصا آخرين غير الذين عرفناهم قبل اختفائهم المفاجئ ... والغالبية العظمي لا يعودون تاركين خلفهم الكثير من علامات الاستفهام .. والكثير من الدموع والحسرات .
ظاهرة خطيرة
ظاهرة اختفاء الأطفال أو اختطافهم ظاهرة قديمة .. لكنها للأسف لم تعطي الاهتمام الذي يناسب حجمها وخطورتها من قبل الجهات المختصة
.. وذلك بسبب ما حيك حولها من شائعات وروايات .. كل ذلك لاينفي كونها شكل من أشكال الجريمة المنظمة .. ظلت تمارس منذ حقبة الاستعمار وحتي اللحظة ... بأيدي أجنبية تعاونها أيدي محلية .
أبحثوا معنا عن صلاح
الزمان : أكتوبر 1957
المكان : مدينة عطبرة
والليل يطوي آخر بقعة من ضوء النهار ... عاد الصغار الي بيوت الطين في ذلك الحي العطبراوي العريق ... عدا صلاح وحده تخلف عن العودة الي بيته علي غير العادة ... خرجت الأسرة والجيران بحثا عن صلاح .. بحثوا عنه في كل مكان .. السوق – المستشفيات – أقسام الشرطة – الأحياء المجاورة ... لا أثر لصلاح ... ثم تواصل البحث في اليوم الثاني وشمل ضفاف النيل ظنا منهم أنه ربما ابتلعته مياه النيل كما تبتلع ورقة شجرة سقطت علي سطحها ... كانت والدة صلاح أكثرهم بكاءا وهلعا علي مصير الابن المفقود .. انتشر الخبر في المدينة العمالية وصار حديث الناس لفترة من الزمن .. يتداولونه في الورش والمقاهي ... وبمرور الأيام تحولت قصة الطفل ذي الاثني عشر ربيعا الي مجرد اعلان صغير في الصفحة الأخيرة لاحدي الصحف اليومية ( خرج ولم يعد ) .
عودة الغائب
رغم مرور السنوات لم يفقد قلب الأم الأمل في عودة الابن الغائب .. وكان لديها احساس قوي بأن ابنها لا يزال علي قيد الحياة .. حتي لحظة وفاتها ... وصدق قلب الأم فاحساس الأمومة أبدا لا يخيب ... عاد صلاح بعد عشرون عاما من الغياب ... ولكنها عودة الغريب ... عودة الضيف العابر ... لم يلتقي بأسرته .. ولم يتعرف عليه أحد ... ولم يتعرف علي أحد ... غريب يمشي وسط الغرباء ... أنكرته المدينة التي أنجبته ... كانت صدمة كبيرة بالنسبة لمحمود شقيق صلاح عندما أخبره صاحب لوكندة ( نهر عطبرة ) أن الشخص الذي يسأل عنه قد غادر البارحة الي الخرطوم ومنها الي القاهرة ... مؤكدا له ان هنالك شبه كبير بينه والشخص الذي يسأل عنه .... في القاهرة يتحدث السودانيون عن سوداني يدعي ( عبد الحليم ) يعمل مهندسا بحريا علي استعداد للتنازل عن كل ما يملك لمن يدله علي أهله ... وهنالك رواية تقول أن المهندس عبد الحليم االذي زار مدينة عطبرة ولم يعرفه أحد ... هو نفسه صلاح الذي اختفي في سن ال12 ... وأن رجل وزوجته من مصر لا ينجبان قاما بتبنيه ... وعندما حضرت الرجل الوفاة صارحه بالحقيقة وأعطاه مبلغ من المال طالبا منه البحث عن أهله في مدينة عطبرة بالسودان
سيناريو اختفاء صلاح أشبه بأحداث الفلم الهندي ... رغم أنها واقعية مائة بالمائة ... مرت الآن 52 سنة منذ تواري صلاح عن الأنظار أي أنه في الرابعة والستين من العمر الآن ... لدي شقيقه محمود علي سعد احساس قوي بأنه لا يزال علي قيد الحياة .... هل رأي أحدكم صلاح أو سمع به ؟ رجاء ابحثوا معنا عن صلاح ....

Post: #93
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 02-10-2010, 07:29 AM
Parent: #92

sudansudansudansudan52.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


الصورة الوحيدة لصلاح احمد علي سعد في سن ال12
قبل اختفائه الطويل

Post: #94
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 02-10-2010, 08:54 AM
Parent: #93

Quote:
الأخ / معاوية المدير

تصحيح بسيط... اصحاب الافران الشوايقة في ذاك الزمن لم تتعدي ملكيتهم للأفران، ا الثلاثة ، وهي ، عمك حسن ابشوش، وابراهيم الشوش(وده ماسكو قريبهم التروللي ) وفرن ناس السقد والباقي كلو ماسكينو العليقات، يعني ممكن تقول فريق العليقات..

لك مودتي


مشكور أخي جمال المنصوري على التصحيح.
لك كامل مودتي...

Post: #95
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Khalid Saeed
Date: 02-10-2010, 10:12 AM
Parent: #94

[quote author=الهيثم link=topic=6086.msg31840#msg31840 date=1235319149]





حبيبنا أبوجهينة ..
أشواق ممتدة .. من هنا .. حتى هناك حيث عطبرة الحبيبة ..
التي نحمل شوقها في القلوب اشواك ..

متحركين يازعيم .. وجاييك بالكلام والصور ....

دم بخير ياصديقي،
أخوك/ الأرباب

Post: #96
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 02-10-2010, 10:38 AM
Parent: #95

خالد سعيد من الدرجة .. ام اسم على اسم ؟

Post: #97
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Khalid Saeed
Date: 02-10-2010, 12:23 PM
Parent: #96

حبيبنا منتصر

التحيات الطيبات ياصديقي ،
عطبرة الدرجة ..
موطن الأحباب .. الذين أشتاقهم صباح مساء ..
ودعتهم .. على وعد العودة مع بواكير الخريف ..
فأذا بغربتي تحرجني أمام وعدي .. وتجعلني أتعمد طول الغياب ..

راجع الخاص ،
اخوك/ خالد الأرباب

Post: #98
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Khalid Saeed
Date: 02-10-2010, 12:32 PM
Parent: #97


Post: #99
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 02-10-2010, 01:11 PM
Parent: #98

شكرا أخي خالد الأرباب على الافادة والاتصال
وربنا يرد غربتك ونشوفك قريب باذن الله تقدل في شوارع الدرجة .. بكل سعادة وانتشاء وأنت تستنشق نسائم عطبرة
عميق تقديري


Post: #100
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 02-10-2010, 02:22 PM
Parent: #99



الريس /ابو جهينة ...

وما زالت بالخاطر منها صور ...
الكبري ده , وفي الطريق الأسفلتي الضيق تجاه الدامر وفي الطريق مصنع الاسمنت (ماسبيو)
وخط نقل الخام يعبر النهر ذهابا وايابا ما بين بر وبر
ثم مرور حتى دامر المجذوب بمدرستها الأبتدائية للبنات
تنتهي رحلتنا الصباحية كل يوم ثم أعود مع والدي ووالدتي
في الظهيرة بنفس الطريق
والكبري وكبري اخر أسمنتي
ولحي السودانة لبيتنا الحكومي الذي يقاصد المطافي


بخاطري والدي رحمه الله في قميص ابيض مكفوف اكمامه في عربية اوبيل بيضاء
ووالدتي امد الله في ايامها في توبه الابيض معلمه بالدامر الابتدائية بنات
والزمان بداية السبعينات والناس ظروفه مقدرة .

عطبرة كانت مسقط رأسي
وأشياء عزيزة في خاطري


لك التحية أستاذنا الفاضل ابو جهينة فتلك المدينة تعلق بالخاطر
وفيما بعد مريت عليها كتير ولاسباب مختلفة
وبرضوا كعابر سبيل أيام شغلى في بورسودان
واصراري اسافر بينه وبين الخرطوم بالقطار السيوبر



*فى الزمن الأنقاذ علق نفس الكبري في ذاكرتي بتفتيش ممل من العساكر
للعربة التي كنا نقصد بها الخرطوم انا وصاحبي , ومن تعليق بسيط لمشكلة وكنا في النصف الاول من التسعينات
ومنها تعلمت أن لا تعلق للعساكر أستمع لهم فقط وتحمل سخفهم وأوهامهم



عطبره





__________________________________________________________
*بعد أذن صاحب الصورة بوضعها هنا

Post: #101
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: جمال المنصوري
Date: 02-10-2010, 02:43 PM
Parent: #100

الأخ / عبد الناصر الخطيب

تحية طيبة

Quote: ولحي السودانة لبيتنا الحكومي الذي يقاصد المطافي


كتير جدا قاعد اعاين لي صورتك الكانت في بروفايلك ، واقول شايفها وين ؟؟ ياربي شايفها وين ؟؟ اتاريك قريب مننا شديد ، ياخ نحن ما غادي منكم شوية، شفت بيوت العموم البعد الكبري طوالي، جم ناس عثمان بكري صيام، وناس خالد فنك، واشول، وبعدنا بي هناك ناس فيصل احمد محجوب، واولاد الريح (سمير ووحيد) ،،،

سلامي

Post: #102
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 02-10-2010, 03:05 PM
Parent: #101





المكرم / جمال المنصوري

تحية وتقدير ,,,

---------------------------------------------------------------------

والسلام ليك ولكل ناس عطبره , الصلتي استمره بيها حتى وإن أستقر بينا المقام بالخرطوم
لكين مشيته بعدد مرات لا تحصي ولا تعد وبتظل من المدن البتخلى في الواحد أثر ...
وإن كان كلما تقدمت السنين والواحد رجع ليها بحس انها بتشيخ وبتكبر
لكنها حتبقي زي أى مدينة في السودان جماله وروعته في اهله وناسه





وليك التحية واكيد التقدير

Post: #103
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: جمال المنصوري
Date: 02-10-2010, 03:10 PM
Parent: #102

عارف يا ناصر

والله انا اغتربت لي اكتر من 22 سنة، لكن لي هسع ابيت افارقها، شغلي كلو في اتبرا، وماني داير افوتها الا زيارات لي بربر والدامر، والعبيدية والباوقة، واهلنا المناصير هناك، غايتو مفكر لن ربنا مد في الاعمار اقعد فيها، الخرطوم دي ما ني داير اجيها..

Post: #104
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 02-10-2010, 03:30 PM
Parent: #103






وانا ياجمال مع أني من مواليد عطبره وعشته فيها جزء من حياتي , وعندي ليها حنين خاص
حاجات كتيرة فيها بتذكر الواحد بايام جميلة في حياتو , مع كدة لو في طريقة لاستقرار في السودان
المدينة البتمني الواحد يعيش فيها بورسودان ... ومع اني أشتغلت فيها سنوات قليلة
بداية حياتي العملية لكين لقيته البلد الفيما بعد
شكلت كتير من حاجاتي , ومع اني في الاصل ما من شرق السودان , لكين كل البتعرف بي من ناس الشرق
أستحالة يصدق اني اصلا ما منهم .


والتحيات لهم




Post: #106
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: معاوية المدير
Date: 02-10-2010, 03:51 PM
Parent: #104

sudansudansudansudansudan124.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


قرية السيآلة ـ اتبرا .
تبدو في الضفة الغربية جزيرة نواوي...

Post: #113
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Khalid Saeed
Date: 02-15-2010, 07:09 PM
Parent: #100



شــارع السلك عطبرة ..

Post: #116
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عمر علي حسن
Date: 02-16-2010, 08:00 PM
Parent: #100

لو كان في الوجدان نبض خالد لموقع في الارض فانه لا ينبغي الا لعطبره .. مدينة اثيرة في قلب من عاش فيها ولو لبرهة ..
هل اس ذلك النبض من جغرافية المكان ، فذاك متاح لكل مدن الدنيا .. ام انه من انسان تلك المدينة المتفرد بدفق الحب وثراء
الود وعمق الانتماء والولاء والوفاء للعشير والصديق وعابر الطريق ..

شاهدت مدنا في العالم اساسها العمال او الزراع او خلطة من كل شيء فلم اشاهد مثل عطبرة تربط اهلها صلة رحم انجب من اتاها
مرة جديدة من بعد امه .. فربط الرحم الودود كل من دخله بسر ليس يعلمه أحد .. بل مد هذا الرحم ظله الي الذين يحضرون كل صبح
من قري الجوار بالحمير من كنور والعكد ومابينهما..

ياهؤلاء اسهبوا في بثكم شوقا صدوقا للتي قد قصرت هوي المكان في ربوعها ولم تفك اسره .. وصار من طبيعة الاشياء أن تحب
عطبرة واهل عطبرة .. معا .

وقد غشيت معكم مراتع الصبا .. من خلوة الفكي عمر الي الجنوبية ثم الاميرية والثانوية التي درست فيها يوما واحدا ركبت في صبيحة
اليوم الذي تلاه قطر كريمة الذي رماني في مدينة تبتلع الآمين ارضها فما لهم منها فكاك وما لهم بها جذور .. وبت كلما عزمت عودة لعطبرة ارقني شوقي
لها لياليا قبل السفر حتي يقلني القطار في رحلة العودة فيغمرني احساس مولد جديد كعاشق لاح له طيف الحبيب من بعيد ..

لله دركم وانتم تردفون بوستا فوق بوست .. بلا تواتر ولا نظام .. فاغشي معكم دبورة واوقف عجلتي في موقف المحطة واقطع تذكرة الرصيف
داخلا بلا محدد اودعه او مبرق استقبله فكل من ياتي به القطار يفرح المستقبلين والمودعين وكل من يبلعه جوف القطار يحزن المودعين
والمستقبلين .. واينما كان رائحا او غاديا فانه القطار نستقبله لذاته ونودعه ايضا لذاته .. كأنه ابا احد منا .. او ابانا كلنا ..

لله دركم .. اعدتم لي روح طفل شاخ عقله وما نسي ..

وساعود كلما اوغلتم في الدروب بلمحة مما استوطن قلبي من حب هذه الفاتنة الانيسة .. فلابد لي من مشاركة معكم في اشعال اوار هذا الحب الخالد
فاكتبوا ولا تتوقفوا للتفكير فيما تكتبون طالما كان لعطبرة وعن عطبرة ولعطبرة ..

عمر علي حسن

Post: #120
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 03-12-2010, 05:50 PM
Parent: #100

عفوا مكرر**

Post: #124
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: طارق ميرغني
Date: 03-23-2010, 11:05 PM
Parent: #100

اخي ابو جهينه

هذه قصيده للعم العطبراوي هاشم السعيدنشرت في عام 1946 م ايام النضال الحقيقي

"عيد بأية حال عدت يا عيد" لكادح عن رغيد العيش مردود
لعامل عمت الدنيا ظلامته فالجسم مستعبد والرزق محدود
قد كاد لولا دفاع الله يقتله سوء الغذاء وتفنيه المواعيد
شكا فما استمع الراعي لصرخته ولا استجاب له في الايك غريد
دنيا من الظلم حفته وما حفلت به العدالة أو واساه مجدود
يا اخوتي في الضنا والبؤس مغفرة لعامل بعض بلواه الاناشيد
يظل يرسمها في كل مجتمع لم يثنه عن مقال الحق تهديد
يا إخوتي في الضنا والبؤس حالتنا أدني مراتبها هم وتسهيد
هل يرجع العيد للعمال متشحا "بما مضي أم بأمر فيه تجديد"

صدر البيت الاول وعجز البيت الاخير لابي الطيب المتنبيء

نشرت هذه القصيدة في مجلة العامل العام 1946 م

Post: #105
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-10-2010, 03:41 PM
Parent: #91

ارجو ان يرافق بوستك هذا دعوة لتكريم بعض الاحياء من ابناء عطبرة،،،
مثل:

- عمك ( فلبس مرقص محروس)

- عمك ( ديرو الهندي)

واخرون كثر، لكن ما اعنيه ما قدمه هذان الاثنان / وما زالا ،، لسكان المدينة، الاول في الخدمات الطبية، والثاني، من تكفله لكثير من ابناء عطبرة اثناء فترة دراستهم..


حاضرين يا المنصوري

سيكون هذا البوست متواصلا حتى نغطي كل الشخصيات و الأماكن في أتبرا الحبيبة
كل الأسماء التي ذكرتها أقوم الآن بجمع بعض المعلومات التي غابت عن ذهني ليكون التوثيق أعمق

مودتي

Post: #107
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 02-10-2010, 03:55 PM
Parent: #105

أستاذنا / أبوجهينة

--------------------------------------------------------

من الشخصيات العطبراوية


Quote: عوض الله دبورة .. المراسل الصحفي الأول في السودان ..



لم تجف دموع المقل الحزينة في عطبرة من وداع الفنان حسن خليفة العطبرواي حتى فجعت المدينة برحيل الأستاذ عوض الله دبورة أول مراسل صحفي سوداني خارج العاصمة .. و يكون بذلك عام 2007م هو عام الرحيل لأسماء اقترنت بعطبره.. و دبورة هو صاحب أشهر مكتبة في المدينة ويتمتع بحس صحفي عالي جعله يتعامل مع الكتب و المجلات و الصحف بطريقة غير تلك التي تشعر انك تتعامل مع بائع.. فهو يشارك في المضمون الصحفي وبنقل الأحداث و لعل جيل الأربعينات و الخمسينات والستينات من القرن الماضي يذكرون كيف أن عوض الله دبورة نجح بمهنيته العالية بنقل أخبار الحركة الوطنية و العمالية عبر الصحف في ذلكم الوقت .
ولد الأستاذ عوض الله دبورة في قرية كنور شمال مدينة عطبرة في العام 1924م و درس في ذات المدرسة التي انتمى إليها صديقه العطبراوي و هي مدرسة عطبرة الشرقية.. ونشأ مع والده بمدينة عطبرة و أصبح من رواد سوقها بحكم عمل والده في تجارة العطارة .. وقد ذكر لي الراحل دبورة في حوار إذاعي بإذاعة عطبرة انه و حتى منتصف الثلاثينات كانت لا توجد مكتبات بالمعنى و الشكل المتعارف عليه حالياً .. و قال انه كان يشترى المجلات من حلاق معروف بالسوق هو الطاهر محمد حامد حيث كان يعرض الكتب و المجلات والصحف في منضدة بجانب عمله في مهنة الحلاقة.. و من خلال علاقته بهذا الحلاق برزت فكرة تأسيس مكتبة دبورة و كان ذلك في عام 1948م .
دبورة و الرأي العام و إسماعيل العتباني:
كان العام 1945م بداية جديدة في عالم الصحافة السودانية حيث ظهرت صحيفة الرأي العام كأول صحيفة سودانية مستقلة و كان مؤسسها الأستاذ إسماعيل العتباني صاحب مدرسة صحفية تدعو إلى التوازن و الصدق و التحقق من الأخبار بعيداً عن الإثارة.. و لم أراد العتباني نقل أخبار الحركة العمالية في عطبرة اتصل بصديقه المرحوم / الفاتح البدوي والد البروفسور سعاد الفاتح وقد كان من كبار الإدرايين بالمنطقة الشمالية و طلب منه أن يختار احد المراقبين ليكون مراسلاً للرأي العام من عطبرة.. و قد ذكر لي المرحوم دبورة أن المرحوم الفاتح البدوي اتصل تلفونياً من مكتبة بالأستاذ/ إسماعيل العتباني و جعلني أتحدث معه عبر الهاتف و كانت هذه صلتي الأولى بالرأي العام.. و في حواري الموثق مع المرحوم دبورة أثنى على مدرسة العتباني الصحفية و قال انه شخصية غير عادية وتحدث على تفوق الأستاذ/ إسماعيل العتباني في مجال الإدارة الصحفية في زمن ما كانت فيه الإمكانيات الصحفية متوفرة بالشكل الذي نجده الآن و يذكر دبورة أن أول أسلوب في تسويق صحيفة الرأي العام بصورة غير معهودة جاء به إسماعيل العتباني حيث طلب منى إن أبيع النسخ مباشرة من المكتبة وكان السائد أن توزع عن طريق الاشتراك في الدواوين الحكومية و تذكر دبوره كيف انه كان يستعين بقوات البوليس لتنظيم صفوف مجموعات المحتشدين المطالبين بجريدة الرأي العام.. و هنا يروى المرحوم/دبوره ابرز قصص العتباني الصحفية في التحقق من صدق الخبر حيث صدمت عربة احد المفتشين الانجليز احد المواطنين بعطبرة فشاهد دبوره هذا الحدث و نقله عبر الهاتف إلى صحيفة الرأي العام وتم نشره و نسبة إلى أن المدينة كانت تموج بالغضب من المحتل حيث كان ذلك في العام 1949م تطور الأمر فاخذ بعداً سياسياً .. و كتب دبوره خبراً في اليوم التالي مفاده أن الرجل المصدوم قد توفى و تفاجأ دبوره بهاتف من إسماعيل العتباني يدعو دبوره للتأكد من هذا الخبر و الذهاب لمنزل العزاء و عندما ذهب دبوره إلى المستشفى وجد الرجل على قيد الحياة.. و أن هنالك رواه أوصلوا له الخبر في خضم أحداث سياسية ووطنية تحارب المحتل بكل الصور وذكر دبوره بأن هذا السلوك المهني كان الدرس الأول الذي تعلمه من العتباني والذي استمر معه مراسلاً حتى تأميم الصحافة السودانية في العام 1970م
إن المرحوم دبورة يعتبر حلقة من حلقات دخول الصحافة العربية وبخاصة المصرية إلى السودان حيث منحته دار الهلال المصرية حق التوزيع إنتاجها في السودان في العام 1952م وأصبحت مكتبات العاصمة ووسط السودان تجد حظها من هذه المنتجات من مكتبة دبورة.. وفى منتصف الخمسينيات أصبح دبورة وكيلاً لدار الحلبي والتوفيقية في بيروت..
عرف الراحل دبورة بدعمه للزعيم إسماعيل الازهري وكانت داره ومكتبته ملاذاً للاتحاديين مناصراً لهم في كافة قضاياهم لكنه كان يؤدى مهنة الصحافة في حياديه أكسبته احترام الجميع .. وقد تم تكريم الأستاذ / دبورة في محافل كثيرة إلا انه حدثني عن تكريم مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية له وقال لي ابن الأستاذ/ على شمو رئيس المجلس صديقي وهو يعرف قدر الرجال ..
رحل دبورة في ليلة حزينة حيث كان في وداعه الأخير أهل عطبرة يتقدمهم الأستاذ/ غلام الدين عثمان والى نهر النيل وتحدث إنابة عن أهله وأصدقائه الأستاذ/ حسن احمد الشيخ الناشط الاجتماعي المعروف بالمدينة.. رحل دبورة بعد أن خلد تراثاً من الذكريات الجميلة عن الاستقلال والحركة الوطنية والعمالية في فترة مناهضة المحتل.



---
مع تسجيل حضور ومتابعة لبوستك التوثيقي عن عطبرة الحبيبة



وتقبل اكيد التقدير

Post: #108
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-11-2010, 12:05 PM
Parent: #107

الأتبراوي الصميم عبدالناصر الخطيب

تحياتي

شكرا لمرورك الثر

كنا نتغنى في صبانا بأغنية مطلعها :

شارع الريْ ... بعيد علي
ما بمشيهو بي كِرْعِيْ

و ذلك تندرا بزملائنا الذين يعيشون ذاك الحي و الذين كانوا يأتون على ظهور سروج العجلات الرالي و التي كنا نعد من يمتلكها كمن يمتلك ( كاديلاك )

نواصل

دمتم

Post: #109
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 02-11-2010, 12:48 PM
Parent: #108

اعتدنا في الامتداد الشرقي على مرور ( نميري ) في جولته الصباحية
وهو يدندن باحدى المقاطع لأغنية مسموعة .. ولكن صوته الأجش ولسانه المعوج
يحول دون وضوح كلماتها .. نادرا مايلتفت الى من يلقي عليه التحية .. فهو في
عجلة من أمره دائما .. في الآونة الأخيرة لم يعد يمر بالشرقي يوميا كعهدنا به
سألت عنه .. أخبروني انه موجود ولكن حركته لم تعد كالسابق .......... لنميري التحية أينما كان

Post: #110
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Hololy
Date: 02-11-2010, 06:50 PM
Parent: #109

Quote:
اعتدنا في الامتداد الشرقي على مرور ( نميري ) في جولته الصباحية
وهو يدندن باحدى المقاطع لأغنية مسموعة .. ولكن صوته الأجش ولسانه المعوج
يحول دون وضوح كلماتها .. نادرا مايلتفت الى من يلقي عليه التحية .. فهو في
عجلة من أمره دائما .. في الآونة الأخيرة لم يعد يمر بالشرقي يوميا كعهدنا به
سألت عنه .. أخبروني انه موجود ولكن حركته لم تعد كالسابق ...
...[]. لنميري التحية أينما كان...

Post: #111
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-12-2010, 12:27 PM
Parent: #110

كتب أمين أحمد في موقع ( رماة الحدق ) :

عشرات العمال بدأوا يتوافدون على تلك الورش ذلك الصباح، واحاديثهم تبدو اكثر معاصرة من السابق، وصافرة القاطرات تنطلق فى عنفوان وهى تسرع على القضبان الحديدية التى استلقت تحتها الواح «الفلنكات» الخشبية الثقيلة المتشربة بزيت الديزل وهى تبعث فى النفس عبقا خاصا بهذه المدينة لا يتغير.
كانت المدينة تحمل وجها آخر خارج محطة السكة الحديد، فالبنايات الحديثة تناثرت على شوارعها تحمل شيئاً من الفخامة يبدو غريبا مع مدينة عرفت عبر تاريخها الطويل بأنها مدينة عمالية، ولكن اكثر ما يجذب انتباه الزائر عند الوصول الى عطبرة، ازدياد اعداد الدراجات البخارية، فالمدينة التى كانت سابقا ذات شهرة واسعة بأنها تزدحم بالدراجات الهوائية، صارت الآن تتنوع فيها الدراجات البخارية. ويقول عاطف حداد «مدير اعلام محلية عطبرة» معلقا لقد كانت المدينة فى السابق ثانى مدينة فى العالم من حيث اعداد الدراجات الهوائية، ولكن الامر تغير، فهي الآن الاكثر فى اعداد الدراجات البخارية فى البلاد. ولعل هذه واحدة من مظاهر التغير التى طرأت على المدينة، فالسكان قد تغيرت تركيبتهم الاقتصادية والاجتماعية، وجاء تبعا لذلك تغير في انماط السلوك، ولانها لم تعد المدينة العمالية كما عرفها الناس فى السابق، وان احتفظت بإرثها النضالى الوطنى.
اذن فالتغيير قد أزال كثيراً من اوجه مدينة العمال التاريخية.. لقد بات النشاط التجارى السمة الاساسية، وحركة التغير التى تعيشها عطبرة الآن تمثل حالة من حالات التغير الاجتماعي والسياسي التى عاشتها كثير من مدن السودان، فالتغيير تم فعلاً، ولكن لماذا بدا التغير اكثر وضوحا الآن؟ وهل ماتت المدينة القديمة ونشأت مكانها مدينة حديثة؟ ام ان ما يحدث الآن هو امتداد للماضى فى مدينة عطبرة؟ ان التجول فى احيائها القديمة لم يعد سوى حالة من الشجن اللا محدود ما بين احياء الفكى مدنى والحصايا وام بكول وحى العمال.. وبين اشجار حى السودنة.. ليبلغ الشجن مداه.. وبدأت المدينة كعذراء تدثرت فى حيائها وهى ترنو الى الجسر الجديد بين عطبرة وام الطيور، وما بين قرى الطليح على نهر عطبرة وامتدادات الاحياء الجديدة شرقا وشمالا، كانت المدينة تنمو فى هدوء، وتحكى بأنها مدينة تناثرت شعابها ما بين القديم والحديث.
طرحت تساؤلاتي عن عطبرة للنقابي حسن أحمد الشيخ الرئيس السابق لنقابة موظفى السكة حديد، الذى تحدث عن تاريخ المدينة وتطورها قائلا «لقد نشأت المدينة الحديثة على مرفق السكة الحديد، حيث كانت هنالك قرية الداخلة، ومن حولها قامت عطبرة الحديثة فى بداية القرن الماضى، حيث جاءت اليها اعداد كبيرة من مختلف مناطق وقبائل السودان للعمل فى السكة حديد، ومن هنا بدأت تأخذ الطابع العمالى، وقد كان اختلاط السودانيين بالجنسيات الاخرى من العاملين فى السكة الحديد من الانجليز والمصريين قد اثر فى تطور مجتمعاتهم المحلية، ولكن التطور الحقيقى بدأ مع قيام المدارس الصناعية فى عام 1930م، وساهم تلاميذ المدارس الصناعية فى رفع الوعى فى المجتمع من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات، وكذلك ساهم الطلاب الذين يدرسون فى مصر في زيادة الوعي الثقافي، حيث كانت تأتى الاصدارات والمطبوعات مع هؤلاء الطلاب، وظهرت مكتبات الشوارع ومكتبات المنازل، وتم تحديد مكتبة فى منزل من كل شارع، وكانت هنالك جلسات استماع وقراءة ومناقشة للاصدرات الجديدة التى تكون عادةً عقب عودة العمال من ورش السكة الحديد، ثم يتم بعدها الذهاب الى الجمعيات التعاونية، وهو النظام التكافلى الذى ابتدعه العمال للتغلب على ظروفهم المعيشية وضعف رواتبهم، وتتواصل المناقشات بعد ذلك في الأمسيات، حيث كان الاهالى يتجمعون فى الأندية، وقد زادت هذا حالة الترابط الاجتماعى والثقافى ودرجة الوعى السياسى، خصوصا بعد تكوين هيئة شؤون العمال، وقد كان اضراب العمال المصريين فى عام 1923م هو البادرة التى دفعت العمال السودانيين الى استخدام سلاح الاضراب للمطالبة بحقوقهم، وقد نبه الاستعمار فى وقت مبكر الى الوعى الوطنى فى عطبرة عندما وقفت المدنية لاستقبال القطار الذى جاء بـ «صالح عبد القادر» أحد قادة ثورة عام 1924م، ويتفق الكثير من اهل عطبرة اليوم مع ما ذهب اليه النقابى «حسن الشيخ» من أن العمل النضالى للعمال هو الطقس السائد للمدينة لعقود من السنين، وقد بدا ذلك فى حركة الاضرابات الشهرية التي نفذها عمال السكة حديد، ففى اضراب عام 1948م الذى استمر حوالى 33 يوماً، استطاع العمال الصمود رغم تواضع حالهم. ويذكر اهل عطبرة ان المزارعين كانوا يضعون خضرواتهم امام مبانى هيئة شؤون العمال ليأخذ منها العمال كفايتهم، ورغم ذلك كانت الأنفة تأخذ العمال الفقراء، فلا يأتون وهم صابرون على قلة ذات اليد، غير أن التغيرات الحقيقية كما يراها كثير من المراقبين قد بدأت فى المدينة بعد اضراب 1983م، حيث أن فترة الاضراب الطويل ادت الى اختراق الاضراب، ومن ثم قامت حكومة مايو بتفكيك تجمع عمال السكة حديد فى عطبرة. ويضيف الشيخ قائلا: «لقد كانت عملية تقسيم السكة حديد الى اقاليم هى بداية اختراق تجمع العمال، حيث تم ابعاد الكثير من العمال الى مناطق مختلفة في السودان».
وتقلص عدد العمال وتغير الشكل الاجتماعى للمدينة، ولكن الضربة القاسية كانت فى عام 1990م بعد فصل 4 آلاف عامل، وفشل الإضراب الذى قام به العمال. وكل ذلك أدى إلى هجرة أعداد أخرى من العمال وتقليص عمال الورش الى اقل من اربعة آلاف عامل، وكانوا فى الماضى حوالى 35 ألف عامل، ولكن وعلى الرغم من ذلك، فإن المدينة قد استطاعت الاستفادة من العمال الذين خرجوا من السكة حديد فى بناء شكلها الجديد، غير أن عملية التدهور والاضمحلال للسيطرة العمالية على مجريات الحياة كان نتاجا للتدهور الذى أصاب المرافق التى يتجمع حولها العمال، وهكذا فإن المدينة قد بدأت فى التدهور المصاحب لضعف السكة حديد والتأثير فى حياة المدينة، قبل أن يتغير جلدها كليا.
ويقول الباحث فى تاريخ السكة حديد وأستاذ التاريخ فى جامعة وادى النيل الدكتور عثمان السيد «إن التدهور فى الخدمات فى عطبرة كان مصاحبا للتدهور فى السكة حديد، وذلك كان مع بداية السبعينيات وحلول الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، وبلغ التدهور اقصى درجة له حيث انقطع التيار الكهربائى عن المدينة بصورة كاملة، وقد دفع هذا الى حالة نزوح كبيرة من سكانها الى خارجها، واصبحت احياء المدينة شبه خالية من السكان، فمعظم اهالى عطبرة يكمن استثمارهم الاساسى فى تعليم ابنائهم وتطوير قدراتهم، وقد كان وجود التيار الكهربائى آخر رابط لاستمرار الحياة، وقد فقد الى جانب سقوط قطاع السكة حديد، وصاحب ذلك مشروع آخر كانت له نتائجه المؤلمة، وهو مشروع تخطيط سوق عطبرة الذي أخرج الكثير من قدامى التجار من دائرة النشاط التجارى».
على الرغم من أن المدينة اليوم تشهد حالة من التطور السريع بعد أن اصبحت مركزاً للنقل البرى بكل اطراف السودان، الا ان احداً من اهلها القدامى او الوافدين الجدد لا يستبعد دور السكة حديد فى هذا التطور. ولعل هذا يبدو حتى من خلال التعريف بالمدينة التى اخذ الانتعاش يسرى فى اوصالها، فقد اصبحت صفحات الاعلان بالصحف تتسابق للاعلان عن فتح فروع جديدة للبنوك فى عطبرة، ومن بين تلك الاعلانات اعلان لافتتاح فرع بنك جديد بالعبارة التالية «فى مدينة الحديد والنار والذهب».
ويضيف فى هذا الاتجاه حسن الشيخ قائلا إن المدينة الآن بها العديد من فروع البنوك، وهذا دليل على أن بالمدينة انتعاشاً مالياً، وقد تم افتتاح مجموعة من المؤسسات الاقتصادية التي شارفت على بداية عملها، مثل تهيئة مطار عطبرة لعمليات الصادر، والمسلخ الجديد الذي يصدر اللحوم المذبوحة، بالاضافة الى ميناء الحاويات البري الذي يفتتح قريباً.
ويذهب الدكتور عثمان السيد في نفس الاتجاه، ولكنه يحدد البداية التاريخية لتطور المدينة قائلا: لقد كانت بداية النهضة بوصول طريق التحدي إلى المدينة في منتصف التسعينيات، ثم انعكاس مشاريع التنمية من قيام سد مروي في عام 2000م وما بعده، حيث استقرَّ امداد الكهرباء وزيادة عدد الطرق البرية التي تربط المدينة وشمال السودان على ضفتي النيل والميناء في شرق السودان، كل ذلك ساعد في زيادة الانتعاش الاقتصادي، حيث أصبحت المدينة مركزا لتجارة المحاصيل، وظهرت فيها نماذج لتجار جدد وفدوا من الأرياف وشكلوا قوة اقتصادية جديدة، كذلك سهلت الطرق البرية وصول البضائع من العاصمة والميناء. والملاحظ الآن أن معظم المحلات التجارية في عطبرة تمارس تجارة الجملة وتقل فيها تجارة التجزئة، وهذا دليل على القوة الشرائية العالية. وزادت الكثافة السكانية بالمدينة لتصل الآن الى ما يقارب الـ 240 الف نسمة، وارتفعت اسعار الاراضي السكنية التي تصل في بعض الاحياء الى 40 الف جنيه سوداني، وهذا نتيجة لتوفر الخدمات وتطور المظهر البيئي والحضاري بالمدينة.
ولعلَّ هذا التطور في الخدمات قد أعاد لعطبرة رونقها في جلدها الجديد. والشاهد أن عطبرة قد تمت لها جراحة دقيقة وقاسية بفصل التوأم السيامي السكة حديد والمدينة، وعلى الرغم من أن السكة حديد لا تزال تتعثر إلا أن المدينة نجحت في أن تنجو من الموت، وها هي تنظر إلى الشمس بخطى ثابتة.


الموضوع كاملا في :

http://www.alhadag.com/investigations1.php?id=1200

Post: #112
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-14-2010, 03:29 PM
Parent: #111

سنأتي على ذكر كل الشخصيات الأتبراوية دون فرز
و سنأتي على سيرة الأماكن
و لأنني أكتب هنا رأسا من الذاكرة فسأعتمد على الأفكار التي تقفز على مقدمة الذاكرة حسب ترتيبها

***

كمبوني أتبرا

هذه المؤسسة التعليمية العريقة التي أذكر منها غيضا من فيض .. هي مؤسسة قامت بدورها التعليمي على أكمل وجه.
إلتحقتُ بها لمدة سنة و نصف السنة فقط ثم تحولت إلى مدرسة عطبرة العمال الوسطى.
خلال هذه الفترة ، و رغم صغر سني تلكم الأيام ، إلا أن أحداث كثيرة تعلقت بأهداب الذاكرة.
الأب ( روفائيلي ) القسيس الإيطالي .. رجل صارم و لكنه تربوي من الطراز الفريد.
نجده منتصبا منتصف فناء المدرسة قبل أن يقرع جرس ( الطابور ) و يقوم بمراجعة تفتيش المعلمين .. بدءا باللبس و إنتهاءا بنظافة شعر الرأس.
طاقم التدريس كان خليطا من معلمين مصريين أقباط و قساوسة إيطاليين.
و رغم الدستور المسيحي للمدرسة إلا أنه كان يتم تدريسنا التربية الإسلامية.
أذكر من دفعتي في تلك السنوات أبناء الوجيه المرحوم حسن عربي ( عادل و كمال ) ..
أكثر فائدة عادت لدفعات تلك السنوات هي الإنخراط في فرق الكشافة.
كان معنا في الدفعة أحد أبناء موظفي السكة حديد من أبناء ( بربر ) .. و كان من ضمن الدروس الي تعلمناها في الكشافة تلك الربطات التي يتم تنفيذها بحبال المصنوعة من ( الدوبارة ) .. كربطة ( شيب شانك ) و التي كان زميلي حسين يقول عنها ( الشيب شانَك ) أي أن الشعر الأبيض قد شانك و جعلك قبيحاً.
عندما تحولت من الكمبوني إلى مدرسة العمال الوسطى .. كان أستاذنا ( كمبلاوي ) يستعين بي للتشنيف على طلاب السنة الرابعة في حصة ال Spelling عندما يخطيء أحد الطلاب بالسنة الرابعة في تهجئة كلمة إنجليزية فيأتي بي و يسألني إستهجاء الكلمة و عندما أقوم بذلك يطلب مني إعطاء الطالب المخطيء ( ضربة من عصا الخيزران على الكف ). رغم أنني إكتسبت عداوات كثير من طلبة الصف الرابع ، إلا أن جيراني من الطلبة بالحي الذي نسكنه كانوا درعا لي من الإنتقام.
يبقى أن أنتهز الفرصة لأحي زميلي هاشم السرور السافلاوي و أهله الكرام بحي الداخلة.

يستتبع

Post: #114
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Khalid Saeed
Date: 02-16-2010, 12:08 PM
Parent: #112



عطبـــــرة ..

محطة الوطن الكبير

Post: #115
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-16-2010, 06:20 PM
Parent: #114

وادي حلفا بعيون أتبراوية


آخر عهدي بوادي حلفا الغريقة في أحشاء النهر الخالد ، كان في صيف عام 1964م و نحن في أتبرا،،
فقد ذهبت تلك السنة إليها مع أسرة البلابل و أنا طالب في المرحلة المتوسطة ،،
ذهبت إليها لحضور زواج عم البلابل ( بيبي ) ،،

كانت إجازة لن تتزحزح عن ذاكرتي لعدة أسباب :
أولا :
لأنني في تلك الرحلة قد عرفت عن قرْب هذه المدينة الساحرة التي كنا نقضي فيها ليلة واحدة في ( وكالة شريف ) ثم ننطلق بعدها جنوبا باللواري نحو أرض ( السِكُوت ) ،، مع سائقين قديرين يحفظون عدد المطبات و بُعْد كل مطب عن الآخر ،، و يعرفون إنحناءات الطريق المتعرج مع ثنايا النيل ،
يعرفون أهل كل قرية من قرانا المتناثرة على الطريق بين أحضان الجبال و ضفة النيل الشرقية ، نسائها و رجالها و شيبها و شبابها ، يحترمهم الكل ، سائقين أمثال ( دهب ) و ( عبد الله بليلة ) و ( عبد القادر محمد عثمان ) و ( فرح خليفة ) و ( جريستون ) و ( عباس بيبسي ) و ( عوض عيسى ) و ( حسن أحمد ) و ( بدري ) و ( عباس فرح ) و ( أحمد نقاش ) و ( فضل المولى ) و ( سليمان قتال ) و ( علي سلطان ) و ( إسماعيل قيل ) و ( أحمد تني ) و ( إدريس فرح ) و ( فتحي يونس ) و ( هاشم محمد بدري )
و كثيرين قد لا أستحضر أسمائهم فعذرا و ألف عذر للذاكرة الخربة ،،
رحم الله الأموات منهم و أطال في أعمار الأحياء.


عرفت وادي حلفا في تلك الرحلة و غُصْتُ في أحشائها و غاصت في وجداني بين أهلي من أسرة ( كبَارة ) المضيافة ،، و أسرة أستاذنا المرحوم محمد شريف و المهندس كمال شريف و عشنا عدة ليال على أنغام ( الطار ) و الراقصات ( بالجرجار ) و زجاجات الكولونيا ( 555 ) وارد أسوان تضمخ الجلاليب و العمائم.

وادي حلفا كان بها أطول كورنيش على النيل ،، يضاهي كورنيشات المدن الحديثة الآن.
المستشفى في غاية الأناقة و النظافة. و حارس بوابة المستشفى ( العم حسن بصل ) الذي دخل التاريخ فتغنتْ البنات بصرامته ( حسن بصلكة أىْ بلبصا مِسكا ) ، يعني أنهم حاولوا رشوته لدخول المستشفى دون جدوى.
المسجد الكبير العتيق ،، تظهر منارته أحيانا كأنها يد غريق تمتد تصارع الموج و الغرق.
السوق العامر بكل الخيرات من الخرطوم و أسوان و القاهرة.
اللوكاندات ،، و وكالات الراحة للمسافرين جنوبا للمحس و السكوت و دنقلا ،، و للمتجهين شمالا بالباخرة لمصر.
ثاني الأسباب ،، أنه عندما ذهبنا في رحلة برية إلى زيارة معبد أبو سمبل جنوب أسوان في الأراضي المصرية ،، دخلنا دون جوازات سفر أو تصاريح مرور ،، ألقينا التحية على عسكري الحدود المصرية ،، و أهداه أحد أقارب العريس علبة سجائر. و في أبو سمبل ،، قابلنا أهلها النوبة بالزغاريد و كأن العريس الذي معنا هو عريسهم ،، قابلونا برش حبات القمح علينا ، ملوحين بسعفات النخيل ،، أكرموا وفادتنا و حملونا على قواربهم للضفة الغربية حيث يرقد المعبد العظيم و الذي يجسد عظمة أجدادنا.
عندما بدأت قصة الهجرة ،، تحول أهل حلفا الوادعين ،، إلى أسود ضارية ،، و لكن القوة تغلب الشجاعة.
لن أنس ذلك اليوم. رحمك الله يا عم عبدالمجيد طلسم.
أكثر ما آلمني ،، منظر سيدة تحمل أجزاءاً من قبر زوجها ،، و شواهد القبر تحمله في قفة و هي مذهولة تتلفت و كأن أحدهم سيخطف هذه البقايا منها.
و منظر رجل عجوز يتأبط سعفات من النخيل.
و منظر إمرأة تجلس على ركبتيها و هي تحثو التراب و تكيله على رأسها الحاسرة و هي تلطم و لسان حالها يندب و يقول ( إشهدوووو يا حلفا ،، أرض سماق لاقجنا ) و معناها : إشهدي يا حلفا ،، فإن الأرض و السماء تبكيانك.

منظر مهول ،، لو كانت لدي الأمكانيات اللازمة قمت بعمل فيلم عن هذه الهجرة التي تمثل خنجر عار مغروس في خاصرة السودان و سياساته.
تاريخ كامل إندثر. إنسلخ جيل كامل عن ماضيه .

عندما ذهبت بعد سنوات عديدة إلى حلفا الجديدة كمعلم منقولا من أتبرا،، قابلت مدير مدرسة قال لي بالحرف الواحد و هو رجل تعدى الخمسين :
هل تصدق يا إبني ،، منذ أن قدمتُ هنا لحلفا الجديدة ،، أقوم كل يوم الصبح و أحسب أنني سأذهب للنيل لكى أتوضأ ، فأصطدم بالواقع المرير.
أصابتني كلماته بغصة مؤلمة.


أهلنا الحلفاويين كانوا فاكهة أتبرا و حلقة الوصل بيننا و بين مصر،، يعتزون لدرجة بعيدة بقبيلتهم ،، و بلغتهم ،، لذا تجد الحلفاوي دون بقية النوبة ،، تجده يرطن بمجرد أن يجد حلفاوي مثله أو نوبي يتحدث لغته ،، من شدة عشقه للغته الحبيبة ،، يعتبرها جواز سفر و تصريح مرور لدى بني جلدته،، لذا فهو عفوي المزاج، منفتح الفكر ، يقدسون التعليم ، يحترمون المرأة و لها في حياتهم موقع مميز. عشت معهم في أتبرا و في حلفا الجديدة ،، الكرم متوارث ،، يحبونك ، و يفتحون لك قلوبهم و يجعلونك تحس بأنك واحد منهم.
لكم العتبى حتى ترضوا يا أهلي العزاز بوادي حلفا و أرض البطانة و أنحاء البلاد و في دول الإغتراب.


يستتبع

Post: #117
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: الحارث سرالختم عبد الله
Date: 02-16-2010, 08:19 PM
Parent: #115

العزيز ابو جهينه لك التحيه وانت تعود بنا لأيام عطبرة وطفولتنا ومرتع صبانا فمهما طال

بنا الغياب عنها فهى دائما فى الخاطر والوجدان لك منى التحيه ولكل المتداخلين معك من اهالى

تلك المدينة الرائعه عطبرة الأم فهى بالحق محطة الوطن الكبير والتحيه من هنا لكل اهلى

من ام بكول للحصاية ولكل ابناء عطبرة الكرام وواصل سردك الممتع يااصيل .

ابو ختم

Post: #118
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: Khalid Saeed
Date: 02-17-2010, 05:41 PM
Parent: #117

المعلم بكش موسيقى شرطة ولاية نهر النيل

فرقة موسيقى الشمالية أسم هذ أوتار المدينة وساهم مساهمة فعالة في مسيرة الطرب العطبراوي ورغم أن الأسم الرسمي للفرقة قد تغير من موسيقى الشمالية إلى موسيقى شرطة مديرية النيل ثم لموسيقى شرطة ولاية نهر النيل إلا أنه ظل أسم فرقة شرطة المدينة في كل الحقب أسم يعرفها عن صنويها فرقتي جاز السكة حديد ودانا أو المدفعية ولقد قدمت كل هذه الفرق في مسيرتها الكثير من المبدعين من فنانين وشعراء وملحنيين وموسيقيين مميزين أنتقل منهم عدد كبير وتنقل حسب طبيعة العمل العسكري فظل ينشر ما أكتسبه من علم مؤسس من علوم موسيقية درسها بتأني من معلمين أكفاء في علم الموسيقى نقف اليوم مع أحد هؤلاء المعلمين كي تكون وقفتنا معه هي عبارة عن إضاءة حول شخصه كمبدع من دون أن نغفل عن جانب من مسيرة الفرقة فهي عطاء متجدد ومسيرة طويلة من الإبداع ... فضيفنا هو المايسترو ومعلم الموسيقى الشهير ببكش فمن هو
الأسم ؟؟؟
عبد الحميد أحمد البشير
اللقب ؟؟
بكش
الميلاد ؟؟
مدينة الدامر في 1952
حديثني عن مسيرتك الموسيقية منذ التدرب حتى أصبحت معلماً للموسيقى ومايسترو ؟؟
تخرجت في العام 1966 من موسيقى قوات الشعب المسلحة بكوبر وكان عمري 14 سنة تخرجت كعازف بالموسيقى العملية وكان من ضمن الذين قاموا بتعليمنا النوتة الموسيقية وأسس العزف المقدم أحمد مرجان والنغيب محمد أسماعيل بادي والرقيب أول يوسف الغيث أكملنا التدريب وتخرجت مع زملائي كعازف جلست لإمتحان الدرجة الثانية في العام 1986 ونلت شهادة موسيقي الدرجة الثانية بإمتياز وفي العام 1987 تحصلت على شهادة موسيقي الدرجة الأولى وهي الفترة الزمنية التى لا بد منها للإنتقال من الثانية للأولى أي سنة ويتم الجلوس لهذا الامتحان من جميع الوحدات وفي العام 1989 إنتقلت لموسيقى القصر الجمهوري عملت فيها حتى العام 1992 وصلت لرتبة رقيب أول ومن ثم أنتقلت لموسيقى ولاية نهر النيل حتى أكون بالقرب من عشيرتي إذ أنني من أبناء الدامر .
كيف وجدت حال فرقة ؟؟
الفرقة كانت تحت قيادة عبد الله محمد عثمان عندما أنضممت لها رسمياً في 1994 وجدت أن الفرقة ذاخرة بعدد مقدر من العازفين المؤهلين لدرجة عالية جداً كانت الفرقة تضم عدد 35 عازف جميعهم أفزاز متمرسون بفضل المايستروا القدير حامد السباعي وأسم حامد السباعي هذا هو أسم علم كبير من أعلام الموسيقى في عطبرة حقيقة أنا لم ألتقيه ولكني سمعت عنه قبل حضوري لعطبرة وعندما حضرت لعطبرة وجدت لمساته في تلاميذه المميزين منهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال يمنح من عطاء السباعي له وطبعاً المسيرة لم تتوقف فلقد أستلم عطرون كافي قيادة الفرقة من عبد الله محمد عثمان في العام 1996 .
تعني أن حال الفرقة كان مرضي بالنسبة ليك بفضل السباعي ؟؟
نعم أنا لقد تم تعيني كمعلم موسيقى في العام 1994 ولكني تفاجأت بأن الفرقة التي تم تعيني لها كمعلم لا تحتاج لمعلم ولا تحتاج لتعليم وجميعهم ليسوا بأقل مني في المهارة بفضل السباعي وزملاءه .
ثم ماذا بعد ؟؟
لقد أنضم لنا سعادة الرائد عز الدين عثمان وهو موسيقار كبير ومعلم نوتة ماهر لديه عدة كورسات خارج وداخل السودان في علم الموسيقى وفي هذه الفترة وهي فترة ولاية اللواء محمد حسن تم نقل الوحدة من مبنى البلك إلى مبنى مدينة التدريب بالإمتداد الشرقي وفي إدارة التدريب تولى أمر الفرقة النغيب عوض الكريم وتحت أشراف الرائد عز الدين وطبعاً عوض الكريم شاعر تغنى له مطربي المدينة وعزالدين موسيقي ومعلم نوتة فمثل هذه الإدارة كان لا بد أن تنعكس على الفرقة وتثمر بألق فني مميز
إذن هناك فرق بين حال الفرقة قبل هذه القيادة وبعدها ؟؟
بالطبع فعدد الموسيقين قد تناقص حسب دورة الزمن من وفاة وبلوغ سن لا يمكن معه العمل في هذا المجال فلقد أصبح العدد فقط 13 موسيقي ولكن تحت إشراف هذان الرجلان تم استيعاب عدد من الراغبين للإلتحاق بواسطة الإعلان وبالفعل تم تعين 40 دارس وتم تعيين 20 عازف مؤهل فأصبح عدد العازفين 60 عازف وبدأنا كورس أنسجامي مدته سنة لتدريس النوتة من جديد لجميع الدارسين تكون بمثابة مراجعة لمن له خلفية عن النوتة باشراف ثلاثة معلمين الرائد عز الدين ومايستروا عطرون كافي وشخصي وبعد أن تشبعوا بالنوتة أدخلناهم في كورس تدريبي للتطبيق امتدت لثلاثة أشهر وذلك بغرض التدريب على الآلات وتمت الأختبارات اللازمة وتميز الجميع والمعروف في عالم الموسيقى أن بعض الألات لا تسلم إلا للمميزين والشاذين منهم ولكنا بعد الاختبارات وجدنا أن الجميع يمكن الاعتماد عليه .
ما هي الآلات التي لا تسلم إلا للمميزين ؟؟
بعض الأجهزة وخاصة النفخية مثل سيكسفون سي سيكسفون جي التو وطربمة وكلاونت وفلوت وصفارة بيكو والباص سي والفونيوم ...
كأنك اتيت على كل الآلات ؟؟
لا هنالك الآت كثيرة كآفة الآلات الوترية والآلات التكميلية والترميتات والطبلة والقرب
إذن انت الآن راضي عن شكل وعطاء الفرقة ؟؟
بالطبع فالآن الفرقة مميزة وتضم مميزين وموسيقيون أكفاء ومطربون يمتلكون أصوات ممتازة والفرقة لديها مشاركات واسعة في الأفراح والمنتديات والمناسبات الرسمية والتخاريج خارج المدينة وداخلها سواء كانت تخاريج عسكرية أو مدنية وهي تشارك بأجنحتها الثلاثة فرقة القرب والفرقة النحاسية الجهادية وفرقة الجاز
ماذا تعني بالتخاريج المدنية ؟؟؟
أعني المشاركة في تخريج الطلبة والمعاهد والكليات فدوماً تكون لنا مشاركة في احتفالات التخريج حتى في بعض الرياض يطلب منا فنساهم بكل سرور
هل سبق للفرقة مشاركات في مسابقات أو اي منافسات ؟؟
نعم شاركت الفرقة في مهرجان الشرطة وفازت بالمرتبة الثانية قبل ستة سنوات ولقد أحرزت الفرقة ثلاثة كاسات ودرقة وذلك في المشاركة في المسابقات الجهادية
هل تمتلك الفرقة أعمال خاصة ؟؟
طبعاً الفرقة تمتلك عدد لا يحصى من الاعمال الخاصة والمقطوعات الموسيقية ومن المقطوعات المميزة مقطوعة السدر ونشيد الشرطة .
من هو الملحن الذي يقوم بالتلحين للفرقة ؟؟
كثير من الموسيقين لديهم القدرة على التلحين ولكن كان عز الدين هو الملحن الذي يثري الفرقة بالألحان والأعمال والآن تقاعد وأستلم قيادة الفرقة النغيب عوض الكريم والمسيرة ماضية
هل بقى شيءٌ تريد أن تضيفه ؟؟؟
نعم أريد أن أزجي الشكر للموسيقار عز الدين فبالرغم من أنني أتيت مؤهلاً ولكني بمقابلتي له عرفت أن الموسيقى علم وبحر لا ساحل له وتعلمت منه الكثير .. وأريد أن يعرف الناس أنه لا فرق بيننا وبين معهد الموسيقى بل نحن نجود أكثر منهم والذي يتخرج من هذه المدرسة يكون موسيقي يستطيع أن يتعامل مع الكاندوكتل ..
ما الكانتوكتل ؟؟؟
كيف أشرحها لك هي توزيع عمل أربعين آلة كي تأتي في سطر موسيقي وكل سطر له تون ودو تون او أستطيع أن أقول لك ان الكانوكتل هو عبارة عن حشد مقطوعة موسيقية كبيرة في مساحة زمنية أقل أو قل ما يسميه مستعملي الحاسوب بضغط الملفات
من هم فناني الفرقة في الوقت الحالي ؟؟
الفرقة الآن تمتلك أصوات جميلة جداً
1/ حسن محي الدين
2/ نور الدين محمد فرح
3/ عبد الناصر علي أحمد (( ولقبه ناصر فودا ))
4/مجذوب علي أحمد (( ولقبه رقوش ))
5/ فيصل عبد الخالق (( ولقبه البلوشي ))
6/عبد الرسول التوطب



أجرى اللقاء الأخ العزيز العطبراوي المبدع / محمد مرغني

Post: #119
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 02-19-2010, 06:43 PM
Parent: #118

الأرباب
شكرا على هذه المساهمة الثرة
الصور الصور

Post: #121
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: ابو جهينة
Date: 03-12-2010, 05:57 PM
Parent: #119

رمية..
هذه بطاقتي...
الاسم: مفتون يا رائعة التراب وعبق الذكريات
العمر: سنين هواك ودفء الاغنيات
الهواية:اطالع حبك فانا المكبل قلباً وذات

من اجمل ما قرأت عن عطبرة...
منقول للفائدة ..


ـــــــــــــــــــــ
عندما يعانق النيل آخر روافده وينسرب في الصحراء تاركاً خلفه سراب مدينة حاربت التنين طويلاً ولم تقهر بدأت المواجهة منذ منتصف الثلاثينيات حينما ثار العمال ضد اولاد جون القادمين من اسكتلندا وويلز وبعدها تقدم الشهداء الحقيقيون مواكب الفرح الاخضر فكانت افواجاً من المؤمنين بأن الماء والكلأ والنار قسمت بأمر الانبياء والمرسلين بين الناس اجمعين ونهضوا بعدهم السواقين والعطشقية والبرادين والكماسرة وعمال الدريسة خرجوا وعرقهم يتصبب والنسوة تقابل مظاهراتهم بالزغاريد فكانت 1955م ومال الغداء والعم «حسين ود كرجة» القادم من كنور ينزل من على ظهر حماره ويبيعه في السوق متنازلاً عن ثمنه لمال التحرير ومنذ تلك اللحظة كان الرضع يفطمون على الخروج ويتأدبون امام الجماهير شاهرين اسلحتهم«العدالة-المساواة-وقبلها الحرية» الجميع يرفض الطاعة العمياء - كان رجال شرطة السكة حديد اكثر معرفة بحقوق الانسان مثلهم مثل عسكر الامبراطوية التي لا تغيب عنها الشمس ويبكي اغلب السكان على نغمات الفنان بابكر الزكار
ما بنسى ودوام بطرا
الفي نص اسمو حرف الرا.
وتهدأ المظاهرات بعد الاستقلال وترقد المدفعية اروع سلاح للجيش السوداني ومعها الضباط ابناء الشعب ، كانوا يرافقون المواطنين في المحافل والمقابر ودار المعلمين تشرق نحو الشمال وترسل اشعتها يوم كان للمعلم الحق في ان يقترب من منزلة الرسل فرفعته المدينة الى مرتبة الصالحين الحاجة«رتيبة» التي تسلف سندويتشات الطعمية والبيض شريطة ان تحلف بالله ، يومها كان القسم امراً مقدساً كانت من رموز المدينة وعلاماتها الباهرة .. وسوق«الدخولية» سوق البهائم والقش كان يخضع للاشراف الصحي واربعة مراكز صحية للرعاية البيطرية ابرزها معمل الالبان ومركز صحي الرعاية البيطرية جوار مسجد السيد علي الميرغني وبجانبه الهيئة العامة لنقابة عمال سكك حديد السودان يومها كان فقدان البهيمة يستلزم الذهاب الى الملجة واصحاب التاكسي«ابيض اللون»يومها كان طلب التاكسي بالتلفون كان الانجليز «جزاهم الله خيراً» يخططوا ليجعلوا المدينة مطابقة للندن ديري واكشاك الليمون تبعث الخضرة رائحة زكية وتعطر«الموقف العام للمواصلات» ومقهى العم صباح الخير«التي تخصصت في القهوة دون الشاي»ترتكز الى فلسفة جد كبيرة وملعب الجولف والاسكواتش والسينما تتوزع في مثلث الخير والحق والجمال تلكم هي عطبرة مسقط رأس اول فيلم سينمائي سوداني«آمال واحلام» يومها كان نصف الخرطوم مظلم وغابات حقيقية وليس اسمنتية ومقهى العم محمود اللمين ومقهى الرباطاب ومقهى المناصير والعم( حسن عمر) ومقهى (الرشايدة) ويافطات السينماء وبائعي الكتب والعاملين على استبدالها واصحاب اشرطة الكاسيت كل ذلك مع روعة مكتبة دبورة ومكتبة( حنتبلي) ومكتبة (الشبلي )وفي ركن قصي كانت مدرسة العمال التي استقطعت مصروفات تشييدها من عرق الشغيلة تحولت بقدرة قادر الى خولة بنت الازور ثم الى سمية بنت الخياط اللواتي يستحققن مدارس بأسمائهن لكن غير مدرسة العمال والتي تغازل مدرسة«الجلود»والتي يحكي اسمها عما تبقى من الاضحية وكرامة الفداء والسرور السافلابي ومدرسة السعادة الابتدائية بنات ومدرسة الخدمات التابعة للسكة حديد تقبع على مساحة 7 الف متر مربع والاهلية المصرية عنوان الصداقة والاخوة والاقباط بنات وبنين ومدرسة الارسالية الامريكية للبنات والكمبوني كل ذلك تظلله موسيقى الشرطة على نغم اسكتلندي الطابع تحت ظلال الثقافة العمالية وحق الانسان في المعرفة ومحو الامية والتعليم والتعلم والفرق جد كبير لو تعلمون . كذلك وفق صفارة السكة حديد حيث كان الانضباط والتنظيم واروع السواقين كانا العم (حسين ابو رغيفة) وفاكهة موقف حاج الريح يوم سخر من قريبه الريفي حين سأله وكانا وقوفاً امام محلات (الطير الابيض ):عن اسم المحل؟وهل فيه باسطة؟فقال له: اذهب الى صاحبة المحل وقل لها:عمتي الطيرة البيضاء..عندك باسطة؟يومها كانت توجد في المدينة عمارة واحدة وهي عمارة عباس محمود جوار البلدية وساعتها الشهيرة وفي مواجهة كلية الهندسة الميكانيكية منذ السبعينيات من القرن المنصرم وبجوار البوسطة والتلغراف والهاتف يوم كان البريد ينقل لنا«مجلة هنا لندن ومجلة العربي من الكويت» الى ارتال من العمال والموظفين بالورش ومكاتب العموم.كانت عطبرة ام الكل وزولة الكل شارع الحلاقين والاغاني الصادحة من الراديوهات تعطر مساحات الامكنة والتجار تجار الرفق بالانسان«عبد الله الفكي محمود،ابراهيم طلب، ابو القاسم سعد ، خضر ابراهيم العربي ، المأمون فضل الله ، البدوي العجمي ، وعسقلان ، واجزخانة العائلات ، وصيدلية السكة حديد المدعومة ، وسوق الخضار ، والعم بابكرعبد السيد رحمة الله عليه ، وعم الحسين الغفير القادم من جبال النوبة ، والذي قال انه لا يستطيع ان ينام خارج المدينة ، واحب الناس واحبوه ، وقضاة المدينة النزيهين الطاهرين ، ومحكمة العمدة(ا لسرور السافلاوي )، و(حاج الريح )، و(مكي حامد) احد اهم القيادات الوطنية بالمدينة بالقرب من مبنى التوتوكورة حيث يوجد عمنا ابو كدوك الذي ينتج ويصلح الاحذية الرياضية المحلية وشارع الشهداء بالموردة والعياشة وعلى رأسهم (عثمان سعيد) و(خلف الله العاليابي)والتزية المرحوم(عوض خضر) و(الباهي) والعم( نقد) والترزي الافرنجي( منقة) و(سبت)و( برنابا)والتنافس الشريف بين اولاد(البيه) و(ابو خليل) لمنتجات الالبان اللذان تربطهما علاقة الصداقة والاخوة ومحلات الملبوسات والاحذية احمد وعلي القادمين من اليمن السعيد «والعديل والزين» والجوهرة والاجهزة الكهربائية ومحلات (خيال) واولاده واكبر مستورد للعجلات بافريقيا والوطن العربي العم (احمد عبد الله)و(عبد اللطيف) العجلاتي ومحلات المناسبات بواسطة عمنا ابراهيم «دنانة» و(ماندو) صاحب وفني المايكرفونات وواحداً من امهر السودانيين على الاطلاق العم «برنوس» الذي صنع المسدس بالمسبك فتم فصله من السكة حديد على ايام السكة حديد اضافة الى الشاعر الوطني الكبير الطيب حسن وابناءه الافاضل الذين ما زالوا ممسكين بشرف المهنة وعلي منصور بالمنطقة وعلي سعيد وصاحب اكبر ورش للمراكب سلامة للبر والبحر وكرار احمدون وصيانة الوابورات الزراعية وورشة الشاعر الكبير عبد الله بشير حتى البصات كانت لها دلالة المستنيرين لافتاتها الكسولة «بلابل الدوح»«سودانية»«لوليتا»«قارئةالفنجان»«العربي»«المفتخر»«الوحدة»«الفظيعة» «الهبباي»«ابوحافظ»«يا ناس يا اهل ابو حافظ وصل»«ورا البسمات كتمت دموع» واشهر السواقين بالمدينة العم رحمة الله.. محمد طلاق..العم عبد القادر رئيس النقابة..وعباس البشير..وحسين ابو رغيفة..واحمد الكسلان..وعبد الغني..واشهر الكماسرة .. حسين العربي..وابو سبعة..والبعيو..وعثمان مليلمة..واشهر محلات الحلويات«سمرونة فتحي البرول» وباسطة عبد الفتاح واشهر فول فول عمك عوض وكشك الاندلس ولا ننسى ابناء كنور وخليوة التي تحف عطبرة وتكسوها بهاءً يضاف اليها ام الطيور واهلها الذين صدقوا ان الجرادل العابرة لاراضيهم ونهر النيل تعمل من اجل مصلحة الوطن فتنازلوا عن ارضهم «ملك حر» من اجل مصنع الاسمنت الذي صار وبالاً عليهم يضاف الى ذلك المرحوم ابو جنزير فاكهة المدينة وطيبها الذي يعطر سماوات المناسبات ويضفي لحظات الفرح على المجتمع العطبراوي حتى داخل الزوايا وفي بيوت الاحزان..والزوايا لمن لا يعرف هي منازل تبنى في الاحياء يتم فيها فرش افراش البكا لمدة ثلاثة ايام بحيث يأتي الجيران بالطعام لاهل الميت عوضاً عن اشعال النار في الايام الاولى للوفاة والاكتفاء بالميتة دون خراب الديار والآن تحولت الزوايا الى مأتم عريض يبكي مدينة الحديد والنار .. يبكي عطبرة نفسها...!
«عطبرة ام دالات..رباية اليتامى ومقنع العزبات»

يأتيها الريفيون فتمدنهم ويأتيها اهل المدن فتأسرهم كانت عشق لا منتهي عشق ابدي يستقبلك الى العمدة السرور والداخلة العظيمة ولن تشاء الا ان تحل عضواً باحدى انديتها .. الوادي الوطن .. الشاطيء .. الهدف والامل والنسر والفلاح والامير والكوكب والتقدم «الموردة» والجيل والنيل والجلاء والتحرير حتى الاندية ارتبطت بمكافحة الاستعمار يضاف اليها نادي الاتحاد واندية اجتماعية يقف نادي بوهين على قمتها ورحيق وازاهر شارع كسلا وشارع الشهداء وشارع الفكي مدني الذي سمي على الرجل الصالح«الفكي مدني» واقيمت على مقبرته مباني التلفزيون .. تلفزيون عطبرة الريفي ولا اعرف لماذا ريفي؟!لم تكن تعلم يومها ان النبي«ص» امر بأن نستوصي بالاقباط خيراً..كانت دكتورة فانية القبطية واولادها الذين تلقوا تعليمهم بمدرسة العمال مع اخوانهم المسلمين على الرغم من امكانية ان يقطعوا المسافات الطوالت حت ظلال الصليب نحو استراليا وكندا..والدكتور فؤاد جندي ودكتور فلبس مرقص محروس بميدان المولد النبوي ودكتور«بول» اخصائي العيون القادم من الجنوب الحبيب وفتحت له المدينة صدرها وبادلها الحب والوفاء







الموضوع الأصلي : عطبرة...لمن لا يعرفها - ) Hanosh (الموقع المصدر : منتديات همس الليالى..

Post: #122
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 03-12-2010, 06:38 PM
Parent: #121



عبد الحكيم عامر مصطفى أبو عمار ( الحاوي
)

Post: #123
Title: Re: حكاوي أتبراوية
Author: منتصرمحمد زكى
Date: 03-12-2010, 06:43 PM
Parent: #122

هواية فوق العادة



التواجد بالمقابر بغرض الزيارة والترحم على الموتى .. من الأشياء المألوفة .. والطقوس الراسخة في ثقافتنا الشعبية والصوفية .. اما غير المألوف فهو التواجد بالمقابر لممارسة أغرب هواية .. وهي كتابة أسماء الموتى وتاريخ وفاتهم .. تلك هي المهمة التي تكفل بها المواطن عامر مصطفى أبوعمار الشهير ب ( الحاوي ) .. دون ان يكلفه بها أحد .. فقط من باب الهواية .. ويا لها من هواية .

عرفته مدارس عطبرة الابتدائية في سبعينات القرن الماضي هو وزميله كمال .. عبر جولاتهم الموسمية بالمدارس .. لتقديم عروض فن الألعاب السحرية .. لا زال يمتلك الخفة والمهارة اللتان لطالما رسمتا الدهشة والانبهار على وجوه التلاميذ آنذاك ... سألته عن سر هوايته الغريبة وكيف بدأها ؟ .. يقول عامر : الصدفة وحدها قادتني الى ممارسة تلك الهواية التي ترونها غريبة .. وأراها غير ذلك .. ذات نهار كنت أنا وصديقي (ع) نمر بالمقابر في طريقنا من حي الدرجة الى حي المربعات .. نادى أحدهم على (ع) فتوقف لتحيته .. بينما تقدمت أنا نحو المقابر التي يفصلها عن الشارع الترابي الذي نسير عليه بضع خطوات .. وقفت أتأمل في شواهد القبور .. لتقع عيني على اسم شخص أعرفه .. كان جارنا في حي الحصايا .. وبما أنني لم أكن ساعتها أحمل معي سوى قلم BIG قمت بتدوين الاسم وتاريخ الوفاة على راحة يدي .. تمهيدا لنقله في كراسة أو دفتر .. فشعرت بدافع خفي يحثني على مواصلة هذا العمل .. حضرت في اليوم التالي ومعي دفتر .. وقمت بتسجيل كل الأسماء والتواريخ التي صادفتني .. ومنذ تلك اللحظة صرت أتردد على المقابر من وقت لآخر .. لحصر أسماء الموتى وتواريخ وفاتهم .. وما يحزنني ان الكثير من القبور ليس بها شواهد .. أو تعرض بعضها للتلف وطمست بياناتها .. من الأشياء الغريبة التي صادفتني وجود قبر يفوق طوله المترين .. وكذلك أربعة أفراد من أسرة واحدة دفنوا جوار بعضهم والأغرب من ذلك أن الفاصل بين تاريخ وفاة كل واحد منهم عن الآخر عام واحد .. ومن الأشياء التي هزتني اكتشافي لقبر صديق كنت أظنه طوال تلك الفترة متواجد خارج السودان .. لم أشعر في أي وقت أن ما أقوم به فيه تعدي على حرمة الموتى .. أو اساءة لذويهم من الأحياء .. بل على العكس تماما .. كان ينتابني احساس بأن ما أقوم به أنا اليوم .. سيستفيد منه آخرون غدا .. كيف ؟ لست أدري .. فقط أنا مهموم بالتوثيق أيا كان نوعه .. وما يؤسف له أنني فقدت بعض دفاتري الهامة بسبب انتقالنا المستمر من منزل الى آخر .